I picked up the emperor's nephew one day - 58
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- I picked up the emperor's nephew one day
- 58 - في كتاب الأعشاب
نظر يوكار إلى صورة روبيلين داخل الجرم الكريستالي بابتسامةِ رضا وهو ينظم الأوراق على مكتبه.
في تلك اللحظة، طرق أحدهم باب مكتبه.
“ادخل.”
كان الزائر أحد علماء اللغات القديمة، الذي طلب منه يوكار قبل فترةٍ قصيرة فك رموز كتاب الأعشاب.
“لقد انتهيت من فك رموز كتاب الأعشاب الذي طلبته.”
كان رجلاً مسنًا أبيض الشعر، تبدو عليه علامات الشيخوخة وكأن أيامه في الحياة أصبحت معدودة. ومع ذلك، كان واحدًا من القلة النادرة في الإمبراطورية الذين يتقنون اللغات القديمة.
“ها هو.”
انحنى العالم بانحناءةٍ احترام وهو يقدم الكتاب إلى يوكار. و كانت يداه ترتجفان بشدة كأوراق شجرة تهزها الرياح.
أخذ يوكار الكتاب من يد العالم بنظرةٍ تعكس مشاعر متباينة، وركز بصره للحظة على يد العالم المرتجفة قبل أن يتحدث.
“أحسنت عملًا. الخط يبدو مألوفًا. ما رأيك فيه أنت؟”
تردد العالم قليلًا قبل أن يجيب.
“يشبه خط الإمبراطور الأول.”
“ماذا؟”
قطب يوكار جبينه فجأة ورفع صوته.
في تلك اللحظة فقط أدرك سر الشعور الغريب المألوف الذي انتابه وهو ينظر إلى الخط.
كيف لا يبدو مألوفًا؟ فقد كان هذا نفس الخط الذي اعتاد رؤيته مرارًا منذ سنوات، أثناء بحثه المضني في الكتب القديمة عن موقع خاتم التحكم بالسحر، وهو ما جعله يحفظ كتابات الإمبراطور الأول عن ظهر قلب.
تراجع العالم خطوةً إلى الخلف وانحنى بانحناءة عميقة، محاولًا إخفاء قمة رأسه عن الأنظار.
“سأضمن سرية الكتاب، فلا داعي للقلق.”
بدأت ملامح يوكار تتصلب تدريجيًا بشكلٍ جدي.
كانت هذه المرة الثانية التي يتحدث فيها العالم عن الحفاظ على السرية. في المرة الأولى كانت عندما فك رموز كتاب قديم قاد إلى اكتشاف موقع خاتم التحكم بالسحر.
و في ذلك الوقت، كان يوكار قد محا ذاكرة العالم بشأن الخاتم، ولم يبقَ سوى هو من يتذكر الأمر.
ألقى يوكار نظرةً متوجسة على الكتاب، وعيناه تتقلبان بين الحيرة والقلق.
‘قلتُ أنني سأرى ذلك مع المربية لوسينا، ولكن……’
بدأ القلق يتسلل إلى نفسه من أمرين: تسللُ شخص ما إلى مكتبة القصر الإمبراطوري ليلقي تعويذةً على كتاب الأعشاب، وردة فعل العالم المختص باللغات القديمة.
أمسك يوكار الكتاب بسرعة، وأخذ يقلب صفحاته بلا مبالاةٍ ظاهرة، لكنه في داخله كان في حالة تأهب تام.
ما إن توقف يوكار عند الصفحة المتعلقة بـالإنديل حتى اتسعت عيناه بصدمة.
“سيد يوكار!”
لكن يوكار تجاهل نداء العالِم واندفع مسرعًا خارج مكتبه.
***
بعد انتهائي من الحصص الصباحية، كنت متجهةً نحو مكتب كاليكس. و ما إن بدأت ملامح المكتب تظهر من بعيد حتى أخذ قلبي ينبض بسرعةٍ لا يمكن التحكم بها.
‘اليوم بالتأكيد……’
وفي اللحظة التي كنت أستجمع فيها شجاعتي للاعتراف، صدم كتفي شخصٌ كان يمر بجانبي مسرعًا.
تعثرت قليلًا، ثم نظرت بذهول إلى الشخص الذي سبقني بخفة.
“يوكار؟”
كان يوكار يندفع نحو مكتب كاليكس، و شعره الأخضر الفاتح يتطاير خلفه كأعشاب تُحركها الرياح.
‘ما الذي يجعله بهذا القدر من الاستعجال؟’
تساءلت وأنا أسرع للحاق به.
عندما رأوه الحراس، فتحوا الباب بسرعة، ورغم ذلك كان يوكار يضرب الأرض بقدميه بفارغ الصبر وكأنه لا يستطيع انتظار حتى هذه اللحظات القليلة.
كنت على وشك الدخول خلفه، لكنني توقفت للحظة
‘هل يُسمح لي بالتدخل في هذا الأمر؟’
بهدوء تسللت خلف الباب وأخرجت رأسي قليلًا لأراقب المشهد.
“جلالتك! جلالتك!”
دخل يوكار إلى المكتب بخطواتٍ متسارعة، وصعد المنصة حتى وقف أمام كاليكس، الذي كان منشغلًا بعمله.
“كم أنت مزعج!”
قال كاليكس ذلك ببرود دون أن يرفع عينيه عن أوراقه.
كان كاليكس يحدق في الأوراق أمامه، و حاجباه معقودان بانزعاج.
أخرج يوكار الكتاب الذي كان يحمله بسرعة وعرضه عليه.
“جلالتك، أرجو أن تطّلع على هذا الكتاب.”
“كتاب؟”
رفع كاليكس عينيه بنظرةٍ متسائلة، لكنه سرعان ما لاحظني واقفةً عند الباب مترددة.
“……ماذا تفعلين هناك؟ تبدين لطيفة.”
عند كلمات كاليكس، استدار يوكار ونظر نحوي، وظهر على وجهه تعبير ينم عن إدراكٍ متأخر لما حدث.
“كنتُ أتساءل إن كان بإمكاني الدخول…..”
“بإمكانكِ الدخول.”
“ألم تكونا تتحدثان في أمر مهم؟ يمكنني تقديم تقرير الدروس الصباحية لاحقًا.”
“ليس هناك ما لا يمكنكِ سماعه. يمكنكِ الدخول.”
نهض كاليكس من مكانه واتجه نحو الأريكة في منتصف الغرفة.
ترددت وأنا أدخل المكتب، مراقبةً تعابير يوكار. بدا عليه أنه لا يملك خيارًا سوى اللحاق به إلى الأريكة.
“المربية لوسينا.”
ناداني كاليكس بينما كنت على وشك الجلوس في المقعد المقابل بجوار يوكار، عندها أوقفني بصوته العميق.
ضرب كاليكس على المقعد بجانبه بيده.
“مكانكِ هنا.”
“…….”
نظرت إلى يوكار بنظرةٍ خاطفة، مترددة.
‘هل سيكون غريبًا في نظر يوكار أن أجلس بجانب كاليكس الآن، ونحن لسنا بحاجة إلى التظاهر بأننا زوجان؟’
الأشياء التي لم أكن ألاحظها حين لم أكن مدركة لمشاعري أصبحت الآن تثير انتباهي بدقةٍ شديدة.
لكن على عكس توقعاتي بأن يوكار قد يجد الأمر غريبًا، بدا غير مكترث وألقى عليّ نظرةً نصف مغلقة بعينين باهتتين.
“لماذا تتصرفين وكأن الأمر جديد عليكِ الآن؟”
لم أستطع تحمل الإحراج الذي سببه تصرف يوكار، الذي بدا وكأنه يعلم كل شيء، فاكتفيت بابتسامةٍ جافة.
يوكار، الذي شهد محاولاتنا المتخبطة في التظاهر بأننا زوجان، ربما كان أول من أدرك حقيقة مشاعرنا.
جلست بجانب كاليكس بخجل، وبدت ملامحه راضية وهو يوجه نظره نحو يوكار.
“إذاً، ما هذا الكتاب؟”
بدا يوكار وكأنه تذكر شيئًا فجأة، فأخرج الكتاب الذي كان يحمله بسرعة.
اتسعت عيناي على الكتاب بدهشة.
“أليس هذا ما وجدتُه في مكتبة القصر الإمبراطوري؟”
“نعم، كنتُ سأطّلع عليه معكِ، ولكن نظرًا لأهمية الأمر، أرجو أن تتفهمي.”
“لا بأس بذلك، لكن ما الذي يحتويه الكتاب؟……”
عندها أومأ كاليكس برأسه إشارةً إلى يوكار، فقام هذا بفتح الكتاب على صفحة تتعلق بـالإنديل ووضعه بطريقة تسهل قراءته.
“ألقِ نظرة على الإنديل.”
“الإنديل؟”
قطب كاليكس حاجبيه بنظرةٍ متسائلة.
“إنها العشبة التي استخدمتُها عندما أصيبت روبيلين بضربة شمس.”
توجهت نظرات كاليكس ويوكار نحوي في نفس اللحظة.
“لقد اكتشفتها بالصدفة في هينغتون. إنها عشبةٌ ذات فعالية كبيرة لدرجة أنها تُسمى “دواءً لجميع الأمراض”، لكن لا يُعثر عليها بسهولة في الإمبراطورية أو في الدول الأخرى. و بين علماء الأعشاب، يعتبرونها منقرضةً تقريبًا. وأحيانًا يبيعها غرباء في المزادات، مما يُظهر أنها لا تزال موجودة.”
فتح يوكار عينيه بدهشة.
“معلوماتكِ واسعة. حتى ما لم يُذكر في الكتاب……”
تجاهلتُ المديح وأجبت بابتسامة غير مريحة.
“كان عليَّ أن أتعلم عن الأعشاب لأجل لقمة العيش.”
“صحيح، كنتِ تقولين أنكِ كنتِ تجمعين الأعشاب لتعيشين.”
ذكرت كيف كنت أتبع رئيس القرية في الجبال وأتعلم الأعشاب التي كان يعرفها. ثم أضفت.
“في يوم من الأيام، أصبحت شخصًا آخر فجأة، وكان البقاء على قيد الحياة يتطلب مني حفظ كل شيء.”
“لكن لماذا تتحدثون عن الإنديل الآن؟”
أشار يوكار بإصبعه إلى مكانٍ معين في الكتاب.
[العشيرة التي اكتشفت لأول مرة الفعالية اللامحدودة للإنديل، التي كانت تُعتبر مجرد نبات سام.]
و كان ما بعد هذا الجزء معروفًا لي، ولكن التفسير تحته كان مكتوبًا بلغة قديمة صعبة الفهم.
[بعد تجارب مستمرة، اكتشفوا أنها تعمل على تحسين وظيفة التحكم في السحر. و فازوا بحق حصري لزراعة الإنديل، وبدأوا بتوريدها إلى البلاط الإمبراطوري، مما أكسبهم ثقةً كبيرة.]
أخذتُ نفسًا عميقًا.
‘الإنديل تحسن قدرة التحكم في السحر؟’
كان الأمر صعبًا على التصديق، ولكنني رفعت الكتاب ببطء وأعدت النظر فيه مرة أخرى، وكان النص كما هو دون تغيير.
“جلالتك……”
حولت نظري إلى كاليكس.
كان يحدق في الكتاب بعينيه المتوهجتين. فأعطيته الكتاب مباشرة.
عندها فتح يوكار فمه، وكانت ملامحه تعكس انفعالًا أكبر من قبل.
“إذا كان هذا صحيحًا، فإن هناك أملًا، جلالتك. إذا استطعنا العثور على تلك العشيرة وجلب الإنديل، فإننا قد نتمكن أخيرًا بعد كل هذه السنين من……”
أغمض يوكار عينيه بيده، وكأن دموعه تغطي عينيه، ثم ابتلع عاطفته بشدة، وعاد ليتحدث. و كانت عيناه قد احمرَّت بالفعل.
“اهدأ. ما كتب في الكتب القديمة ليس إلا فرضيات، لا شيء مؤكد.”
لكن يد كاليكس، التي كانت متمايلة، كانت ترتجف بشكلٍ واضح.
“جلالتك…..”
كان قلبي ينقبض لرؤية يده التي تعكس حالته النفسية، فشعرت وكأن شيئًا حارًا ينبعث من صدري.
بلا تفكير، أمسكته بكلتا يديه، و فجأة توقفت اهتزازات يده كما لو كانت كذبة.
“هل أنتَ بخير؟”
“نعم.”
نظر إليَّ كاليكس، مبتسمًا ابتسامةً خفيفة وكأنه يريد أن يطمئنني.
أما يوكار الذي كان يراقبنا، فقد أغمض عينيه بشدة، وكانت شفتاه ترتجفان.
“جلالتك، حتى لو كان الأمل ضئيلاً جدًا، سأؤمن به. لأنني لم أتمكن من مشاركة معاناتك في الماضي……”
أطلق يوكار نفسًا عميقًا، ممزوجًا بالغضب، ثم فتح عينيه. و كانت عيناه المبللتان تلمعان بعزم.
“لكن حتى وإن وجدنا الأمل الآن، لا يمكنني أن أغفر لأولئك الذين جلبوا هذه المعاناة على مر السنين. وإلا، سأسمع في أحلامي لعنات الأباطرة الذين عانوا طوال حياتهم.”
“إذاً؟”
“من المرجح أن هؤلاء الذين أخفوا هذا السر هم النبلاء الذين كانوا معارضين للعائلة الإمبراطورية في الماضي. يجب أن نحاسب أحفادهم الآن، حتى وإن تأخرنا.”
ظل كاليكس ممسكًا بيدي بينما كان يحدق في الكتاب بصمت. و بدأ يوكار، الذي أصبح أكثر توترًا، يعض شفتيه وفتح فمه عدة مرات.
“جلالتك، من فضلكَ قل شيئًا. إذا كنت ترغب في إعطاء أمر، فأنا مستعد.”
“أنت مخطئ.”
نظر يوكار إلى كاليكس بنظرةٍ غير مفهومة.
“ماذا……تعني؟”
في تلك اللحظة، شعرتُ بقوة ساحقة تنبعث من كاليكس، مما جعل شعري يقف.
“جلالتك؟”
انبعث من يد كاليكس وهجٌ ذهبي خفيف، يلف الكتاب. و كانت طاقة الكتاب السحرية تندمج مع سحر كاليكس في مشهد مذهل جعلني أراقبهُ دون اغلاق عيني بلا وعي.
“سحر العائلة الإمبراطورية يتدفق في هذا الكتاب.”
فتح يوكار فمه، مصدومًا تمامًا.
“هل تعني أن الشخص الذي أخفى هذا السر هو أحد أفراد العائلة الإمبراطورية؟”
نظر كاليكس إلى يوكار بلا مشاعر، وكأن الإجابة واضحة.
هز يوكار رأسه كما لو أنه لا يصدق ما سمعه.
“هذا غير معقول. كيف يمكن للعائلة الإمبراطورية……؟”
رغم أنني كنت أتفق مع كلام يوكار، لم أستطع إنكار ما كان يبدو واضحًا من الموقف.
لم يكن من الممكن أن يكذب كاليكس أو يخطئ. فقد كانت الطاقة الذهبية السحرية التي تنبعث من الكتاب لا تزال تندمج مع سحر كاليكس.
___________________
يمه يعني فيه احد من العائلة الامبراطوريه ذي متعمد يخليهم يعانون؟ عسا ماشر؟ ليه؟
كاليكس يضحك وسط ازعاج يوكار جالس يتغزل يوم قالها يالطيفه😭😭🤏🏻
Dana