I picked up the emperor's nephew one day - 55
تراجعتُ مرتبكة، لكن كاليكس لم يرخِ قبضته عن خصري.
كان بايسر يعضّ على أسنانه وهو يحدّق بكاليكس بوجهٍ متجهم غاضب.
“ألا ترى أن لوسينا في موقفٍ صعب؟ ابتعد عنها من فضلك.”
خفض كاليكس نظره إلى غمد السيف الموجه نحو عنقه، ثم نظر إليه ببرودٍ و سخر.
“لماذا لا تسحب سيفكَ إذاً؟”
ردّ بايسر بصوت مكبوتٍ يحمل غضبًا عميقًا.
“كيف أجرؤ على فعل ذلك لجلالته”
على عكسه، حافظ كاليكس على موقفه الهادئ.
“مؤسفٌ حقًا. كان من الممكن أن تكون هذه فرصة ممتازة لي لأواجهك تحت ذريعة الدفاع عن النفس.”
عضّ بايسر على أسنانه بغضبٍ شديد، حتى صدر صوت احتكاكٍ أشبه بطحن الحجارة.
وجدت نفسي في موقفٍ محرج بسبب الجولة الثانية التي بدأت بينهما.
لم يكن الأمر مجرد إحراج من إظهار مشهدٍ غير لائق لبايسر، بل كان تصرفه يُشعرني بعدم الراحة وكأنني أمشي على حبلٍ مشدود.
على الرغم من أن ما كان يحمله مجرد غمد السيف، إلا أن توجيه أحد جنود الحراسة المكلفين بحماية القصر الإمبراطوري سلاحه نحو الإمبراطور يُعدّ تصرفًا وقحًا يستحق الإعدام.
الأهم من ذلك، بدا أن بايسر كان يُظهر مشاعره الشخصية بشكلٍ مفرط.
“بايسر، أنا بخير، لذا توقف.”
رمقني بايسر بنظرةٍ خاطفة، ثم بدأ يُخفض غمد السيف ببطء بعد أن خفّ غضبه.
“جئتُ لأخذ لوسينا إلى هينغتون.”
رفع كاليكس حاجبًا بسخرية.
“إذًا، لم تعد تخفي نواياك.”
“و لكنها……”
برزت عروق على يد بايسر التي كانت تقبض على غمد السيف بشدة.
“لا أفهم. لماذا لوسينا تختار شخصًا قاسيًا مثلكَ، جلالتك……”
“بايسر!”
ناديتُه بنبرة حادة، مما جعله يرتجف قليلًا.
استدار نحوي بنظرةٍ مضطربة وكأنه أدرك خطأه.
هززتُ رأسي ببطء نحو بايسر. لم أكن أريد سماع كلماتٍ عجزتُ عن قولها بنفسي تأتي على لسان شخص آخر.
تغيرت نظرات عيني بايسر واضطربت بشدة. لكنه عندما أغلق عينيه وفتحهما مرة أخرى، كانت نظراته قد فقدت حدتها تمامًا.
“جلالتك؟”
في تلك اللحظة، ظهر يوكار عند نهاية الممر حاملاً الأوراق بين ذراعيه، لكنه توقف فجأة.
لم أشعر قط بالامتنان لظهور يوكار العفوي كما شعرتُ الآن.
تحدث يوكار وهو يدفع نظارته لأعلى وينظر إلينا بنظرةٍ غريبة.
“خرجتُ لأتأكد مما إذا كان جلالتكَ قد التقى بالمربية لوسينا……”
خفّت حدة التوتر التي كانت تخيم على الجو بظهور طرفٍ ثالث. و استعاد بايسر رباطة جأشه، فأنزل السيف وانحنى باحترام عميق.
“أقدم خالص اعتذاري على سلوكي الطائش، جلالتك. سأقبل أي عقوبةٍ تفرضها عليّ.”
“تصرفك من أجل صديقتكَ كان مؤثرًا للغاية.”
رد كاليكس بلهجةٍ حملت تأكيدًا مقصودًا على كلمة “صديقتكَ”
عرف بايسر أن كاليكس يسخر منه، فظهر على ملامحه انزعاجٌ بسيط حيث عقد حاجبيه قليلًا.
نظر كاليكس إلى بايسر بصمت. و كانت نظراته الباردة كالجليد تثير قشعريرةً في الجو، وكأنّه يفكر في كيفية معاقبته.
شعرتُ بالتوتر يتصاعد في داخلي حتى كاد قلبي يضطرب.
بحثتُ عن كلماتٍ أدافع بها عن موقف بايسر، لكنني اخترت الصمت. فأي محاولة غير محسوبة قد تؤدي إلى نتيجةٍ عكسية.
بينما كنت أتردد وأكتفي بمراقبة الموقف دون مساندة صديقي، تنهد كاليكس بعمقٍ وأدار وجهه نحوي.
كانت ملامحه تعبر عن عدم الرضا، وركّز بصره على شفتي.
“ستتأذين.”
أدركتُ حينها أنني كنتُ أعض شفتي بتوترٍ دون وعي، وكأنني أعجنها بأسناني.
مد يده ليضغط برفقٍ على شفتي لمنعي من الاستمرار.
“لا داعي لأن تكوني قلقةً لهذه الدرجة. لن أقتله.”
“لم أعتقد أنك ستقتله.”
لكن في داخلي لم أكن واثقةً تمامًا. كنتُ أعرف جانب كاليكس اللطيف، لكنني كنتُ أعلم أيضًا مدى بروده وقسوته كإمبراطور.
وكأنه قرأ أفكاري، ارتسمت على وجه كاليكس تعبيرُ عدم التصديق قبل أن يلتفت نحو بايسر.
“لو كان الأمر بيدي، لطردتكَ خارج القصر الإمبراطوري، لكنني سأتحلى بالصبر من أجل المربية لوسينا.”
“…….”
“ولكن لن تكون هناك مرةٌ ثانية. ألم أخبرك من قبل أن من يعرف حدوده هو من يحافظ على حياته؟”
قبض بايسر يديه على ركبتيه، وانحنى برأسه أكثر عمقًا.
“قلتَ أنني قاسٍ، أليس كذلك؟”
نظر كاليكس ببرودٍ إلى يد بايسر المشدودة بقبضةٍ قوية، ثم عبس قليلاً.
“لكن في الواقع، الشخص الذي لا يعرف ما يجب عليه فعله الآن وينقاد وراءها……هو أنا.”
رفع بايسر رأسه ببطء، وملامحه تحمل دهشةً كبيرة.
بدا عليه الارتباك عندما أدرك أن مشاعري، التي كان يعتقد أنها مجرد حبٍ من طرف واحد، قد أثّرت على كاليكس إلى هذا الحد.
لقد كنتُ مصدومةً أيضًا. فلم أتوقع أبدًا أنه سيعبّر عن مشاعره تجاهي بهذه الصراحة أمام الآخرين.
“لن أسمح لشخصٍ يفتقر إلى شجاعة الاعتراف بمشاعره، ويكتفي بالغيرة والتمسك بصداقةٍ زائفة، بأن يأخذ مكانه بجانب المربية لوسينا.”
“…….”
“أنا من سيحميها.”
التفت كاليكس نحوي، و هو ينظرُ إليّ بهدوء.
كانت نظرته دافئةً كأشعة شمس الربيع المتمايلة، مما هدّأ قلقي المتصاعد.
شعرتُ بأنه طالما أنني تحت نطاق نظره، سأكون بأمانٍ دائمًا.
***
قررت روبيلين أن تستغل الوقت المتبقي حتى بداية الحصة المسائية في الرسم.
غادر مايفيرن غرفة التعليم بحجة إحضار المواد التي نسيها، أما لوسينا فقد اختفت بحجة تقديم تقرير ولم تعد، مما منح روبيلين وقتًا حرًا بالكامل.
طلبت روبيلين من رينيل ورقةَ رسم وشمع التلوين. وعندما حصلت على المواد، بدأت فورًا في الرسم بحماس.
كانت ترسم بشغفٍ حتى تعرقت يدها وهي تمسك قلم الشمع، وعندما انتهت، أثارت لوحتها الفضول بين الخدم والحراس الموجودين في قاعة التدريب، حيث مدّ الجميع أعناقهم لإلقاء نظرةٍ على ما رسمته.
على الورقة البيضاء، كان هناك رسمٌ لرجلٍ طويل القامة وامرأةٌ ذات شعر طويل، إلى جانب فتاة صغيرة وصبيٍ صغير.
على الرغم من أن الرسم لم يكن بمستوى عالٍ من المهارة الفنية، إلا أنه كان لافتًا للنظر بلا شك.
بدأت روبيلين تدندن بلحنٍ صغير وهي ترتب أقلام الشمع. ثم أخذت نفسًا عميقًا وأخرجت قلم الشمع الأسود وبدأت تكتب بعنايةٍ وبجدية.
فوق رأس المرأة في الرسم، كتبت “أمي”، وفوق رأس الفتاة الصغيرة كتبت “روبيلين”، وفوق رأس الصبي كتبت “أدريان”.
وأخيرًا، اقتربت روبيلين من صورة الرجل البالغ في الرسم، حاملةً قلم الشمع الأسود.
“…….”
لكن يدها توقفت ولم تتحرك.
كانت روبيلين تحدق في الورقة البيضاء وكأنها تخوض معركةً معها، وقد بدت ملامحها مشدودةً بعزيمة.
ظلت لفترةٍ طويلة تحمل قلم الشمع بجدية، وملامحها تعكس صراعًا داخليًا، حتى بدت عيناها جافتين، فضغطت عليهما بيدها لتخفيف الإجهاد.
ثم، وعيناها تلمعان بدموعٍ خفيفة، عادت لمواصلة معركتها الطويلة مع الورقة.
كانا كين و رينيل يراقبانها بصمت قبل أن يتهامسا فيما بينهما.
“ما الذي تفعله؟”
“لا أعرف.”
“إذا استمرت في التحديق هكذا، ستصاب بالألم في عينيها. هل يجب علي أن أسألها؟”
“دَعها، ستعود لوسينا قريبًا.”
أنهى كين و رينيل حديثهما القصير، لكنهما استمرا في مراقبة روبيلين بقلق.
مرت فترةٌ من الوقت. وبعد أن كانت روبيلين تحدق في الورقة بعينين مليئتين بالتوتر حتى كادتا تدمعان، بدأت أخيرًا في كتابة شيء ما. و بدا في عينيها عزيمةٌ قوية.
همس كين إلى رينيل وهو يخفض رأسه قليلًا.
“الأميرة تكتب شيئًا……لكن، هذا غريب! هي الآن تمحو ما كتبته.”
كانت روبيلين تكتب شيئًا، ثم توقفت فجأة، ووجهها محمرّ، وهي تحدق في الكلمات بتركيز. وبعد ذلك، بدأت فجأةً في محو تلك الكلمات، وكأنها تلونها مرة أخرى باستخدام قلم الشمع.
توقفت الحركات العنيفة عندما اختفى النص تمامًا بعد أن غُمر باللون الأسود.
“لا، لقد وعدت……”
تمتمت روبيلين بوجهٍ عابس.
“وأنا أيضًا أريد أن أناديه.”
تمسكت روبيلين بقلم الشمع الأسود مرة أخرى، وهذه المرة، دون تردد، كتبت كلماتٍ فوق رأس الرجل في الرسم.
كانت الكلمات أكبر بكثيرٍ وأكثر وضوحًا مما كتبت في البداية.
“انتهيت!”
أخذت روبيلين قلم الشمع وألقته بعيدًا، ثم رفعت الورقة بفخر. و عيناها الحمراء اللامعة كانت تتألق بالثقة.
وبفضل ذلك، تمكن كل من رينيل و كين من رؤية الورقة.
“هل هذا……؟”
حدّقت رينيل في الورقة بنظرةٍ شاردة، ثم غطت فمها بيدها وأدارت نظرها نحو كين. وكان كين أيضًا يبدو مذهولًا و هو يفتح فمه بدهشة.
“كين، هل ترى ذلك؟”
“نعم، سيدة رينيل.”
تبادلا كلمتين بصوتٍ غريب، ثم تبادلا النظرات في صمتٍ للحظة قبل أن يبتسما وجهًا لوجه وكأنهما كانا على وشك البكاء.
وضعت روبيلين الورقة بعنايةٍ في مكانٍ واحد، ثم التفتت إليهم بوجهٍ أحمر الخدين.
“هل تريدونني أن أرسم لكم أيضًا، رينيل وكين؟!”
تسارعت نظرات رينيل وكين نحو بعضهما البعض، ثم اتسعت أعينهما قبل أن يبتسما بهدوء.
وبدون أن يتحدث أحدهما أولًا، تحدث كل منهما الى روبيلين في نفس اللحظة.
“إنه لشرفٌ عظيم، سموكِ.”
***
حدق يوكار في كتاب الأعشاب وكأنه يشعر بالريبة.
وصل الكتاب مع ملاحظةٍ مكتوبة عليها لعنةٌ من زميل له في الأكاديمية السحرية، كان قد كتب فيها
<إذا كنت ستطلب مثل هذا الطلب، فاذهب و مُت!>
نظر يوكار بجديةٍ إلى الكتاب، مقلّبًا إياه بين يديه من الأمام والخلف. مهما نظر إليه، كان يبدو ككتاب عادي لا شيء مميزًا فيه.
الكتاب كان يتحدث عن كيفية فك تعويذةٍ سحرية بعدما سقط خمسة سحرةٍ بسبب المحاولة.
يبدو أنهم جميعًا انهاروا قبل أن يتمكنوا من حل السحر.
ما الذي يحتويه هذا الكتاب لدرجة أن خمسة سحرة فشلوا في فك تعويذةٍ واحدة؟
نظر يوكار إلى كتاب الأعشاب بينما رفع حاجبه بتفكير.
هل كان الصيدلي الشرير قد قرر أن يخبئ طريقة زراعة الإنديل ليكسب لقمة عيشه وحده؟
أو ربما كان الكتاب يحتوي على سرٍ مدهش جدًا؟
لأنه إن لم يكن هناك شيءٍ غريب في الكتاب، لما كان سحرةً بهذا القدر من القوة قد انهاروا جميعًا بسبب تعويذة فيه.
ما كان يثير قلقه أكثر من أي شيء آخر هو ‘من الذي حذف هذا، ولأي غرض، وكيف فعل ذلك؟’
لم يخبر لوسينا، ولكن جميع الكتب والمواد التي تدخل القصر الإمبراطوري، بما في ذلك الكتب في مكتبة الإمبراطور الخاصة، يجب أن تمر بعمليةِ فحصٍ دقيقة قبل دخولها.
بعبارةٍ أخرى، كان الأمر يعني أن شخصًا ما قد تسلل إلى القصر مثل الفأر وحذف هذا الكتاب بعينه.
بعد أن تغلب عليه فضوله، فتح يوكار الكتاب. و كان يعتقد أن لوسينا ستفهم إن كانت هي من قرأته أولًا.
فتح يوكار الكتاب على الجزء الذي كان يحتوي على وصف الإنديل، على أول جملة.
[كان أول من اكتشف الفائدة اللامحدودة للإنديل، الذي كان يُعتبر مجرد سم، هي إحدى العشائر].
“عشيرة؟”
أمال يوكار رأسه بارتباك، ثم خفض نظره ليعبس بوجهه.
النص الأصلي الذي تم فك سحره كان مكتوبًا بلغةِ الإمبراطورية قديمة، و تُستخدم فقط في بدايات تأسيس الإمبراطورية، وكانت غير مكتملةٍ ومبهمة.
والأكثر إثارة للدهشة هو أنه كان مكتوبًا بخط يدٍ مميز جدًا.
‘إنه خط يدٍ مألوف.’
ضيق يوكار عينيه ومرر يده على ذقنه وهو يفكر. فرغم تفحصه الدقيق، لم يكن قادرًا على فك رموز اللغة الإمبراطورية القديمة كما لو كانت مخطوطة قديمة.
“لا يمكنني فعل شيء حيال ذلك. عليّ أن أستعين بخبيرٍ في أسرع وقت.”
ترك يوكار شعورهُ الغريب بالديجافو* وراءه وأدار خطواته في اتجاهٍ آخر.
*الظاهر الديجافو معروفه:
هي الشي المألوف الي قد صار هذا أو قد شفت هذا
______________________________
شكل ذا الكتاب فيه فعاليه✨
المهم لسه ماورونا وش رسمت روبيلين😭 اكيد كتبت أبي
ابي اشوف ردة فعل كاليكس 😔
Dana