I picked up the emperor's nephew one day - 51
“أعطني اثنين من حلوى الفواكه من فضلك!”
قال الطفل ذلك وهو يشير إلى عصي الفاكهة المطلية بالسكر المعروضةِ بالفعل، واضعًا المال أمام البائع.
عندما أعطى بائعُ العربة للطفل عصا حلوى الفواكه واحدةً تلو الأخرى، أخذ الطفل واحدةً في كل يد.
“تفضل، خذ الباقي.”
لكن عندما حاول البائع إعطاء الطفل النقود المتبقية، أدرك أن يدي الطفل مشغولتان، فتردد للحظة وبدا عليه الإحراج.
“يا صغيري، نادِ والديك.”
فجأة، استدار الطفل بسرعة ونظر إلى مكانٍ ما، ثم صرخ متوجهًا نحو شخصٍ محدد.
“أبي!”
عندها التفت رجلٌ من بين الحشود المكتظة. و بدا أن صوت الطفل، الذي كان يمكن أن يضيع بسهولة وسط الضوضاء، مسموعٌ لوالده.
“أبي! أنا هنا!”
ناداه الطفل مرة أخرى بصوتٍ قوي، فجاء الرجل مسرعًا لاهثًا وأخذ النقود المتبقية وعصا الحلوى من يدي الطفل.
بعد أن شكر الرجل بائع العربة، أمسك بيد الطفل وابتعدا. وسرعان ما انضمت إليهما الأم بشكل طبيعي، ليبدونَ كعائلةٍ متماسكة تختفي وسط الزحام.
لم تشح روبيلين بصرها عنهم حتى اختفوا تمامًا. و كانت عيناها تلمعان وكأنها عثرت على خريطةِ كنز.
أن تنادي “أبي” دون تردد، وأن يردّ الأب على ذلك النداء، كل ذلك ينبع من رابطةٍ عاطفية قوية.
أدركتُ أن لمعان عيني روبيلين كان بسبب هذا النوع الغريب من العلاقات الذي لم تشعر به أبدًا تجاه كاليكس.
ابتسمت بمرارةٍ بينما كنت أمسح على رأسها الصغير.
“تفضلي، خذي!”
في تلك اللحظة، قدم بائع العربة ثلاثًا من حلوى الفواكه التي انتهى للتو من إعدادها.
عندما كنت على وشكِ استلامها، انتزعت روبيلين العصا بسرعة وكأنها تخطفها.
“روبيلين؟”
رغم أن تصرفها المفاجئ أربكني، إلا أنني شعرتُ بالارتياح لأن القفازات الواقية التي ترتديها ساعدت في منع عصا الحلوى الرقيقة من الانكسار.
دفعت الحساب للبائع برفق، ثم دفعت روبيلين قليلاً من ظهرها لأحثها على التحرك.
“حسنًا، هل نذهب إلى حيث يتواجد عمكِ؟”
لكن روبيلين لم تتحرك، وظلت تحدق في الحشود بصمت.
“ما الأمر؟”
ترددت روبيلين للحظة، ثم رفعت رأسها لتنظر إليّ.
“أمي، هل سيلتفت العمّ إذا ناديتُ عليه؟”
كان سؤالها غير متوقع، فلم أستطع الإجابة فورًا. لكن سرعان ما أدركت معنى إصرارها على الإمساك بعصي الحلوى في يديها الاثنتين.
‘لقد كانت تشعر بالغيرة من ذلك الطفل.’
خشيتُ أن تنهار آمالها إذا نادت على كاليكس ولم يظهر. فترددت في الإجابة، لكنني لم أستطع مقاومة نظرة عينيها البريئتين.
“بالتأكيد، إذا ناديتِ عليه، سيأتي فورًا. لأن العم هو والدكِ، يا روبيلين”
ظللت أمسح على رأسها المستدير مرارًا. و كانت روبيلين تلتفت يمينًا ويسارًا بين الحشود وكأنها تبحث عن شيء، ثم عضت شفتيها بإحكام.
ظلت تحرك شفتيها وكأنها تحاول أن تقول شيئًا، إلى أن تجرأت أخيرًا.
“أ……”
لكنها شعرت بالخجل وسكتت فجأة، مغلقةً فمها بإحكام.
و بعد أن احمرّت وجنتاها تمامًا، صاحت بصوت عالٍ:
“أ……أبي!”
وفي اللحظة التي نطقت فيها الكلمة، خفضت رأسها وأغلقت شفتيها بإحكام.
شعرت بالحرج الشديد وبدأت ترفس الأرض بطرف قدمها بخفة، قبل أن تنظر إلى الحشود بنظرةٍ سريعة.
“لا أحد……”
خرج صوتها فارغًا ومليئًا بخيبةِ الأمل. و ومع انخفاض رأسها ببطء وظهور ملامح الحزن على وجهها، كنتُ على وشك أن أتدخل لأواسيها.
طان-!
صدر صوتُ سقوطٍ خلفنا وكأن شيئًا قد سقط في الوحل.
‘ما هذا الصوت؟’
التفتنا ببطء بوجهٍ متسائل لأرى ما يحدث.
وهناك……
“ماذا قلتِ للتو؟”
كان كاليكس يقف بلا حراك، وقد أسقط الطبق الذي كان يحمل عليه عصي اللحم.
بدا وكأنه فقد روحه، محدقًا في الفراغ دون أن يتحرك.
***
كان هذا المكان خلف العربة، حيث يمكن تناول الطعام الذي يتم شراؤه من البائع.
احمرّت وجنتا روبيلين وأذناها، وهي تحاول إخفاء وجهها بغطسهِ في حلوى القطن أثناء تناوله.
كانت عيناها المستديرتان تراقبان كاليكس بخجلٍ من وراء غزل البنات.
أما كاليكس، فقد كان يخفي وجهه بيده، مطأطئٌ الرأس.
لم يكن وجهه ظاهرًا، لكن طرف أذنيه الذي احمرّ تمامًا كان دليلًا واضحًا على شعوره بالحرج بعدما نادته روبيلين بـ”أبي”.
لم أستطع سوى أن أندهش من تصرف كاليكس المختلف تمامًا عندما يتعلق الأمر بروبيلين، مقارنةً بتعامله معي.
لكن ما كان يصعب احتماله أكثر هو الجو المحيط بهما، فقد كان محرجًا بشكل لا يُحتمل.
بعد أن أنهت روبيلين تناول حلوى القطن، وضعت العصا الخشبية على الطاولة بتردد ومدت يدها لتأخذ إحدى عصي الفاكهة.
عندما لاحظ كاليكس ذلك، دفع الطبق نحوها، ما جعلها تنتفض بخوفٍ وتسحب يدها فورًا.
ثم حاولت لوبيلين مد يدها نحو شيءٍ آخر، لكنها أدركت أن العصي التي اشتراها كاليكس أصبحت مغطاةً بالغبار والتوابل ولم تعد صالحةً للأكل.
“روبيلين، لا تأكلي ذلك.”
منعتُها من مد يدها وأعطيتها عصا حلوى الفواكه بدلاً من ذلك. فأخذت تحدق حولها بحذر قبل أن تقضم عنبًا مثبّتًا على العصا، لكنها أسقطته.
تدحرجت العنبه بعيداً. وتوقفت أمام كالكس.
“…….”
“…….”
ساد صمتٌ بارد.
رغم أن الجو المحيط كان مليئًا بالأصوات الصاخبة التي تخفي أصواتنا، إلا أن الهواء بيننا كان ساكنًا للغاية.
حينما حاولت روبيلين التقاط العنب بسرعةٍ لتأكله، منعها كاليكس وأمسك يدها.
ضربة-!
“لا……لا أريد!”
في تلك اللحظة، ضربت روبيلين يد كاليكس بحدة. حتى روبيلين نفسها بدا عليها الذهول من تصرفها.
من الواضح أن ذلك كان رد فعلٍ نابعٌ من الخجل.
“…….”
نظر كاليكس إلى يده التي تم دفعها بعيدًا بتأمل، مستعيدًا ذكرى عندما حاول أن يمسح على رأس روبيلين ذات مرة، لكنها دفعته أيضًا حين كانت تحت تأثير السحر الأسود.
“هـ……هذا ليس……”
حاولت روبيلين تبرير تصرفها، لكنها تراجعت عندما رأت تعابير كاليكس الباردة، وبدا عليها الحزن وكأنها فقدت رغبتها في التوضيح.
فتحت فمي بدلًا عنها لتفسير الموقف.
“جلالتك، روبيلين تصرفت هكذا لأنها شعرت بالخجل فقط.”
“أوه.”
حول كاليكس نظره من يده إلى روبيلين، و تحدث بنبرةٍ هادئة.
“أعلم ذلك. لم أعد أحمقًا لدرجةِ أنني لا أستطيع التمييز بين هذا النوع من التصرفات.”
ابتسم كاليكس ابتسامةً هادئة وهو يمسح السكر المتناثر على زاويةِ فم روبيلين.
كانت يده تمسحُ خدها بحذر، مما جعل عيني روبيلين تتسعان من الدهشة.
“إن كنتِ ترغبين في ذلك، يمكنني شراء المزيد لكِ في أي وقت، لكن لا تأكلي ما سقط.”
عندما التقت عيونها بعيني كاليكس، ارتبكت روبيلين قليلاً وخفضت رأسها.
“هممم……”
و من ثم، اكتفت روبيلين بمضغ عصي الفاكهة بهدوء.
بينما كنتُ أراقبها وهي تركز على طعامها، نظرتُ الى كاليكس.
“أليس الأمر رائعًا؟ أن تُنادَي بـ ‘أبي’.”
“نعم.”
كان رد كاليكس مختصرًا، ثم وضع يده على فمه بخجلٍ ورفع نظره قليلًا.
ظل ينظر إلى الفراغ لفترةٍ طويلة قبل أن يعود ببصره إليَّ.
“كل هذا بفضلكِ كان ذلك نتيجةً لجهودكِ. لو لم تكونِ هنا، لما كان هذا ممكنًا. أنا ممتنٌ لكِ حقًا.”
“لم أفعل شيئًا.”
ابتسمتُ بتواضع وأنا أرفع كتفي مندهشةً من المديح الزائد.
“لا، لقد فعلتِ الكثير حتى تمكنت روبيلين من فتح قلبها. سأكون دائمًا ممتناً لكِ.”
بينما كنت أستمتعُ بالمديح منه، لاحظتُ عصا حلوى الفاكهة التي تحتوي على تفاحة.
لقد أردتُ تناول حلوى التفاح الحامضة واللذيذة منذ فترة. فأخذت العصا وأخذت قضمةً منها، ثم أدركت أنه لا يوجد شيء منها لكاليكس.
مددت العصا إليه بينما كان يمسح فم روبيلين.
“تفضل. كنتُ أتناولها كثيرًا في هيينغتون، إنها لذيذةٌ جدًا.”
نظر كاليكس إلى عصا التفاح الحلو بعيونٍ خالية من التعبير، ثم أومأ برأسه موافقًا.
“حقاً؟.”
كنت أتوقع أن يقول “حسنًا، إذًا. كليها أنتِ”، لذا شعرت ببعض المفاجأة.
مددتُ العصا نحوه بشكل طبيعي.
“يمكنكَ أن تأخذ قضمةً منها.”
بدلاً من أن يمسك العصا بيده كما كنتُ أتوقع، دفع كاليكس يده على الطاولة ليقف. ثم نظر إليَّ مباشرة، منخفضًا ليأخذ قضمةً من التفاحة.
بينما ابتلع كاليكس التفاحة، تحركت تفاحة آدم بشكلٍ سلس صعودًا وهبوطًا. ثم بدأ يلعق السكر اللاصق على شفته السفلية ببطء.
‘هل من الممكن أن يكون تناول تفاحةٍ بهذه الطريقة مثيرًا إلى هذا الحد؟’
لم أتمكن من إبعاد عيني عن المنظر وبلعتُ ريقي بصوتٍ جاف.
“إذا كنتِ تحدقين فيَّ هكذا، سيكون الأمر محرجًا.”
“هاه، نعم؟”
في تلك اللحظة، رفعتُ نظري تجاه الصوت الذي سمعته، ووجدت عيني كاليكس أمامي مباشرةً ثم ابتسم ابتسامةً ماكرة.
شعرتُ بأن قلبي سقطَ فجأة بسبب شعور المفاجأة لأنني كنتُ أحدق في أفعاله.
في حالةٍ من الارتباك، تناولتُ ما تبقى من التفاحة كلها دفعةً واحدة. و بينما كنت أمضغها بصعوبة مع امتلاء خديّ، بدأ كاليكس يدق على خديّ المنتفخين بإصبعه.
كدتُ أبتلع الفاكهة دون أن أمضغها جيدًا. حتى عاد كاليكس للجلوس وأراح ذقنه على يده وهو يحدق فيّ بنظرةٍ ثابتة.
بسبب ابتسامته التي كانت تحمل ملامحَ من السعادة، شعرتُ أن قلبي يطفو في الهواء كالغيمة.
“يجب أن نغير الأجواء.”
“ماذا؟”
“روبيلين أيضًا انتهت من حلوى الفواكه، لذا، نحنُ بحاجة لتغييرِ مكاننا.”
وضعتُ العصا جانبًا وأخذت خطوةً للوقوف. ثم اقترحتُ وجهتنا.
“لنذهب لمتابعة منافسةِ السيف”
“آه، على الأرجح لقد انتهت بالفعل.”
“انتهت بالفعل؟”
“وفقًا لتقرير يوكار، يقالُ أن العديد من المحترفين قد شاركوا هذه المرة، لذا تم تقليص وقت المسابقات. من المحتمل أن يكون اليوم هو اليوم النهائي.”
“إذاً يجب أن نسرع! هيا بنا!”
قفزتُ بسرعة وارتديتُ عباءتي.
كان تصرفي المتعجل واضحًا، عندها سمعتُ ضحكةَ كاليكس خلفي.
***
كان ساحة المبارزة مبنى مفتوحٌ بلا سقف. و كان المتنافسون يتبارزون تحت السماء الواسعة، و يتحملون أشعة الشمس الحارقة.
و كما أشار مايفيرن، كانت الساحة مليئةً بالجماهير.
كان كاليكس يحمل روبيلين النائمة في ذراعيه، ممسكًا بيدي، متجهًا نحو مقعدنا المخصص.
كان المقعد هادئًا، و يتسع لعددٍ لا يقل عن عشرة أشخاص.
تبادل الجمهور نظراتِ الشك بسبب رداءنا وجلوسنا في المقاعد المخصصة، وهم يهمسون بأننا ربما نكون أشخاصًا غير عاديين.
وفي تلك اللحظة، عندما أعلن المعلق عن بدء المباراة النهائية، تفرقت أنظار الناس نحو الحلبة.
عندما صعد مقاتلان إلى الساحة المستديرة، امتلأت الأجواء بصيحات التشجيع والهتافات.
كان دخول رجلٍ يرتدي قناعًا أسود هو الحدث الأبرز، حيث رحب به الجمهور بحرارة.
ومع بداية المباراة تحت إشراف الحكم، خيم الصمت على المكان، وبدأت الأصوات الخارجية تظهر.
رفع أحد المتفرجين كأسًا مليئًا بالبيرة عاليًا، مما جعل السائل يتناثر ويُسكب.
“قاتل، يا أخي!”
قال أحد أصدقائه وهو يمسك برقبته، مخاطبًا الرجل.
“هل تعتقد أن الرجل الذي يرتدي القناع مميزٌ جدًا؟”
“آه، يبدو أنكَ جئت إلى العاصمة اليوم فقط، لقد فوَّت الكثير! هذا القناع يرتديه نفس الشخص الذي حصل على المركز الثاني في العام الماضي، وقد هزم خصمه الذي كان يحمل السيف في جولةٍ نهائية. ولم يسحب سيفه أبدًا حتى الآن.”
في اللحظة التي رفع فيها الرجل الذي يحمل كأسَ البيرة صوته بالضحك والهتاف، نزل الحكم من الساحة وبدأت المباراة.
كانت تحركات الرجل الذي يرتدي القناع تشبه الرقص، بحركاتٍ خفيفة وسريعة يصعب متابعتها بالعين، مما مكنه من السيطرة على خصمه.
كنت أراقب لأول مرة في حياتي مسابقة المبارزة، ممسكةً بيدَيّ بإحكام، وفجأة رأيت ابتسامةَ كالكس التي كانت تشير إلى إعجابه بي.
لذا، كان عليّ أن أتظاهر و كأنني أركز على المباراة.
كان الفائز هو الرجل الذي يرتدي القناع.
عندما رفع الحكم يد الفائز عاليًا ليريه للجمهور، شع ضوء الشمس بشكلٍ لامع ومؤلم في عينيه. ثم خلع الفائز قناعه بارتياح.
ربما كان يشعر بالضيق، لأنّه ألقى بالقناع جانبًا، ففرق شعره بعنف.
كان بطل مسابقة المصارعة في مهرجان الحصاد ذا شعرٍ أزرق كالسماء وعينين بلونٍ أفتح من ذلك……
“……!”
لم أتمكن من كبح دهشتي فوقفت فجأة.
“بـ، بايسر؟!”
__________________________________
روبيلين نادت كاليكس ابيييييي كم هرمنا😭😭
مع هذا الحدث السعيد باقي لوسينا تستوعب مشاعرها ثم العرس ههههههههههع
بايسر شجابه؟ يالطرف الثالث احسن ارجع يولد
Dana