I picked up the emperor's nephew one day - 48
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- I picked up the emperor's nephew one day
- 48 - التظاهر بالمرض
عدّل كاليكس وضعيته، وأزاح خصلاتِ شعره التي انسدلت على جبهته العريضة.
مشهد خفضهِ لعينيه ثم رفعهما بخفةٍ بدا لي كأنه يحدثُ بالحركة البطيئة.
ابتلعت ريقي دون أن أدري.
‘هل كنتُ أتخيلُ ذلك أم أن نظرته تحمل جاذبيةً غامضة؟’
“حسناً، يمكنني الانتظار بقدر ما تشائين.”
ابتسم بخفة وكأن اندهاشي كان مسليًا له، ثم مرر ظاهر يده برفقٍ على وجنتي.
“رغم أنني لستُ متأكدًا إن كان صبري سيصمدُ لوقتٍ طويل.”
كانت عيناه، رغم كلماته اللعوبة، تنضحُ بعطفٍ واضح.
شعرتُ بحرارةٍ تتصاعد إلى وجهي من نظراته، فاحتضنتُ الكتاب بقوةٍ وخفضتُ رأسي. ولم أجرؤ على الكلام خوفًا من أن أتلعثم مرةً أخرى، فاكتفيتُ بهز رأسي مرارًا.
***
“إذًا، سأذهب الآن حتى لا أتأخر عن درس مايفيرن.”
قالت لوسينا ذلك وهي تخفي وجهها المحمر خلف الكتاب، وتلقي نظراتٍ خاطفة نحو كاليكس.
وعندما أومأ لها برأسه بخفة، استدارت بسرعة وابتعدت.
لو كان من المسموحِ لي فعلُ ذلك الآن، لأمسكتُ بلوسينا التي كانت تبتعد وكأنها تهرب مني، و احتويتها بين ذراعي وأبقيها قريبةً مني الى الأبد.
حتى تلك اللحظة، كان الأمر يبدو وكأنه حلمٌ أن أدفن وجهي في خصلات شعرها المتمايلة وأستنشق عطرها.
‘إنها محبوبةٌ حتى بهذه الطريقة اللطيفة.’
في اليوم السابق، ما إن سمعَت نبضاتِ قلبي حتى هربت كحيوانٍ صغير مذعور.
لم أستطع منع نفسي من إصدار صوتِ تنهدي ببطء، بينما كنت أفركُ عنقي دون وعي.
كنتُ على وشك الوصول إلى الحد الأقصى. تلك المشاعر التي كنتُ أستطيع التحكم بها حين أبقيها داخل قلبي أصبحَت عطشةً و لا يمكنني إخمادها عندما تخرجُ على شكلِ كلماتٍ منطوقة.
وفوق كل ذلك، أصبحت لوسينا أكثر جمالًا وجاذبيةً مع مرور الوقت.
تلك المرأة البريئة تبدو وكأنها لا تدركُ جمالها. حتى في احتفال ميلاد روبيلين، كان هناك عددٌ لا يحصى من الرجال يحدقون بها.
لو أنني الرجل الوحيد في القصر الإمبراطوري، لكان الأمر أفضل.
‘لحظةً واحدة.’
عيونهُ الحمراء، التي كانت ساكنةً في الأعماق، لمع بريقها الحاد فجأة.
‘قد يكون من الجيد التخلص من جميع رجال القصر الإمبراطوري و إبقائها لي وحدي.’
مسح كاليكس شفتيه ببطءٍ بأطراف أصابعه، متأملًا عشرات المرات تلك الأفكار التي قد تجعل لوسينا تهربُ منه لو علمت بها.
كان صبره يتآكل تدريجيًا، حتى أنه شعر أن حذره السابق في الاقتراب منها أصبح شيئًا لن يُذكر حتى.
بعد وقتٍ قصير، قطع كاليكس أفكاره المظلمة، عاقدًا حاجبيه وهو يضع يده على جبينه. ثم بدأ يشكُّ فيما إذا كان بإمكانه الاستمرار في الانتظار أكثر من ذلك.
وفي تلك اللحظة، انتشر عطرٌ مألوفٌ ومريح في الأجواء.
“جلالتك، هل أنتَ بخير؟”
ظهرت لوسينا، التي كانت قد اختفت في نهاية الممر، وهي تلهث وكأنها هرعت نحوه.
نظر إليها كاليكس بوجه مليءٍ بالدهشة، ثم رمش بعينيه متسائلًا.
“……لماذا عدتِ؟”
“بينما كنتُ أمشي، التفتُّ ورأيت جلالتك تقف ممسكًا بجبينك دون حراك، فظننت أنك قد تشعر بالدوار……”
تلك المرأة البريئة، التي كانت تهرب مني، عادت الآن لأنها قلقةٌ بشأن حالتي.
ارتسمت على وجه كاليكس ابتسامةٌ هادئة ومشرقة، وكأنها زهرةٌ تتفتح، تأثرًا بلطف قلب لوسينا.
“آه، أنا ب-“
كان كاليكس على وشك الرد سريعًا ليزيل قلق لوسينا، لكنه توقف فجأةً عن الحديث.
كانت لوسينا تنظر إليه بعينيها الرطبتين، وهي تحتضن الكتاب بين يديها بقوة.
“……في الواقع، أنا لستُ بخير.”
دون وعيٍ منه، خرجت من فمهِ هذه الكذبة.
يده، التي كانت تتراجع، عادت لتستقر على جبينه كما كانت.
كان كاليكس يعلم أن لوسينا ستغضبُ إن علمت بالحقيقة، لكنه لم يرد أن يفوّت هذه الفرصة.
لم يكن من المعتاد أن يحصل على اهتمامِ لوسينا بالكامل، التي كانت دائمًا تضع روبيلين في المقام الأول.
بدت لوسينا متوترةً وهي تعض شفتها السفلى بلطف، و ألقت نظرةً حولها لتتأكد من عدم وجود أحد.
ثم خفضت رأسها وهمست.
“هل يمكن أن يكون ذلك بسبب الآثار الجانبية؟ لكن، حسب ما أتذكر، لم يحن الوقت بعد.”
‘لا، ليس كذلك.’
كان كاليكس على وشك أن يهز رأسه لينفي سوء الفهم الواضح الذي وقعت فيه لوسينا، لكن تعبير وجهها الجدي جعله، دون وعي، يهز رأسه بالموافقة.
لقد كان بالفعل قد كذبَ مرة، ولم يستطع التراجع الآن.
ازدادت ملامح لوسينا جديةً عند سماع جوابه.
“إذًا يمكن أن تحدث آثارٌ جانبية في غير وقتها أيضًا……جلالتك، سأساعدك.”
اقتربت لوسينا ووضعت ذراعه، التي كانت مستندةً على جبينه، حول كتفها.
ارتجف كاليكس دون وعي. فقد كانت مشاعرهُ لاتزال تعاني من العطش الذي لم يهدأ تمامًا، مما جعله يتفاعل بحساسيةٍ مع ملامسة لوسينا.
“سأرافقكَ إلى غرفة النوم.”
كانت لوسينا تنظر إليه بنظرةٍ جادة للغاية. و على الرغم من أنه كان بإمكانه استخدام السحر للانتقال فورًا، إلا أن كاليكس اختار عدم الإشارة إلى ذلك.
“إذاً، سأعتمد عليكِ.”
وهكذا، بدأ الاثنان في السير عبر الممر.
ولكن……
‘ما شعور الدوار بالضبط؟’
بينما كان كاليكس يتأمل هذا، تظاهر عدةَ مرات بأنه يترنح، ثم انحنى برفقٍ ليضع رأسه على رأسها.
و في كل مرة يفعل ذلك، كانت لوسينا تصدر أنينًا خافتًا، متعبةً من دعم ثقله.
على الرغم من أنه خفف الضغط عن ذراعه التي كانت ملتفةً حول كتفها، بدا أنها تواجه صعوبةً في تحمل وزنه.
لم يستطع كاليكس إخفاء ابتسامتهِ التي ارتسمت بزاويةِ شفتيه. و لو استطاع، لأطال الطريق المؤدي إلى غرفة النوم قدر الإمكان.
“لنتحرك ببطءٍ قليلًا. أشعر أن الدوار قد يزداد إذا أسرعنا.”
“حسنًا، مفهوم!”
أومأت لوسينا برأسها بجديّة، وكأنها تقوم بمهمةٍ مصيرية، ثم تابعت مساعدته، رغم أنينها المستمر، حتى وصلت به إلى غرفة النوم.
وفي هذه الأثناء، كان هناك من يراقبهم.
عند نهاية الممر، كان يوكار يقف بينما كان ينتظرُ كاليكس، حاملًا مجموعةً من الوثائق تحت ذراعه.
شعر يوكار بحركةٍ غريبة، فالتفت دون قصد.
“جلالتك؟”
عندما رأى المشهد غير المألوف، تراجع يوكار بدهشة، محاولًا الركض نحوهم، لكنه توقف فجأة.
حدّق بالمشهد بعينين ضيقتين، ثم نزع نظارته وفركَ عينيه، كأنه لا يصدق ما يراه.
‘ما هذا المشهد العجيب؟’
كان كاليكس يسير متظاهرًا وكأن لوسينا تساندهُ بذراعيها بينما تساعده على المشي، لكن الحقيقة كانت واضحة، فقد كان يسير بثباتٍ تام على قدميه دون أي صعوبة.
وفي تلك اللحظة، استمع يوكار الى محادثتهما.
“جلالتك، هل تشعر بالكثير من الدوار؟”
“أوه……يبدو أنني كذلك.”
“اصبر قليلًا فقط.”
شعر يوكار بالذهول.
عندما تكون لوسينا غير منتبهة، كان كاليكس يبدو طبيعيًا تمامًا، لكنه يبدأ في التظاهر وكأنه يعاني بمجرد أن تلتفت إليه.
تمتم يوكار بصوتٍ مذهول وهو يهز رأسه.
“هل وصل الأمر بجلالته إلى التظاهر بالمرض الآن……؟”
كان واضحًا أن يوكار، الذي أطلق ضحكةً مكتومة، لاحظ تمامًا ما كان يجري.
***
تصدع-!
كان ذلك صوت انكسارِ الشوكة التي كانت تحملها روبيلين، ولم تستمر لأكثر من 10 ثوانٍ.
بدأ مايفيرن بتنفيذ درس التحكم في القوة وفقًا للخطة الموضوعة. و في الوقت الذي كان عادةً ما يخصَّصُ للرسم أو طي الأوراق خلال الصباح، كان درس حمل الشوكات في منتصفه.
مايفيرن، الذي كان يسجل تقدم روبيلين، حك ذقنه ببطء.
“همم، لقد تمكنت من حمل الشوكة لمدة عشر ثوانٍ. أداء جيد.”
بإشارةٍ من متيفيرن، قام الخدم بجمع بقايا أدوات المائدة المكسورة وتنظيفها بالكامل.
بدا الأمر وكأنهم سيستهلكون جميع أدوات المائدة الموجودة في القصر الإمبراطوري إذا استمروا على هذا النحو.
وفي تلك اللحظة، اقتربت روبيلين وسحبت طرف ملابسي مرارًا وتكرارًا.
“ما الأمر، روبيلين؟ هل تريدين التوقف؟”
هزت روبيلين رأسها ونظرت بقلقٍ نحو الباب المغلق بإحكام.
بدا أنها قلقةٌ بشأن شيءٍ آخر.
“هل تنتظرين أحدًا؟”
كما توقعت، ارتجفت روبيلين قليلاً. و فتحت فمها لتتحدث بعد أن مضغت شفتها الصغيرة عدة مرات.
“أ……ألن يأتي العم اليوم؟”
أملت رأسي بتعجب. كانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها روبيلين تهتم إذا كان كاليكس سيحضر أم لا.
“ألديكِ شيءٌ تريدين قوله لجلالته؟”
اتسعت عينا روبيلين مثل أرنبٍ مذعور، وبدأت تهز رأسها بعنف.
“لا، لا، بالطبع لا!”
ردت روبيلين بسرعة، لكنها عضت على لسانها وهي تتحدث.
عندما حدقتُ بها بعينين ضيقتين وبنظرةٍ مشككة، أخذت روبيلين تتهرب من نظرتي ببطء، متجنبةً الالتقاء بعيني.
“آه، فقط كنت أسأل!”
وبينما كنت أفكر في الأمر، لاحظت أن تصرفات روبيلين قد أصبحت غريبةً منذ حفلة الميلاد. و كانت دائمًا تلمحُ بنظراتها بشكلٍ غريب خلال الدروسِ الى الباب أو الى كاليكس……
‘هل من الممكن؟’
فُتحَ ذهني فجأةً بفكرةٍ خاطفة، وأدركتُ الحقيقة.
“هل تنتظرين أن يأتي والدكِ للمراقبة؟”
ارتجفت روبيلين عند سماع كلمة “والد” وتوترت كتفاها.
يبدو أنني أصبتُ الهدف.
كان وجهها المحمر يبدو لطيفًا جدًا لدرجةِ أنني شعرتُ بألم خفيف في صدري.
يبدو أن كاليكس قد أثر عليها حين دعا نفسه “أبًا” في حفلة الميلاد بينما كان يحميها.
لم أتمكن من كبح ابتسامتي، وانفجرتُ في الضحك.
‘هل بدأت الآن تقبلُ كاليكس كعائلةٍ قريبةٍ وليس كعائلةٍ بعيدة؟’
ارتجفت روبيلين وكأنها تعرضت لضربةٍ دقيقة، ثم رفعت رأسها فجأة.
“آه، لا! ليس أبًا! ليس بعد!”
لقد أصبتُ الهدف حقاً.
ابتسمتُ ابتسامةَ انتصار، وعندما لاحظت روبيلين ضحكتي، ركضت نحو الطاولة في حالةٍ من الارتباك.
“أم……أمي؟! هل يمكننا التوقف عن حمل الشوكة الآن والبدء في طي الورق؟”
لو اعترفت بكاليكس كأب، لم يكن هناك شيءٌ محرج في ذلك. لكن يبدو أن روبيلين كانت عاجزةً عن الاعتراف بسبب تصرفاتها الماضية مع كاليكس وكبريائها الشخصي.
كان إعلان كاليكس عن نفسه كأبٍ لروبيلين حدثًا مؤثرًا، وأثر بشكلٍ كبير على الجميع، بمن فيهم روبيلين نفسها.
حسبما نقل مايفيرن، فإن سمعةَ روبيلين في المجتمع قد تغيرت بشكل ملحوظ.
من كانت في السابق مجرد ابنةِ أخ غير شقيق للملك، أصبحت الآن بمكانة ابنةِ كاليكس الرسمية.
الآن، حتى أولئك الذين كانوا ينظرون إلى روبيلين بازدراء مثل الماركيز فينوت، لن يستطيعوا بعد الآن احتقارها. وهذا هو أكثر ما كان يُرضيني.
كما لو أن الوضع المتغير لروبيلين كان يتجسد في الواقع، بدأ النبلاء الذين قد حضروا حفلة الميلاد قبل أيام في إرسال الهدايا إليها بأدب.
لكن هناك أمرٌ واحد يثير تساؤلي، لما كانوا يرسلون لي هديةً أيضاً ضمن هدايا روبيلين، كما لو كانت جزءًا من باقة الهدايا الخاصة؟
هل ربما أساؤوا الظن بعد رؤيتي أرقص مع العائلة في ذلك اليوم؟
‘لا، من المستحيل.’
هززتُ رأسي للتخلص من تلك الشكوك التي جعلت شعري يقف، وألقيت نظرةً على روبيلين.
كانت روبيلين تنتظرني، وهي تعبث بالأوراق الملونة الموضوعة على الطاولة.
“لنقم بطي الورق كما تريدين، روبيلين.”
عندما وصلتُ إلى الطاولة، كان مايفيرن قد بدأ بتنظيم الأوراق التي جلبها وفتح فمه بشكل غير مبالٍ.
“سأغادر الآن، وبعد انتهاء درس الآداب سأعود.”
“الى اللقاء، مايفيرن.”
أومأ مايفيرن برأسه، ثم أبدى تعبيرًا متفاجئاً وكأنما تذكر شيئًا.
“بالمناسبة، أعتقد أن موعد خروج الأميرة سيوافق وقت المهرجان، أليس كذلك؟”
“مهرجان؟”
“من الصدفة أنه في كل مرةٍ في السنة يأتي موعد خروج الشهري الأميرة، تتزامن هذه الفترة مع وقت المهرجان، أليس كذلك؟ في الشهر الماضي كانت منشغلةً بحفلةِ الميلاد ولم تهتم بالخروج، ولكن هذا الشهر، من المؤكد أنها ستتوقع الخروج في المهرجان. في العام الماضي أيضًا، كانت ترغب في ذلك، ولكن بسبب كثرة الناس، لم تتمكن من الاستمتاع بالمهرجان.”
“مهرجان، إذاً……”
“أقصد مهرجان الحصاد الذي سيقام قريبًا.”
“آه، الآن فهمت.”
تنهدتُ ببطء.
كل عامٍ في هذا الوقت، كان مهرجان الحصاد يُقام لمدةِ أسبوع.
كان مهرجاناً احتفاليًا يستمتع به جميع سكان الإمبراطورية بغض النظر عن طبقاتهم الاجتماعية.
وبالحديث عن ذلك، كنتُ قد قضيت كل عامٍ في مهرجان الحصاد مع بايسر وأهالي القرية في جوٍ من المرح والضوضاء……
ولكن يبدو أن ذلك سيكون مستحيلًا هذا العام.
عندما كنتُ في قرية هينغتون، كنت أشارك فقط في مهرجان الحصاد التقليدي للقرية.
كان الناس في القرية يتشاركون الطعام المنزلي أو يتناولون الأطعمة البسيطة مثل الأسياخ في الشوارع، وكان ذلك جزءًا من متعة الحياة هناك، لذا شعرتُ بخيبةٍ أمل كبيرة لأنني لن أتمكن من المشاركة هذا العام.
________________________________
كاليكس مهووس بس مؤدب 😭
ضحكت ليه بعد ماكملت واهتمت فيه لين يرقد كان بتصير لقطه احلا✨
المهم روبيلين متى تقولي أبي أو بابا؟ عشان بعدها كاليكس يعيش املا ايامه ويتقدم للوسينا😘
Dana