I picked up the emperor's nephew one day - 29
“جلالتك، كيف كان الأمر؟ هل استمتعت؟ ماذا فعلتَ مع الأميرة؟ أود أن أسمع التفاصيل بدقة، كل دقيقة!”
“كف عن الضجيج.”
نظر كاليكس إلى يوكار بنظرةٍ باردة ثم دخل إلى غرفة المكتب حيث كان الحارس قد فتح الباب في الوقت المناسب.
“……”
تردد يوكار قليلاً، ثم أسدل كتفيه ودخل خلفه.
“كنت أود الذهاب أيضاً……”
أظهر يوكار بعض الحزن في داخله، لكن كاليكس لم يعره أي اهتمام.
جلس كاليكس مباشرةً أمام المكتب، وفك بضعة أزرار من قميصه وكأنه يشعر بالاختناق، ثم أمسك بالوثائق بنظرةٍ هادئة.
لكن ذلك لم يدم طويلاً، إذ أعاد الوثائق على الفور وكأنه غير قادر على التركيز، وأخذ ينقر بأطراف أصابعه على سطح المكتب بتفكير عميق.
لم يكن كاليكس يعتقد أنه سيحصل على مسامحةِ روبيلين من قبل.
كانت روبيلين دائماً تبكي أو ترتعب أمامه، فظن دائماً أن الأطفال كائناتٌ كهذه.
لكن كان هذا مجرد وهم منه، فقد كانت مشرقةً وتضحك مثل أطفال النبلاء الآخرين عندما تكون مع لوسينا. و أدرك أن السبب وراء انكماشها في القصر كان بسببه.
لهذا السبب، تخلّى تماماً عن أي أمل في أن تغفر له.
“سأسامحك!”
غفرت له روبيلين برحابة صدر، وكأنها كانت تنتظر اعتذاره.
وفي لحظة، تلاشت الضبابية التي كانت تخيم على قلبه، إذ ظهر خلفها طيف أخيه بابتسامةٍ دافئة، وكأنه يفهم ما مر به من غفلةٍ في الماضي، بنفس وجه ابنته.
منذ ذلك اليوم، أصبح يجد نفسه يحدق مطولاً في لوسينا و روبيلين أينما كانتا.
في عالمه الرمادي، هما الوحيدتان اللتان أضفتا عليه الألوان والضياء.
و في بعض الأحيان، شعر بفيضٍ غريب من السعادة، و أحياناً كان قلبه يرتعش بدفءٍ خفي.
في أحد الأيام، كانت لوسينا تمسك بيد روبيلين بإحكام وهما تسيران في الممر. وعندما أفلتت روبيلين يدها و انطلقت راكضة إلى الأمام، لحقت بها لوسينا وأمسكت بيدها، ونبهتها بوجه متشدد أنه يجب على الصغار أن يمسكوا بأيدي الكبار.
كان ذلك المشهد أشبه بصرامة هامستر يؤدب أرنباً، مما جعله يكتم ضحكته بصعوبة.
لم يكن يكن الارنب يخشى الهامستر بالطبع، لكن روبيلين أومأت برأسها معتذرة، وأمسكت بيد لوسينا مرة أخرى.
وعندما شاهد الفتاتين تبتعدان بخطواتٍ صغيرة نحو نهاية الممر، كتم ضحكته مرة أخرى.
وفي يومٍ آخر، صادفهما في الممر وهما تغنيان بمرح أغنيةً غير مفهومة، متحمستين لنزهتهما. وعندما فوجئتا برؤيته، فتحتا عيونهما بدهشة، وبذات الوجه.
كاد ان يضحك تلقائياً، لكنه كبح ابتسامته وأخذ يسألهم بهدوء، و هو يضعُ يديه خلف ظهره.
“إلى أين ستذهبان؟”
“ذاهبتان لرؤية رينيل، لنريها ملابس النزهة التي سأرتديها أنا و روبيلين.”
“اي ملابس؟”
“لا أعرف بالضبط، لكن بما أننا نخشى الشمس، سنرتدي قبعاتِ القش على الأرجح.”
“فهمت.”
عندما أومأ كاليكس برأسه و وقف في مكانه، أظهرت لوسينا تعبيرًا محرجًا، فقد كانت تتمنى أن يفسح لهم الطريق، لكنه تظاهر بعدم الفهم، رغم معرفته برغبتها.
لم يكن يريد إحراجها، لكن رؤية ملامحها المرتبكة كانت ممتعةً له.
عندها لم يستطع يوكار تمالك نفسه، فتردد قليلاً.
“جلالتك، الأميرة تحدق بكَ بنظرةٍ حادة……”
منذ أن أعلنت لوسينا عن زواجها منه، أظهرت روبيلين أحياناً رغبة خفية في التمسك بلوسينا، و كانت تراقب كاليكس بعيون قلقة في كل مرة يقترب.
ولتجنب نظراتها الغاضبة، تنحى كاليكس قليلاً، فتنهدت لوسينا باسترخاء، وانحنت بإيماءة احترام ثم ابتعدت.
وعندما سمع ضحكاتهما المرحة تتردد خلفه، قاوم رغبته في التراجع بخطوات نحوهن.
وفي تلك اللحظة، تساءل عن طبيعة مشاعره.
كان من الطبيعي أن يشعر بعاطفةٍ تجاه روبيلين التي قبلته رغم وقاحتهِ معها. ولكن، لماذا يشعر بهذه العاطفة العميقة نحو لوسينا أيضاً؟
حاول كاليكس تفسير مشاعره مراراً، معتقدًا أن السبب هو أن لوسينا كانت عزيزة على روبيلين فقط، وأن مشاعر روبيلين قد انتقلت إليه مثل العدوي.
ورغم علمه بأن المشاعر التي تحتاج تفسيرًا وتبريرًا لا تكون مقبولةً تمامًا، أصر على تبريرها.
واستمرت هذه المشاعر حتى في النزهة.
حين رأى وجهها المشرق، و هي تضحك مثل برعم زهرةٍ خلف خصلات شعرها المتطايرة، شعر و كأنه سيختنق.
كانت نبضات قلبه المدوية غريبة، وكأنها ليست له.
‘ما هذه المشاعر؟’
و قد حلت لوسينا معضلته بعبارةٍ بسيطة.
“جلالتك، الأمر بسيط.”
“…….”
“هذا هو الحب.”
شعر كاليكس بصدمة وكأن ضربةً أصابته في مؤخرة رأسه، لكن الصدمة لم تدم طويلًا، وسرعان ما استسلم لهذه الحقيقة بلا أدنى مقاومة.
‘نعم، أنتِ محقة. هذا هو الحب.’
بمجرد أن أعطى اسمًا لمشاعره، اندفعت عواطفهُ كالسيل الجارف الذي لم يستطع إيقافه.
و على عكس ما كان يشعر به من ارتباكٍ في السابق، أصبح يدرك بوضوح ما عليه فعله أولًا.
كان عليه إبقاء لوسينا بجانبه.
امتلأت عيناه الحمراء بنظرةٍ غامضة تنم عن رغبةٍ عميقة.
كان أسلوب كاليكس في تحقيق رغباته بسيطًا، كان يضع أهدافه أمام حافة الهاوية، مستخدمًا حياتهم كورقة ضغط لإخضاعهم والحصول على الإجابة التي يريدها.
هذه الطريقة كانت الأنسب بالنسبة له، إذ يكره إضاعة الوقت بشدة.
لكن لوسينا كانت مختلفة، فهي كانت استثناءً.
‘هي وحدها……’
لم يرغب في إخضاعها، بل أراد كسب ودها، و أن يستحق محبتها، و أن يحصل على حبها ولو عن طريق كسب رضاها فحسب.
لم يرد أن يكون زوجًا شكليًا فقط، بل أراد أن يصبح عائلتها الحقيقية.
كان يتمنى أن يمسك بيدها بحزم، و يمسح عنها الأحزان، و يحميها، خاصةً عندما تتحدث بسخرية عن وحدتها بابتسامةٍ مرة.
أدرك أنه يحتاج إلى حقٍ ليكون بجانبها.
أخذ كاليكس يفكر بعمق، متجهمًا.
كان الوقت محدودًا، لكنه كان بحاجة إلى التصرف بحذر، فالتسرع قد يجعلها ترتعب وتهرب بعيدًا عنه. حتى وإن كانت تحب روييلين كثيرًا.
بحذر، بحذر.
لكن سرعان ما تبددت عزيمته، فقد رسم التفكير في لوسينا ابتسامةً على وجهه مجدداً.
في اللحظة التي رفع فيها كاليكس يده ليخفي ابتسامته الغامرة، تحدث يوكار بتردد.
“ج-جلالتك؟”
كان يوكار، الذي يراقبه باهتمام، يتراجع قليلاً.
‘غريب……’
مهما حاول، كان يشعر أن هناك شيئاً غير طبيعي في سيده.
قد لا يلاحظ الآخرون ذلك، لكن بصفته قد أمضى وقتاً طويلاً في خدمة كاليكس، أدرك بالفطرة أن سيده لم يكن في حالةٍ طبيعية.
‘لقد رأيت هذا الوجه فقط عندما تلقى خبر وفاة ملك مملكة الشرق قبل حوالي عامين.’
“……!”
شهق يوكار في لحظة مفاجأة.
كان كاليكس يحدق في الفراغ ويبتسم كما لو أن الهواء قد ملأ رئتيه.
يبدو بوضوح أن سيده قد فقد عقله.
كان هذا التعبير نفسه الذي رآه عندما أمر كاليكس فور اعتلائه العرش بإزالة جميع المسؤولين الذين أزعجوه.
تمنى يوكار أن يسأل من سيتم قطع رأسه، لكن الخوف من الإجابة منعه، وكان يتمنى بالانسحاب بهدوء.
ولكن للأسف، كان لا يزال لديه واجبٌ ينبغي عليه إتمامه.
تقدم يوكار بتردد نحو مكتب كاليكس.
“ج-جلالتك، لديّ تقرير أود عرضه.”
التفت كاليكس فوراً، مبتعداً عن أفكاره.
“ما الأمر؟”
‘ما هذا؟ هذا غريب، غريب جداً!’
كاليكس المعتاد لم يكن ليعير أي اهتمام، ناهيك عن الردِّ عليه.
شعر يوكار بتغير غير عادي في سيده، فابتلع ريقه و تجمد وجهه بتوتر، ثم حاول التحدث بهدوء.
“لقد عثرنا على الساحر الذي استخدم السحر الأسود على منتجات متجر ‘جزيرة الأحلام’ ثم اختفى.”
لمعت عينا كاليكس الحمراوان بوميض قاتل للحظة.
تابع يوكار الحديث بوجه أكثر توتراً من ذي قبل.
“كان ساحراً متجولاً معروفاً في المنطقة. بحثنا في خلفيته بحثاً عن أي عداوات أو علاقات مالية، لكن وفقاً لشهادات معارفه، لم يكن من النوع الذي يحمل الضغائن، ولم يكن يهوى القمار أو تعاطي المخدرات، لذا لم يكن في حاجة ماسة للمال ليعرض نفسه للخطر. عموماً، إذا كان يمتلك قدرات سحرية جيدة، لكان بإمكانه العيش في أي مكان.”
“إذاً، كان مجرد هاوٍ شرير؟”
“نفترض ذلك حالياً. بالنظر إلى استخدامه سحراً أسود ضعيف يسمح بالسيطرة العقلية لمدة يوم واحد، يبدو أنه لم يتوقع أن تصل البضائع إلى القصر. و إضافةً إلى ذلك……”
راقب يوكار سيده بنظرة جانبية، ثم تنهد وواصل الكلام.
“للأسف، عندما وجدنا الساحر المتجول، كان قد انتحر بالفعل.”
“ماذا؟”
تجمد وجه كاليكس من الصدمة، ورفع حاجباً واحداً ببرود.
تابع يوكار المرتعش تقريره.
“لإجراء تحقيق شامل، أحضرنا الجثة. ما الذي يجب علينا فعله الآن؟”
ضيقَ كاليكس عينه.
كان من الصعب أن يكون هذا من عمل شخصٍ واحد.
فعدد المنتجات المنتشرة في الإمبراطورية بلغ المئات، حتى لو كان الساحر ماهراً، فإن قدرة الجسد البشري لها حدود.
وبينما لم يكن يوكار على دراية بتفاصيل السحر الأسود، فإن هذا النوع من السحر خطير ويترك آثاراً مدمرة على جسد الساحر نفسه، مما يجعله محفوفاً بالمخاطر.
بعبارة أخرى، لم يكن من الممكن تنفيذ ذلك إلا بدعم جماعة.
و بلا شك، مع اتساع القضية، أُلقيت جميع التهم على الساحر المتجول ككبش فداء للتخلص منه.
“تباً، كم هو مزعج.”
تحدث كاليكس بملامح متجهمة.
“وفقاً لتقرير مايفيرن، قيل ان المنتج قُدم كاقتراحٍ من التاجر.”
“نعم، عندما ذهب إلى المتجر، اقترح عليه تاجر كان حاضراً كزبونٍ لشراء المنتج. و يُعتقد من المحادثة أنه كان تاجرًا جاء لشراء هدية عيد ميلادٍ لابنه، و لكن……”
قطع يوكار حديثه، وقد شعر بشيء غريب، فرفع بصره بسرعة.
“جلالتك، هل تشك في هذا التاجر؟”
“هل هناك سبب يمنعني من الشك به؟”
صمت يوكار مباشرة، إذ فوجئ للحظة باتساع نطاق القضية عما كان يتوقعه.
انحنى برأسه بتعبير جاد.
“لا، جلالتك.”
“اعثر على هذا التاجر وحقق في تحركاته.”
“نعم، سأقوم بتسليم جثة الساحر المتجول إلى برج السحر و أُرسل فريق التحقيق للتحري حول التاجر. اوه، وبالمناسبة، لم أستبعد إمكانية التحقيق في- “
“عائلة الساحرات، لقد حققتّ في أمرهم، أليس كذلك؟”
ظهر على وجه يوكار تعبير مندهش.
“ك-كيف علمتَ بذلك؟”
“وصل الي تقريرٌ مجهول الهوية يفيد بأنك استعرت وثائق من مكتبة الإمبراطور دون إذني.”
لم يكن استعارة الوثائق من مكتبة الإمبراطور ممكناً بدون إذن رسمي من كاليكس. و عندما استعان يوكار بوثائق دون موافقة رسمية، رفع أحد الشهود تقريراً مجهولاً بذلك.
“أنتَ عيني وأذني، لكن عليك أن تدرك أن وجودك هنا يجعل الكثير من الأمور تصل إليّ دون إدارةٍ منك. لقد تأكدتُ من تنظيف القصر الذي تقيم فيه روبلين من اولئكَ الاشخاص، لكن، يوكار، لا تظن بأن الأمر نفسه ينطبق على محيطك.”
أغمض يوكار عينيه بإحساسٍ ثقيل.
_______________________________
واو مشاعر كاليكس تجنن🤏🏻✨✨✨✨
يوكار في البدايه كان يبي يسمع وش سوت روبيلين بس كاليكس ما عطاه وجه و راح يتبوسم لحاله ودي اشوف وجه يوكار وهو يصير له كل ذاه مره وحده😭😭
Dana