I picked up the emperor's nephew one day - 28
تناولت طعامي ببطء…..وأنا أحدق في المشهد بتوتر.
حينما رفعت عيني، التقيت بنظراته فجأة. فارتبكت وأبعدت نظري فورًا، و انا امسح خدي بظاهر يدي.
“لو اخبرتني بذلك، لكنت مسحتهِ بنفسي……”
“أليس هذا ما يفعلهُ الزوجين؟”
لكن قلبي يكاد يسقط من مكانه، وهذا أكثر ما يشغلني.
لم أستطع قول ذلك، فالتزمت الصمت.
“أظن أنني متحمسةٌ لأنني لم أخرج منذ فترة. عادةً لا أكون بهذه العشوائية.”
“اوه، هذه أول مرة لك منذ شهر، أليس كذلك؟”
“نعم، ربما أنا أكثر حماسةً من روبيلين. و في الحقيقة……”
ثم أدركت ما كنت انوي قوله فسارعت بإغلاق فمي.
امال كاليكس برأسه قليلًا، وكأنه ينتظرني لأكمل.
كنتُ اعلم بأنه لا يهتم بقصصي، ولكن لماذا ينتظر؟
لا أدري إن كان ذلك بسبب حماسي للخروج أو بسبب سعادتي لوجود شخص يستمع لي، لكنني تحدثت بدون وعي.
“أردت أن أجرب شيئًا كهذا من قبل.”
“شيئًا كهذا؟”
“نزهةٌ عائلية.”
في حياتي السابقة، كنتُ دائمًا أقضي وقتي في المستشفى، ولم يكن والداي بالتبني يبحثان عني أبدًا.
وحتى عندما كنت أخرج للمنزل، لم أكن أتلقى إلا برودة الجو، إذ لم يكن هناك ما يشير إلى حياة الناس أو دفء العائلة.
لم تكن هناك نزهات، بل كان هناك العديد من الأيام التي لم نتبادل فيها حتى كلمة واحدة. فبالنسبة لهم، كنت مثل دمية اشتروها عن طريق الخطأ، لكنهم لم يتمكنوا من التخلص منها.
ربما لهذا السبب، على الرغم من أنني لم أكن ضمن عائلةٍ حقيقية من لحم ودم، شعرت بالسعادة لوجودي هنا كعائلةٍ في هذه النزهة.
على الأقل، في هذا المكان، لا يُمكن استبدالي في حياة روبيلين، لأنها تظن بأنني أمها.
ابتسمت بهدوء وأغمضت عيني، اصبح قلبي مفعماً بالحنان والتعلق عندما أفكر في روبيلين.
وعندما أفتح عيني مجدداً، وجدتها أمامي، منهمكة في تناول شطائرها مثل الأرنب الذي يأكل الجزر.
ابتسمتُ بخفة، وفتحت عيني جيداً في تلك اللحظة.
“هل قلتِ أنكِ بقيتِ وحيدة؟”
كان كاليكس يحدق بي بنظراتٍ ساكنة.
لم يكن يعلم أنني أتحدث عن حياتي السابقة، بل كان يشير إلى عائلة رانفورت.
ابتسمت بهدوء وأومأت برأسي.
“نعم، أنا وحيدة. وأيضًا سأغادر هذا المكان يومًا ما، لذا أريد صنع الكثير من الذكريات مع روبيلين قدر الإمكان. انا سعيدةٌ لأننا خرجنا إلى هذه النزهة. شكرًا لكَ، جلالتك.”
“تغادرين؟ من الذي سيغادر؟”
“بالطبع أنا-“
لكنني توقفت فجأة.
كان كاليكس يحدق بي بنظرة غير راضية، مع تجهمٍ على وجهه.
“أرجو الا تقلق جلالتك، أقصد حين تتمكن روبيلين من التحكم في قواها.”
وفي ذلك الحين، روبيلين……
“ربما ستجد صعوبةً في البداية، ولكن حين تعرف الحقيقة، ستنساني بالتدريج.”
شعرت بالانزعاج يغمرني فجأة، ربما لأنني شعرتُ بأن الأمر سيكون مؤلمًا.
كنتُ أحاول ألا أفكر بذلك، لكن الحقيقة هي أنني لن أكون جزءًا من مستقبل روبيلين القادم.
نظرتُ إلى روبيلين، التي كانت تتناول شطيرتها بابتسامةٍ باهتة.
“……هذا لن يحدث.”
لفتني صوت كاليكس الذي بدا عليه الحزن، فنظرتُ إليه مرة أخرى.
ما الذي لن يحدث؟
هل يقصد أن روبيلين لن تنساني؟
كان كاليكس عاقداً حاجبيه و ابقي فمه مغلقًا، ولا يبدو أنه يرغب في توضيح كلامه.
‘انتِ تستعدين للرحيل بجدية، أليس كذلك؟’
بدلًا من الإجابة، جلس بجانبي وأراح ظهره على كتفي.
ارتبكت، فقد كنتُ قد اقترحت عليه الجلوس، لكنني قصدت بجانب روبيلين، لا بجانبي……
في تلك اللحظة، أعلنت روبلين بسعادة، وهي تضرب بطنها الممتلئ بيدها وتناولني غلاف الشطيرة.
“امي!، انتهيتُ من الأكل!”
أخذتُ الغلاف منها ووضعتها في سلة الخوص بجانب الشطيرة التي كنتُ أتناولها.
ورغم أنني كنت أرغب في تناول المزيد، الا انني لم أستطع فعل ذلك بسبب قرب كاليكس الشديد مني.
قمت بترتيب شعر روبيلين الذي تبعثر بفعل النسيم.
“هل شبعتِ؟”
“نعم! شبعت!”
ابتسمت روبيلين بابتسامة عريضة، فابتسمت أنا بدوري لها.
أخرجتُ منديلًا من السلة ومسحت به جانب فمها الذي تلطخ بالصلصة.
وبينما كانت روبيلين تغمض عينيها وتنتظر، لفت انتباهها طرف كتاب الحكايات الذي كان يبرز من سلة الخوص، ففتحت عينيها على اتساعهما.
“امي! كتاب الحكايات!”
“نعم، سأقرأهُ لك.”
أخذت المنديل وأعدته إلى السلة، ثم ربّتُّ على فخذي، فبادرت روبيلين بوضع رأسها عليه بذكاء.
أخذتُ أربتُّ على شعرها بلطف ثم وضعت المنديل في سلة الخوص والتقطت كتاب الحكايات.
على خلاف الكتب التي كنت أطلبها مسبقًا من مايفيرن، كان هذا الكتاب قد جلبته لنا رينيل خصيصًا اليوم.
كان الغلاف بسيطًا، يكتفي بعنوانٍ رقيق بلون الباستيل دون رسوماتٍ زخرفية.
“امي، أسرعي!”
هتفت روبيلين وهي تحرك ساقيها بحماس، فنظرت إليها ومسّدت شعرها برفق، ثم فتحت الصفحة الأولى من الكتاب.
كانت القصة تتحدث عن أحداث عادية من الحياة اليومية، حيث يبدأ الأصدقاء الذين قضوا طفولتهم معًا برؤية بعضهم بعيونٍ مختلفة مع مرور الزمن، وينتهي الأمر بهم بالوقوع في الحب.
عندما انتهيت من قراءة الكتاب، أغلقتُ صفحته الأخيرة و نظرتُ إلى روبلين بانتظار أن أسمع رأيها.
“ما رأيكِ؟”
“غريب.”
ظهرت على وجه روبيلين علامة الحيرة وهي تشد شفتيها بخفة.
“ما الشيء الغريب؟”
“ما الفرق بين حب الصديق وحب الحبيب؟ أليس كلاهما حبًا؟ عندما نكبر، ما الذي سيختلف؟”
طرحت روبيلين سؤالًا عميقًا نوعًا ما.
“همم……”
كان من الصعب عليّ أن أشرح ذلك.
بدا أن روبيلين لم يسبق لها أن اختبرت أي تجربة متعلقة بمشاعر الإعجاب تجاه الجنس الآخر.
نقرّتُ على ذقني بأصابعي، و ادرت عينيَّ في الفراغ، وفجأة التقت عيناي بعيني كاليكس، الذي كان يراقبني بترقب، وكأنه هو الآخر ينتظر الإجابة.
شعرت بتزايد الضغط عليّ حينها.
بما أنني كنتُ بعيدة عن عالم العلاقات في حياتي السابقة، اضطررت لاسترجاع بعض المشاهد من الأفلام والمسلسلات التي شاهدتها.
و بعد لحظةٍ من التفكير العميق، خطرت لي كلماتٌ قد تكون الأكثر بساطةً لتصل إلى فهمهم، فابتسمت برضا.
“روبيلين. الصديق هو من تُحبينه كرفيقٍ لكِ في اللعب و القراءة، لكن الحبيب ليس مجرد شخص تحبينه.”
“ليس شخصاً أحبّه فقط؟”
“نعم.”
“إذًا ما هو؟”
هبت نسمةٌ خفيفة من الرياح، و أزحتُ شعري الذي غطى عيني خلف أذني، و ضحكتُ قليلاً.
“إنه العشق.”
“العشق؟”
“نعم، الحب و العشق لشخصٍ عزيز.”
ظهر على روبيلين تعبير الحيرة وعدم الفهم.
قرّبت أصبعي من طرف أنفها و لامسته بلطف، مضيفة شرحاً بسيطاً.
“مثلاً، الصديق إن لم تريه لأيام، لن تتأثري كثيراً، لكن الحبيب إن لم تريه ليوم واحد، ستفتقدينه وتشتاقين إليه.”
“وماذا بعد؟”
“همم……ربما الحبيب هو الشخص الذي وجوده وحده يكفي ليشعركِ بالدفء و السعادة و الفرح، أليس كذلك؟”
“حقاً؟”
“نعم، حقاً.”
عند سماع كلماتي الأخيرة، عبست روبيلين وقلبت شفتيها، و هو تعبيرٌ يظهر على وجهها عندما تركز في شيء ما.
“روبيلين؟”
بدت وكأنها انتهت من التفكير فجأة، إذ اعتدلت في جلستها، واستدارت لتنظر إليّ بابتسامةٍ مشرقة بينما كانت مستلقية.
“إذا كان ما تقولينه عن الحب صحيح، فهذا يعني أنني أحبكِ يا أمي!”
“حقاً؟”
كانت كلمتها تلك “أحبكِ” مفعمةً بالبراءة، و جعلتني أشعر بسعادةٍ غامرة، حتى انفجرتُ في الضحك معها.
لم أسمع من قبل كلماتٍ تعبر عن الحب بهذه النقاء والبساطة.
“ماذا عن أمي، هل تحبين روبيلين؟”
سألتني بعيونٍ واسعة و فضولية.
“بالطبع، انا أحبكِ.”
“لكنني لست حبيبتكِ؟”
“نعم، هناك حب لا يحتاج لأن يكون حب العشاق.”
أمسكتُ وجهها، و لامستُ أنفي برفق على أنفها، و ضحكت بإصدار صوتٍ خفيف.
وعندما ابتعدتُ قليلاً، كانت تبتسم بابتسامةٍ رائعة بينما كانت تنفض أنفها بخفة.
ظللنا نضحك بصوت عالٍ لوقت طويل، سعيدتين فقط برؤية بعضنا.
“الحب، إذن……”
سمعت فجأة صوتاً منخفضاً بجانبي.
التفتُّ نحو الصوت لأرى كاليكس، بوجه تعلوه تعابير الحيرة العميقة وعينين معقودتي الحاجبين.
“إذًا، ما الذي يعنيه هذا؟”
“ماهو؟”
“…….”
تردد كاليكس قليلاً، متجنباً النظر إليّ مباشرةً، ولم ينطق بكلمة.
فقط بعد أن هبت نسمةٌ قوية من الرياح، عاد لينظر إليّ وفتح فمه أخيراً.
“……الرغبة في حماية شخصٍ ما.”
“رغبةٌ في حماية شخصٍ ما؟”
من؟
شعرتُ ببعض الحيرة، فلم أسمع عن وجود علاقة بين كاليكس وأي شخص أو عن حديثٍ حول خطبة له.
عندها، بدا لي أن أطراف أذنيه احمرت خجلاً.
“و إحساسٌ غامض بأن كلماتهُ ستتحقق حقاً.”
“……”
“……او شيءٌ من هذا القبيل.”
مرة أخرى، تجنب النظر إلي.
آه، فهمت الآن.
أدركت بسرعة من يقصد، ولم أستغرب سوى لثوانٍ قليلة. فلم يكن هناك سوى شخص واحد يمكن أن يتحدث عنه كاليكس بهذه الجدية، و هي روبيلين.
وضعت يدي على فمي لأمنع نفسي من الضحك. بدا كاليكس الذي اعتدتُ عليه، ببرودته و عدم مبالاته، مختلفاً الآن، وقد أضافت عليه مشاعره الصادقة المرتبكة لمسةً لطيفة.
“جلالتك، الأمر بسيط.”
“بسيط؟”
“نعم.”
أنزلت يدي عن فمي و ابتسمت، لأقدم له إجابةً واضحة.
“إنه الحب.”
كان ذلك الشعور النقي الصادق ذاته الذي أحمله الآن تجاه روبيلين، دون ذرةِ شك أو تردد.
“…….”
اتسعت عينا كاليكس تدريجياً وكأنه نسي كيف يتنفس، متجمداً في مكانه. و قد فاجأني رد فعله الغريب أيضاً.
“جلالتك؟”
عند مناداتي له، بدا وكأنه أفاق من حلمه وعاد إلى وعيه.
“ههه.”
وأطلق ضحكةً خافتة تحمل في طياتها بعض الاستسلام. و شعرتُ بأن قواه خارت قليلاً.
لماذا يتصرف بهذه الطريقة؟
لم أعتقد بأنني قلتُ شيئاً يدعو للاستغراب أو الصدمة. فقد سألتهُ بوضوحٍ من قبل إن كان يحب روبيلين ام لا.
ربما يعتقد أنني أتصرف بشكل متعالٍ وأحاول تعليمه. فقد كنتُ أقدم له النصيحة مراراً وتكراراً، وقد يكون قد فهم الأمر بشكل خاطئ.
“جلالتك، ما اعنيه هو……”
ولكن قبل أن أكمل كلامي، هبّت رياح قوية، حاملةً معها بتلات الأزهار، و اضطررتُ لإغلاق عينيّ بإحكام وتحريك رأسي جانباً.
وسرعان ما تطايرت خصلات شعري التي وضعتها خلف أذني لتغطي عيني.
وبينما كنت أحاول إزاحة شعري، ظهرت يد كبيرة وأزاحت الخصلاتِ عن وجهي بلطف، كستار يُرفع.
وعندما فتحت عينيّ، ظهر لي كاليكس و هو يبتسم بلطف.
“جلالتك؟”
وراءه، كانت بتلات الأزهار تتراقص في الهواء، بينما انعكست أشعة الشمس على شعره الأسود، لتضيئه كوميض النجوم.
كانت عيناه الحمراء مبهرة، المتألقة بين خصلات شعره، و بدتا دافئتين على نحوٍ مفاجئ.
شعرتُ كأن أنفاسي قد توقفت، أمام هذا المشهد المذهل.
“أنتِ على حق.”
أمسك كاليكس بطرف خصلات شعري التي أزاحها للتو، مداعباً إياها برفق، ثم نظر إليّ دون أن يشيح ببصره، مبتسماً بلطف وهو ينحني نحوي ببطء.
“سيدة لوسينا……”
كان صوته الرقيق يضج بألفة غامضة، وعيناه تلمعان بنظرةٍ دافئة.
وما إن طبع قبلة خفيفة على خصلات شعري، حتى انحنت عيناه الحمراوان تحت ضوء الشمس بفتنةٍ آسرة.
“هذا هو الحب.”
***
كان هناك صوتُ خطواتٍ رتيبة يقترب شيئاً فشيئاً من المكتب الإمبراطوري، ما دفع يوكار إلى الوقوف بسرعة، بعد حوالي أربع ساعاتٍ من الانتظار.
وما إن رأى الشخص الذي كان يعبر الممر، حتى أشرق وجهه بابتسامةٍ عريضة وركض نحوه.
_______________________________
ونااااااسه البطل استوعب خلاص شوي ويتقدم للزواج شكله✨✨✨
بس قهرتني لوسينا يعني حب شعرس و عطاس نظرة العاشق و نادا اسمس بصوت يجنن مايكفي؟
يختي قووومي مب روبيلين الي يقصدها😭
Dana