🍊I Need Sponsorship🍊 - 83
الفصل 83 -أحتاج الرعاية
“آه.”
رفعت رأسي مستقيمًا. فرأيت جاك
“جاك.”
“رأيتك تخرجين من الطابق الثاني… ستصابين بالبرد.”
غطاني ببطانية كبيرة كان يحملها.
ثم قدّم لي كوبًا بخارُه يتصاعد. اخذت الكوب. كان الكاكاو.
“هل أعددته بنفسك يا جاك؟”
“نعم، ربما ليس مثاليًا…”
“شكرًا، سأشربه بسعادة.”
ما أهمية الطعم؟ الأهم هو أن الطفل أعده لي.
خاصة إذا كان هذا الطفل هو جاك.
“هل يمكنني الجلوس بجانبك؟”
كنت أنفخ بخفة على الكاكاو لتقليل حرارته عندما سأل جاك بحذر.
حرّكت عينيّ.
“قد تصاب بالبرد…”
“لا بأس، هذا لا يهم.”
رد جاك ببساطة. كنت قلقة، لكنني لم أرغب في تجاهل مجهود جاك.
في النهاية، أومأت برأسي وربّتت على المكان بجانبي.
“حسنًا، تعال هنا.”
جلس جاك بجانبي. غطّيته أيضًا بالبطانية. كانت البطانية كبيرة بما يكفي لتغطيتنا معًا.
ثم شربت رشفة من الكاكاو. شعرت بالدفء والحلاوة تسري في جسدي.
“لذيذ…لقد أعددته جيدًا.”
“شكرًا لك.”
ابتسم جاك بسعادة لرؤيتي راضية.
كنت على وشك أن أشرب رشفة أخرى من الكاكاو عندما لمحت جاك. كان جالسًا بعيدًا قليلاً عني.
همم…
اقتربت وجلست بجانبه مباشرة. عندما نظر إلي جاك بدهشة، أجبت مازحة.
“الجلوس بهذا القرب سيجعلنا أكثر دفئًا.”
تردد جاك لوهلة، لكنه سرعان ما أومأ واقترب مني.
لم تكن كلماتي فارغة، حقًا الجلوس بجانبه جعلنا نشعر بالدفء أكثر.
“لم أرَ الأطفال حولنا؟”
بالأخص لم أرَ كلوران الذي عادة ما يكون نشيطًا.
تأمل جاك قائلاً:
“ربما يصنعون كتابًا قصصيًا معًا الآن.”
“كتاب قصصي؟”
نظرت إليه بتساؤل، فأجاب بابتسامة خفيفة:
“رودي أراد صنع كتاب قصصي، ولأنه لا يعرف كيف يكتب، قرر الجميع مساعدته. إيدي سترسم، رين ستجمع الأوراق، وكلوران سيكتب. أعتقد أن رين ستكتب بشكل أفضل من كلوران، لكن…”
تذكرت شكل كتابة كلوران. كانت غير متساوية وصعبة القراءة بسبب سنه الصغير.
رأيت أن كتابة رين ستكون أفضل، ولكن كلوران سيشعر بخيبة أمل.
فكرة أنهم يصنعون كتابًا قصصيًا معًا كانت لطيفة، جعلتني أبتسم بشكل تلقائي.
“ألن تشاركهم يا جاك؟”
سألته، فأجاب بتهز رأسه:
“قالوا إنها مفاجأة لي أيضًا… هم في المطبخ جميعًا.”
“هذا مثير!”
هل ستكون مفاجأة لي أيضًا؟ أتمنى أن يعرضوا الكتاب عليّ عندما ينتهون. شعرت بالحماس.
ثم عاد الصمت. كان الصوت الوحيد هو الرياح الخفيفة، لكنني لم أشعر بأي إحراج أو ضيق.
“إنه يشبه ذلك الوقت…”
ذلك اليوم الذي عقدنا فيه العقد مع الدوق. كنا نجلس بجانب بعضنا بهذا الشكل.
“الفرق الوحيد هو أن ذلك كان في الليل والآن…”
نظرت إلى وجه جاك الجانبي. على الرغم من أنه كبر سنة واحدة فقط، بدا أكثر نضجًا. هو الآن في الخامسة عشرة، لكنه يبدو أكثر نضجًا.
الأهم من ذلك…
شعر جاك بنظري ومال رأسه متسائلًا:
“لماذا تنظرين إلي هكذا؟”
“آه… لا شيء.”
حتى لو قلت أن نظرته لي تغيرت، لن يفهم جاك ذلك.
جاك تغير كثيرًا منذ ذلك الوقت. الآن، هو يبتسم لي، على عكس ما كان عليه سابقًا عندما كان يغلق قلبه تمامًا.
‘هل أسأله الآن؟’
لم أكن أنوي ذلك، ولكن الآن هو الوقت المناسب. جاك انتهى من دروسه، ولا يوجد أطفال حولنا.
بعد تفكير طويل، بدأت الحديث بحذر:
“جاك، هل يمكنني سؤالك عن شيء؟”
“نعم، تفضلي.”
أومأ جاك برأسه بحماس. بعد تردد قليل، فتحت شفتي وسألت:
“جاك، اسمك يتضمن ‘فريت’. هل هذا يعني منطقة فريت؟”
رد جاك بارتباك خفيف، ثم أومأ برأسه.
“نعم.”
“هل أرسلتك الإمبراطورة السابقة إلى منطقة فريت؟”
على الرغم من أنني كنت أعلم الإجابة، إلا أنني أردت الاقتراب بحذر لأن جاك لم يكن يعلم أنني أعرف. أومأ جاك مرة أخرى.
“نعم، سمعت أنها أرسلتني إلى فريت عند ولادتي.”
استخدامه لكلمة “سمعت” يعني أن هناك شخصًا أخبره بذلك.
تقدمت بسؤالي بحذر أكثر:
“إذاً، كيف انتهى بك الأمر هنا؟”
لو كان هناك شخص يحمي جاك، لما كان هنا. ماذا حدث؟
لاحظت أن نظرات جاك بدأت تتزعزع.
كانت شكوكي في محلها. كان هناك شيء حدث.
بعد تردد طويل، بدأ جاك الحديث. تنهد وأجاب:
“أمي… الإمبراطورة السابقة أوكلتني لشخص ما ليأخذني إلى فريت.”
غطّت عيني جاك الظلام. أمال رأسه قليلاً وأكمل:
“ذلك الشخص كان بمثابة أم لي.”
حتى ذلك اليوم…
* * *
“صاحب السمو! صاحب السمو!”
صوتها كان ينادي، فالتفت الطفل جاك. سيدة ممتلئة ترتدي مئزرًا ركضت نحوه وأمسكت به بسرعة.
“ألم أقل لك ألا تخرج من خارج الجدار؟ لماذا لا تستمع لي؟”
“ميسا…”
“أخبرتك أن هناك الكثير ممن يترصدونك خارج هذا الجدار! هل تريد أن تموت مثل الإمبراطور والإمبراطورة؟”
عندما استخدمت ميسا نبرة تهديد، انخفض رأس جاك.
ميسا، معتقدة أنه خاف، لطفت تعبيرها وهمست بلطف:
“لا تقلق. طالما أنك لا تخرج بدون إذني، لن يحدث شيء.”
“…حسنًا.”
جاك أومأ برأسه بلا تعبير. شعرت ميسا بعدم رضا، لكنها سرعان ما ابتسمت وقادته إلى الداخل.
كان البيت الذي يعيشان فيه عاديًا تمامًا.
لكن ما ميّز البيت هو الجدران العالية التي تلامس السماء، وقلة الأثاث في الداخل.
البيت كان شبه فارغ. خاصة غرفة جاك، التي كانت بلا مكتب أو سرير أو خزانة. فقط فراش على الأرض.
كانت البساطة مبالغ فيها.
وقف جاك عند الباب بهدوء. ثم سمع صوت ميسا من خلفه:
“أنا سأخرج الآن.”
عندما التفت، وجدها قد انتهت من تجهيز نفسها للخروج. وهي ترتدي قبعة واسعة الحواف، أعطته تحذيرًا أخيرًا:
“كما تعرف، لا تخرج حتى أعود. الجيش الإمبراطوري يراقب كل مكان، وإذا أمسكوا بك، ستواجه نهاية وحشية. هل تفهم؟”
سمع هذه الكلمات كثيرًا لدرجة أنه حفظها. أومأ برأسه:
“حسنًا، ميسا.”
“جيد. سأعود قريبًا لأعد العشاء. انتظر هنا بهدوء حتى أعود.”
“حسنًا.”
عندما أجاب جاك بصدق، ابتسمت ميسا برضا ثم خرجت من المنزل.
بعد توديعها عند الباب، عاد جاك إلى غرفة الجلوس.
من خلف الباب المفتوح قليلًا، تمكن من رؤية ما بداخل غرفة ميسا. على عكس غرفته الفارغة، كانت غرفة ميسا مليئة بالأثاث والملابس. ومع ذلك، لم تكن ضيقة. كانت الغرفة كبيرة بما يكفي لتسع شخصين، على عكس غرفته الصغيرة.
لكن جاك لم يرَ في ذلك أي شيء غير عادي. فقد كانت حياته هكذا منذ أن كان صغيرًا جدًا، ولمدة عشر سنوات.
لم يعرف جاك إلى أين كانت تذهب ميسا كل ظهر. كانت تتركه وحيدًا، وتعود فقط عند حلول وقت العشاء.
سألتُها ذات يوم أين كانت تذهب، فغضبت. منذ ذلك الحين، لم يسأل جاك مرة أخرى. اكتفى فقط بأن ميّسا كانت تعتني جيداً بطعامه وملبسه ومسكنه.
في ذلك اليوم، لم تعد ميّسا إلا في وقت العشاء لتُعد الطعام. كان اليوم غريبًا بعض الشيء. على عكس الأيام السابقة حيث كان الطعام بسيطًا مثل الحساء أو دقيق الشوفان، كانت هناك مجموعة من الأطعمة الفاخرة والدسمة.
كانت هناك شريحة لحم الضأن المشوية، وديك رومي محمص، وسلطة طازجة ومنعشة، وحتى عصير الفاكهة الطبيعي.
قالت ميّسا: “لم تكن الأمور ميسورة في السابق، لذا كنا نأكل بشكل بسيط، لكن اليوم يُمكننا تناول شيء مميز.”
عندما سألها جاك: “ما الذي يميز هذا اليوم؟” توقفت ميّسا للحظة عن تقطيع اللحم. ثم ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت: “ما الذي يُميز هذا اليوم؟ إنه يوم ميلاد صاحب السمو الأمير.”
اتسعت عينا جاك بدهشة. لم يحتفل جاك بيوم ميلاده قط. في كل عام، كانت ميّسا تعتذر قائلة: “ليس لدينا مال كافٍ، لذا سنتناول شيئًا بسيطًا.”
لذلك، كان شعوره بالدهشة أكبر من شعوره بالسعادة، لكنه كان صغيرًا جدًا ليشكك في الأمر.
كانت أول مرة يتذوق فيها اللحم، وكان طعمه دهنيًا. وكان عصير الفاكهة طبيعيًا وحلوًا، وكانت السلطة منعشة.
بعد العشاء، عرضت ميّسا بشكل غير معتاد قراءة كتاب على جاك. جلس جاك بجانبها على الأريكة في وسط غرفة المعيشة. كانت الغرفة دافئة بفضل النار المشتعلة في الموقد.
بدأت ميّسا تقرأ بصوت هادئ قصة للأطفال. جلس جاك يستمع بهدوء.
كان في المنزل كتاب واحد فقط للأطفال، ولذلك كانت القصة التي ت
قرأها ميّسا قد قرأها جاك عشرات المرات. لكن سماعها من شخص آخر كان شعورًا جديدًا. بدا الأمر وكأنه يستمع للقصة لأول مرة.
مع استمرار الصوت الهادئ والرتيب، شعر جاك بالنعاس وأغمض عينيه.
سألت ميّسا بصوت خافت: “هل نمت، صاحب السمو؟”
يتبع….