🍊I Need Sponsorship🍊 - 148
الفصل 148- أحتاج الرعاية
كم مشيت متتبعةً ذلك الصوت، لا أعلم.
بدأ الشكل يظهر تدريجيًا حتى وصلت أخيرًا أمامه.
“أنتَ…”
“أمي، أبي…”
كان الطفل صغيرًا ومألوفًا.
كان صبيًا بشعر أسود الذي لا يختفي حتى في هذه المساحة السوداء.
لم يكن يدرك حتى أنني أتيت، كان يدفن وجهه في ركبتيه ويبكي.
بصوت باكٍ…
– “أبي، أمي… أنا خائف جدًا…”
كان يبحث عن والديه.
لسبب ما، شعرت بأنني أعرف من هو هذا الصبي.
… من المستحيل ألا أعرف.
“ديتريش…”
“…”
عندما نطقت باسمه، توقف الطفل عن البكاء وبدأ يرفع رأسه ببطء. كانت عيناه الذهبيتان الرطبتان تلمعان بوضوح.
ابتسمت ابتسامة خفيفة.
‘إنه ديتريش بالفعل.’
ربما لأنه طفل، أو ربما لأن هذا المكان يشعرني بالانفصال عن العالم الذي أعرفه.
ديتريش كان الاسم الذي نطقت به أولًا قبل الدوق.
“هل تعرفينني…؟”
عندما سألني الطفل وهو يتنهد، أومأت برأسي.
“نعم، أعرفك جيدًا.”
“كيف تعرفينني…؟”
“لأنني أحبك.”
“ماذا؟”
نظر الطفل إليّ بدهشة.
كانت تلك النظرة لطيفة، جلست بجانبه وابتسمت بلطف.
ما زلت لا أعرف ما هي هذه المساحة، ولكن هناك شيء واحد مؤكد.
هذا الطفل هو ديتريش كرايمان، الدوق في طفولته.
يمكن معرفة ذلك من خلال الطريقة التي يبكي بها ويبحث عن والديه.
لكن لماذا يظهر الدوق وهو طفل أمامي؟
‘هل هذا خيال قمت بإنشائه؟’
حتى لو كان كذلك، لا يهم. ما دمت أستطيع رؤيته.
ربما لأنه كان حلمي دائمًا أن أراه مرة أخرى. أصبحت أكثر جرأة وصراحة.
“أنت تحبينني؟ لكني… أنا وحش. أمي وأبي يكرهونني… لماذا تحبين وحشًا مثلي…”
“حسنًا، لأنك مسؤول.”
أغلقت إصبعي الأول.
“وأنت جدير بالثقة.”
أغلقت الإصبع الثاني.
“تبدو باردًا، ولكن في الحقيقة، أنت أكثر دفئًا من أي شخص آخر.”
أغلقت الإصبع الثالث.
“تبدو قويًا، ولكن في الداخل، أنت شخص حساس.”
أغلقت الإصبع الرابع.
“لقد قلت لي من قبل أنك لا تحب نفسك، ولكن في الحقيقة، أنت تفكر في الآخرين قبل نفسك.”
هل هذا جانب جيد؟
“وأيضًا…”
ابتسمت للطفل الذي كان ينظر إليّ بوجه مرتبك.
“أنا أحبك لأنك ديتريش.”
“….”
“ربما كنت تبكي وحيدًا وتعاني منذ طفولتك. لا يمكنني تغيير ماضيك، ولكن الأمور مختلفة الآن. لذا، انهض، الجميع ينتظرونك.”
حتى لو كان وهمًا، لا يهم. كل ما أردته هو أن أحتضنه وأدفئه بعدما بكى في هذا الظلام.
أردت أن أخبره بأن مستقبله سيكون مختلفًا عن طفولته الحزينة.
مددت يدي واحتضنت الطفل ديتريش.
تصلب جسده بحرج، لكنه احتضنني في النهاية بيديه الصغيرتين. ثم سمعت صوته المختلط بالبكاء.
“نعم…”
في تلك اللحظة، تحلل جسد الطفل في حضني إلى ضوء ذهبي. غمرني ذلك الضوء، وفجأة غمرتني بالكامل.
كان الضوء دافئًا لدرجة أنني ربما… غفوت على الفور.
* * *
شعرت بيد دافئة تمسح شعري.
بدأت الرؤية التي كانت مظلمة مثل الحبر الأسود تتضح تدريجيًا.
فتحت عيني ببطء. كانت الرؤية غير واضحة ولم أستطع رؤية ما أمامي جيدًا.
توقفت اليد التي كانت تمسح شعري للحظة عندما استيقظت.
‘من…؟’
كنت فضولية لمعرفة من كان، ولكن لم أستطع أن أعرف، مما أصابني بالإحباط.
وكأن الشخص قد قرأ أفكاري، همس لي بصوت دافئ.
“أنا آسف لإيقاظك. سأبقى بجانبك، فلتعودي إلى النوم.”
عندها فقط أدركت من هو هذا الشخص.
‘هذا الشخص هو…’
اتبعت كلامه وأغلقت عيني مرة أخرى. وارتسمت ابتسامة لطيفة على وجهي.
يبدو أنني أحلم الآن. إنه حلم جميل جدًا…
آمل أن لا ينتهي هذا الحلم أبدًا، ودخلت في نوم عميق.
عندما فتحت عيني مرة أخرى، كان المكان بجانبي فارغًا. شعرت بالأسف أولاً. لكن، أكثر من ذلك…
‘هل أنا حقًا لم أموت؟’
في البداية، ظننت أن هذا كان آخر حلم لي قبل الموت. لكن، ما هذا الحلم إذن…
بينما كنت أحاول بصعوبة النهوض، فُتح الباب.
“س… سيلا!”
ريك الذي دخل إلى الغرفة كان يحدق بي بعينيه الواسعتين.
نظرت إلى وجهه المذهول وأدركت أن هذا هو الواقع.
نظر إليّ بعينين كبيرتين لا يصدق، فابتسمت ورفعت يدي.
“صباح الخير، ريك. آه… ربما ليس صباحًا…”
“الجميع، تعالوا هنا! السيدة سيلا…!”
ريك تجاهل تحيتي وصرخ بصوت عالٍ وغادر الغرفة.
تركت وحدي، جلست أفكر وأمرر يدي على رأسي.
نعم، من الواضح أن هذا ليس حلمًا.
“ماذا حدث للدوق؟”
حاولت النهوض من السرير للذهاب إلى غرفة الدوق، لكنني جلست مرة أخرى على الفور.
“ماذا؟”
نظرت إلى ساقي المتدلية بلا حول ولا قوة.
…لا أستطيع أن أشعر بأي قوة في ساقي.
“أوه…”
حاولت المشي بجهد، ولكن بعد بضع خطوات تمايلت وسقطت مجددًا.
ما الذي يحدث هنا؟
في تلك اللحظة، فتح الباب مرة أخرى، واقترب مني ريك وليونارد بسرعة.
“سيدة سيلا، هل أنتي بخير؟”
حاولا رفعي، لكن فنسنت أشار بيده فرفع جسدي بلطف ووضعني على السرير.
نظر ريك وليونارد إلى فيسنتي بنظرات حزينة.
“لقد… لا أستطيع أن أشعر بأي قوة في ساقي.”
عندما قلت ذلك وأنا مستلقية على السرير، اقترب الطبيب مني وأمسك بمعصمي قبل أن يقول:
“هذا طبيعي. لم تتناولي شيئًا بشكل صحيح لأكثر من شهر، فكيف تتوقعين أن تكوني قادرة على المشي؟”
“ماذا؟ شهر؟”
ما الذي يقصده؟
نظرت إلى ريك بوجه مذهول، وبعد تردد، قال ريك بحذر:
“هذا صحيح. لقد مر شهر منذ أن قمتي بوضع سحر الختم على جسد الدوق.”
“يا إلهي…”
لقد اختفى شهر من حياتي دون أن أدري.
لكن هذا ليس المهم.
سألت عن أكثر ما أريده.
“ماذا عن الدوق؟ هل نجح سحر الختم؟”
وجودي هنا حية يعني أن السحر قد فشل على الأرجح.
سألت بوجه قلق. إذا لم ينجح السحر ولم يستيقظ الدوق، فلن أكون سعيدة على الإطلاق بكوني على قيد الحياة.
لكن لم يجب أحد على سؤالي.
كان وجهي يزداد قلقًا. ملامح ريك وليونارد لم تكن مبشرة.
شعرت بأن الصمت المقلق يجيب على سؤالي.
“الدوق… أنتِ، لماذا تبكين؟”
كان فنسنت على وشك أن يقول شيئًا عندما نظر إليّ بذهول.
ريك وليونارد كذلك.
“سي… سيلا؟”
شعرت أن الجميع كانوا في حالة صدمة، لكني لم أستطع التوقف عن البكاء.
السحر فشل. كان هذا آخر أمل لي.
لقد استُنفدت تقريبًا طاقتي السحرية ولا يمكنني إعادة محاولة السحر.
ما الفائدة من العيش هكذا؟
“لم يفشل السحر، لذا توقفي عن البكاء.”
قال فيسنتي بنبرة مضطربة.
“ماذا…؟”
نظرت إليه بعيون حائرة.
نظر إلي بعصبية وناولني شيئًا.
نظرت إلى الشيء الذي ناولني إياه بوجه مضطرب.
كانت حجرًا سحريًا ذهبيًا براقًا. لم أرَ حجرًا سحريًا مثل هذا من قبل. ومع ذلك، استطعت معرفة أنه حجر سحري لأنه كان ينبعث منه قوة سحرية هائلة.
“ما هذا…؟”
“إنه أثير.”
فوجئت عندما قال فيسنتي أثير، ونظرت إليه بدهشة.
“لم أرى مثل هذا الاثير من قبل. أين وجدت هذا؟”
كان هذا الأثير غير معروف حتى في الرواية الأصلية.
عند سؤالي، حدق بي فيسنتي للحظة بصمت ثم أجاب.
“أنتِ من وجدته.”
“أنا؟”
تدخل ريك قائلاً، “سأشرح لكِ.”
ثم تابع: “هل تتذكرين اليوم الذي قمتِ فيه بختم قوى الدوق قبل شهر؟”
أومأت برأسي. على الرغم من أنه كان قبل شهر، إلا أنه كان واضحًا في ذهني كأنه حدث للتو.
قال ريك: “بعد دخولكِ بوقت قصير، انبثق ضوء ذهبي من الغرفة.”
“ضوء ذهبي؟”
فجأة تذكرت شيئًا، صورة الدوق الصغير والضوء الذهبي الذي تفرق داخل حضني.
أضاف ريك: “عندما دخلنا الغرفة خوفًا من أن شيئًا قد حدث، وجدناكِ فاقدة الوعي وكان الأثير بجانبكِ.”
قلت متعجبة: “لكنني لا أتذكر أنني وجدت هذا الأثير…”
قاطعني فيسنتي: “لا، أنتِ من وجدته بالفعل.”
رفعت رأسي وحدقت في فيسنتي.
يتبع…