I Need Sponsorship - 138
الفصل 138 – أحتاج الرعاية
ارتطام.
سقط الأثير من يده المفتوحة وتدحرج على الأرض. ارتسمت على وجه الأبيض نظرة مليئة بخيبة الأمل. كان يجب عليه أن ينقش اسمه على الأثير منذ البداية…
“جلالتك، أرجوك… اسـ…تخدمني… سأساعدك على توحيد القارة…!”
نطق الابيض بالكلمات المتقطعة بصعوبة. كان يأمل أن يتمكن من إقناع الإمبراطور ليخرج من هذا المأزق.
وبعد ذلك…
‘إذا تستطعت إمساك الأثير فقط…!’
“أيها الثعبان. أستطيع أن أرى بوضوح ما تفكر فيه. لو كنت في السابق، ربما كنت سأُخدع بلسانك الحاد، ولكن الأمور الآن مختلفة.”
“الأثير… لجلالتك…!”
“أنا هو مصدر القوة السحرية. لذا، يمكنني أن أعرف. هذا مزيف. أنت تحاول خداعي بهذا المزيف!”
الإمبراطور صرخ غاضبًا.
لم يستطع الأبيض أن يصدق كلامه. كيف يكون مزيفًا؟ هذا بالتأكيد هو الأثير الملعون الذي تم العثور عليه في قصر الأحمر. لقد تم التحقق منه بالفعل…!
وكأنه لإثبات عدم زيف كلامه، قام الإمبراطور بدوس الأثير بقدمه، وتحطم الأثير إلى قطع. لم يكن ممكنًا أن يتحطم الأثير، الذي هو أكثر صلابة بمئات المرات من الأحجار السحرية العادية. فقد الأثير المتحطم بريقه وعاد إلى حجر عادي.
‘مستحيل…’
هناك طريقة يمكن بها خداع أحدهم. وهذا يكون باستعمال أثير الوهم.
“الأحمر، الأزرق، والأسود كلهم ماتوا. إذا مت، ستزول وصمتي.”
“ها، هاها…”
في مواجهة الموت، ضحك الأبيض فجأة.
بينما كان يمسك بعنقه، بدأ بالضحك بشدة.
امتلأت غرفة الاستقبال بصوته الضاحك.
‘نهاية من حلم بتوحيد القارة تكون هكذا.’
لو كنت أعلم هذا…
‘لم يكن هناك حاجة لقتل ذلك الشخص…’
شعر بقليل من الندم.
حتى النهاية، نظر الأبيض مباشرة في عيني الإمبراطور وبدأ يتكلم.
“لم تكن أصلًا الإمبراطور. حتى لو مت، لن تصل حتى إلى كاحل شقيقك…”
قبل أن ينهي كلماته، اخترقت عشرات الخيوط السحرية جسد الأبيض في لحظة.
ألقى الإمبراطور بجسد الأبيض الذي فقد الحياة على الأرض، وعاد إلى عرشه.
غمر جسده في الكرسي الكبير ونظر إلى العرش الملطخ بالدماء. خرج صوته الباهت والمظلم مع فتح شفتيه.
“هذا مكاني. لن أتركه لأي أحد…”
وأخيرًا، دخل الفرسان إلى غرفة الاستقبال بعد أن أدركوا الفوضى متأخرين.
“جلالتك، هل أنت بخير…؟”
ركض الفرسان داخل الغرفة بسرعة، لكنهم توقفوا عندما شاهدوا المشهد المروع أمامهم. كان الدم يغطي أرضية الرخام، مكونًا بحيرة صغيرة.
“جلالتك، كيف حدث هذا…؟”
” هذا من تجرأ على الوقوف ضدي. لا تكترثوا.”
“لكن…”
“قلت لكم، لا تكترثوا.”
عندما التقى الفرسان بنظرة الإمبراطور الباردة، وقفوا على الفور وحنوا رؤوسهم بسرعة.
“ودعوه اليوم. نظفوا المكان غدًا.”
“نعم، كما تأمر.”
“اخرجوا.”
“نعم، كما تأمر.”
على الرغم من أوامر الإمبراطور الغريبة، لم يجرؤ الفرسان على الاستفسار أكثر وخرجوا من غرفة العرش. شعروا وكأنهم إذا أغضبوا الإمبراطور أكثر، فقد ينتهي بهم الأمر في بركة الدم تلك…
بعد أن أصبح وحده مرة أخرى، استمتع الإمبراطور برائحة الدم وهمس لنفسه.
“لا تزال وصمتي باقية.”
توجهت نظراته نحو مكان بعيد.
في مكان ما وراء الباب.
“علي أن أتخلص من ذلك الشخص لأصبح الإمبراطور الحقيقي.”
وأخيرًا، أغمض عينيه وتكلم بنبرة لامبالية وصوت مفعم بالفرح.
“تعال. سأنتظرك هنا.”
* * *
مرت شهرين منذ أن عثرت على مذكرات الساحر. عاد الفصل الذي يحمل معه نسيمًا باردًا في الليل، وحدثت العديد من الأمور في تلك الفترة.
أولًا، أصبحت مهاراتي السحرية أفضل بشكل ملحوظ. لدرجة أن فيسنتي نفسه اندهش.
‘التركيز طوال اليوم على نصوص سحر الختم جعل السحر العنصري يبدو أسهل نسبيًا…’
لا أعرف ما إذا كان يجب أن أكون سعيدًة بذلك أم لا. لأن رأسي يشعر وكأنه سينفجر بسبب سحر الختم.
‘لكن لسبب ما، أشعر أنني سأتمكن من القيام بذلك.’
على الرغم من أن تحسين سحر الختم ليصبح أكثر أمانًا ليس بالأمر السهل، إلا أنني شعرت بشعور غريب بأنني سأتمكن من إنجازه في الوقت المحدد.
“في ماذا تفكينن؟”
فيسنتي الذي جاء معي إلى المقر الرئيسي بعد انتهاء درس السحر، سألني فجأة.
أجبت وأنا أهز رأسي.
“لا شيء مهم.”
“حقًا؟ ظننت أنك متوترة.”
عندها تجهمت ملامحي.
‘بالطبع، أنا متوترة.’
سيكون غريبًا إذا لم أكن كذلك.
‘اليوم، لدينا اجتماع في غاية الأهمية.’
إنه الاجتماع الذي سنتخذ فيه قرارات حاسمة بشأن وقت التمرد والخطط التفصيلية.
‘نحن قريبون جدًا من الهدف.’
لا يمكننا الاسترخاء ولو قليلًا.
بينما كنت أفكر، وصلنا إلى المكتبة. بما أن الاجتماع كان مهمًا للغاية، فقد تم إجراؤه في المكتبة بدلاً من المكتب لأن الطاولة الطويلة كانت أكثر ملاءمة.
“السيدة سيلا فيرند والسيد خان، قد وصلا.”
أبلغ ريك الداخل. انتظرت رد الدوق، ولكن بدلًا من الرد، فتح الباب وظهر الدوق.
“لقد كنت في انتظاركم.”
فتح الباب على مصراعيه وخطى جانبًا. نظرت إليه ثم دخلت.
عندما دخلنا، وقف الأشخاص الذين كانوا هناك مسبقًا. تعرفت على الفور على من كانوا.
‘هؤلاء هم الذين يشاركون في التمرد.’
كانوا من القادة بين النبلاء المركزيين.
نظراتهم كانت مليئة بالحذر، وجهوها نحوي فيسنتي. كان هذا طبيعيًا.
فيسنتي كان من الأشخاص الذين يديرون كازينو ومزادات غير قانونية، وأنا…
‘أنا أكثر شخص مشبوه هنا.’
أنا مديرة دار أيتام من عائلة نبيلة متدهورة.
ومع ذلك، كنت شخصية مهمة في هذا التمرد. حليف مقرب من الدوق كرايمان.
لا شيء ينسجم هنا. لذا، من الطبيعي أن يكونوا حذرين.
قام النبلاء بتفحصي بعناية، يحللون كل جزء من شخصيتي.
كان الحال نفسه بالنسبة لـفيسنتي، لكنه بدلاً من ذلك ابتسم ساخرًا وأظهر احتقارًا. تذكرت أن فيسنتي كان يكره النبلاء. لم يكن يرى هؤلاء الناس بشكل جيد.
‘لا يمكنني أن أظهر الضعف هنا.’
على الرغم من أنهم تجمعوا تحت راية واحدة، إلا أنهم لا يزالون يشكون في قدراتي. هل يمكنهم الوثوق بي ليكونوا جزءًا من مستقبلهم؟
إذا أظهرت أي ضعف في هذه اللحظة، فسوف يزيد ذلك من عدم الثقة.
شعرت بنظرات الدوق كرايمان تتجه نحوي. كانت نظرته تشير إلى أنه سيساعدني إذا أردت.
‘لا بأس.’
ابتسمت وهززت رأسي، ثم نظرت بحزم إلى النبلاء. تلاقت أعيننا معًا، ثم تحدثت بصوت قوي.
“أنا سيلا فيرند.”
قبضت يدي بإحكام ونظرت إليهم. لم أكن أنوي التراجع بسبب هذا الضغط.
“لقد سمعت عن عائلة فيرند. إنها عائلة نبيلة تدهورت. لكن كيف يمكننا أن نثق بك لتسليم مستقبل الإمبراطورية لعائلة نبيلة سقطت؟”
بعد تقديمي لنفسي، جاء السؤال الحاد بعد لحظة من الصمت. نظرت إلى الشخص الذي تكلم.
‘هذا الشخص هو…’
لأنني طلبت من ريك أن يحضر لي صورًا له مسبقًا، كنت أستطيع التعرف عليه.
‘ايرل جادبورو.’
كان من بين النبلاء الأكثر نفوذًا بين الحاضرين.
تمتم فيسنتي بجانبي.
“يبدون متغطرسين، رغم أنهم كانوا يتوسلون لحياتهم خوفًا من الإمبراطور.”
“فيسنتي”
المشكلة هي أن تذمره كان عاليًا لدرجة أن الجميع سمعوه.
تصلبت وجوه النبلاء عند كلام فيسنتي. ورغم أنني عاتبته بهدوء، إلا أن فيسنتي نظر إليّ بوجه متجهم وقال:
“أليس كلامي صحيحًا؟ عندما طلبوا الدعم في البداية رفضوا، لكن عندما فقد الإمبراطور عقله تملقوا لإنقاذ أنفسهم. وبعد ذلك، لم يتقدموا للمواجهة بل اختبأوا خلف عذر تقديم الدعم من الخلف. كيف يجرؤون على التصرف بوقاحة معك؟ إن الأمر يضحكني.”
ثم انفجر فيسنتي بالضحك بصوت عالٍ.
في النهاية، لم يتمالك بعض النبلاء أنفسهم فوقفوا من مقاعدهم.
“بغض النظر عن كونك سيد الخان، كيف تجرؤ، وأنت مجرد شخص عادي، على التحدث بهذه الطريقة إلى النبلاء؟!”
“انظر، حتى في هذه اللحظة، ما زالوا يهتمون إن كنت نبيلًا أم لا، رغم أننا جميعًا في النهاية مجرد جثث متشابهة.”
“……!”
لقد أصيب النبلاء بصدمة كبيرة من حديث فيسنتي عن جثث متشابهة، مما جعل أفواههم تتسع من الدهشة.
ومع ذلك، ازدادت النظرات الموجهة نحونا حذرًا أكثر. شعرت أن الوضع يزداد سوءًا مع مرور الوقت، فتنهّدت بعمق.
“كلام سيد الخان صحيح.”
وفي اللحظة التي كنت أفكر فيها كيف يمكنني تهدئة هذا الوضع، تداخل صوت عميق وهادئ بيننا.
نظرت بدهشة إلى الاتجاه الذي جاء منه الصوت. وصرخ النبلاء كأنهم مصدومون:
“كيف يمكن أن يكون كلام سيد خان صحيحًا! هل ترى أيضًا أننا مجرد جثث متشابهة!”
بدا أن تأثير كلمة جثث متشابهة كان عظيمًا عليهم لدرجة أنهم صاحوا بذلك حتى دون أن يشير الدوق إليها.
“ليس الأمر كذلك.”
“إذًا ما هو الصحيح!”
في تلك الأثناء، وقف الدوق بجواري. نظرت إليه بدهشة. ربما بسبب الموقف، بدا لي بزيّه الرسمي وكأنه دعم قوي لا يضاهى.
“كان أسلوبكم في التحدث مع البارون فيرند وقحًا.”
“لكن… لكن هذا صحيح، أليس كذلك؟ هذه الثورة مسألة في غاية الأهمية. كيف يمكننا الوثوق بشخص ضعيف وغير مؤكد النسب؟”
“سأضمن نسبها أنا وعائلتي، فلا داعي للقلق.”
“إذا قال الدوق ذلك…”
بدأ النبلاء يسكتون واحدًا تلو الآخر عندما أكد الدوق ذلك.
كان فيسنتي ينظر إلى الوضع بانزعاج.
فيسنتي يحتقر النبلاء وفي الوقت نفسه يعاني من عقدة نقص تجاه أصوله. وكانت هذه اللحظة بمثابة تذكير مؤلم له، وهذا جعله يشعر بالضيق.
ومع ذلك، عندما نظرت إليه بعينين ممتنتين لعدم تركه المكان، بادر بالحديث:
“ماذا؟ لماذا تنظرين إلي هكذا؟ يبدو ذلك مقززًا.”
…هذا الرجل، يبدو أن الاختلاط مع كلوران جعله يتحدث بنفس الطريقة.
“فقط، أشكرك.”
“هممم…”
عندما عبرت عن امتناني بصدق، أدار رأسه بسرعة. انظر، يتصرف تمامًا مثل كلوران.
بعد ضحكة قصيرة، التفتت إلى النبلاء.
لم يعد النبلاء يشككون في قيمتي.
لكن ذلك كان بسبب وجود الدوق.
لو لم يكن الدوق هنا، لاستمروا في الشك وعدم الثقة بي.
”لا أريد أن أحظى بالاعتراف فقط بفضل قوة الدوق.”
قد يبدو ذلك عنادًا، لكنه أمر مهم. إذا لم يقتنعوا بي شخصيًا، فقد يؤدي ذلك إلى تطورات غير متوقعة في المستقبل.
“لذلك، سأوضح الأمر بشكل قاطع…”
“كنتم تتساءلون عن كيفية مساعدتي في هذا التمرد، أليس كذلك؟”
“…؟”
ظهرت علامات الاستفهام على وجوه النبلاء نتيجة كلامي المفاجئ.
حتى الدوق وفيسنتي نظرا إلي. وبينما هم ينظرون إلي، أخرجت الورقة الصغيرة (اللفافة اللي أعطاها ليها فيسنتي ) من جيبي.
يتبع….