🍊I Need Sponsorship🍊 - 103
الفصل 103-أحتاج الرعاية
عندما اقتربت أشكالهم، اختبأنا أنا والدوق تمامًا وأخفينا أنفسنا. لقد مروا عبر الأدغال متجهين نحو العربة.
”أيها الدوق، ذلك الرجل للتو…”
همست بهدوء فأومأ الدوق برأسه.
‘ذلك الرجل الذي يواجه صعوبة في الحركة، كان يرتدي عصابة على عينه.’
حقًا كان الأمر غريبًا. لم يكن في غرفة، ولم يكن ليلًا حتى، ومع ذلك كان يتجول في وضح النهار وهو يضع عصابة على عينه.
‘لم يبدو وكأنه يتدرب على شيء خاص.’
لذلك لم يكن يتلقى مساعدة أو شيء من هذا القبيل.
ثم فجأة تذكرت أن فيسنتي قد خاض معركة ضد الأحمر. ربما أصيب في عينه حينها. وما زالت تلك الإصابة لم تلتئم…
إذا كان الأمر كذلك، فإن مظهره الغريب ذلك يكون مبررًا.
عدت لأراقبهم. كانوا يتحققون من الأحجار السحرية داخل العربة.
“هاهاها، الأحجار السحرية! مصدر قوتي!”
صاح الرجل الذي يرتدي عصابة العين بفرح وهو يحتضن الحجر السحري. ثم التفت إلى الرجل الذي بجانبه وقال:
“انقل كل هذه الأشياء إلى تلك الغرفة. وأحضر ذلك أيضًا. سأمتص قوته.”
“حاضر، يا سيدي.”
“يجب أن أعود إلى غرفتي الآن. أشعر بالتعب. عندما تجهزون، استدعوني.”
“سأرافقك.”
الرجل الذي يُدعى بالخادم أعاد مساعدته إلى الطريق الذي أتوا منه.
ولم يمض وقت طويل حتى جاء عدد من الخدم لينقلوا الحجر السحري من العربة. خلال ذلك الوقت، أنا والدوق نقلنا مكاننا بهدوء. كان هناك الكثير من الناس، وكان يمكن أن ينكشف أمرنا بسهولة.
بعدما انتقلنا إلى عمق الغابة، استرحنا قليلاً. لحسن الحظ، كان كل شيء يسير بسلاسة حتى الآن.
‘أتساءل إن كان الأطفال بخير.’
شعرت بالقلق فجأة.
عندما كنت أستعد للانطلاق، أعطيت هاينا لفيفة السحر، وأكدت عليه بتمزيقها إذا حدث شيء أثناء غيابي ليمكنهم الفرار.
‘لو كنت بجانبهم، لكان الوضع أفضل.’
إذا انتهى هذا الأمر بسلام، سيمكنني التخلص من هذا القلق. ولن أضطر للابتعاد لفترة طويلة بعد ذلك.
بمجرد أن فكرت في ذلك، بدأت أشعر بالاضطراب.
‘التركيز على هذه المهمة الآن فقط.’
نظرت إلى الدوق وقلت:
“أيها الدوق، هؤلاء الأشخاص…”.
“نعم. من المحتمل أن يكون ذلك الرجل هو صاحب هذا القصر. سيكون هو الشخص الذي يمتلك الأثير.”
كما توقعت… يبدو أن الدوق يفكر بنفس الطريقة التي أفكر بها.
“لكن… حالته تبدو سيئة جدًا.”
أومأت برأسي بكلمات الدوق. لقد كان وضعه بالفعل يبدو خطيرًا للغاية.
“سأستدعي فيسنتي أولاً.”
“…نعم.”
أجاب الدوق بعد لحظة من التردد.
خلعت الخاتم. ينبغي أن يأتي فيسنتي الآن. كان ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر.
لكن…
“ماذا؟”
“لماذا لم يظهر بعد؟”
“هذا، هذا صحيح؟”
كما قال الدوق، لم يظهر فيسنتي. كنت متأكدة أنه سيظهر فورًا.
“سأحاول مرة أخرى.”
ربما حدث خطأ ما، فأعدت ارتداء الخاتم ثم خلعتُه مرة أخرى.
“…لا يزال لم يظهر.”
لكن فيسنتي لم يظهر هذه المرة أيضًا. لم أكن مستعدة لمثل هذا الاحتمال، وشعرت بالارتباك.
“هل يمكن أن تكون هناك مشكلة في السحر؟”
“ماذا؟ مستحيل…”
رغم أني لم أود تصديق ذلك، إلا أن كلام الدوق كان له معنى. حاولت إشعال نار على يدي للتحقق.
النار اشتعلت. لكن…
“إنها صغيرة جدًا. لطيفة. هل هي عادة بهذا الحجم؟”
قال الدوق بصدق بعدما رأى النار التي أشعلتها. شعرت بالخجل وأومأت برأسي بسرعة.
“لا، عادةً ما تكون أكبر من ذلك. يبدو أن هناك شيئًا يعوق السحر كما قلت، لكن ليس بشكل كامل.”
“إذاً ربما تكون الإشارة تصل ببطء. لا خيار لدينا سوى الانتظار.”
أومأت برأسي مرة أخرى. لكن لم أكن أعلم متى سيأتي فيسنتي.
‘لا أعتقد أنه سيستغرق وقتًا طويلاً.’
رغم أني لا أعرف، لكن بما أن السحر الذي يستهلك قوة أقل مثل إشعال النار يعمل بهذا الشكل، فمن المرجح أن السحر الذي يستهلك قوة أكبر مثل السحر التتبعي سيكون من الصعب منعه بالكامل.
‘ربما يجب أن أغير مظهري الآن.’
قد يراني أحدهم، لذا من الأفضل أن أغير مظهري مسبقًا.
أخرجت جرعة سحرية كنت قد حضرتها مسبقًا وشربتها بسرعة. كانت هذه هي المرة الثالثة، لذا لم أشعر بالتردد كما في المرة الأولى.
“سيلا…”
عندما نطق الدوق باسمي، شعرت بنظراته تلاحقني.
“آه، صحيح. كان يجب أن أخبرك مسبقًا. هل فاجأتك؟”
سحبت خصلة من شعري لأتفقد اللون.
‘ماذا؟’
كنت أتوقع أن يتحول لونه إلى بني عادي أو أخضر، لكن لون شعري الجديد كان فضيًا لامعًا. فضي!
اللون الفضي نادر جدًا ويصعب ظهوره. علاوة على ذلك، من النادر جدًا أن يظهر مثل هذا اللون مع جرعات سحرية…
‘مثير للاهتمام.’
مهلاً، هل من الممكن أن يكون لون عيني قد تغير إلى الفضي أيضًا؟ لم يكن لدي شيء لأرى انعكاسي فيه. أشعر بالفضول، لكن، هممم…
بينما كنت أتردد، التقت عيني بعيني الدوق. كان ينظر إلي بنظرة غريبة.
سألته ببساطة.
“سيدي، ما لون عيني الآن؟”
فتح الدوق فمه ببطء وقال:
“إنه أزرق فاتح.”
“آه، يبدو أن كل الألوان أصبحت فاتحة.”
شعر فضي وعينان زرقاوان فاتحتان، هل سأبدو كغيمة تسير؟
لماذا ينظر الدوق إلي هكذا؟ هل اللون لا يناسبني؟
بالرغم من أن المظهر لم يكن مهمًا، إلا أنني تمنيت أن أبدو جيدًا طالما كنت سأتغير.
يا لها من مصادفة غريبة، مزيج الألوان الذي من الصعب أن يناسب أحدًا. شعرت بالحرج فبدأت في اللعب بشعري.
“أعتقد أن الأمر يبدو غريبًا بعض الشيء، أليس كذلك؟”
“لا.”
رد الدوق مباشرة.
نبرة صوته الحازمة جعلتني أفتح عيناي على اتساعهما.
ثم قال بنظرة مباشرة نحو عيني:
“يناسبك تمامًا. فقط، شعرت بشيء جديد، فلم أستطع أن أنظر بعيدًا. إذا كنت قد شعرت بعدم الارتياح، فأنا أعتذر.”
“أوه، لا. لم أشعر بعدم الارتياح.”
“إذاً هذا جيد.”
قال هذا بابتسامة خفيفة. شعرت بحرارة في وجهي عندما رأيت تلك الابتسامة.
لكن قبل أن أتمكن من السيطرة على مشاعري، قال الدوق شيئًا آخر جعلني أواجه صعوبة في الحفاظ على ملامحي.
“لكن مهما كان لونك، فسيبدو جيدًا عليك.”
“…شكرًا لك.”
رغم أني كنت قد لاحظت أنه أصبح أكثر جرأة منذ اعترافه، لم أكن أتوقع أن يتحدث بهذه الصراحة. لم أكن قد اعتدت بعد على هذا الجانب المباشر من الدوق.
‘لا أعتقد أنني سأعتاد عليه أبدًا.’
لأنه أثنى علي، شعرت بأنني يجب أن أرد بطريقة ما، فبحثت عن الكلمات المناسبة ثم قلت:
“أنت أيضًا تبدو رائعًا، سيدي.”
هذه لم تكن مجاملة فارغة. كانت حقيقة كنت قد احتفظت بها لنفسي طوال الوقت. واستغلت هذا الجو المحيط لأقولها.
ابتسم الدوق بسعادة.
“شكرًا.”
“نعم…”
ثم ساد الصمت لفترة قصيرة. جلسنا جنبًا إلى جنب، متكئين على شجرة ضخمة، ننظر إلى اتجاهات مختلفة.
شعرت بالاختناق بسبب الجو المتوتر. لقد كنت معه بمفردي عدة مرات، لكن لم يكن الجو مشحونًا من قبل كما هو الآن.
‘ربما لأنني أصبحت أعي الدوق الآن.’
أصبحت متوترة من تعابيره، نظرته، صوته، نبرته، وحتى أصغر حركاته. لابد أن هذا التوتر قد انتقل إليه أيضًا.
‘أتمنى لو أن فيسنتي يأتي بسرعة…’
لأنه معي، لا أشعر بهذا الضغط. أشعر أنه مثل صديق. إذا جاء، أعتقد أن التوتر سيخف.
“سيلا.”
في تلك اللحظة، نطق باسمي. تفاجأت ونظرت إليه.
“نعم؟”
”هل… أنا أزعجك؟”
تفاجأت من السؤال غير المتوقع وفتحت عينيّ على اتساعهما.
تجول نظره في الفراغ ثم استقر عليّ. شفتاه المضغوطتان كانتا تشير إلى أنه جاد جدًا في تلك اللحظة.
”أشعر أن اعترافي أزعجك.”
”آه، هذا…”
في الحقيقة، لم يكن مخطئًا.
‘بعد سماعي لاعترافه، أدركت مشاعري بوضوح.’
أدركت أنني أحبه.
منذ ذلك الحين، لم أكن مرتاحة عند النظر إليه. لم أعرف كيف أتعامل مع هذه المشاعر الجديدة…
لم أستطع إخباره بالحقيقة، لذا صرفت نظري بعيدًا. تنهد الدوق بعمق.
”…لقد كنت أتمنى أن تأخذي اعترافي بجدية.”
استدرت لأراه مجددًا عندما سمعت تلك الكلمات. عينيه الزرقاوتين كانت متجهة نحوي.
أشعر بالقليل من الأسف. لو كانت عيناه بلونهما الذهبي الأصلي، لكانتا أكثر جمالًا.
تقابلت عينانا، وبدأ الدوق يتحدث ببطء وبلطف.
“لكنني لم أرغب أبدًا في أن تشعري بعدم الراحة بسببي. صحيح أنني أرغب في كسب قلبك، لكنني لا أريد أن أبتعد عنك بسبب طمعي. لذلك…”
اهتزت عينا الدوق للحظة، وارتسمت على شفتيه ابتسامة حزينة وهو يخاطبني.
“لا بأس إذا لم تتقبلي مشاعري. حتى لو رفضتيني… سأكون بخير. فقط لا تشعري بعدم الراحة بسببي، سيلا.”
لم يكن ذلك طلبًا أو إكراهًا، بل كان توسلًا.
كان يتوسل إليّ ألا أتركه، ألا أبتعد عنه. كان دوق ديتريش كرايمان، المعروف بمواجهته للسلطة الملكية وعدم وجود ند له بين النبلاء، يتوسل لامرأة بسيطة من عائلة نبيلة متدهورة ومديرة لدار أيتام صغيرة…
هذا الموقف أثار في نفسي مشاعر غريبة. شعرت وكأنني أصبحت شخصًا عظيمًا، وفي الوقت نفسه بدا لي أنه شخص هش للغاية.
لدرجة أنني كنت أرغب فجأة في قبول مشاعره.
وفي الحقيقة، كنت أود أن أعترف بكل صدق أنني أيضًا أحبه…
يتبع…