I intended to get a divorce - 12
[سأوافق على الطلاق، فقط عُد حيًّا]
في أحد الأيام، انتشرت شائعات بأن الحرب ستنتهي اليوم، وبدأت أجواء المعسكر الأمامي تأخذ طابعًا من التراخي. وصل خطاب إلى برنارد.
“أه، هل هذا خطاب من الزوجة المحبة؟”
كان برنارد يفتح الخطاب تحت سماء زرقاء صافية، عندما نظر كونراد إلى الرسالة مستهزئًا.
على الرغم من أنهما بقيا على قيد الحياة، إلا أن الوجوه من حولهما تغيرت وتضاءلت.
كان برنارد يهمّ بالردّ بسخرية، قائلاً: “لم أفكر قط في أنني أحب زوجتي”، لكنه لم يستطع قولها هذه المرة. زفر تنهيدة عميقة وغطى وجهه بيديه اللتين لطختهما الأوساخ.
“ما الخطب؟” سأله كونراد مجددًا.
تنهد برنارد من بين أصابعه قائلاً: “يبدو أنني أصبحت عاطفيًا. تزوجت قبل أن أتي إلى الحرب، ورُزقت بطفل، وبقيت على قيد الحياة هنا لأعود لهما”.
ضحك كونراد مازحًا وقال: “ما هذا الوهم؟ لم تقابلها من قبل، أليس كذلك؟” لكنه صمت حين رأى الجدية في عيني برنارد.
بدأ برنارد حديثه بجديّة: “لقد قررت البقاء هنا لأحمي من أحب. نحن لسنا هنا لأننا حمقى أو بسطاء. لقد اخترنا ساحة المعركة بعيدًا عن المدن لحماية من هم وراءنا. لا يمكننا قبول الهزيمة أو ترك أحبائنا يعانون”.
جلس كونراد بجانبه قائلاً: “أجل، بفضل الجنود الذين صمدوا، نحن على وشك الوصول لنهاية الحرب دون أن تمتد ألسنة النيران إلى البلاد. لكن قريبًا، سيظهر من يهرب من الحرب ويقول إنه اختار البقاء نظيف اليدين”.
الجنود العائدون الذين نجوا من الجحيم سيحملون نظرات الخوف والشك. زمن الاحتفاء بالقتل كفخر انتهى قبل وقت طويل.
حتى وإن رفضه مَن كان يحميهم، استمد برنارد قوته من كلمات زوجته “عُد حيًّا”. بينما نظر إلى السماء، انحدرت دموعه بصمت. همس: “سأطلقها عند عودتي… رغم أنني نجوت”.
“ماذا؟” استفسر كونراد مندهشًا وهو يتناول الرسالة ويقرأ جملة الطلاق القصيرة.
فكر قليلاً ثم قال: “أنت كنت تحتفظ برسالتها طيلة الوقت، أليس كذلك؟”
أجاب برنارد: “إنها ورقة واحدة فقط، ولا شيء آخر أقرأه، فكنت أعيد قراءتها يوميًا، متسائلًا ما الذي دفعها لكتابة كلمات باردة كهذه”.
قال كونراد بابتسامة: “لكن هذا حب”.
رد برنارد: “ومع ذلك، ستطلقني. بالنسبة لها، أنا مجرد شخص لا يهم”.
قال كونراد: “لم تقابلا بعضكما، ربما تتحسن الأمور إذا التقيتما”.
عندما قال هذا، شعر برنارد بالارتباك وتساءل إن كان من الممكن أن يقابل “تشيري” التي لم يرها.
رد قائلاً: “أوصيك بالاهتمام بتشيري”.
ضحك كونراد وقال: “لن أقبل. لدي حبيبة بانتظاري في وطني، على عكسك”.
أجابه برنارد: “أما أنا فلدي زوجة”.
فرد كونراد ممازحًا: “هل تحاول التفاخر؟”
أمسك كونراد بتراب الأرض وبدأ يلطخ وجه برنارد به، وتشاجرا وضحكا حتى ناداهما أحد الجنود ليذكرهما بأن الحرب قد انتهت.
***
“سأتصل بك لاحقًا إذا استقررت. سأحتفظ باسم آستون. كن بخير”.
كان وداعهما بسيطًا. نظر برنارد إلى كونراد بينما كان يلوّح له مودعًا، ثم جمع أمتعته القليلة قائلاً: “حسنًا، حان وقت العودة”.
تساءل برنارد بعد ركوبه القطار: “ما هو موطن كونراد؟”
على الرغم من وقتهما معًا، لم يعرف الكثير عن خلفيته. لم يكن كونراد رجلاً يبوح بتفاصيل حياته، وحتى مسألة حبيبته عرفها برنارد في اللحظات الأخيرة.
فكر برنارد مبتسمًا: “لا بأس، سيترك أثره في التاريخ، مع كتاباته”.
لم يشك لحظة أن إعادة لقائهما ستكون في عالم الذكريات.
–ترجمة إسراء