I got a job in a haunted mansion - 24
في يوم مغادرتي إلى كرينتيس، بينما كنت أجمع أمتعتي متجهة نحو المدخل، صادفت شون بالصدفة.
“شون، سأذهب إلى البلد المجاور اليوم وسأبقى هناك لفترة طويلة. قد يستغرق الأمر أكثر من شهر.”
“أنتِ ذاهبة مع تلك الأخت، صحيح؟”
كانت تقصد الخادمة الشبح، والتي لم تكن ترافقني بقدر ما كانت ملتصقة بي كمنتج إضافي، لكن على أي حال، كنا سنذهب معًا.
“نعم.”
“هل تذهبين من أجل الصعود؟”
“صحيح. لذا، عليكي أن تبقي هادئة أثناء غيابي.”
“حسنًا.”
“ولا توقظي الآخرين ليلاً عبثًا.”
“أمم…”
“شون، لا تفعلي ذلك.”
عندما لم تبدوا مقتنعة تمامًا، وبّختها بصرامة كما لو كنت أوبّخ أختي الصغيرة.
“حسنًا، سأفعل. لكن عليكِ أن تلعبي معي كثيرًا عندما تعودين.”
“حسنًا.”
رغم أنني كنت متشككة قليلاً، إلا أنني، بعد سماع إجابته الإيجابية، أسرعت خطاي مجددًا.
“لورا!”
عندها، لاحظتني الخادمات اللواتي كنّ مجتمعات عند باب المدخل، فاندفعن نحوي.
“لورا، هل انتهيتِ من تحضير أمتعتكِ؟”
“نعم، لم يكن هناك الكثير لأحزمه، لذا انتهيت بسرعة.”
“إذا عملتِ كمرافقة للدوق، يمكنكِ زيارة كرينتيس أيضًا. كم هذا رائع!”
كان في عيونهن بريق من الحماس وهنّ يثرثرن.
“أنا! أنا! لدي طلب! أحضري لي بعض مستحضرات التجميل من كرينتيس. يُقال إن مستحضرات التجميل هناك هي الأفضل!”
رفعت سونيا يدها عالياً وصرخت بحماس.
“وأنا أيضاً! أريد مجموعة من شاي الزهور من هناك. صديقتي من موطني تحب الشاي، وقريبًا سيكون عيد ميلادها.”
تدخلت لينا ذات الشعر الأحمر في الحديث.
“وأنا أيضاً! أريد مستحضرات تجميل!”
“وأنا كذلك!”
بدأت الخادمات جميعًا، واحدة تلو الأخرى، بطلب الهدايا مني.
‘لستن هنا لتوديعي، بل لجعلني ساعية مشتريات، أليس كذلك؟’
فكرت بذلك بينما كنت أدوّن قائمة الطلبات العديدة التي تلقيتها. يبدو أن جدول أعمالي في كرينتيس سيكون أكثر ازدحامًا مما توقعت.
“لا تنسي! إحضار ما طلبناه أمر مهم! وإذا تمكنتِ من إحضار المزيد من الهدايا، فسيكون ذلك رائعًا!”
لوّحن لي بحماس حتى اللحظة التي عبرت فيها باب المدخل.
“ألن تتمنين لي رحلة موفقة؟”
“رحلة موفقة!”
“يا لكم من فتيات… حسنًا، سأذهب الآن!”
وهكذا، غادرت المكان محاطة بطلباتهن العديدة.
بمجرد أن خرجت، وقع نظري على صف من العربات المنتظرة، وبجانبها كان يقف الدوق، مترقبًا وصولي.
“أيها الدوق! هل كنت تنتظر؟ أنا آسفة.”
هرعت إليه بسرعة، فنظر إليّ بهدوء.
“… لا بأس.”
غطى فمه بقبضته اليمنى وسعل مرتين خفيفتين.
“سوف نلتقي ببقية أعضاء البعثة في الطريق. لننطلق الآن.”
قال ذلك وهو يفتح باب العربة بنفسه.
“حسنًا!”
قفزت إلى العربة دون تردد. في الحقيقة، لم يكن هذا مجرد سفر للمتعة، فقد كان هناك أمر مهم يجب القيام به في كرينتيس، لكن مجرد فكرة الرحلة جعلتني أشعر بالحماس.
‘الدوق سيكون منشغلًا بالكثير من الأمور، لذا لا أعتقد أنه متحمس مثلي…’
شعرت فجأة بشيء من الغيرة، لكنني لم أُظهر ذلك وجلست بهدوء في مقعدي.
أُغلق الباب، وتحركت العربة، معلنة بداية الرحلة.
كرينتيس تحدّ حدود مملكتنا، لكنها إمبراطورية شاسعة للغاية، لذا فإن الوصول إلى العاصمة وحده يستغرق عدة أيام. لذلك، كنا نتوقف للمبيت كل ليلة، ثم نتابع رحلتنا مع شروق الشمس، متجهين نحو العاصمة الإمبراطورية.
كان السفر بالعربة لفترات طويلة مرهقًا للغاية، لذا بمجرد وصولنا إلى العاصمة، ذهبت إلى غرفتي التي خُصصت لي واستلقيت على الفور. أما الدوق، فلم يكن لديه وقت للراحة. باعتباره ممثلًا لمملكتنا، لم يكن بإمكانه البقاء خاملاً، فظل مشغولًا بلقاء شخصيات البلاط الإمبراطوري والتحدث معهم.
أما أنا، فلم يكن لدي ما أفعله لأنني لم أكن أتقن لغة كرينتيس على الإطلاق. وبعدما أخذت قسطًا كافيًا من الراحة، بقيت حبيسة غرفتي، إذ لم يكن من اللائق للضيوف المدعوين إلى القصر الإمبراطوري التجول في الخارج.
وبما أنه لم يكن لدي خيار آخر، استلقيت في السرير، أقلب جسدي بتململ إلى أن غلبني النوم. لكن فجأة، شعرت بنظرات تراقبني، ففتحت عيني على الفور. كان هناك خادمة تقف بصمت، تحدّق بي. كانت الخادمة الشبح التي تبعتني إلى كرينتيس.
“آااااه!”
فزعت وألقيت الوسادة باتجاهها، لكنها اخترقت جسدها وسقطت على الأرض.
“…”
نظرت الخادمة إلى بطنها بصمت، ثم رفعت رأسها مجددًا وحدّقت بي.
“أ.. أنا آسفة!”
صرخت على الفور.
لكن لماذا تراقبني هكذا؟ هذا مخيف! أشعر وكأنني سأصاب بشلل النوم…
“هل كنتِ تحدقين بي طوال الوقت؟ لماذا تفعلين ذلك في كل مرة أنام فيها؟”
“…”
وكما هو متوقع، لم ترد.
تحركت قليلًا إلى جانب السرير، مفسحةً لها مكانًا بجانبي.
“بدلًا من ذلك، لماذا لا تستلقين هنا؟ ولكن لا تضغطي عليّ أثناء نومي، حسنًا؟”
عندها، استلقت الخادمة الشبح بجواري، ثم أدارت رأسها لتنظر إليّ.
“لا تنظري إليّ.”
عندها، نظرت إلى السقف.
بدت مطيعة بشكل غير متوقع، فتابعت حديثي.
“غدًا صباحًا، سيكون هناك حفل عيد ميلاد الإمبراطور، وسيحضر معظم أفراد العائلة الإمبراطورية. قد تتمكنين من العثور على الشخص الذي تبحثين عنه هناك. لذا، بعد لقائه، يجب أن تصعدي إلى العالم الآخر.”
نظرت إليها بطرف عيني لأرى رد فعلها، لكنها فجأة استدارت نحوي وحدّقت بي مباشرة.
أوه، لقد تلاقت أعيننا! هذا مخيف! ألم أقل لها ألا تنظر إليّ؟!
كدت أصرخ مجددًا.
“لِمَ… لِماذا؟”
سألتها بصوت مرتجف، محاولة كبح ذعري.
لكنها فقط أمالت رأسها قليلًا وكأنها لم تفهم كلامي بالكامل.
أوه، صحيح. لا بد أنها لا تفهم سوى القليل من لغتنا.
نهضت من السرير، وأضأت المصباح، ثم بحثت بين أمتعتي حتى وجدت كتابًا أحضرته معي.
“المحادثة الأساسية بلغة كرينتيس”
كنت قد اشتريته بحماسة لأنني سأسافر إلى الخارج للمرة الأولى، لكن بسبب قواعد القصر الصارمة، لم أتمكن من استخدامه كما توقعت.
لكن لا بأس، سأستخدمه الآن.
“حسنًا… {في الحفل. غدًا. ستلتقين به.}”
قلّبت صفحات الكتاب، نطقت الكلمات بلغة كرينتيس، مترددة بعض الشيء.
{الشخص الذي تريدين لقاءه. الشخص الذي أحببتِه.}
رفعت رأسي لأتأكد مما إذا كانت قد فهمتني. كانت تحدّق بي بوجه فارغ، ثم بعد لحظات، أومأت ببطء.
جيد، لقد فهمت.
“إذن، عليكِ الصعود إلى العالم الآخر. لا فائدة من البقاء كروحٍ معذّبة.”
عدت إلى السرير، وغمغمت بكلمات لم تكن بحاجة إلى فهمها. لم أكن أريد سوى أن يحل الغد سريعًا، لتجد ما تبحث عنه وترحل بسلام.
في صباح اليوم التالي، عندما استيقظت، لم تكن الخادمة الشبح هناك. وبدلًا من ذلك، دخلت الغرفة مجموعة من الخادمات المكلّفات بخدمتي من القصر الإمبراطوري، وساعدنني في ارتداء فستاني.
يُفترض أن يبدأ الحفل في وقت متأخر من بعد الظهر، لكن يبدو أن الاستعدادات تبدأ باكرًا جدًا…
وقفت أمام المرآة، أراقب انعكاسي بينما كانت الخادمات يضعن اللمسات الأخيرة على زينتي. ثم انحنين بلطف قبل أن يتراجعن إلى الخلف.
“واو! الفستان مذهل!”
كان الفستان الذي جلبته من وطني بلون أزرق فاتح، مزينًا بشرائط وزخارف زهرية رائعة، وبدا مناسبًا لي تمامًا.
لم يسبق لي أن ارتديت مثل هذا الفستان في حياتي، لذا شعرت بحماس شديد، وأمسكت بأطرافه بيديّ بينما أدرت جسدي قليلًا لأتأمل مظهري في المرآة.
ثم—
طرق، طرق.
سمعت صوت طرق على الباب. لا بد أنه الدوق جاء ليأخذني إلى الحفل. هرعت إلى الباب، وفتحته.
كما توقعت، كان الدوق واقفًا هناك. لكنه حين همّ بالدخول ورآني أمامه، توقف للحظة.
“دوق! كيف أبدو؟”
رفعت ذراعيّ باستعراض، متحمسة لسماع رأيه.
“…”
“ما رأيك؟”
“أنتِ…”
“أنا؟”
“أنتِ…”
“أنا ماذا؟”
هل يبدو جيدًا؟ أم سيئًا؟ هل هو جميل؟
“لقد تأخرنا، لنذهب.”
“لكننا لم نتأخر بعد؟”
استدار الدوق وخرج إلى الممر، فركضت خلفه بسرعة.
لماذا لا يجيد المجاملات؟ أم أنه…
“ألا يعجبكِ؟”
“… لا، ليس كذلك.”
أجاب بصوت خافت.
“إن لم يكن كذلك… فهذا مطمئن.”
“نعم، شكرًا لك، دوق. بالمناسبة، تبدو رائعًا اليوم.”
“…”
لم تكن مجرد مجاملة عابرة. فقد كان يرتدي زيًا مشابهًا للون فستاني، وبما أنه يتمتع بملامح جذابة، بدا الزي الرسمي عليه مثاليًا. لولا الهالات السوداء التي عادت للظهور تحت عينيه، لكان أشبه بكائن خُلق ليكون مثالًا للكمال.
“وأيضًا، شكرًا لك على الفستان. سأرتديه بكل سرور.”
“لا داعي لذلك. فأنتِ تساعدين بالفعل في صعود الأرواح العالقة في القصر، وهذا هو السبب الأساسي لحضورك الحفل.”
“رغم ذلك، أنا سعيدة به للغاية.”
“هذا جيد إذن.”
التفت نحوي وهو يجيب، وبدا كأنه يبتسم بخفوت.
“لنذهب الآن، لورا.”
مدّ يده نحوي.
“نعم.”
وضعت يدي فوق يده، وأجبته بابتسامة.
– ترجمة إسراء