I got a job in a haunted mansion - 21
“……”
“……”
“……ألم تكن تعلم؟”
“……”
حسنًا. بما أن شبح الأرواح كان يلتصق دائمًا بظهر الدوق، فقد كان من الطبيعي أن يغفل عن الأمر. لا يستطيع أن يراه، لذا ربما لا يعرف حقًا…
قمت بجمع جميع الأوراق التي أسقطها الدوق ووضعتها على مكتبه. بدا أنه يحاول تهدئة نفسه، حيث لم يكن وجهه يبدو في حالة جيدة.
“شكرًا لكِ.”
أخذ الأوراق مني بيديه الاثنتين.
“على أي حال، هذا يعني أن ترك الوضع كما هو سيشكل خطرًا عليكِ؟”
“نعم، نعم! بالتأكيد.”
هززت رأسي بعنف تأكيدًا.
“هل هناك طريقة أخرى؟”
“لقد جرّبت رش الملح، لكنه لم ينفع!”
“الملح؟”
“أوه… الأرواح لا تحب الملح…”
ربما لأنني استخدمت ملحًا مشويًا، فقد فقد مفعوله، لكن على أي حال، لم ينجح الأمر. بدا الدوق متفاجئًا قليلًا بما قلته.
في ذكريات حياتي السابقة، كان رش الملح من العادات المتبعة في مثل هذه الحالات، ولكن هنا لم يكن للأمر وجود، لذا بدا غريبًا بالنسبة له.
“إذًا، يجب أن نخبر المعبد. لا بد من استدعاء الكاهن.”
بعد لحظة من الصمت، تحدث مرة أخرى.
“ماذا؟ لماذا الكاهن؟”
“لأنني قد لا أتمكن من طرد تلك الروح.”
كاهن لطرد الأرواح…. كان يبدو أنه يفكر في استدعاء طارد الأرواح مرة أخرى. لكن ذلك كان سيسبب مشكلة.
“لقد أخبرني الكاهن ألا أتعرض لمزيد من التجسيد مرة أخرى. هذا محرج.”
“إذا استدعيتُه أنا، فلن يستطيع الرفض.”
هل كان يخطط لاستخدام السلطة؟
نظرت إليه، منتظرةً تفسيرًا، لكنه لم يقدم لي أي توضيح.
في مساء اليوم التالي، زار الكاهن قصر الدوق. كان نفس الكاهن الذي رأيته عندما أحرق ثيو الخزانة. ولكنه عندما دخل إلى المكتب، عبس وجهه وظهر عليه التعب.
“يا صاحب السمو، معذرة، ولكنني قلت بوضوح إنني لن أتعامل مع هذا مرة أخرى. كيف تمكنتم من إقناع الكاهن الأعلى؟”
“إذًا، لن تقوم بذلك؟”
“…..سأفعل.”
لا أعلم ما الذي فعله الدوق في المعبد، لكنه بدا أنه مارس نوعًا من الضغط. إذا كانت هذه نتيجة استخدام السلطة، شعرت بأنها أقرب إلى التهديد منه إلى الإقناع. الكاهن، الذي كان وجهه متجهمًا، التفت إليّ وقال:
“قلتُ إن الأمر خطير.”
“أنا آسفة.”
أجبته وأنا أنظر إلى وجهه الذي أصبح كالبطاطا.
“هل يمكن لشخص آخر أن يستحوذ عليه الشبح بدلًا منها؟ ألا يمكنني القيام بذلك بدلًا عنها؟”
تدخل الدوق فجأة.
ماذا؟ ألم تقل لي إن الأمر خطير بالنسبة لي؟
“لا يمكنكَ القيام بذلك. الاستحواذ أمر يولد به الشخص. إضافةً إلى ذلك، لديك قوى مقدسة، أليس كذلك؟”
هز الكاهن رأسه بتعابير جادة.
“قوى مقدسة؟”
“القوة المقدسة تدفع الأرواح بطبيعتها. إنها قوة داخلية تعمل من الداخل. لذلك، حتى إذا حاولت الروح الدخول إلى جسد شخص يمتلك قوى مقدسة، سيتم دفعها في النهاية إلى الخارج. أما بالنسبة للآنشة المساعدة، فهي تبدو بلا قوى مقدسة ولديها استعداد طبيعي ليتم الاستحواذ عليها بسهولة.”
“……”
بعد لحظة من التفكير، تحدث الدوق مرة أخرى.
“إذًا، قد يكون الحل هو طرد تلك الروح نهائيًا؟”
ماذا؟ ماذا قلت؟ انتظر لحظة، ماذا؟
لم أستطع إلا أن أحدق في وجهه مرة أخرى. من الواضح أنه شعر بنظراتي، لكنه تجاهلها.
‘لكن تلك الخادمة لم تتحول بعد إلى روح شريرة…’
شعرت بالقلق. بالطبع، طرد الروح كان سيكون حلاً سهلًا ونهائيًا. ومع ذلك، كنت آمل أن تتم مساعدتها في الصعود إلى السماء، فهذا سيكون الحل الأمثل.
“بحسب التعاليم، لا يجب طرد الأرواح النقية التي لا تحمل طاقة سلبية. كخادم للحاكم، لا يمكنني القيام بشيء يتعارض مع التعاليم. مهما طلبت مني يا سيدي، لا أستطيع تنفيذ ذلك.”
أكد الكاهن بشدة على كلماته الأخيرة. لحسن الحظ، لم يكن مستعدًا لتقديم المزيد من التنازلات، وهو ما جعلني أشعر بالارتياح.
“مفهوم.”
أجاب الدوق بصوت هادئ. كان وجهه، الذي لمحته للحظة، هادئًا.
لا أعلم ما الذي يفكر فيه، لكن على الأقل، الأمر سار كما أردت. الآن، من المؤكد أنه يدرك أن الحل الوحيد هو أن أتحمل الاستحواذ مرة أخرى.
بعد ذلك، انتظرنا حتى حلول المساء، الوقت الذي تظهر فيه الأرواح. جلستُ على الطاولة في المكتب، أراقب الغروب من النافذة. وعندما اختفى ضوء الشمس تمامًا، ظهرت الخادمة الشبح بجانبي.
“….مرحبًا.”
ألقيت التحية بتردد على تلك الروح. عندها، أومأت برأسها ببطء.
“إذا كنتِ لا تمانعين، هل يمكن أن تدخلي داخلي وتظهري لي ذكرياتك؟ أريد مساعدتكِ على الصعود.”
هذه المرة، أمالت رأسها قليلاً.
“لماذا؟”
“……”
سألتها، ولكنها بطبيعة الحال لم تجب.
“يبدو أنها لا تفهم.”
قال الكاهن الذي كان يجلس في الجهة المقابلة.
هل هذا صحيح؟ ربما تكون هذه المرأة قد فقدت سمعها ولسانها بسبب حادث في حياتها السابقة.
رفعت أصبعيّ وأشرت لنفسي وللخادمة بالتناوب. كانت تلك إشارة لأطلب منها الدخول في جسدي. لكنها لم تفهم نيتي. ازداد إحباطي وبدأت بالإشارة بحركات أكبر. وفي النهاية، كنت أرفرف بذراعي بقوة.
“هه.”
سمعت صوت ضحك الكاهن الساخر. نظرت إليه بحدة. سارع بتغطية فمه بيديه وهز رأسه.
“حتى لو حاولت، سمعتكَ تضحك.”
كان الدوق الذي يجلس بجواره قد أدار وجهه نحو الخلف. من اهتزاز كتفيه، بدا واضحًا أنه كان يسخر مني أيضًا.
تبًا. لقد أصبحتُ مهرجًة… كنت أظن أن حياتي مأساة، لكنها اتضح أنها كوميديا.
نظرت مرة أخرى إلى روح الخادمة. كانت تحدق في وجهي بعيون واسعة، وكأن ما كنت أفعله كان أكثر إثارة للدهشة من كونه مضحكًا.
آه…
رفعت يدي ببطء مرة أخرى وأشرت لها بالدخول. لكنها اكتفت بإمالة رأسها مرة أخرى.
{──── ─── ──── ──}
ثم قاطع صوت الدوق الذي قال شيئًا. لم أفهم ما قاله، لكن روح الخادمة ابتسمت قليلاً. ثم اقتربت مني وانحنت حتى لامس جبينها جبيني. شعرت بالبرودة تجتاحني.
أصبحت رؤيتي مظلمة كالدخان. وعندما فتحت عيني مرة أخرى، كان هناك رجل في منتصف العمر ذو شعر أحمر يدفعني نحو مكان مظلم. كنت… أو بالأحرى، روح الخادمة وهي على قيد الحياة، تصرخ بصوت متحشرج تجاهه.
{─── ────}
…كانت لغة أجنبية.
كانت اجنبية! أجنبية! لم أكن أفهم كلمة واحدة!
كانت تلك اللغة التي لم أفهمها تبدو مثل لغة “كريتنس”. وإذا استرجعت ما حدث، حتى ما قاله الدوق قبل أن تتجسد الروح كان بلغة “كريتنس”. على الأرجح كان يشرح لروح الخادمة أنني أحاول أن اطلب منها أن تستحوذ على جسدي.
لو أنه أخبرني بذلك مسبقًا بدلاً من السخرية… فأنا لا أفهم لغة “كريتنس”!
شعرت بالارتباك ونظرت إلى الرجل أمامي. كان يحمل تعبيرًا كئيبًا ووضع إصبعه على شفتيه. ببطء، جال نظره في اتجاه روح الخادمة.
“شش. اصمتي.”
كان يبدو وكأنه يقول ذلك.
أغلق الرجل الباب بعنف. كانت روح الخادمة محبوسة في مساحة ضيقة لم تستطع حتى الوقوف فيها. صرخت وبدأت تدق الباب بيديها، وحاولت خدشه بأصابعها. لكن الباب بدا وكأنه تحول إلى جدار صلب، ولم يتحرك أبداً.
تركت ذراعيها تسقطان. بدا أنها استسلمت للتو. شعرت بالدموع تتجمع تحت عينيها.
صوت خطوات–
في تلك اللحظة، سمعت صوت خطوات شخص ما. كان صوت درع حديدي يضرب الأرض.
نظرت من خلال فتحة صغيرة في الباب، ورأت شخصًا يرتدي درعًا حديديًا يتجه نحو رجل يرتدي حذاءً أنيقًا. كان الاثنان يتحدثان بشيء ما، وكانت أصواتهما حادة وغاضبة.
تراجع الشخص الذي يرتدي الدرع خطوة إلى الوراء، ثم سُمِع صوت الرياح وهي تنشق. سقط الرجل في منتصف العمر على الأرض بصوت مدوٍ. دخل وجهه الشاحب في مجال رؤيتها. لم يكن قد أغلق عينيه الفارغتين بعد.
كان الدم اللزج يتدفق ويتجمع حوله. وقف الشخص المدرع فوقه وتأكد من أنه ميت بأن دفع رأسه بطرف حذائه. وعندما لم يتحرك الرجل، أنزل سيفه. كانت هناك أخدود على النصل على شكل قطري، ويمكن رؤية الدم يتساقط منه.
دق، دق، دق. كانت ضربات قلبها تصدح بعنف.
تراجعت روح الخادمة للخلف وهي ترتعش، ورؤيتها تتهتز. ثم زحفت على الأرض في تلك المساحة الضيقة. بعد فترة طويلة، وجدت مساحة أكبر بما يكفي لتمدد جسدها، وبعد مسيرة طويلة، رأت سُلّمًا يتجه نحو الأعلى.
صعدت السلم بارتباك وفتحت الباب الصغير الموجود في الأعلى وخرجت إلى الخارج. كان الليل حالك السواد، وكانت رائحة العشب المبتل تنتشر في الجو. نظرت حولها، ورأت نفسها في ساحة واسعة. بعيدًا، كان هناك قصر ضخم يشتعل بالنيران. ربما كانت قد هربت من هناك.
نظرت روح الخادمة إلى القصر المحترق بذهول، ثم استدارت وبدأت بالجري. لكنها تعثرت مرات عدة بسبب تنورة فستانها الطويل. في كل مرة كانت تحبس أنفاسها وتكتم بكاءها وتنهض مرة أخرى.
كانت ملابسها تبدو متكلفة جدًا، مما يشير إلى أنها لم تكن خادمة منذ البداية. ربما كانت هي السيدة التي تملك ذلك القصر المحترق…
عندما رمشت بعينيها، تغير المكان. هذه المرة، كانت تجلس على طاولة قديمة وتخيط. كانت يديها، اللتان لم يبدُ أنهما قد عانت من مشقة في حياتها، مليئتين بالندوب.
فجأة، سُمِع صوت دوي قوي. استدارت لتواجه مصدر الصوت، فرأت رجلين شرسين قد اقتحما الغرفة. تراجعت روح الخادمة للخلف بخوف. لكنهما لم يأبها بها، بل أمسك أحدهما بشعرها.
“آآآه!”
رغم صرخاتها الحادة، سحبها الرجلان خارج الغرفة، ثم دفعاها إلى عربة متوقفة أمام كوخ مهترئ. ومن دون أي تفسير، انطلقت العربة.
–ترجمة إسراء