I Became The Mother Of The Male Lead’s Children - 83
“اذهبي يا لوسيانا مع صاموئيل إلى غرفةٍ أخرى للعب.”
قالت أغنيس ذلك بلطف، بينما كانت لوسيانا تتردّد وهي تعبث بيديها بخجل.
في تلك اللحظة، مدّ صاموئيل يده فجأةً وأمسك بيد لوسيانا. لكن أغنيس، التي رأت ذلك، جذبته للخلف على الفور بحركةٍ حازمة.
“صاموئيل! عليكَ أن تكون أكثر احترامًا مع الضيوف الذين تلتقيهم لأوّل مرّة! لا يمكنكَ الإمساك بيد الآخرين كما يحلو لكَ دون إذن!”
ردّ صاموئيل بتعبيرٍ متجهّم.
“ظننتُ أنها ترتجف من البرد، فأردتُ أن أمسك بيدها لتشعر بالدفء!”
أطلقت أغنيس ضحكةً خافتة، ثم وضعت يدها على رأسهِ، وشرحت له بهدوءٍ الأسباب التي تجعل تصرفه غير مقبول.
في هذه الأثناء، انحنت ديزي قليلاً لتكون في مستوى نظر لوسيانا و تحدّثت بلطف.
“لوسيانا، اذهبي والعبِي مع صاموئيل.”
“…….”
“ألا تريدين ذلك؟ يبدو أن صاموئيل يريد أن يصبح صديقكِ.”
احتضن كارليكس ريفر مرّةً أخرى عندما حاول الذهاب نحو لوسيانا، ثم مال بجسده ليمنع لوسيانا من مراقبته.
كان يمكن فهم مشاعر الاثنين، لكن اليوم يجب أن يكون مختلفًا عن المعتاد.
تحدّثت ديزي إليها بلطفٍ وهي تهمس.
“حتى ريفر سيقابل صديقةً بعد قليل. وعندما يحدث ذلك، سيخبركِ عن الصديقة التي التقى بها وعن الألعاب التي لعباها معًا. وبالتأكيد، سيرغب في معرفة ما كنتِ تفعلينه أيضًا.”
ردّت لوسيانا بصوتٍ خافتٍ بينما تمسك بطرف فستان ديزي.
“لكن …. ريفر يحتاجني، يجب أن أكون معه.”
كانت عيناها البنفسجيتان تتنقّلان بين الحين والآخر إلى صاموئيل.
لم تكن تكرهه، بل كان القلق على ترك ريفر وحده يطغى عليها. لذا، تحدّثت ديزي بابتسامةٍ مشرقة.
“إذاً، لنفعل هذا!”
“ماذا؟”
في مثل هذه الأوقات، يجب علينا تقديم حلٍّ وسط.
ربّتت ديزي على رأس لوسيانا واقترحت عليها.
“إلعبي هنا مع صاموئيل قليلاً، وعندما تصل صديقة ريفر، يمكنكما الذهاب للعب معًا.”
كان كلٌّ من صاموئيل، ولوسيانا، وريفر، وابنة أغنيس موجودين معًا، لكن الجميع كانوا يأملون أن يقضي كلٌّ منهم وقتهُ الخاص بعيدًا عن الآخر.
لوسيانا وريفر كانا دائمًا معًا، لا يفترقان أبدًا. و لم يكن هناك وقتٌ يبتعدان فيه عن بعضهما. ومع ذلك، كلّما كبرا، سيسلكُ كلٌّ منهما طريقًا مختلفًا. وعندما يحين ذلك الوقت، حتى لو توقّفا أو تحرّكا ببطء، سيكون عليهما المُضي قُدُمًا وحدهما.
كان هذا اليوم فرصةً ليس فقط للقاء أصدقاءَ جدد، ولكن أيضًا لتقديم فرصةٍ لكلٍّ منهما لبناء كونه الخاص.
“حتى ريفر سيحتاج يومًا ما إلى وقتٍ ليكون مع صديقه لوحده.”
لكن أذني لوسيانا، التي بدت مثل أذني أرنبٍ صغيرٍ وهي تتحرٍك برفق، وتعبيرات وجهها، أوضحت أنها لم تكن تفكّر بذلك مطلقًا.
بعد تردّد، فتحت لوسيانا شفتيها المغلقتين بعناية.
“إذاً …. سأبقى هنا مع صاموئيل، وعندما تأتي صديقة ريفر، سأذهب وأبني قطع الدومينو.”
‘تبني قطع الدومينو؟!’
كيف يمكن أن تعبّر عن ذلك بهذه الكلمات الجميلة؟ لقد أعطت للدومينو البسيط روحًا وحبًّا بطريقةٍ مدهشة!
‘يا إلهي، لوسيانا لطيفةٌ جدًا!’
أرادت يداها أن تتحرّكا بحماسٍ لتصفّق تعبيرًا عن إعجابها، لكنها تمالكت نفسها.
كان يجب عليها أن تكون أكثر حذرًا اليوم. فهذا ليس قصر الماركيز جين، بل قصر عائلة الكونت سيزل. إظهار مشاعرها أو تصرّفاتٍ غير لائقة قد يُخِلّ بوقار النبلاء!
“لوسيانا، أنا آسفة. صاموئيل يتصرّف أحيانًا قبل أن يتحدّث. لكنه يريد أن يعتذر لكِ الآن. هيّا، أسرِع يا صاموئيل.”
“أمي، أعطِني بعض الوقت.”
“صاموئيل.”
عندما نظرتُ إلى أغنيس، شعرتُ أن التعبير عن المشاعر أو التصرّف بحماسةٍ لم يكن فقدانًا للوقار كما كنتُ أعتقد. وكان هناك إحساسٌ غريب بالتشابه بيننا.
“أعتذر، لوسيانا. ظننتُ حقًا أنكِ ترتجفين من البرد وأردتُ أن أدفّئكِ. لم أدرك أن ذلك قد يكون تصرّفًا غير لائق. في المرّة القادمة، سأطلب إذنكِ قبل أن أُمسكَ يدكِ لتدفئتها.”
ردّت لوسيانا بخجل.
“لا، لا بأس.”
“حسنًا، لنذهب للعب الآن!”
قاد صاموئيل لوسيانا إلى زاوية الغرفة، ولكن بنظرةٍ سريعةٍ وحادّةٍ وجّهها إلى أغنيس، بدا وكأنه يرغب في الابتعاد عن مجال رؤيتها.
كان الأمر أشبه بقنفذٍ ينصب أشواكه للدفاع عن نفسه. و بدا وكأنه لا يفضّل اللعب قريبًا منها. لكن اعتياده لوجود أغنيس في المكان، بدأت حواجز صاموئيل بالزوال شيئًا فشيئًا.
كان من الغريب رؤية شخصٍ ينسجم بهذا الشكل السريع، خاصةً في لقائه الأول مع الغرباء.
‘أليس من المفترض أن تكون أغنيس هادئةً بطبعها؟‘
لكن بالطبع، في عالم النبلاء، كثيرًا ما يرتدي الناس أقنعةً مختلفةً حسب الموقف. فعالم النبلاء أشبه بمسرحٍ كبير.
غالبية الناس يحتفظون بطباعهم الأصلية لكنهم يكيّفونها حسب الموقف، بينما يرتدي البعض أقنعةً مختلفةً تمامًا.
هل كانت أغنيس من النوع الأخير؟
مع ذلك، من الصعب الجزم بذلك، إذ لم يكن هناك أيّ مكسبٍ واضحٍ لها في هذا السياق.
إن كان لا بدّ من الإشارة إلى شيء، فهو ربما طلبها لعائلة الماركيز جين بزيارتهم، التي بدأت تكتسب سمعةً غامضة.
‘….. والدا كارليكس؟ هل يمكن أن يكون لها علاقةٌ بعائلة الدوق جين الحالية؟’
تردّد هذا السؤال فجأةً في ذهني، لكنني سرعان ما هززتُ رأسي نافية.
حتى بعد زواجها، لم يرسلوا أيّ رسائل بروتوكولية تعبيرًا عن المجاملة. من المستبعد أن تجهل أغنيس بُعد كارليكس عن والديه، لذا احتمال وجود أيّ علاقةٍ بينهم كان ضعيفًا جدًا.
إذا كان لا بد من التفسير، فهي مجرّد زيارةٍ لعائلة الماركيز جين التي تحيطها الشائعات بالغموض.
لكن حتى هذا الافتراض كان يثير الشك.
مَن يحرص على ترك انطباعٍ أوّل بهذه الطريقة، أليس من المتوقع أن يؤثّر ذلك سلبًا عليها؟ كان هذا هو التفكير المنطقي الطبيعي.
في تلك اللحظة، تردّدت نبرة كارليكس الهادئة والجافة في أذني.
“لدي سؤالٌ أريدُ طرحه.”
“ما هو؟”
“لأنني لم أشارك في أنشطةِ المجتمع لفترةٍ طويلة، أردتُ أن أتأكّد فقط ….”
قرأت ديزي ما أراد كارليكس قوله بسرعةٍ وهمست بخفّة.
“نعم، هذا اللقاء ليس عاديًا. لا، إنه غير عاديٍ أبدًا.”
كانت أغنيس، التي جلست أمامهم، قد هدأت فجأةً وطلبت الإذن بأسلوبٍ أكثر هدوءًا من ذي قبل.
“لم يكن صاموئيل مؤدّبًا تمامًا منذ صغره. أرجو أن تسامحوه على تصرّفه غير اللائق.”
“لا بأس. بما أن لوسيانا قد قَبِلت الاعتذار، فهذا يكفي. ثم إن صاموئيل أمسك بيدها فقط لأنه ظنّ أنها كانت تشعر بالبرد.”
ابتسمت أغنيس بخفّة.
“أشكركِ على تفهّمكِ. لكن، أعذريني أيضًا. أشعر بالكثير من التوتر الآن. لحظةً فقط.”
كان العرق يتجمّع على جبهتها النظيفة بشكلٍ واضح. ابتسمت أغنيس بخفّةٍ وهي تمسح جبينها.
كانت تبدو وكأنها لا تنتمي إلى هذه الغرفة المليئة بالألوان الخفيفة بلون شعرها الأحمر المهيمن.
‘تبدو متوتّرةً جدًا.‘
ما الذي يجعلها متوتّرةً إلى هذا الحد خلال هذا اللقاء؟
كان من غير المنطقي الافتراض أن السبب هو كارليكس. فمنذ لقائهما الأول وحتى الآن، لم تُظهِر أغنيس سوى الحد الأدنى من الاهتمام بكارليكس.
في الواقع، كانت تراقب ريفر باهتمامٍ أكبر بكثير.
قرّرت ديزي تأجيل أسئلتها، لكنها لم تستطع منع نفسها من طرح سؤالٍ أخير.
“سيدة أغنيس، هل تخفين شيئًا عني؟”
شعرت ديزي أنه لا داعي للتقيّد بمظاهر الرُّقي عندما تكون أغنيس نفسها غير مقيّدةٍ تمامًا بإطار النبلاء. فالأهم كان الإجابة على التساؤلات الصغيرة التي ظلّت عالقة، خاصةً لمعرفة ما إذا كان بالإمكان استمرار العلاقة بينهم من أجل الأطفال.
ساد صمتٌ ثقيلٌ في الغرفة، بينما كان العرق لا يزال يتجمّع على جبين أغنيس.
رغم أن ملامحها لم تكن متجمّدة، ولم ترتجف نبرتها، إلّا أن جسدها كان يكشف بوضوحٍ عمّا تشعر به.
وفي تلك اللحظة، دخل شخصٌ إلى غرفة الاستقبال. بل كان هناك شخصان.
كان الطبيب يحمل بين ذراعيه طفلةً صغيرةً بحرصٍ شديد.
الطفلة التي بدت في عُمرٍ قريبٍ من ريفر كانت أصغر حجمًا منه، بل كانت نحيلةً جدًا لدرجة أن عظامها بدت وكأنها قد تظهر من تحت جلدها.
مظهرها الهزيل جعل الجميع عاجزين عن الكلام.
تحدّثت الطفلة بصوتٍ ضعيفٍ متقطّعٍ بين السعال.
“مرحبًا … أنا شارلوت، عمري … كح، كح … أربع سنواتٍ هذا العام … كح، كح …”
كانت الطفلة تسعلُ باستمرار، وكان شعرها قد تساقط تقريبًا بالكامل.
قالت أغنيس بنبرةٍ دافئةٍ وهي تنظر إلى ديزي وكارليكس.
“أعتذر لتأخّري في الحديث عن الأمر. هذه ابنتي الثانية، شارلوت.”
عندها فقط أدركت ديزي سبب ارتباك أغنيس الشديد، ولماذا كانت صادقةً بهذا الشكل، ولماذا أرسلت رسائل حول ريفر.
صرخ ريفر بحماسٍ وهو في حضن كارليكس.
“أبي! أبي! أنزِلني! رافي سيقابل صديقة، صديقة!”
في تلك الأثناء، مشى ريفر بخطواتٍ بطيئةٍ وثابتةٍ نحو شارلوت وتوقّف أمامها.
أشار الطبيب بنظرةٍ من أغنيس، فوضع شارلوت برفقٍ على الأرض.
لكن صوت سعال شارلوت لم يتوقّف، بل أصبح أكثر إيلامًا مع كلّ مرّة.
تحدّث ريفر بلطف.
“مرحبًا، أنا رافي. سررتُ بلقائكِ.”
حاولت شارلوت الرّد، لكن السعال كان أقوى منها. كلّ ما استطاعت فعله هو رفع ذراعها لتغطّي فمها، وكأنها تعلّمت كيف تمنع السعال من الانتشار بعناية.
راقب ريفر المشهد بصمت، ثم مدّ يده إلى وشاحه. و حاول أن يخلعه بيدٍ واحدة، لكنه كان مشدودًا بإحكامٍ لدرجة أنه لم يتحرّك.
لكنه لم يستسلم. فجلس على الأرض، ووضع عكّازه جانبًا، وبدأ يستخدم كلتا يديه لإزالة الوشاح. وهو يتحدّثُ إليها بصوتٍ مُطمئِن.
“انتظري قليلاً …. رافي سيجعلكِ بخير.”
بينما استمرّت شارلوت بالسعال المتقطّع، كان ريفر يصرّ على تقديم شيءٍ يعبّر عن اهتمامه وطمأنته.
نهض ريفر بصعوبةٍ من مكانه، ممسكًا بالوشاح الذي قضى وقتًا طويلًا في خلعه.
مدّ يده الصغيرة ببطءٍ وغطّى كتفي شارلوت بالوشاح بحذر.
“لا بأس! الآن ستشعرين بالدفء، ولن تتألّمي كثيرًا.”
ردّت شارلوت بين سعالها المتواصل.
“كح … كح … شكراً لكَ … كح!”
“أنا، رافي، سأجعلكِ تتحسّنين. ستتعافين بسرعة!”
ابتسم ريفر بسعادةٍ غامرة، وعلى الرغم من ألمها، لم تستطع شارلوت إلّا أن تبادله الابتسامة وسط معاناتها.
بعد أن هدأت قليلاً، قالت شارلوت بصوتٍ خافتٍ وبشرةٍ شاحبة.
“نعم! شكرًا لك، رافي! سأتعافى، حتمًا!”
وبهذا انتهى حديثهما الطويل.
كان كلٌّ من لوسيانا وصاموئيل يراقبان المشهد بصمت، وأطلقا زفرةً طويلةً في النهاية.
كلّ الشكوك التي راودتهما خلال هذا اليوم تلاشت.
كان واضحًا أن هدف أغنيس لم يكن عائلة الماركيز جين، بل كان بالفعل كما قالت، مجرّد لقاءٍ بين الأطفال.
أرادت لهؤلاء الأطفال، الذين يتشاركون آلامًا متشابهة، أن يلتقوا ويدعموا بعضهم البعض.
كانت أغنيس تأمل، كديزي تمامًا، أن تجد فرصةً تمنحهم بعض الأمل، رغم كلّ القلق الذي حَمَلَته.
“دعونا نلعب لعبة سي سي سي!”
“نعم … كح، كح … لنلعب!”
غادر ريفر وشارلوت برفقةِ الطبيب، ثم تبعهما صاموئيل ولوسيانا، الذين كانا يسيران في الاتجاه المعاكس برفقة مربيةِ عائلة سيزيل.
كانت عوالم الأطفال تتّسع شيئًا فشيئًا.
________________________
ببكي ريفر يجنننن ابي افعصه😭😭😭🤏🏻
Dana :ترجمة
هامِش: معكم بعد سحبة طويييللة جامدة جدًا رجعت الرواية 🙈
الرواية صارت تعاون بيني وبين صاحبتي دانا ومن المقرّر إنه تدخل صاحبتي الثانية برضو كتعاون لكن هنشوف الوضع بسبب انشغالها فمش أكيد
وقبل محد يسأل، لا، الرواية مش هيكون تنزيلها يومي، ومفيش موعد تنزيل محدد، هو حسب فضاوتنا وبس.
بعتذر جدًا على التأخير الطويل وشكرا لكل حد لساته بستنى وبقرا الرواية للآن
إقرأوها بكلّ حبّ 💙🦋