I Became the Monster’s Bride - 62
“أبعِد هذا ‘الشيء’عن نظري الآن! احبسها في مكانٍ ما حتى لا تتمكّن من التجوّل!”
تذكّرت بوضوحٍ صراخ والدتها لإزالتها على الفور كما لو كانت تنظر إلى وحشٍ مروّع.
“كيف لي أن أنجب مثل هذا الشيء؟”
تعبير والدتها، الذي بدا وكأنها مصدومةٌ ومرعوبة، بقي واضحًا في رأسها.
وهذه النوع من الأم ترغب فعلاً في رؤيتها الآن؟
“ماذا تريدين أن تفعلي؟”
“…..”
لم تتمكّن رولين من الإجابة على سؤال هاينز. وبدلاً من ذلك، تمسّكت فقط بالرسالة التي كانت تحملها.
كان رأسها يقول لها ألّا تصدق محتوى الرسالة، حتى لا تضطرّ إلى الذهاب إلى راكين.
……لكن-
“……سأذهب.”
لكن قلبها أعطى إجابةً غبية. لقد كانت إجابةً حمقاء للغاية بالفعل.
قالت إنها ستذهب إلى راكين.
لم تستطع الابتعاد عن والدتها التي أرادت رؤيتها. علاوةً على ذلك، كيف يمكنها أن ترفض مثل هذا الطلب من والدتها وهي الآن في حالةٍ حرجة؟
لقد تحوّلت بالفعل إلى أمٍّ تبرّأت رولين بكلّ توقّعاتها منها منذ وقتٍ طويل. لم تتوقّع أبدًا كلمةً دافئةً واحدةً من والدتها تلك.
ومع ذلك، ظلّ قلبها يرتجف عندما سمعت أن والدتها في حالةٍ حرجةٍ حاليًا.
هل كان ذلك لأنها هي التي أعطتها ذلك اللحم والدم؟
أم أنها اعتقدت أن والدتها قد أفرغت عقلها، ولكن لا يزال لديها بعض المشاعر العالقة؟
وضعت رولين الرسالة الممسكة بإحكام على الطاولة واستمرّت في التحدّث إلى هاينز مرّةً أخرى.
“ولكن، قبل ذلك، أودّ أن أطلب من جلالة الأمبراطور الإذن بالتصرّف في هذا الشأن.”
كان من الهراء مغادرة هذا المكان بشكلٍ تعسفيٍّ هكذا بينما كان بعيدًا عن القصر الإمبراطوري.
“فهل يمكنكَ إرسال رسولٍ لإبلاغ جلالته بالوضع الحالي؟”
“آه، بالطبع، من الممكن إرسال رسول. لكن…… يجب أن أخبركِ أنه إذا لم تَسِر الأمور على ما يرام، فقد يستغرق الأمر وقتًا أطول من المتوقّع للرّد فقط.”
أومأت رولين بكلمات هاينز وشرعت في إلقاء نظرةٍ أكثر حذراً.
“هل هذا صحيح؟”
بعد ذلك، بدت رولين محبطةً بعض الشيء من كلمات هاينز. في هذه الحالة ماذا عليها أن تفعل؟ صمتت للحظةٍ بوجهٍ مضطرب.
لكن مشاكلها لم تدم طويلاً.
وفوق كلّ شيء، فإن حقيقة أن والدتها كانت ‘في حالةٍ حرجة’ جعلتها غير قادرةٍ على القلق لفترةٍ طويلة.
“ثم أرسِل أولاً رسولًا إلى جلالته واشرح له الوضع برمّته. و…… سأرحل كما أنا. في أسرع وقتٍ ممكن، بغض النظر عن ردّه”.
“الإمبراطورة!”
عبس هاينز على الفور من كلمات رولين. لم يكن يعني ذلك أبدًا أنه لم يفهم حقيقة أنها كانت غير صبورةٍ منذ أن كانت والدتها مريضة. ومع ذلك، كان من الصعب حقًا حتى على الإمبراطورة أن تغادر في غياب كيرجيل.
كان لدى رولين أيضًا فهمٌ جيّدٌ للوضع برمّته. ثم واصلت بشكلٍ مقنعٍ إلى هاينز.
“عليّ أن أمرّ عبر جبال سامالتا للوصول إلى راكين على أيّ حال. سيكون جلالته بالتأكيد حول تلك المنطقة. لذا، سأقابله هناك شخصيًا وأتحدّث معه مرّةً أخرى. ألن ينجح هذا؟”
“لكن لا يزال الأمر خطيرًا. يمكن أن يكون هناك مجموعةٌ من الوحوش …… “
“حتى لو غادرنا الآن ووصلنا بالقرب من جبال سامالتا، أعتقد أن الوضع قد انتهى تقريبًا هناك.”
“…..”
لم يعد بإمكان هاينز دحض كلمات رولين والتزم الصمت. وبالفعل كان الوضع قد هدأ إلى حدٍّ ما.
لم يكن الأمر كما لو أنه لم يكن يعرف ما كان كيرجيل قادرًا على فعله……
“امم، فهمت. ثم سأطيع إرادة الإمبراطورة “.
العلاقة بين الأم وابنتها عمرها ألف عام. على الرغم من أنها تعرّضت للإهمال والإساءة دون أن تحبّها والدتها، إلّا أنه قد يكون من المستحيل قطع العلاقة تمامًا.
لا، حتى لو كان من الممكن قطعها، فقد كان ذلك شيئًا لا يمكن أن تفعله سوى الأطراف المعنية، وليس شيئًا يمكن لطرفٍ ثالثٍ أن يتدخّل فيه على الإطلاق.
نظّم هاينز أفكاره على هذا النحو وسرعان ما قَبِل كلمات رولين. على الرغم من أنها لا تستحق أن تُعامَل بهذه الطريقة.
كخادم، كيف يمكنه أن يعرقل قرار الإمبراطورة ويتدخّل فيه؟
ربما كانت هذه حالةً فريدةً لرولين، التي كانت هي مَن ابتكرت طريقةً أو أخرى لإقناعه.
“ومع ذلك، سنكون نحن الذين سنأخذ الإمبراطورة إلى قصر راكين من هنا إلى كامل الطريق.”
“بالطبع. لا أريد دخول القصر بتوجيهٍ من راكين أيضًا. “
أومأت رولين عن طيب خاطرٍ بكلمات هاينز. على الرغم من أنها قرّرت زيارة راكين، إلّا أنها لم تشعر بالراحة، ولكن كان من الجيد سماع كلمات هاينز لأنه جعلها تشعر بالاطمئنان.
ثم ابتسم هاينز وأضاف.
“وإذا انتهت الأزمة بالقرب من جبال سامالتا، فلا أعتقد أنه سيكون من السيئ الذهاب إلى راكين مع جلالته أيضًا. لا، عندما يسمع هذه الأخبار، سيقول جلالته بالتأكيد أنه سيتبعكِ. “
“مستحيل.”
فهمت رولين كلمات هاينز على أنها مزحة وهزّت رأسها بابتسامة.
“مستحيل، ها… أريد حقًا أن ينتهي الأمر بـ’مستحيل’ تمامًا كما تقولين، جلالتكِ.”
ابتسم هاينز بينما كان ينظر إلى رولين بهذه الطريقة.
بالنظر إلى موقف كيرجيل المعتاد تجاهها، كان الأمر ممكنًا تمامًا، لكن لم يكن لديه أيّ شيءٍ آخر ليقوله لأنها لم تصدّق ذلك حقًا.
“على أيّ حال، إذا أصرّ جلالته على متابعتكِ، يرجى العودة إلى القصر الإمبراطوري بطريقةٍ ما، يا صاحبة الجلالة.”
طلب هاينز من رولين أن يمنع ‘المستحيل’ من أن يصبح حقيقةً على الإطلاق. بعد ذلك، نظرت رولين في حالة عدم تصديق قبل أن تومئ برأسها حتمًا إلى كلمات هاينز ردًّا على ذلك.
* * *
لكانت قريةً مسالمة. حتى لو لم يكونوا وافرين، لكانوا قد عاشوا فقط بالامتنان لكلّ شيء.
قعقعة.
بمجرّد أن نزل كيرجيل عن حصانه، صرّ على أسنانه بسبب الشعور الموحل الذي شعر به تحت قدميه.
كانت الحقول الصغيرة التي كانوا يزرعون فيها محاصيلهم اليومية تمتصّ كلّ دماءهم حتى أصبحت في النهاية موحلة.
“آغغ!”
ومن الخلف، سمع جنديًا يشعر بحرقانّ في معدته وغثيان لأنه لم يستطع تحمّل هذا المنظر الرهيب. بغض النظر عن عدد المرّات التي سمع فيها الجندي هذا، فستظلّ هذه هي المرّة الأولى التي يرى فيها مثل هذا المشهد، لذلك كان هذا ردّ فعلٍ طبيعيٍّ إلى حدٍّ ما.
تمزّقت الجثث إلى أشلاء، وتناثرت أشكالٌ لا يمكن التعرّف عليها على الإطلاق في جميع أنحاء القرية. ومن بينهم، كانت هناك جثث أطفالٍ كانوا قد بدأوا للتوّ في تعلّم المشي، بالإضافة إلى جثث أطفالٍ حديثي الولادة.
بالطبع، لم تكن هناك طريقةٌ للعثور على جثّةٍ كاملة، لذلك كان كلّ هذا مجرّد تخمينٍ وتقدير.
“… لا يوجد ناجون؟”
فتح كيرجيل فمه بصوتٍ ثقيلٍ وخافت. ثم اقترب منه قائد الفرسان جيلوف وأجاب.
“نعم يا صاحب الجلالة.”
“مريع.”
كان يرتجف غضباً وحُرقةً من محتوى التقرير وحده. ومع ذلك، فإن الضرر الذي لحق بالقرية، والذي أكّده بأم عينيه، جعل من الممكن رؤية مدى عجز الوضع حقًا.
“سنترك الأمر للوردات المجاورين لجمع الجثث وسنقوم على الفور بتعقّب الوحوش بدلاً من ذلك.”
“نعم!”
وأجاب جيلوف أيضًا بصوتٍ عالٍ، متّفقًا تمامًا مع قراره.
أدار كيرجيل رأسه في الاتجاه الذي اشتبه في أن الوحوش قد تحرّكت فيه. كانت عيونه الذهبية مليئةً بالغضب.
لقد كان غضبًا هائلاً كما لو كان على وشك الانفجار.
لم يكن من الممكن أبدًا بمثل هذه القِوى العادية تمزيق جسد الشخص إلى أشلاء حتى أصبح من الصعب جدًا تحديد شكله الأصلي.
بالإضافة إلى ذلك، لم تكن هناك أيّ علاماتٍ على استخدام أيّ أسلحةٍ أو أدواتٍ حادّة. كما تم التأكد من أن الجثة لم تتضرّر جرّاء الانفجار القوي أيضاً.
لقد تمزّقت بالقوّة الجسدية البحتة.
كما لو كان طفلاً يمزّق جناحي اليعسوب مازحاً.
‘هل ظهرت قبيلة سوين هنا حقًا؟’
ضاقت عيون كيرجيل مرّةً أخرى.
بعد تهدئة غضبه المغلي، نظر حوله مرّةً أخرى. وأخذ بعنايةٍ كلّ ما جال في نظره حتى لا يفوته أيّ شيء.
عندها فقط، جفل جبينه وبدأ في التجعّد.
“صاحب الجلالة، أنا على استعدادٍ لمتابعة ……”
“صه، انتظر لحظة.”
رفع كيرجل يده بعد عودة جيلوف ليمنعه من الحديث. ثم أغلق جيلوف فمه بسرعةٍ وتراجع عندما بدأ في تهدئة المناطق المحيطة.
في لحظة، سقط الصمت في كلّ مكان. كان المكان ساكنًا لدرجة أنه لا يُصدَّق أن هناك الكثير من الفرسان والجنود حولهم.
أطلق كيرجيل قوّته قليلاً وسط الصمت. لقد كانت قوّةً ضعيفةً لدرجة أنها لم تؤثر على الختم والآخرين أيضًا.
لقد كان غير مرئي، ولكن مع زيادة كثافة الهواء، بدأ تطبيق ضغطٍ قويٍّ إلى حدٍّ ما.
“آغغه…”
اندلع تأوّهٌ من بعض الصامتين. كان هذا ردّ فعل بعض الفرسان والجنود الجدد الذين لم يكونوا على درايةٍ بهذه القوّة. لكنهم سرعان ما أغلقوا أفواههم وكتموا الصوت.
كان ذلك لأنهم كانوا يعرفون جيدًا أنه لا ينبغي لهم أن يقفوا في طريق كيرجيل.
لم يكن كيرجيل على علمٍ بالوضع من حوله تمامًا لأنه ركّز فقط على إطلاق قوّته.
كان ذلك لتأكيد قوّة المستذئبين القديمة بالإضافة إلى القوّة التي سيكون لها صدًى لدى قبيلة سوين.
“……هناك خطأ.”
بعد فترةٍ من الوقت، استجمع كيرجيل قوّته وأمال رأسه. أصبحت عيناه معقّدةً للغاية. ومع ذلك، سرعان ما بدأت نظراته تبرد.
“… هذه ليست قوّة قبيلة سوين.”
التوت زوايا فمه. أخذ كيرجيل نفسًا عميقًا وزفر قبل أن يستدير. اقترب منه جيلوف مرّةً أخرى.
“صاحب الجلالة.”
“شخصٌ ما فعل هذا عمدًا.”
“أتقول أن شخصًا ما ارتكب مثل هذا الشيء الفظيع عمدًا؟ أيّ نوعٍ من الأوغاد سيفعل شيئًا كهذا!”
كان وجه جيلوف ملتويًا وشتم بعنف. واصل كيرجيل كلامه بصوتٍ منخفضٍ بسخريةٍ تامّة.
“سأضطرّ إلى معرفة ذلك بشكلٍ منفصل.”
مَن تجرّأ فعلاً على فعل هذا على أرضه.
“سأذهب. سأضطرّ إلى إبقاء نفسي مشغولاً.”
في النهاية سارع كيرجيل بخطواته.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1