I became the master of the villain - 44
لحسن الحظ، لم يَعُد آريا وأيلت يعرضان عليّ إرسال حراس لمرافقتي. ربما نجحَت محاولتي في إقناعهما، فغادرا على أمل إيجاد فرصة أخرى.
رغم أننا لم نتفق حتى النهاية، لم تكن المشكلة كبيرة.
تنهدتُ بهدوء، وأخذتُ أقطف الأزهار بعناية بين ذراعيّ.
‘يجب أن آخذها معي إلى المنزل!’
كان هناك جبل من الأزهار، يكفي لإنشاء حديقة زهور.
ومع ذلك، شعرتُ بالدفء من صدق اهتمامهما بي.
أردتُ الحفاظ عليها بالسحر حتى أتمكن من النظر إليها مدى حياتي.
طَرق، طَرق—
بينما كنتُ غارقة في الاستمتاع بعطر الأزهار، سُمِع طرق مهذّب على الباب.
“هل يمكنني الدخول؟”
كان ذلك صوت نوكتيس اللطيف والمألوف.
“تفضل.”
بمجرد أن نطقتُ بذلك، فتح نوكتيس الباب ودخل الغرفة.
“لقد مر وقت طويل، آنسة روزيت.”
ظل نوكتيس مبتسمًا، لكنه بدا متوترًا بعض الشيء على غير عادته.
‘هل هو متعب؟’
قال إنه عالجني بالقوة المقدسة أثناء فقداني للوعي، لذا اعتقدتُ أنه أفرط في استخدامها.
القوة المقدسة ليست غير محدودة، وكان يقول إن استهلاكها إلى حد معين يجعل الشخص يشعر بالإرهاق.
إذا كان مرهقًا نفسيًّا، فمن الطبيعي أن يظهر ذلك على تعابير وجهه.
شعرتُ بالأسف دون داعٍ، فحيّيته بابتسامة مشرقة.
“آه، اللورد نوكتيس. مرحبًا.”
“من الجيد رؤيتكِ بعد هذا الوقت. هل أنتِ بخير؟”
“نعم. سمعتُ أنك عالجتني بالقوة المقدسة، شكرًا لك.”
عندما انحنيتُ له شاكرة، هزّ نوكتيس رأسه كما لو أن الأمر لم يكن مهمًّا.
“لم أكن ذا فائدة كبيرة. لدى الآنسة روزيت قدرة تعافٍ سريعة.”
واصل نوكتيس حديثه مبتسمًا.
“يبدو أنكِ قد أيقظتِ القوة المقدسة بسبب هذا الحادث.”
أنا أعلم ذلك أيضًا. ما زلتُ أتذكر الشعور بتدفّق القوة المقدسة عبر يدي.
المشكلة هي أنه مهما حاولتُ التركيز، لا تتحرك القوة المقدسة كما أريد.
“أم… لكن القوة المقدسة لا تخرج كما حدث حينها.”
حاولتُ جهدة سابقًا، لكن كل ما تمكنتُ من فعله هو تحريك يدي في الهواء.
“هل يمكنني التحقق من قوتكِ المقدسة؟”
“نعم، من فضلكِ.”
أخذ نوكتيس يدي برفق وأغمض عينيه.
**وووش—**
بعد لحظة، تدفّقت القوة المقدسة ببطء إلى جسدي، وانتشرت داخلي طاقة منعشة.
لكن، على عكس المرة السابقة، لم تختفِ هذه الطاقة المنعشة كما لو كانت سحرًا.
كانت القوة المقدسة تتدفّق بوضوح إلى جسدي باستمرار، متألقة بوهجها، لكنني لم أستطع فهم السبب.
“كيف هو الأمر؟”
عند سؤالي، ارتجفت عينا نوكتيس الذهبيتان قليلًا.
“لا شك أنكِ أيقظتِ القوة المقدسة، لكن هذا… غريب بعض الشيء.”
“غريب؟”
“أنتِ تعلمين أن القوة المقدسة تستيقظ عندما ينال الشخص نعمة الحاكم موريوس، صحيح؟”
بالطبع كنتُ أعلم. القوة المقدسة تُعتبر بمثابة نداء من الحاكم.
“لكن هناك من يولدون بكمية كبيرة من القوة المقدسة، وهناك من يمتلكون كمية أقل.”
“أجل، ولهذا قلتَ إن لديّ الكثير من القوة المقدسة في داخلي.”
“هذا صحيح. لكن… القوة المقدسة لدى الآنسة روزيت مختلفة قليلًا.”
“ماذا تعني؟”
“…إنها تبدو أكثر نقاءً. تشبه الطاقة التي شعرتُ بها عندما تلقيتُ نعمة الحاكم موريوس.”
كنتُ أعتقد أن كل القوة المقدسة متشابهة، لكن يبدو أن هناك اختلافات دقيقة بينها.
“إذًا، تقصد أنني حالة خاصة؟”
“لستُ متأكدًا، فهذا لم يحدث من قبل… لكن يبدو كذلك.”
بدت نهاية جملته غير واضحة، وظهرت على وجهه تعابير نادرة من الحيرة.
لا سبب يجعل الكاهن الأعظم للمعبد الكبير يكذب، لذا يبدو أنني أيقظتُ فعلًا قوة مقدسة نقية.
بالإضافة إلى إيقاظ القوة مقدسة، أصبح لديّ الآن بنية خاصة.
_وهناك أيضًا الوحش الإلهي.’
لا أعلم لماذا تستمر الأحداث الخاصة في الحدوث لي بينما كنتُ أرغب فقط في الاستمتاع بحياة العزوبية. إن كنتُ قد تلقيتُ حقًّا نعمة الحاكم، فلديّ الكثير من الأسئلة التي أودّ طرحها.
“إذًا، هل عدم قدرتي على استخدام القوة المقدسة مرتبط بذلك؟ أنا أركّز، لكن لا توجد أي استجابة.”
“حسنًا…”
كان نوكتيس على وشك فتح فمه للحديث، لكن الباب انفتح فجأة مع صرخة عالية.
“واااهب!”
توجهت نظراتنا أنا و نوكتيس إلى الباب.
كانت ماري تبتسم بارتباك وهي تحمل سنو بين ذراعيها، بينما كان كيريس متكئًا على إطار الباب بوجه متجهم.
“آنستي، فجأة أراد سنو رؤيتكِ…”
قفز سنو بسرعة من بين ذراعي ماري وركض نحوي، يتطاير فراؤه مع حركته.
ثم فجأة—
[سيدتي!]
تردد صوت غريب في أذنيّ كالرعد.
‘هل سمعتُ خطأ؟’
سمعتُ بوضوح كلمة “سيدتي” قبل قليل.
وبالنظر إلى ردود فعل من حولي، بدا أنه لم يسمعها أحد غيري.
[لقد شعرتُ بصدمة كبيرة عند الإحساس بوجود وحش!]
أملتُ رأسي بحيرة عند سماعي ذلك الصوت المتسائل مجددًا.
“ماذا؟”
عندما عقدتُ حاجبيّ قليلًا، تقدم كيريس خطوة إلى الأمام بملامح قلقة وسألني.
“سيدتي، هل هناك خطب ما؟”
“…ألم تسمع شيئًا؟”
“ماذا؟”
“كأن أحدهم قال إنه شعر بوجود وحش…”
حينها، خيّم صمت بارد على الأجواء.
“حقًّا؟ لم أسمع شيئًا.”
“لكنني سمعته بوضوح… هل أتخيل الأشياء؟”
كان الصوت عاليًا لدرجة أنه آلمني أذنيّ، لذا لم يكن من الممكن أن أكون قد تخيلتُ الأمر.
شعرتُ بغموض ظاهرة ما، سواء أكانت مرتبطة بالسحر أو بالقوة المقدسة.
لكن ما لم أفهمه هو سبب نظرة كيريس الجادة تجاهي.
تألّقت عيناه الحمراوان بوميض حاد.
“نوكتيس.”
بدأت طاقة سحرية تدور حوله كما لو كان يستعد لاستخدام السحر في أي لحظة.
“ماذا فعلتَ لسيدتي الآن؟ طلبتُ منك أن تعالجها، أليس كذلك؟”
“كنتُ فقط أتحقق من قوتها المقدسة.”
“ها، هل تظن أنني سأصدق ذلك؟”
“إنها الحقيقة.”
“انتظِر، لحظة واحدة.”
لم أكن أعرف أي سوء فهم قد حصل بينهما، لكنني سارعتُ لإيقافهما قبل أن يندلع قتال.
إن هاجم كيريس نوكتيس، فلا أعلم ماذا سيحدث.
وإن انتشر الخبر بأن سيد البرج السحري قد أصاب كاهنًا عظيمًا في المعبد الكبير…
مجرد التفكير في الأمر جعلني أشعر بالدوار.
“لا تقلق. لن يكون الأمر كما تظن. سأعالج الموقف. فلنذهب إلى البرج السحري.”
قلتُ ذلك بأكثر طريقة عادية ممكنة.
“…أنا حقًّا سمعتُ ذلك. وأشعر أنني بخير تمامًا الآن. وكأنني وُلدتُ من جديد.”
لكن كيريس لم يرمش حتى عند كلامي.
نظرتُ إلى ماري برجاء، خشية أن يقوم كيريس بنقلي إلى البرج السحري في أي لحظة.
“ماري! أنا أتناول طعامي جيدًا وأنا بصحة جيدة، أليس كذلك؟”
لكن، ما هذا؟
“ماذا تعنين؟ آنستي، لا تقولي لي…”
أمسكت ماري بيدي فجأة بتعبير حزين.
“سأساعدكِ على الشفاء، آنستي. سأفعل.”
“لا، أنا بخير حقًّا، ماري. لقد سمعتُ شيئًا للتو…”
“الوحش… الوحش…”
فقدت عينا ماري تركيزهما، وانهمرت الدموع على وجهها، مما جعلني أرغب في الصراخ والهرب.
يديها المرتعشتان ونظراتها القلقة…
كانوا جميعًا يعاملونني وكأنني مريضة. ليس ماري فقط، بل حتى تعابير الجميع كانت مشابهة.
لماذا تفعلون هذا بي!
“سيدتي، أعتذر.”
“انتظِر، لحظة واحدة!”
عندما اقترب مني كيريس وأمسك يدي بلطف لإلقاء تعويذة الانتقال، امتدت يدٌ لإنقاذي.
“السيد كيريس.”
كان نوكتيس، الذي كان يراقب سنو باهتمام طوال الوقت، يتحدث بهدوء.
“يبدو أن الآنسة روزيت سمعت صوت الوحش الإلهي.”
“ماذا؟”
“ماذا؟”
توجّهت كل الأنظار إليّ، حتى أنني حدّقتُ في نوكتيس بدهشة.
“الوحش الإلهي؟”
كنتُ قد تحدثتُ مع سنو من خلال النافورة المقدسة عندما زرتُ المعبد.
كانت تلك الظاهرة قد حدثت لأنني استخدمتُ القوة المقدسة مؤقتًا، لكن الوضع مختلف الآن.
قال نوكتيس إنني قد أظهرتُ القوة المقدسة، لكن…
‘لا أزال لا أعرف كيفية استخدام القوة المقدسة.’
إذًا، كيف استطعتُ سماع صوت الوحش الإلهي؟
“بعد التحقق من قوتها المقدسة، وجدتُ أن الآنسة روزيت قد أظهرت القوة المقدسة. لكنها لا تعرف كيفية التعامل معها لأنها لا تزال غير متمرّسة. ولكن…”
توقف نوكتيس قليلًا ونظر إلى سنو، الذي كان متشبثًا بي.
“كييينغ!”
[سيدتي! سيدتي!]
“يبدو أنها تستطيع التواصل مع الوحش الإلهي.”
إذًا…
“سنو؟”
[نعم! إنه أنا، سنو!]
الصوت الغريب الذي كان يكلّمني كان صوت سنو.
[سيدتي، هل تستطيعين سماعي؟]
كان سنو يهزّ ذيله وينظر إليّ بعينيه المستديرتين، وكان لطيفًا جدًا لدرجة أن قلبي تألم.
“نعم، أستطيع سماعك. أنت سنو، صحيح؟”
لكن على عكس مظهره الفروي اللطيف، لم يكن شعوره لطيفًا على الإطلاق.
[أخيرًا، سيدتي الغبية…!]
كان ذلك ظلمًا.
لقد حاولتُ جاهدة إظهار القوة المقدسة حتى أتمكن من التواصل مع سنو!
[كييينغ. أظن أنكِ ستحتاجين إليّ، سيدتي. سأظل بجانبكِ من الآن فصاعدًا.]
بقيتُ بلا كلام أمام كلماته، وكأنه كان يصنع لي معروفًا.
[ولا تقتربي من ذلك الرجل البغيض. سأكون معكِ.]
بقيتُ مشدوهة بينما كان يشير بعينيه نحو كيريس، الذي كان يحدّق في سنو بعينين متقدتين.
“سيدتي، ماذا يقول ذلك الوحش الإلهي الآن؟”
“آه، هاها… لا شيء.”
قررتُ أن أدفن الأمر في قلبي إلى الأبد حفاظًا على حياة سنو.
التفّ سنو حول نفسه، متجنبًا نظرتي.
[حسنًا، على أي حال، سيدتي.]
“…؟”
ضغط سنو بجسده على يدي وقال بفخر.
[فروتي ثمين، لكنني سأسمح لكِ بلمسها بشكل خاص.]
… تحطّمت صورة الوحش الإلهي التي تخيّلتُها تمامًا.
المترجمة:«Яєяє✨»