I became the master of the villain - 41
### الفصل 41
* * *
في الداخل المعتم للمعبد، مرّر كيريس يده المرتجفة بلطف على وجهها. كانت روزيت مستلقية أمامه، وشعرها البني ينساب حول ملامحها الهادئة الغافية.
“كيف حالها؟” سأل كيريس، وقد بدا القلق واضحًا في صوته.
فتح نوكتيس، الذي كان يوجه طاقةً المقدسة إلى روزيت، عينيه وأجاب: “تنفّسها منتظم، لكنها لا تُبدي أيّ علامات على الاستيقاظ بعد.”
“أأنت واثق؟”
“استراحة قصيرة ستكون كافية. طاقتها المقدسة استُنزفت تمامًا، مما أدى إلى إنهاكها الشديد… لكنها ليست في خطر.”
“حسنٌ إذًا. غادِر. وجودك غير مرغوب فيه.”
“هل أستدعي أحدًا ليعتني بالسيدة روزيت…؟”
“أما سمعتَ ما قلت؟” اشتعلت عينا كيريس القرمزيتان بحدةٍ مهدِّدة، فأخرست نوكتيس على الفور.
“كما تشاء. كل ما تحتاجه الآن هو الراحة.”
“نادِني إن طرأ أيّ شيء.”
أومأ نوكتيس برأسه ثم غادر ببطء.
طَق.
أُغلِق الباب، فاستدعى كيريس سحره وبدأ بفحص محيط روزيت. حتى مع نظرة سريعة، كان سحرها مستقرًا، خاليًا من أي اضطراب أو خلل.
وكما قال نوكتيس، حالتها تحسّنت إلى حدٍّ لم يكن يتطلّب سوى الصبر.
مدّ كيريس يده بحذر وأزاح خصلات شعرها المتناثرة.
“سيّدتي.”
لماذا أصبح من الصعب رؤية ابتسامتها مجددًا؟
مرّ يومان منذ هجوم الشياطين، ومنذ أن انهارت روزيت بعد استدعاء طاقتها المقدسة. طوال ذلك الوقت، لم يترك كيريس جانبها لحظة، ظلّ يحرسها بلا كلل.
لم يكن يجرؤ حتى على التنفس، ورغم ذلك، كانت عيناه تزدادان توهّجًا. مجرّد فكرة الابتعاد عن روزيت للحظة واحدة كانت كفيلة بأن تجعله يفقد صوابه.
عندما أصيبت بحمّى شديدة عقب انهيارها، كان كيريس هو من مسح وجهها بقطعة قماش مبللة وقدّم لها الماء بنفسه. ورغم أن ماري عرضت المساعدة، رفض بشدّة.
لم يكن هناك سبب محدد.
هو فقط لم يُرد أن تلمسها يدُ أحدٍ غيره.
والآن.
راح كيريس يحدّق في روزيت بتركيز. كانت الطاقة المقدسة تؤتي مفعولها، مستعيدة لونها وصحتها شيئًا فشيئًا.
“الحمد لله.”
عندما وصل إلى مكان الحادث وشعر بالخطر، كان على وشك أن يفقد عقله. هل كان هذا هو الشعور عندما يتوقف القلب عن الخفقان؟
لو تأخر ولو قليلًا، لكانت روزيت قد تعرّضت لإصابات خطيرة.
‘لا أعلم من فعل هذا، لكن…’
من يجرؤ على إيذاء روزيت؟
وفقًا لهيلينا، التي تولّت التعامل مع العواقب، وُجدت آثار سحر اصطناعي، ما يعني أنّ هناك من استدعى الشيطان عمدًا.
أوّل ما تبادر إلى ذهن كيريس كان ولي العهد سيدريك، لكنه سرعان ما استبعد الفكرة. لم يكن هناك دليل على تورّطه.
وحتى لو كان هو المسؤول، لكان استخدم أتباعه المباشرين.
“سيّدتي، سأحميكِ من الآن فصاعدًا.”
كم كان يتمنى أن يقضي أيامه معها في أمان برج السحرة، لكنه كان يعلم أن روزيت سترفض ذلك.
أمسك كيريس بيدها بلطف، شاعرًا بحرارة جسدها الدافئة.
“أكره أن أراكِ تتألمين، سيّدتي. ماذا عليّ أن أفعل؟ لا يمكنني حبسُكِ، لكن…”
ضحكة خفيفة أفلتت من شفتيه وهو يمرّر يده على خدّها برفق.
“حتى وأنتِ نائمة… أنتِ جميلة. أريدكِ أن تنظري إليّ وحدي.”
تجعّدت حواجب روزيت قليلًا، وبدت وكأنها تتحرّك بانزعاج. لكن بالنسبة إلى كيريس، كانت حركتها تلك محبّبة.
وفجأة، عقد حاجبيه بقلق.
“سيّدتي، هل تشعرين بألم؟”
توقّفت يده عن مداعبة وجهها. بدا خدّها أكثر حرارةً من قبل، متوردًا على نحو مقلق.
وضع يده على جبينها، فتغيّر تعبيره على الفور.
“حرارتكِ مرتفعة… انتظري قليلًا.”
وبلمح البصر، اختفى كيريس من الغرفة.
ساد الصمت، قبل أن ترتجف أجفان روزيت المغلقة، ثم…
* * *
ربما بسبب سكوني الطويل، شعرتُ بجسدي متيبّسًا وثقيلًا.
“أوه…”
تحرّكتُ قليلًا ونظرتُ حولي. لم يكن هناك أحد.
في الحقيقة، كنتُ قد استعدتُ وعيي عندما غادر نوكتيس الغرفة، لكنني لم أستطع التحرّك عندما رأيتُ قلق كيريس.
أن أصرخ فجأة: “أنا مستيقظة!” بدا أمرًا محرجًا، ولم أستطع أن أواسي كيريس قائلة: “أنا بخير الآن.”
لذا، تظاهرتُ بالنوم، مغمضةً عينيّ. لكن كلماته المفاجئة والمعبّرة جعلت قلبي يفقد إيقاعه للحظة.
“حتى وأنتِ نائمة… أنتِ جميلة. أريدكِ أن تنظري إليّ وحدي.”
حتى وأنا مغمضة العينين، لم أستطع طرد صورة كيريس من مخيلتي.
‘لا بد أنني سمعتُ خطأ.’
كنتُ قد استعدتُ وعيي للتو، لذا من المحتمل أنني كنتُ أتوهم.
أو ربما كان يمدح نفسه؟
مع وسامته اللافتة، لم يكن ذلك مستبعدًا أبدًا. فقد كان كيريس الكنز الوطني الأول للإمبراطورية.
لكن، حتى لو لم يكن كذلك، فقد كان معروفًا بأنه يتحدث بلا تفكير، لذا قرّرتُ ألا أعير الأمر اهتمامًا.
وفي كلّ مرة كنتُ أشير إلى ذلك، كان يبدو غير مدرك لما يقوله.
فجأة، لمعت في ذهني صورة شفتيه المتحركة بسحرٍ أخّاذ، لكنني سارعتُ إلى هزّ رأسي بقوة.
‘يا إلهي، ما الذي أفكّر فيه؟!’
بدأتُ ألوّح بيدي أمام وجهي في محاولةٍ لتبريده. لا بد أن وسامته غير الواقعية هي السبب في كل هذا.
‘آه… ما الذي يجري معي؟’
تنهدتُ في يأسٍ، ثم غطّيتُ وجهي بكفّي.
لا يزال دفء لمسته على وجهي واضحًا وكأنّه لم يفارقني.
لم يكن وجهي محمرًا بسبب الحمى، بل بسبب الإحراج.
وحين يعود كيريس، عليّ أن أوضّح أيّ سوء فهم فورًا.
‘هل أمسك بالشياطين؟’
تذكّري للحظة الهجوم جعل جسدي يقشعرّ.
لو لم تحدث المعجزة في اللحظة الأخيرة، لكنتُ الآن في وضعٍ لا يُحمد عقباه.
مررت يدي على صدري ثم فتحت راحتي.
في تلك اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت.
انبثق ضوء أبيض نقي من أطراف أصابعي، ساطعًا بشكل مبهر.
‘هل هذه طاقة مقدسة؟’
شعرت بها تشبه الطاقة الصافية التي اختبرتها خلال التحقق من طاقتي المقدسة.
هل يعقل أنني استدعيت طاقة مقدسة؟ إن كان الأمر كذلك، فهذا يعني أنني سأتمكن من التواصل مع سنو.
بنبض قلب متسارع، أغمضت عينيّ وركزت ذهني.
“همم…”
لكن ما هذا بحق…؟
رغم مرور الوقت، لم يحدث أي شيء.
حبست أنفاسي وأخذت أُصلّي للحاكم، لكن بدلًا من أن تنبعث طاقة مقدسة، لم يخرج مني سوى تنهيدة.
‘كيف يفترض بي أن أفعل هذا؟’
بعد عدة محاولات فاشلة، استندت إلى لوح السرير بلا حول ولا قوة.
بعد تفكير طويل، أظن أنني عرفت السبب.
‘أنا جائعة…’
يبدو أن تركيزي كان مشتتًا لأنني لم أتناول أي طعام منذ وقت طويل.
أود تناول بعض الحساء، حتى وإن كان خفيفًا…
: هل عليّ أن أنهض الآن؟’
عندما حاولت تحريك جسدي المتصلب، ووضعت قدمي على الأرض، شعرت بجسدي يميل إلى الجانب.
“آه!”
لم أستطع تجميع أي قوة في ساقيّ، ولم أكن أعلم كم من الوقت قضيت مستلقية في الفراش.
في اللحظة التي كنت على وشك السقوط ووجهي متجه نحو الأرض، أحاطت ذراعٌ بخصري.
“سيّدتي.”
كان كيريس ينظر إليّ مباشرة، ولم أعلم متى وصل إلى هنا.
عيناه الحمراوان، اللتان كانتا تتفحصانني، ومضتا للحظة.
“هل استيقظتِ؟”
شدّ يده حول خصري، مما جعلني أقترب منه أكثر.
بطبيعة الحال، احمرّ وجهي خجلًا.
يا إلهي، ها أنا أضيف صفحة أخرى إلى سجلات إحراجي!
آه، حياتي…
لكن لا يمكنني إظهار ذلك! حاولت التصرف وكأن الأمر عادي، لكن عندما التقت أعيننا، خفضت رأسي سريعًا.
كان وجهه الجميل الأخّاذ قريبًا جدًا مني.
‘لماذا أنت قريب بهذا الشكل!’
بينما كنت أتلعثم، ارتسمت على شفتي كيريس ابتسامة خفيفة.
“… هل أنتِ بخير؟”
شعرت كأن نظراته تخترقني.
عقلي أصبح فارغًا تمامًا، لكن كان عليّ الخروج من هذا الموقف بطريقة ما، فبدأت أتحدث بشكل عشوائي.
“نعم. أنا بخير. أشعر بالانتعاش بعد أن استيقظتُ ونهضتُ. ربما لأنني لم أرك منذ فترة، لكن وجهك يبدو أكثر إشراقًا… هذا رائع. يمكنني التجوّل ليلًا من دون مصباح، فقط باستخدام كيريس…”
“…”.
عندما لم يأتِ أي رد، صفعت فمي بيدي.
يا إلهي، ماذا قلتُ للتو…؟
بينما كنت على وشك تقديم عذر سريع، تحركت شفتا كيريس، اللتان كانتا قد تلونتا بلون أحمر خفيف.
“حقًا؟ إذن، يبدو أنكِ تحبين وجهي.”
“م-ماذا… حسنًا، نعم، يعني…”
“أنا سعيد لأنكِ تحبينني إلى هذه الدرجة.”
انخفض صوته قليلًا، وعندما رفعتُ رأسي، تمكنت أخيرًا من رؤية تعابيره بوضوح.
لم يمضِ سوى بضعة أيام منذ أن رأيته آخر مرة، لكن عينَي كيريس بدتا داكنتين، وكان يبدو متعبًا.
لطالما شعرتُ، أن هناك من كان يراقبني.
لا يمكن…
“بعد أن فقدتُ وعيي… هل كنتَ بجانبي طوال الوقت؟”
“نعم.”
أجاب كيريس بهدوء، دون أدنى تردد، وكأن الأمر كان طبيعيًا تمامًا.
لحظة، إذن كم من الوقت كنتُ فاقدة للوعي؟
“لعدة أيام…؟”
“يومين؟”
“آه…”
كنتُ أريد سؤاله عن سبب بقائه بجانبي رغم وجود ماري والآخرين، لكنني لم أستطع إخراج الكلمات بسهولة.
لأنني شعرتُ بمدى قلقه الصادق عليّ.
“لقد كنتِ على وشك أن تصابي بأذى. لم أستطع تحمل الابتعاد عنكِ. هل تشعرين بأي ألم؟ قبل قليل بدوتِ وكأنكِ تعانين من الحمى…”
“أوه، نعم. لم أعد مصابة بالحمى، وأنا بخير تمامًا.”
عندما أسترجع الأمور، أجد أن كيريس لطالما كان يفكر بي.
بقي بجانبي رغم انشغاله بمنصب سيّد البرج، واعتنى بي كحارس شخصي.
إذن، هل لا يزال يشعر بالامتنان لأنني أنقذتُ حياته؟
شعرتُ بالأسف تجاهه، وبالامتنان في الوقت نفسه.
“شكرًا لك.”
عندما ابتسمتُ له ابتسامة عريضة، ضحك كيريس بصوت هادئ ومريح.
“إنه لشرف لي، سيّدتي.”
ثم سرعان ما خفض كيريس بصره، وأخذ يحدّق فيّ بهدوء.
كان يبدو مرهقًا، لكن الهالات السوداء تحت عينيه لم تفعل شئ سوى إبراز جاذبيته الساحرة.
إنذار خطر! إنذار خطر!
شعرتُ بالخطر، فحاولت التراجع، لكن يده الكبيرة منعتني.
“سيّدتي.”
“نعم…؟”
“اشتقتُ إليكِ.”
“أنا… أنا أيضًا…”
اقترب وجهه الفاتن أكثر، ثم مررت أصابعه الطويلة على شفتي برفق.
“اشتقتُ لرؤيتكِ تبتسمين لي. هل تعلمين كم كنتُ قلقًا؟”
“كيريس، هل يمكنكَ أن تتركني للحظة…”
شعرتُ وكأن قلبي على وشك الانفجار.
إذن، هذا هو معنى أن يكون المرء مفتونًا بوجه شخص آخر.
رغم أنني ذكّرتُ نفسي بهذه الحقيقة، إلا أنني لم أتمكن سوى من الربت بضعف على الذراع التي كانت تحيط بخصري، لكنها لم تتحرك.
عندها، قال كيريس بصوت بدا وكأنه يرتجف قليلًا.
“سيّدتي، هل تتجنبينني؟”
“لا، ليس الأمر كذلك… لكن إن استمررنا على هذا النحو، فإن قلبي…”
عند كلماتي، حدّق كيريس بي بنظرة غير مفهومة، ثم بدأ بتحريك شفتيه الساحرتين ببطء.
“إن واصلتِ التصرف هكذا… لا أظن أنني سأتمكن من كبح نفسي.”
ضاقت عيناه الحمراوان الجميلتان ببطء.
المترجمة:«Яєяє✨»