I Became the Foolish Wife of the Villain - 59
“افعل ما تستطيع فعله. افعل ما ترغب فيه.”
“…صاحب السمو ولي العهد.”
شعر مورتيغا بأن قلبه قد هبط بثقله. كان التعامل مع سيرتين أصعب بكثير من مقابلة امرأة و التعرف عليها أو حتى أصعب من مقابلة صديق.
كان الأمر مشحونًا بالخوف والحرارة، مما جعله مضطربًا.
“أريد أن أكون مخلصًا لسموك. الرجاء مساعدتي في الاختيار الذي يجب أن أقوم به. هل يعقل أن صاحبة السمو إيفلين….قد استعادت عقلها؟”
“اتبع حكمك الخاص.”
“صاحب السمو ….”
“لست أنا من يحدد وجهة ولائك، بل إنه أنت.”
ابتسم سيرتين بهدوء. شعر مورتيغا بإحساس لا يمكن تفسيره بالهزيمة. من الواضح أنه كان يقف بجوار سيرتين، لكنه كان يشعر و كأنه قد هُجر.
تملكه إحساس بأن سيرتين لن يسمح له أبدًا بالاقتراب منه بالكامل. بدأ القلق يتسلل إليه.
“هل… تحتاج إلي؟”
نظر إليه سيرتين بنظرة غامضة، مما جعل شفتي مورتيغا ترتجفان.
شعر كما لو أنه قد يُطرَد في أي لحظة. هل كان من الصواب أن يكون عالقًا في هذه العلاقة الغير متبادلة؟
لماذا؟ ما الخطأ الذي فعله ليستحق هذا؟
لم يستطع مورتيغا فهم ذلك. لقد كان دائمًا صادقًا، ومع ذلك لم يكن سيرتين صادقًا معه أبدًا.
أصبحت نبضات قلب مورتيغا أسرع بينما كان ينتظر إجابة سيرتين.
انفصلت شفاه سيرتين.
حدق مورتيغا فيه وهو يحبس أنفاسه. لقد كانت لحظة تقاطع فيها اليأس والأمل.
“طالما أنك تثبت جدارتك.”
عند تلك الكلمات، غرق قلبه بشدة.
****
نظرًا لأن لدينا سرًا لا ينبغي الكشف عنه، كنت أنا وسيرتين نفضل الأماكن المغلقة.
اتفقنا أنا وسيرتين على أنني سأتظاهر بأنني حمقـاء، لأن ذلك سيسمح لي بفعل ما أريده ويجعل دوقية سبيلمان أقل حذرًا مني.
و في مقابل طرد الخدم وإغلاق معظم الغرف ، حصلت على حريتي.
“هاه….”
انكمشت أصابع قدمي وأنا أجلس على الأريكة.
كانت زجاجة نبيذ التفاح الفوار أمامي، لم تكن ذات نسبة كحول عالية، لكنها كانت تمتلك رائحة التفاح الحلوة المميزة.
بحسب جوليا، هذا النوع ينتمي إلى الخط الفاخر من العصائر، وكان سعره باهظًا.
“استمتعي بسهرة هادئة مع ولي العهد، سمو الأميرة. من الجيد أن تحظي بلحظات كهذه من حين لآخر.”
قالت إنها هدية من صديقة. من الجيد حقًا أن يكون لديك أصدقاء.
كشخص كان يستمتع بالبيرة مع الدجاج والمأكولات البحرية مع السوجو في حياته السابقة، كنت سعيدة جدًا.
ارتعش كياني عندما شعرت بالكحول بعد مدة طويلة.
آه، كم أفتقد الدجاج والبيرة!
“كم مرّ من الوقت منذ آخر مرة شربت فيها؟”
تمتمت دون أن أدرك ذلك. رغم أن هذه هي المرة الأولى التي أشرب فيها مثل هذا النبيذ الفاخر.
“كم مر من الوقت منذ أن شربتِ؟ هل سبق لكِ أن شربتِ؟”
“آه.”
يفترض أن هذا الجسد لم يشرب من قبل.
“همم، لقد شربتُ خلسة. بعد دخولي القصر، كنتُ أتسلل إلى المطبخ ليلًا عندما ينام الجميع….”
رميت ذلك كذريعة، لكن بدا أن سيرتين قد اقتنع.
“يبدو أن لصًا صغيرًا لطيفًا كان يتسلل إلى المطبخ.”
ابتسمتُ لا إراديًا على تعليقه. ما اللطيف في ذلك؟
“من فضلك اسكب لي المزيد.”
مددتُ الكأس فجأة نحو سيرتين، الذي كان يمسك الزجاجة. حرك سيرتين جسده ليسكب المزيد.
تألقت إضاءة الغرفة فوق رموشه الطويلة كأنها مرسومة بدقة. بشرته الشفافة البيضاء، وتباين لون شفتيه الأحمر……
بدا أن اللون المميز لسيرتين هو اللون الليلي.
بينما كنت أنظر إليه دون وعي، ابتلعت ريقي. لم ألاحظ حتى أن الكأس تم ملؤها.
كانت هذه الرائحة الثقيلة المختلطة برائحة نبيذ التفاح هي رائحة سيرتين.
لا أعرف لماذا أشعر انه تم اغرائي الآن بعد أن شممتها.
عضضتُ على شفتي دون وعي.
تقابلت أعيننا.
ضاقت عيناه الزرقاوان قليلًا، ومع انعكاس ضوء الشموع، بدا أن هناك احمرار يلمع داخلهما.
“أتساءل أحيانًا….عندما تنظرين إليّ بتلك الطريقة، بماذا تفكرين؟”
“…أنا؟”
“تنظرين إليّ وكأنكِ ترغبين في التهامي.”
احمرّ وجهي، وبدأت يداي وقدماي ترتجفان.
أنا ؟
هل….كان الأمر واضحًا لهذا الحد؟
أخذ سيرتين الكأس و الزجاجة من يدي ووضعهما على الطاولة.
كان فعله سلسًا للغاية لدرجة أنني لم أستطع سوى تتبع سيرتين بعيني و كأنني ممسوسة.
شبك سيرتين أصابعه بأصابعي. كانت لفتة بسيطة، مثل الأطفال الذين يمسكون بأيدي بعضهم البعض، لكنني شعرت بجسدي يزداد حرارة.
اقترب اكثر.
“أخبريني، إيفلين. ماذا تريدين أن تفعلي بي؟”
ارتجفت شفتاي.
ماذا أريد أن أفعل بسيرتين؟
لم أكن أعرف حتى ما هو هذا الشعور.
لم يكن سيرتين مدركًا، لكنني كنت أفكر فيه طوال الوقت.
وجهه المبتسم….صوته….اقترابه مني…
بدأ قلبي ينبض بقوة حتى شعرت بأنه سيحطم ضلوعي. أعتقد أنني فهمت شيئًا ما.
اعتقدت أنني فهمت القليل.
آه.
لقد كنت أنظر إلى هذا الرجل الخطر، هذا الرجل الذي يمكنه أن يقتلني.
كان في قلبي .
لم أكن متأكدة تمامًا من طبيعة هذا الشعور ، لكنني كنت أعلم أن سيرتين كان خطيرا، وأن تحالفنا مؤقت.
كان لدينا عدو مشترك، دوق سبيلمان، ولكن ماذا بعد ذلك؟
لم نقطع أنا و سيرتين أي وعود بشأن المستقبل غير المؤكد.
على الرغم من أننا كنا مرتبطين معًا كزوجين، إلا أنه كان زواجًا لم يتم بإرادتي و إرادته على الإطلاق.
كنا في خطر.
ربما لهذا السبب انجذبت إليه أكثر.
انفجر الشيطان الفاسق بداخلي.
أملت رأسي قليلا. أصبحت الرائحة الغريبة المختلطة برائحة نبيذ التفاح أقوى.
تلامست شفاهنا.
شعرت بملمس شفتيه الناعمتين يندمجان مع شفتيّ، وبدأ قلبي ينبض بعنف.
“لا شيء يجعلكما صادقين مع بعضكما البعض أكثر من هذا. لا أقول أن تشربا حتى الثمالة، ولكن فقط بقدرٍ يجعلكما صريحين.”
تداخل الصوت الناعم الذي أرشدني إلى الشرب مع أفكاري الفوضوية التي اجتاحتني الآن.
هذا ليس خطأ ناتجًا بسبب الثمالة.
لقد فعلت هذا بإرادتي، فقط استخدمت الجو والكحول لمساعدتي على أن أكون أكثر صدقًا.
لقد كانت لحظة لا تُنسى.
“ها….”
ابتعدتُ عن شفتيه، لكنني لم أستطع مواجهته، فخفضت رأسي. ماذا يفترض أن أقول الآن؟
أنت مجنونة، إيفلين.
هل فعلًا قمتِ بهذا؟
لم أكن أعرف كيف أتعامل مع الوضع. حاولت سحب يدي المرتجفة بعيدًا، لكن فجأة، جذبني جسده إليه.
“آه؟”
لفّ سيرتين ذراعيه حول خصري. شعرت أن يديه كانتا ساخنتين أيضًا.
وجدت نفسي بين ساقيه دون أن أدرك كيف وصلت إلى هناك.
“لا يمكنكِ الهرب ، إيفلين.”
“أنا، أنا….”
كان الأمر أشبه بموجة عاتية اجتاحتني.
شعرت وكأنني اُبتلع بالكامل.
كل ما يمكنني فعله هو التشبث به.
مسّد سيرتين مؤخرة عنقي بلطف، وشعرت بأظافره القصيرة تخدش فروة رأسي، مما جعلنا نقترب أكثر.
“آه….”
شعرت وكأن رئتاي ستنفجران. شهقت لالتقاط أنفاسي بينما كنت متشبثة بسرتين.
“من الوقاحة حقًا منكِ أن تحدقي بي بهذه الطريقة ثم تحاولي الهرب “
قالها بصوت عميق ومُنخفض.
لقد كشف أمري تمامًا.
كان يعلم كل شيء منذ البداية.
أرحت جبهتي على عنقه محاوِلةً التقاط أنفاسي.
تبا… كان يعلم لكنه تظاهر بعدم ذلك.
أغلقتُ عيني باحكام، ثم فتحتهما مجددًا.
هل كان كل هذا مقصودًا منه؟ من أجل أن يعذبني عمدا……؟
لا، لا أعتقد ذلك. لا أعرف متى أدرك حقيقتي.
كان الأمر مزيجًا من الأفعال المتعمدة وغير المتعمدة.
أفكاري كانت كلها متشابكة في فوضى. كان الجو حارًا.
ضغط سيرتين بشفتيه على جبهتي.
“إذا كنتِ ستنظرين إليّ بتلك الطريقة، فعليكِ أن تكوني مستعدة على الأقل لهذا.”
مستعدة لماذا؟
لم أستطع حتى التفكير في طرح هذا السؤال.
بدلًا من ذلك، دفنتُ رأسي في صدره.
كنت ألهث، ولم أستطع فعل أي شيء سوى ذلك.
لم أتخيل أبدًا أن الأمر سينتهي على هذا النحو.
لكن الحياة دائمًا تتجاوز خيالاتنا.
“هذا جنون.”
تمتم سيرتين بصوت خافت، ثم سحبني نحوه أكثر.
شعرت بشيء ثقيل يضغط على جسدي، فرك سيرتين شفتيه على أذني.
“هل تفعلين هذا لانك لا تعلمين؟ أم أنكِ تفعلينه عمدًا؟”
التقت شفاهنا مرة أخرى. هذه المرة بشغفٍ أكثر .