I became the adopted daughter of the assassin family - 83
“أبي!”
“كونِ حذرة.”
أمسك بليك بريتشي التي كانت تقفز من العربة إلى أحضانه.
لقد مضى شهر تقريبًا. و في تلك الفترة القصيرة، بدا أن ابنته قد نضجت أكثر من ذي قبل.
كان ذلك الشعور يراوده كل مرة بعد أن أرسلها إلى الأكاديمية. و في كل مرة يراها، تبدو مختلفة وكأنها كبرت فجأة.
كان ذلك يجعله فخورًا بها، لكنه شعر ببعض الحزن أيضًا لكونها قد كبرت بهذه السرعة بعيداً عنه.
“مرحبًا، أبي-!”
“هاها.”
سُمع صوتٌ مرح من الخلف.
كانت كايسلي. ربما كانت مكعبات الثلج مفيدة في إزالة أثر الكحول، إذ بدت أكثر انتعاشًا من اليوم السابق.
“كيف حالك يا دوق رودويك؟”
تبعهم روبنهارف مبتسمًا بحفاوة وهو يلقي التحية على بليك.
بعد أن رد بليك على تحياتهم، سأل ريتشي.
“هل ستقيموت الاختبار التمهيدي لاكسيلفون في المنطقة القريبة؟.”
“نعم. بفضل روبنهارف اوبا، وصلنا مبكرًا، لذا سأتمكن من البقاء في المنزل لمدة يومين.”
أجابت ريتشي وهي في حضن بليك.
كانت تشعر بالراحة بفضل الرائحة الخافتة للكولونيا.
رائحة أبيها.
“هذا رائع.”
ابتسم بليك بلطف.
كانت التصفيات التمهيدية لاكسيلفون تُجرى في مدينة داخل القلعة، وكان يُمنع بشدة الكشف عن تفاصيلها للعامة.
لذا حتى لو خرجت ريتشي إلى الخارج، لم يكن بإمكانها إخبار بليك أو أي شخص آخر بتفاصيل مهمتها في التصفيات.
‘في الواقع، كان هذا أفضل. كانت التصفيات مجرد عذر للخروج من المدينة. فصحراء روم وإقطاعية رودويك في الجهتين المتقابلتين.’
بفضل ذلك، لم تكن مضطرة للكذب، وهو أمر لم تكن تجيده.
بعد ذلك، تلا التحية القصيرة وجبة فاخرة.
حصل روبنهارف وكايسلي على غرفة ضيوف لكل منهما. وكان من المقرر أن يبقيا في قصر رودويك حتى تعود ريتشي، ليعودا معها.
بعد أن تبادلت ريتشي التحيات مع أهل القصر، دخلت غرفتها.
‘غرفتي!’
[أوه، ما زالت كما هي؟]
على الرغم من أنها كانت غائبة لفترة طويلة، إلا أن كل شيء كان كما تتذكره. السرير المريح، الديكور والأثاث المألوف، وحتى الأدوات الكتابية على مكتبها.
ولم يكن الأمر مقتصرًا على الغرفة فقط. حتى قصر رودويك لم يتغير.
بليك الذي استقبلها بحرارة، والأشخاص الذين اشتاقت إليهم من أهل القصر، كلهم رحبوا بها.
لقد عادت إلى المنزل لفترة قصيرة فقط لكنها شعرت وكأنها عادت لتبقى الى الأبد.
“كلِ جيدًا واستريحي كثيرًا.”
قضت ريتشي وقتًا مريحًا كما قال لها بليك.
مر الوقت بسرعة دون أن تدري، وكان وقتًا حلوًا.
وبعد يومين.
“بايثون، القمر المكتمل قد ظهر.”
قالت ريتشي ذلك، وهي تلمس الزخرفة التي قدمها لها إيان، بينما تنظر من النافذة.
كان هناك قمر مكتمل كبير يضيء السماء بسطوعٍ شديد.
*****
[الرتيوم!]
[لماذا أتيت بسرعة هذه المرة؟]
[العبِ معي!]
[لا، العبِ معي أنا!]
في غابة الوحوش، على ضفة البحيرة.
كانت ريتشي محاطة بنجومٍ صغيرة كالعادة.
ثم، بضربة من ذيل بايثون، اختبأت النجوم جميعًا خلف الأشجار وهي تصرخ.
‘همم’
ابتسم بايثون داخليًا برضا.
هذا هو ما ينبغي أن تكون عليه النجوم الكبرى.
في هذه الأيام، يراهم البشر على أنه مجرد سنجاب لطيف. لهذا السبب يُطلق عليهم بشر. يجب أن يروا الجوهر، لا المظاهر.
كان بايثون يشعر بالفخر لعظمته بعد أن أبعد النجوم دفعة واحدة، وقال لريتشي.
“سأعود قريبًا، لذا العبِ معهم.”
“نعم، كن حذرًا.”
“لا داعي للحذر، فهذه منطقتي.”
قال بايثون ذلك بثقة، ثم دخل البحيرة.
نظرت ريتشي إلى انعكاس وجهها في البحيرة بقلق.
*****
مقبرة النجوم. تشبه صحراء قاحلة لا يوجد فيها أثر للحضارة.
ليست جميلة ولا براقة.
بخطوات ثقلت على الرمال، مثل شمسٍ ملتهبة.
كان هناك رجل بشعر أحمر طويل وجسد عضلي مكشوف، لا ينقصه شيء من القوة.
“هذا المكان لا يتغير كلما أتيت إليه.”
ما زال مملاً ورتيبًا. شعر أنه في السنوات القليلة التي قضاها في عالم البشر، رأى أكثر مما رآه هنا خلال آلاف السنين.
“لهذا السبب الجميع متلهف لعقد اتفاق مع الريتيوم.”
كان الريتيوم هو لعبة النجوم.
لكن ايتمنى احدٌ ان يعقد عقداً جديدًا مع الريتيوم هذه المرة، لن يحدث.
كيف يمكن أن اترك متعاقدتي، التي تشبه الأرنب، تتعاقد مع نجم آخر؟
تثاءب بايثون وهو يواصل السير.
خطواته البسيطة كانت تغير المشهد من حوله بسرعة. كلما خطا خطوة، تغير المكان الذي كان فيه.
‘اختصار’.
كانت هذه القدرة التي يمتلكها فقط النجوم الكبرى الستة، المسؤولون عن مقبرة النجوم.
‘إنه هنا.’
توقف بايثون أمام جبل صخري.
رفع بيده حجرًا كبيرًا كان يسد مدخل كهف عند قاعدة الجبل، ثم نادى إلى الداخل.
“أيها العجوز! هل أنت هنا؟”
“أنت تعرف أنني هنا، فلمَ تسأل؟ تزعجني بقدرتك تلك طوال الوقت.”
خرج عجوزٌ من داخل الكهف.
“بسببك، لم يعد للاختباء أي معنى.”
النجم الذي كان يتحكم في مصير البشر. ذلك العجوز تمتم متذمرًا.
قدراته كحاكمٍ سابق أثرت على خصائصه الفريدة التي اكتسبها بعد أن أصبح نجمًا.
تطورت تلك القدرات لتصبح جزءًا من خصائصه المميزة. قدرة هذا العجوز كانت الدمج أو الفصل بين الأرواح والأجساد المختلفة.
دمج النجوم كان يحدث أحيانًا برغبة النجوم ذات الأذواق الغريبة، أو بسبب حادث غير متوقع. أما الفصل، فكان العجوز وحده من يمكنه القيام به.
لهذا كان العديد من النجوم يبحثون عنه، لكنه، لشدة ضجره منهم، كان ينتقل من مكان لآخر مخفيًا نفسه، ولا يظهر إلا عندما يريد.
“بسبب قدرتك على اكتشاف النجوم، أُسند الأمر إليك.”
“اعتبره حظًا جيدًا. بفضل عدم تمكن النجوم العظيمة الأخرى من العثور عليك، تمكنت من ممارسة هواياتك بحرية دون أن يكتشفوا أمرك، مثل تلك المجموعة التي تجمعها.”
نظر العجوز إلى بايثون الذي كان يضحك بهدوء بنظرة حادة.
“ما هو سبب زيارتك؟ لا يبدو أنك هنا لتطلب شيئًا غريبًا كما في المرة السابقة.”
“أيها العجوز.”
سأله بايثون وهو يمسح ذقنه، وبابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيه، وكأنه يتذكر قطعة الروح التي ستصل قريبًا إلى هيكينكا.
“هل ما زلت تحتفظ بقطعة الروح الصفراء التي فصلتها في ذلك الوقت؟”
“لا.”
رد العجوز بحزم.
“لا؟”
بدا بايثون مذهولًا، ثم رمى الصخرة التي كانت أكبر من جسده بثلاثة أو أربعة أضعاف إلى جانبٍ آخر.
بسبب القوة التي استخدمها بايثون، تحطمت الصخرة إلى شظايا عندما ارتطمت بالأرض.
“لما لا تملكها؟”
كان العجوز معتادًا على رؤية الأشياء تتحطم بيد بايثون، فأجاب بهدوء.
“لأنها سُرقت، بالطبع.”
“ماذا؟”
سُرقت؟! العجوز لم يكن من النوع الذي يسهل سرقة مجموعاته من قبل نجم اخر.
“ممن—”
كان بايثون على وشك التحقيق بصدمة، عندما شعر فجأة بشخص يقترب بسرعة من خلفه.
‘اختصار’.
كانت هناك نجم آخر يستخدم نفس القدرة، ويقترب بسرعة.
هل هو صاحب العينين الحمراوين، أم الزرقاوين، أم ربما الأصفر؟
كلما اقترب، أصبحت الطاقة المحيطة أكثر كثافة.
في المقبرة، كان بايثون قادرًا على استخدام قوته بشكل كامل. ومن ثم، تمكن بسرعة من تمييز هوية القادم.
إنه…
“أنت……أنت!”
استدار بايثون بسرعة، وعيناه البرتقاليتان تلمعان بذهول لا يصدق.
النجم الذي ظهر أمامه همست بلطف.
“هل تتذكرني؟”
*****
تصدح صوت الماء وهو يرش.
[اهربوا!]
[إنه النجم الأكبر!]
“بايثون!”
واجهت ريتشي النور الهائل الذي خرج من البحيرة.
كما قال إنه سيعود بسرعة، فقد مرَّت ساعة تقريبًا منذ أن دخل بايثون إلى البحيرة.
“هل وجدت قطعة الروح؟”
وضعت ريتشي يدها على جبينها لتظليل عينيها وهي تنظر إلى النجم الذي يطفو أمامها.
كانت إضاءته الساطعة تذكرها بلقائها الأول مع بايثون.
في العادة، كان يعود إلى شكله كالسنجاب فورًا، لأنه كان يحرص على عدم إتلاف بصر متعاقدته.
“بايثون؟”
[آه.]
أخيرًا، جاء صوت من داخل النور.
على عكس صوته الخفيف عندما كان في شكل السنجاب، كان صوت بايثون في شكله النوراني أكثر ثقلًا، مما جعل من السهل فهم أنه كان حاكماً سابقًا.
[لقد وجدتها.]
مرة أخرى، صدر الصوت الثقيل من داخل النور.
بمجرد أن سمعت ريتشي هذه الكلمات، أشرق وجهها فرحًا.
“حقًا؟ الآن يمكننا العثور على صاحب الروح، الأصفر؟”
أخيرًا، يمكنها لقاء هيكينكا.
‘انتظر قليلًا فقط، إيان.’
بدأت ريتشي تلمس القلادة التي ترتديها.
‘سأبحث عن طريقة للهروب معك. وإن لم أستطع، فسأجد طريقة لإخراجك من مصيري على الأقل.’
[نعم، لكن يا متعاقدتي.]
النور تحدث إليها، بينما كانت مفعمة بالأمل.
[سمعت شيئًا لا يصدق في المقبرة، هل يمكنني أن آخذ بعض الوقت لأرتب أفكاري؟]
“شيء لا يُصدق؟ ماذا حدث؟ هل من الممكن أن النجوم الأخرى قد خرجت من الزجاج؟”
[ليس هذا، سأخبرك قبل مغادرتنا قصر رودويك.]
بدا الأمر جديًا.
هل سمع أخبارًا عن تيتا في المقبرة؟
في الأيام الأخيرة، كان بايثون مكتئبًا بسبب تيتا، لذا قد يكون هذا السبب.
على أي حال، كان عليها الانطلاق إلى صحراء روم غدًا لأداء مهمة التصفيات.
على الرغم من أن قلبها كان متعجلًا، إلا أنها لم ترَ فائدة في الضغط على بايثون إن كان متأثرًا.
“فهمت.”
عندما أومأت ريتشي، تحوّل النور إلى سنجاب ودخل جيبها.
كان عليها العودة إلى غرفتها قبل أن يحل الفجر، لذا أسرعت بالخروج من الغابة.
لكن الغابة بدت غريبة. بفضل قدرة بايثون على الاختفاء، لم تهاجمها الوحوش، لكنها كانت تهرب وكأنها خائفة.
هل هناك مفترس يخيف الوحوش؟
نظرت ريتشي حولها وسألت بايثون.
“بايثون، يبدو أن هناك شيئًا يحدث في الغابة.”
[…….]
لكن لم يكن هناك رد.
يبدو أن ما حدث في المقبرة كان يشغل تفكير بايثون لدرجة أنه لم يسمعها.
“ماذا يمكن أن يكون؟”
فكرت ريتشي في الأمر، ولكن قبل أن تتمكن من الغوص في تأملاتها، تغيرت الغابة.
عندما انتهى التغير، وجدت مدخل الغابة أمام عينيها.
“حسنًا. يمكنني الخروج الآن.”
كان الفضل في فتح المدخل والخروج يعود إلى بايثون.
عادةً لا يُسمح بالدخول أو الخروج من غابة الوحوش حتى يطلع الفجر، لكن عندما يكون بايثون موجودًا، تكون الغابة سهلة الانقياد وتفتح المدخل.
‘يبدو أن بايثون لديه الكثير من الهموم.’
نظرت ليتشي إلى جيبها الصامت.
سيخبرها بالأمر غدًا، كما وعد.
ركبت ريتشي حصانها الذي كان مربوطًا بالقرب من الغابة وعادت إلى القصر.
وفي اليوم التالي، بعد تناول الإفطار، أنهت ريتشي استعداداتها للمغادرة مع روبنهارف وكايسلي.
“هل سنذهب بنفس العربة؟”
تحدثت كايسلي وهي تتأمل العربة المتألقه بشكلٍ مؤلم.
“لا يمكننا ترك عربة روبنهارف هنا. ومع ذلك، إنها عربة رائعة.”
ابتسم روبنهارف عند سماعه لكلمات ريتشي، بينما أصدرت كايسلي همهمة غير واضحة.
لحسن الحظ، كان قد تم تبديل الأحصنة في قصر رودويك.
نظرت كيسلي إلى حصانين جميلين ذو فرو أزرق داكن بدلاً من الأحصنة البيضاء المزركشة.
“الى اللقاء، ريتشي.”
خرج جميع من في القصر، بما فيهم بليك، لتوديع ريتشي.
عانقت ريتشي بليك وهزت رأسها برفق. لن تراه لعدة أشهر أخرى.
أبي.
فكرت في الأمر، ووجدت أنه من المحزن أن تنهي العناق بسرعة.
‘آه، الأوم.’
نظرت ريتشي إلى الطاقة المتدفقة من صدر بليك.
لقد تراكمت كمية كبيرة من الأوم غير المنقى خلال الأشهر الماضية. على الرغم أنها ليست ضارة بالصحة، فإن التخلص من الأوم مبكراً يجعل الجسم يشعر بالانتعاش.
يجب أن أنهي تنقية الأوم هذه المرة.
ابتسمت ريتشي بخفة واستخدمت قدرتها على التنقية من يدها التي كانت على ظهر بليك.
“……آه.”
لكن، ما تبع ذلك كان ألمًا رهيبًا.
__________________________
بايثون شقومه مب بايثون الثرثار حقنا 😕
روبنهارف مسكين ماصدق ريتشي تمدح عربته😭 وبليك ما امداها يستانس ببنيته فصل عنها ذي بتطلع😭
آخر شي؟؟؟ عسا ماشر ليه ألم منب ناقصين احزان
Dana