أصبحت شخصية إضافية في رواية شفاء - 1
“لقد وجدتها!”
عندما دوى صوت عالٍ ، أوقف الفرسان الذين كانوا يتحركون في صف واحد حركتهم. ساد الهدوء في المكان الذي كانت تعصف به رياح السيوف منذ لحظة.
في تلك اللحظة تجمد الجميع ، بدأ الرجل صاحب أبرد وجه في التحرك.
“إنها صاحبة السمو الأميرة ، يا جلالة الملك!”
تحرك بسرعة ، متابعًا الصوت. كان المكان الذي وصل إليه غرفة جانبية صغيرة منعزلة.
عندما دخل ، لمحت عيناه صورة طفلة ملتفة في صندوق صغير.
في لحظة اندلعت شرارة من عينيه.
لكنه سرعان ما قمع غضبه واقترب بحذر من الطفلة. أنزل جسده ورفع يده ببطء إلى خد الطفلة. تصلبت يداه بسبب الإمساك بالسيف لفترة طويلة لكنه داعب خد الطفلة بحنان.
عند تلك اللحظة هرب نفس مرتاح من فمه. كان الأمر كما لو أن قلبه المجمد ذاب في لحظة.
كما لو كانت تنتظر تلك اللحظة ، ارتجفت جفون الطفلة التي كانت تغلق عيونها بصمت.
ثم ظهرت عيونها الحمراء بين الحاجبين المرتفعين.
أصبحت رؤيتها الباهتة أكثر وضوحًا تدريجيًا ، وفي النهاية ، في اللحظة التي تأكدت فيها الطفلة من الشخص الذي أمام عينيها ، تغلغل تعبير واضح مثل اللوحة على وجهها الحساس.
“….. أبي؟”
“نعم ، إيرينا. أنا والدكِ.”
“أبي!”
بصوت عالٍ ، قفزت الفتاة بين ذراعي والدها. في الوقت نفسه ، جاء صوت قرع من مكان ما ، لكنه اختفى بسبب صرخة الطفلة العالية.
“هاه اااهاه …. “
“آسف لقدومي في وقت متأخر ، يا ابنتي.”
“أهه.”
عند رؤية الفتاة تبكي ، احمر الفرسان خجلاً. وكلما طال صراخها ، كانوا ينسكون سيفهم بأيديهم بقوة.
لا يمكنهم أن يسامحوا السبب في ذلك.
للسماح لكائنهم الثمين بالمرور بشيء كهذا.
اييب ، بدا الأمر وكأن صوتًا يائسًا كان قادمًا من مكان ما. ضنوا أن التأوه الذي سمعوه بوضوح كان من الأميرة.
بالتأكيد سأعيد هذا الألم للشخص الذي تسبب بهذا سأجعله يعاني أكثر لدرجة انه لن يتمكن حتى من إخراج أنين صغير.
“دعبنا نعود. إلى المنزل “
غادر رجل الذي يحمل ابنته الغالية بين ذراعيه من الغرفة الرهيبة. هرع الفرسان بسرعة وراءهم.
هدأت الغرفة في لحظة.
ومن صندوق صغير آخر وُضِع بالقرب من الصندوق الذي كانت الفتاة جالسة فيه ، وسمع صوت رطم وضرب يضربان من داخله.
ايب ايب ، حتى أنني حاولت الكلام.
لكن لم ينتبه أحد للصندوق الآخر.
لماذا؟
الكائن الذي في الصندوق هو رافيلا فيليسيتي. كان ذلك لأنها كانت شخصية إضافية لم يظهر إسمها مطلقًا في الرواية.
‘لا ، هل أنتم ذاهبون هكذا حقًا؟ حقًا؟’
بغض النظر عن مدى ضآلة موقعي ، هذا هو الحال. حتى الأميرة تعلم أنهما اختُطفا معًا!
كان هناك صوت قادم من مكان قريب من الأميرة. أليس هذا غريبا، هاه؟
كان الأمر يستحق فتحه بدافع الفضول. لكن لم يكن أحد منتبهًا له لأنهم كانوا ينتبهون للأميرة فقط. لا أحد!
“يبدو أن الجميع مجانين حقًا”
لقد عانيت مع هذا الواقع الرهيب ، لكن البيئة المحيطة بي كانت صامتة.
إنه مثل المسرح المظلم حيث اختفت الشخصية الرئيسية التي كانت تؤدي دورها بحماس.
إذا نظرنا إلى الوراء ، كان الأمر دائمًا هكذا.
منذ أن تجسدت في هذه الرواية ، لم يحدث شيء جيد ابدا عندما كنت متورطة مع البطلة.
كان الامر مملة حقا.
الرواية التي تجسدُ فيها كانت رواية شفاء.
إذا قمنا بوصف الرواية بالكلمات، يمكن أن نقول: رعاية الأطفال، شفاء، نمو ، بطلة محبوبة.
القصة كانت تسيرُ بشكلٍ عام هَكذا:
الأميرة إيرينا واجهت موتً بائسًا. وفي يوم مِن الأيام، استيقظت لتجدَ نفسها تبلغُ مِن العمر 3 سنوات، عادت لتصبحِ طفلةً مُجددًا.
“لا أحتاج إلى عائلة.”
إيرينا التي تذكرت حياتها السابقة قبل موتها، تذكرت أيضًا كيف تجاهلها والدها الطاغية، فتعهّدت بألا تهتم بالعائلة مجددًا وألا تتسول الحب.
لذلك، كانت تُخطط لجمع المال والهرب، ولكن… ردة فعل الآخرين كانت غريبة؟
“أميرة، أنتِ نور هَذهِ الإمبراطورية.”
“أنا أثقُ وسأتبعكِ فقط.”
بدأ الناس الذين كانوا يتجاهلونها من قبل بالتغيير،
“اليوم الذي نادتني بهِ ابنتي بأبي! سأجعلهُ عيدًا وطنيًا!”
حتى والدها، الذي لم يكن ينظرُ إليها، قد تغير.
… ما الذي يحدث؟
من خلال وصف المقدمة والكلمات المفتاحية، كان من الواضح أن الرواية كانت مليئة بالكليشيهات التي يعرفها جميع قراء الروايات الرومانسية. كان ذلك نوعًا من القصص التي تزرع السعادة في نفوس القراء من خلال متابعة بطلة تسير في طريق مليء بالورود.
بالتأكيد، كان هَذا هو الحال…
“لماذا أنا خُنا؟”
تنهدت الفتاة الصغيرة بنبرةٍ خافتة، وشعرها الوردي الجميل يتطاير. كانت تمتلكُ وجهًا مُستديرًا وناعمًا وجسدًا صغيرًا جدًا، لكنها كانت تشعرُ بفراغ في عينيها الخضراء. تنهداتها كانت أعمق وأشد تعبيرًا عن التعب.
“أبي، لماذا نحنُ هنا؟”
كان العالم مليئًا بأشياء جميلة وبراقة، لكن ما كان أمامها الآن كان عكس ذلك تمامًا. الأرض الرطبة المُشبعة بالرطوبة، والقبور المغطاة بالطحالب، والكنيسة المتداعية في المركز. لم يكن هَذا المكان الذي يمكن للمرء أن يصدقه كمأوى لشخص عاش حياتهُ في الرفاهية والنبالة.
“هَذا ليس حلمًا، أليس كذلك؟”
كان والدها دوقًا يقود عائلة “فيليسيتي” النبيلة، وهي عائلة أسهمت في تأسيس الإمبراطورية وتركت بصماتها في كل مكانٍ من الثقافة والتاريخ والسياسة. فلماذا كان رئيس هذه العائلة في مكانٍ كهذا؟
لماذا كان يواجهُ هذه الظروف؟
“في البداية، كُنتُ سعيدةً لأنني قد ولدت نبيلةً.”
قبل عامين، عندما كانت في الخامسة من عمرها.
في أحد الأيام، اكتشفت فجأة أنها تجسدت في رواية، وكانت أحد النبلاء الذين لم يتم حتى ذكر أسمائهم في الرواية حتى. في البداية، كانت سعيدةً بحياتها المترفة التي ظنت أنها ستكون مليئةً بالراحة والترف.
ولكن الواقع كان مختلفًا.
“عائلة فيلسيتي كرست كل شيء لهذه البلاد. أنتِ ورثتِ دمهم، لذا يجب أن تتعلمي بجد.”
“أكان ذلك غيرُ كافٍ.”
هل كانت مُشكلتها أنها ولدت في عائلةٍ مخلصة؟
عندما وصلت أخبار عودة العلاقة بين الأميرة والإمبراطور، بدأت حياتها كطفلة ذات خمس سنوات تتحول إلى نمط حياةٍ صارم أشبه بحياة طالب يستعد للامتحانات النهائية، حيث لم تعد تميز بين الرواية والواقع.
حتى مع ذلك، كان عليها أن لا تنسى شيئًا مهمًا.
طالما كانت موجودةً في الرواية، كانت كل الأشياء التي تحدث مجرد أمور مُساعدة للشخصيات الرئيسية.
لم تكن لابيلا تعرفُ ذلك.
لم تكن تعرف أن والدها، الذي كان وجوده كـ شخصية جانبية، كان سيضحي بنفسه من أجل إبراز الشخصيات الرئيسية.
كان والدها واحدًا من هؤلاء الشخصيات الجانبية التي تظهر دائمًا في روايات رعاية الأطفال، الذين يضحون بكل شيء من أجل أطفالهم.
“اليون هو اليوم الذي نادتني فيه ابنتي بأبي! يجب أن يُخلّد هذا الحدث! سأجعلهُ عيدًا وطنيًا!”
“هذا خبرٌ رائع سموك، ولكن ليس سببًا كافيًا لجعلهِ عيدًا وطنيًا.”
“سأهدي البلاد لابنتي.”
“هناك هدايا أخرى أفضل. هدية ملطخة بدماء المواطنين ليست مناسبةً للأميرة.”
“عندما كنت أقرأ، ظننت أن ذلك كان رائعًا.”
أحد الشخصيات الأساسية في الرواية، والد البطلة الطاغية “ليام كيرتيس راستيل”.
لقد قتل إخوتهُ من أجل العرش، ونفى ابن أخيه الصغير. ملأ الميدان بدماء النبلاء الذين تحدوه، وأثار الحروب بشكلٍ مُتكرر حتى لُقّب بالقاتل.
لكن هذا الطاغية كان مُختلفًا أمام ابنته. كان يبكي ويضحك ويتفاعل بحساسية مع كل حركةٍ وكلمةٍ منها، وكان يفعلُ كل ما بوسعهِ للحصول على حُبها.
“في البداية، كان الأمر يبدو مثيرًا.”
لكن عندما عشت التجربة بنفسي، شعرتُ بمدى جنون الأمر.
المُذهل في ذلك أن لا أحد كان يعتقد أن سلوكه كانت غريبة.
“حكمتكَ رائعة.”
“بالطبع، كُل هذا من أجل الأميرة، لذا هذا طبيعي.”
كان الجميع يهتفون ويشجعون أفعال الطاغية، معتبرينها شيئًا عاديًا.
وفي نهاية المطاف، أصبح والدها مُجرمًا خطيرًا.
“دوق فيليسيتي، يبدو أنكَ تستخفُ بابنتي. نعم، أنتَ دائمًا تستهينُ بأميرتنا.”
هل هذا ممكن؟
والديّ لم يفعل شيئًا سوى نصح الأميرة بالتصرف وفقًا للبروتوكولات الملكية. كيف يمُكن أن يُعتبر ذلك استخفافًا؟
“أثبتت أن فيليسيتي كان يتواصل مع العدو من خلال زوجة الدوق، أميرة البلاد المعادية.”
“الدوق فيليسيتي قام بأفعالٍ قريبةٍ من التعذيب تحت عنوان رعاية الأميرة.”
“كان يطمعُ للعرش.”
كان الثمن الذي دفعهُ أبي لمعارضة تصرفات الطاغية، تهمًا زائفةً أدت إلى انهيار الأسرة بالكامل.
لماذا عوقب أبي؟ ما هو الجرم الذي ارتكبتهُ أسرتي؟
قبل أن يتم الكشف عن الحقيقة، قام الطاغية بقتل والديها. قُتل أيضًا كُل أعضاء الأسرة والأسر الفرعية والداعمين المخلصين لعائلة فيليسيتي.
هكذا، بعد عدة أشهر من اتهامهم بالتمرد وقتلهم جميعًا، اختفت أسرة فيليسيتي المجيدة في الظلام عندما كانت لابيلا تبلغ من العمر سبع سنوات.
“هذه البلاد البائسةٌ حقًا، أتمنى أن تُدمَّر.”
كانت فيليسيتي، ووالدها، أشخاصًا يستحقون مكانًا أفضل من هذه البلاد. ربما كان الأفضل أن تنهار هذه البلاد عاجلاً.
والدها المُخلص قد لا يكون سعيدًا بهذه الفكرة.
تنهدت لابيلا قائلةً، “أبي كان يجب أن تهتم بعائلتك فقط.”
إذا كان هناك احدٌ يهتمُ حقًا بهذه البلاد، فيجبُ عليه أن يوقف الطاغية.
لكن هل كان يجب أن يكون ذلك الشخص هو أبي؟
هل كان مصيرُ الإمبراطورية أهم من عائلتك، من ابنتك الوحيدة؟
“لن أعيش مثل أبي.”
كان الخدم يتوقعون منها أن تستمر في حمل دماء فيليسيتي، باعتبارها آخر من تبقى من الأسرة.
لكن لابيلا كانت تعرف أن ذلك لن يحدث. كانت مجرد شخصية جانبية في الرواية، حتى أن اسمها لم يُذكر.
وفي حالة استعادة اسمها، لم تكن ترغب في العيش مع هؤلاء المجانين. كان يجب عليها مغادرة هذه البلاد في أقرب وقت ممكن.
وفي تلك اللحظة.
“آنستي! اهربي!”
عندما سمعت لابيلا صوت الفارس يناديها، التفتت لترى فرسان العاصمة يتقاتلون مع فرسانهم، والدماء تتناثر في كل مكان.
“لم يكن من المتوقع أن يترك الإمبراطور أيَّ فردٍ من العائلة التي تم أبادتها.”
كانت تعرف ذلك، لكنها لم تتوقع أن ينتهي الأمر بهذا الشكل. شعرت بقلبها يضيق، لكنها تراجعت بسرعة.
“ابقِ على قيد الحياة!”
بدأت تركض بينما كانت تسمع أصوات الفرسان يصرخون. وفي تلك اللحظة، أضاءت أنوار جميلة السماء.
وكانت الأصوات تُردد، “أيُتها الأميرة! عيدُ ميلادٍ سعيد!”
كان هذا حقًا عالمًا ملعونًا.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
قناتي بالتليغرام انزل فيها كل شي ♡ 《التليغرام》
حسابي بالواتباد 《cynfti》