i became an extra in a horror game - 8
الحلقة الثامنة.
شعرت بأنفاس دافئة تلامس مؤخرة عنقي، وشلّني الرعب تمامًا، حينها تسللت إلى أذني نبرة صوت هادئة وعذبة:
“ششش، ليلي… أنا هنا، لا بأس، اهدئي.”
استدرتُ ببطء وبتردد، فوجدت وجه روين ينظر إلي بابتسامة غريبة، تلك الابتسامة التي رأيتها قبل لحظات، ولكن هذه المرة، كان هذا هو روين الحقيقي.
تسلّمني بذراعيه لِيساعدني على الوقوف بثبات، بينما كنت أحدّق في الفراغ وأطرف بعيني بلا وعي.
خلف الباب المفتوح على مصراعيه ظهرت السلالم، لكنها كانت فارغة تمامًا، لا أحد هناك.
نظر روين إلي بنظرة ثابتة قبل أن يزفر بعمق.
“لابد أنكِ شعرتِ برعب شديد، أليس كذلك؟ أنا آسف لتأخري.”
تلعثمت وأنا أحاول أن أشرح، “لـ… لقد كان هناك شخص… أمام الباب…”
أومأ روين برأسه بهدوء، وكأنه يفهم تمامًا ما أعنيه.
“أوه، إذن رأيتِه أيضًا، كان منظره بشعًا… أنصاف الأجساد دائمًا ما تكون مرعبة.”
كتمت رغبتي في الصراخ: “البشاعة ليست فقط في منظره، بل في طبيعتك أنت!”
لم أكن قد رأيت سوى وجهه، فكيف له أن يعرف أنه بلا نصف سفلي؟
لكنني تذكرت سريعًا… في هذه اللعبة، مصاصو الدماء الذين يلاحقون روين دائمًا ما يكونون مشوهين، البعض منهم بلا وجه، أو بلا جذع، أو بلا أطراف، وهذا الأمر كان مرعبًا حتى عند رؤيته عبر رسوم اللعبة البيانية، فكيف يمكن أن يكون تأثيره في الواقع؟
فكرت في نفسي: لو رأيته بشكل كامل، ربما كنت سأفقد وعيي وأنا واقفة الآن.
بينما كنت شاردة، شعرت بإصبع روين يمر بلطف على زاوية عيني.
“عيناكِ متورمتان، هل كنتِ تبكين؟”
أومأت بخفوت، “نعم… كان الأمر مرعبًا جدًا.”
شابت نبرته بعض الندم: “أنا آسف، كنت بقربك، ومع ذلك لم أتمكن من فعل شيء.”
صرخت في داخلي: “وجودك هو السبب في كل هذا!”
لكنني ابتسمت بابتسامة متكلفة وقلت: “لكن وجودك طمأنني، لو كنت وحدي، لما كنت سأتحمل ذلك أبدًا.”
رُسم على وجهه ابتسامة باهتة، دون أن ينبس ببنت شفة، وكأنه لا يملك ما يقوله، ثم أطلق ضحكة قصيرة، كأنه تذكر أمرًا فجأة:
“هل أصبتِ بأي أذى؟ لقد تم سحبكِ على الأرض، ربما تعرضتِ لجروح…”
أجبت بسرعة: “آه، كلا ، الأمر ليس بهذا السوء، لدي التواء بسيط في كاحلي، وكدمات خفيفة، لكن لا توجد جروح تنزف.”
تغيرت نبرته قليلاً وقال بهدوء: “حقًا؟ حسنٌ إذن… هذا مطمئن.”
لكنه بدا وكأنه يتأسف لعدم حدوث شيء أكثر خطورة.
تساءلت في داخلي: إلى متى يجب أن أتظاهر بأنني لا ألاحظ؟ إلى متى يجب أن أتظاهر بالجهل؟
حينها بدأت دموعي تنهمر مجددًا بلا وعي.
روين، الذي لاحظ ذلك، بدا وكأنه يشعر بالارتباك للحظة، وملامحه تغيرت للحظة قصيرة، لكن تلك النظرة لم تكن تعكس شفقة أو قلقًا حقيقيًا، لقد شعرت بذلك بوضوح.
كان وجهه يصرخ في داخله: “كيف يمكنني التخلص من هذا الإزعاج؟ هل أقتلها فقط وأرتاح؟”
قبل أن ينطق بأي كلمة، بادرت بالكلام على عجل: “آه، ما بي؟ أعتقد أنني أبكي من شدة ارتياحي، آسفة.”
هزّ رأسه بنعومة وقال: “لا داعي للاعتذار، ما يهم هو أنكِ بخير، ليلي.”
ابتسمت بتكلف وأنا أحاول أن أغير مجرى الحديث.
“وأنت؟ هل تأذيت؟ كنت قلقًة لأن الشخص أمام الباب كان يحاول تقليدك ظننتُ أن مكروهًا قد أصابك.”
“أنا بخير تمامًا، لا تقلقي.”
ثم أضاف وهو يراقبني: “لكن يبدو أنكِ بالكاد تستطيعين الوقوف ، هل تريدين أن أحملكِ على ظهري؟”
شعرت بالانزعاج من عرضه، رغم نبرته الهادئة.
‘ما هذا؟ هل تعتقد أن حملك لي سيوفر لي الأمان؟ نحن بالكاد نجونا من هذه الفوضى.’
لكنني رفضت العرض برفق.
“لا بأس، لستُ مصابة بشدة، شكرًا لاهتمامك، روين.”
“لا مشكلة، ليلي ، إذا شعرتِ بالتعب لاحقًا، أخبريني.”
بادلته ابتسامة مشرقة محمّلة بكل الرسائل التي أردت إيصالها: أنا أثق بك، لن أزعجك ، لا تقلق.
للحظة، بدا وكأنه فهم الرسالة، وظهرت على وجهه شبه ابتسامة.
وفجأة، انبثقت أمامي نافذة شفافة في الهواء، كأنها واجهة نظام.
[“لقد نجوتِ بأعجوبة.”]
لكن عندما حدقتُ فيها، قرأت عبارة غريبة تمامًا:
[“شروط إنهاء المسار ، النهاية الثانية 02 : فتاة اللحم المفروم – لم يتم تحقيقها، سيتم حذف المسار.”]
وقفتُ مذهولة أمام تلك الكلمات.
“ما هذا بحق الجحيم؟ فتاة اللحم المفروم؟ ما هذا الاسم العبثي؟”
نظر لي روين بفضول عندما لاحظ تعابير وجهي.
“ليلي؟”
“تماسكي… يجب أن أتماسك.”
حاولتُ تثبيت قدمي المتعبة رغم ارتجافها، وشعرتُ بحرارة تتصاعد إلى عيني، فقلت بصوت متلعثم:
“م-معذرة… يبدو أن قدمي أصابها شد عضلي فجأة… ربما ارتبكت العضلات بسبب حركة غير متوقعة.”
أجابني روين بنبرة هادئة، ولكن بنظرات غريبة تضيق شيئًا فشيئًا:
“آه، حقًا؟ كنت أظن أن وجهك تغيّر لأنك رأيتني، بدا وكأن هناك شيئًا أزعجك.”
رغم نظراته التي بدت وكأنها تختبرني، حاولت أن أظهر ثباتي وقلت:
“لأ… كنت أحاول فقط كبح دموعي ، لا أحب أن أبكي أمامك، روين.”
لم يكن ما قلته كذبًا بالكامل، لكنه يحمل الكثير من الاختزال، ابتسم روين ضاحكًا ضحكة خافتة كما لو أنه فهم كلامي، كان ضحكه يوحي بالتهكم، لكنه لم يقل شيئًا مثل “لا بأس بالبكاء.”
انحنيت إلى الأرض بعد أن شعرت بأن قدمي لم تعد تحملني، متظاهرة بأنني أدلك ساقي بينما أخفي وجهي ، وعندما ابتعدت نظراته عني، وجدت نفسي أتنهد بعمق.
رغم كل شيء، لم أستطع السيطرة على تعبيرات وجهي التي سرعان ما انكمشت في ألم دفين.
في عقلي، كانت الأفكار تتصارع بشكل محموم:
‘اللعبة التي لعبتها بها نهايات متعددة: نهاية سيئة، ونهاية عادية، ونهاية حقيقية.’
‘في بعض الأحيان تنتهي القصة فجأة إذا اختار البطل الاختيار الخطأ… تمامًا كما يحدث معي الآن.’
بدا لي أنني وقعت في واحدة من أسوأ النهايات نظرت إلى روين بينما تذكرت اسمه في اللعبة:
“النهاية الثانية: فتاة اللحم المفروم، إن كان هناك رقم 02، فلابد أن هناك أرقامًا أخرى، أليس كذلك؟”
شعرت بالدموع تتجمع في عيني، وأجبرت نفسي على كبتها، حتى إنني عضضت شفتي بشدة كي أوقف الارتعاش في جسدي ، ولكن رغم كل محاولاتي، لم أستطع تجاهل يده التي ربتت بلطف على ظهري وهو يقول بهدوء:
“ليلي، هل ساقك تؤلمك كثيرًا؟”
حاولت أن أتماسك وقلت بصوت مرتجف:
“أجل… كنت أظن أنني بخير، لكن فجأة بدأ الألم يزداد…”
انحنى روين أمامي ورفع تنورتي حتى كشف عن ساقي المليئة بالكدمات ، تأملها بصمت، وضاقت عيناه وهو يتمتم بصوت خافت:
“هناك شيء غريب… رائحة الدم ما زالت موجودة.”
كان صوته بالكاد مسموعًا، لكن المكان كان هادئًا جدًا، لدرجة أن كل كلمة اخترقت أذني كالسهم، لم أكن متأكدة مما يقصده، ولكن قلبي غرق في شعور بالخطر.
حاولت إخفاء توتري، فسألته بصوت متردد:
“ماذا قلت للتو؟ آسفة… ربما لم أسمعك جيدًا.”
هز رأسه وابتسم ابتسامة بدت وكأنها مطمئنة، قائلاً:
“لا شيء، مجرد حديث مع نفسي.”
ولكن عينيه… شيء ما تغير فيهما في تلك اللحظة، نظراته التي رأيتها سابقًا في اللعبة عندما كشف عن طبيعته الحقيقية كانت تعود مجددًا.
عينيه الحمراء التي تحولت إلى مزيج من الغموض والوحشية، شعرت برعب لا يوصف يسيطر على كياني.
لكنه فجأة غمز بعينه وعاد إلى طبيعته، مبتسمًا كعادته، لمس شفتي وقال بنبرة قلقة:
“ليلي… شفتيك تنزفان.”
تحسست شفتي بدهشة، ولم أدرك أنني كنت أعضها حتى خرج الدم.
قبل أن أتمكن من التحرك، كان روين أسرع ، مد إصبعه إلى شفتي ومسح الدم، ثم وضع إصبعه في فمه ولعقه بهدوء.
ملامحه تحولت إلى تعبير لم أكن أفهمه… خليط بين السعادة والانبهار.
“أنا… أنا غبية! أنا لا أفهم شيئًا! كل ما أراه مجرد أوهام، لا يمكن أن يكون الأمر بهذا السوء…!”
في تلك اللحظة، أدركت شيئًا واحدًا فقط: لو كشفت عن خوفي، أو أظهرت انني أدرك حقيقته، ستكون نهايتي حقًا.