i became an extra in a horror game - 6
الحلقة السادسة.
في ظلال الظلام المخيم، باتت خطوات الرعب تسير بي نحو مصير غامض.
في اللحظة التي كادت أن تطغى على غريزتي طاعة عمياء لأوامره، وجدت نفسي أندفع للأمام، أحكم ذراعي حول روين، كما لو أن هذا التصرف قد خُتم في روحي.
لم يكن تفكيرًا واعيًا، بل استجابة بدائية؛ الأرض نفسها هنا كانت فخًا كامنًا.
وكما توقعت، المكان الذي أشار لي روين بالانبطاح فيه كان مسرحًا للفخاخ؛ سكاكين حادة اندفعت كالأشباح من أعماق الأرض، كما لو أن الظلام نفسه يتآمر لابتلاعنا.
صدى صوتي الداخلي تهكم.
‘أيتها الروح الملعونة…’
ولكن سخطي لم يكن موجهًا للخطر وحده، بل للترجمات المشوهة التي تلاحقني في هذا العالم.
قبل أن أستوعب الأمر، شفرة قاتلة مزقت الهواء لتخدش وجهي بخفة، شعرت بحرقة مفاجئة، والدم الدافئ يسيل على بشرتي التي سرعان ما بردت تحت لمسة الخوف.
كان صوت روين يأتيني، متجاوزًا أنين الألم الذي خرج دون وعي مني.
رفعت رأسي بصعوبة، فاختفت الشفرات الطائرة فجأة، كأنها لم تكن سوى وهم مخيف.
ولكن وجه روين بدا غريبًا، متقلبًا بين الغضب، الملل، ومتعة خفية… متعة غير مبررة جعلت الدماء تتجمد في عروقي.
قلت له بصوت متهدج، بالكاد قادرة على إخفاء رعبي:
“روين هذا المكان مخيف جدًا… أرجوك، لنغادر الآن،”
لكن روين لم يرد، بل كان يحدق بي بعينين حمراوين تتوهج كالجمر في عتمة المكان.
فجأة، شعرت بيده الباردة، أكثر برودة من دمي الذي جف تحت الخدش، تلامس وجهي.
ابتسم ابتسامة مخيفة وهو يقول:
“لقد شُوّه هذا الوجه الجميل…”
ثم مد إصبعه الذي كان ملطخاً بالدماء، ولعقه بتلذذ عجيب.
قبل أن أستوعب هذا المشهد، انحنى نحوي، ولسانه الدافئ مر على الجرح، كأنه يمحو الألم أو يبتلع بقاياه.
كان الصوت الناتج قرب أذني يثير رجفة تقشعر لها الأبدان، صوت امتزج بين الرهبة والرغبة المميتة.
كنت عاجزة عن الحركة، وكأن جسدي قد جُمّد بفعل الرعب.
حدقت في وجهه القريب مني، شفتاه المبتسمة، عيناه الحمراوان، جماله المميت الذي كان أشبه بشرك جهنمي.
بدا كأنه يستمتع بخوفي، وكأن رعب الضحايا يغذي عطشه، وأيقنت عندها الحقيقة التي تمنيت ألا تكون صحيحة.
‘كلما زاد خوفي، أصبح دمي أكثر لذة.’
لكن ما جعل الأمر أكثر رعبًا هو أنه لم يكن يتصرف كالمعتاد لم يكن هذا روين الذي أعرفه من اللعبة؛ كان مخلوقًا جديدًا تمامًا، مزيجًا من الوحشية والسحر القاتل.
حاولت إقناع نفسي أنني ما زلت أملك فرصة للهرب، لكن ساقي لم تستجب لي، شعرت كما لو أن قدري قد ختم هنا.
اختنقت بالدموع، وانهارت مقاومتي أمام عاصفة الخوف التي اجتاحتني.
همست في داخلي:
“هل سأموت هنا؟ هل سينتهي كل شيء؟ أم سأعود إلى البداية؟” لكن قبل أن تغمرني الأفكار المظلمة بالكامل، أحاطني صوت روين مجددًا ولكن بنبرة دافئة ومهدئة بشكل غريب.
قال بابتسامة حانية، كأن ما حدث لم يكن سوى حلم عابر:
“لقد كنت خائفة جدًا، أليس كذلك يا ليلي؟ لا تقلقي، الجرح بسيط وسيلتئم سريعًا لا داعي للبكاء.”
ثم رفع يده ليمسح دموعي، وظهر على وجهه ذلك الهدوء الغريب الذي جعله يبدو كحامٍ أكثر من صياد.
لكن في أعماقي، لم أعد قادرة على تصديق الهدوء.
كان الظلام المحيط يهمس لي بأن هذا ليس إلا الفصل الأول من قصة الرعب التي لم تنتهِ بعد.
وقفتُ هناك بثبات، مذهولة وعاجزة عن الحركة، بينما ألقى نظرة شاملة على المطبخ من حولنا، ليطلق بعد ذلك زفرة طويلة وكأنها تحمل ثقلًا من الهموم.
قال بصوت يملؤه التأنيب الذاتي:
“يبدو أنني قد وطأت على شيء منذ قليل… يبدو أن هذا المكان مليء بالفخاخ في كل زاوية، هل تذكرين ما حدث قبل قليل عندما سقط شيء من السقف؟ كان يجب أن أكون أكثر حذرًا… آسف.”
تلعثمتُ في الرد محاولةً التخفيف عنه:
“آه، لا، لا عليك! المهم… هل أصابك شيء؟”
هز رأسه ليطمئنني بابتسامة خفيفة، قائلاً:
“أنا بخير، لنمشِ بحذر ونراقب المكان جيدًا.”
اكتفيت بهزة خفيفة من رأسي، لا تزال مشاعري مشتتة بين التوتر والدهشة.
أفكار غريبة بدأت تغزو ذهني: “ما هذا؟ لقد كان قبل قليل وكأنه سيبتلعني حية، والآن… لِما تغير فجأة؟ أم أن دمي لم يعجبه؟”
كان كل شيء حولي غريبًا، حتى أنني لم أعد أشعر بالألم في خدي، وكان النزيف قد توقف تمامًا.
على الرغم من أنني شعرت بارتياح لأنني لم أفقد حياتي لتوي، إلا أن قلبي كان يعتصره شعور غريب وغير مريح.
تجاهلت كل ما يدور بداخلي، ومد روين يده ليقودني عبر المطبخ، متجاوزة طاولة طويلة ومقتربة من فرن قديم.
كان المكان يعج بالفوضى؛ أدوات طبخ صدئة، قدور متناثرة، وأكياس بالية لم أستطع حتى تخمين محتواها.
على الجدران، كانت رفوف خشبية تغطيها طبقات سميكة من الغبار، وكأنها لم تمس لسنوات.
وبينما كنت أتفحص المكان بحذر وارتباك، قال لي بصوت مطمئن:
“سأتحقق أنا من الأشياء الخطرة ، هل يمكنك تفقد ذلك الرف هناك؟”
ثم أضاف وهو يبتسم لي مطمئنًا:
“لا تقلقي، سأكون قريبًا منك.”
لكن كلماته لم تطمئنني على الإطلاق.
فكرت في نفسي:
“سواء كنت قريبًا أم بعيدًا، فأنت مصدر قلق لا ينتهي.”
لم ينتظر إجابتي وابتعد مباشرة ليبدأ تفقد بعض الأكياس البالية.
لم يكن أمامي سوى أن أتبعه في قراره.
تقدمتُ نحو الرف بخطوات مترددة، وألقيتُ نظرة فاحصة، محاولة ألا أثير أي شيء قد يكون مخبأً فيه.
في ذهني كانت الأفكار تتسابق:
“هل يمكن أن يخرج سكين آخر فجأة؟ هذا المكان يجعلني أشعر بالجنون.”
لكنني لم أجد أي شيء مريب للوهلة الأولى. وبينما كنت أنظر، لفت انتباهي شيء يبدو نظيفًا بشكل غريب وسط كل هذا الغبار.
“علبة كبريت؟”
تذكرتُ فجأة أنني قد رأيت هذا الشيء من قبل في إحدى الألعاب.
التفتُ لأراقب ما يفعله روين ، فوجدته منهمكًا بفتح الأكياس واحدًا تلو الآخر، وقد غطى الغبار وجهه وجعله يسعل بصوت مكتوم.
فكرت للحظة أن أناديه، لكن صورة نظراته الحادة التي رأيتها سابقًا منعتني.
عدتُ بوجهي نحو الرف، مترددة بين لمس علبة الكبريت أو تركها.
تذكرت أنه في اللعبة، غالبًا ما تكون الفخاخ مختبئة في مثل هذه الأشياء.
‘لكن هذه بداية الرحلة، أليس كذلك؟ ربما لم يصل الأمر إلى هذا الحد بعد لا يبدو أن هناك خطرًا واضحًا.’
رغم ذلك، لم أشعر بالراحة، لكن العلبة بدت وكأنها موضوعة بعناية لجذب الانتباه.
فكرت: “إذا كان ينوي قتلي، لفعلها قبل قليل ، ربما أستطيع المجازفة.”
استجمعت شجاعتي، ومددت يدي بحذر شديد نحو العلبة، لأطرقها برفق وتسقط على الأرض.
انحنيت لألتقطها، لكن فور أن لمستها شعرت بألم حاد يخترق إصبعي، فصرخت بصوت مكتوم:
“آه!”
سقطت العلبة من يدي، تأملت إصبعي لأرى جرحًا طفيفًا، لكنه كان ينزف قليلًا.
كان طرف العلبة يخفي نصلًا صغيرًا جرحني بمجرد ملامسته.
كان الجرح بسيطًا، لكن الدماء بدأت تتساقط، مما جعلني أشعر بالغيظ أكثر من الألم.
فكرت: “هل يعقل أن يخفي سكينًا هنا؟”
بينما كنت أحاول وقف النزيف وأضغط على إصبعي المتألم، اقترب مني روين فجأة.
و قال بصوت قلق:
“ما الذي حدث يا ليلي؟”
تلعثمتُ في الرد:
“آه… إنه لا شيء… لقد جرحت يدي قليلاً.”
لكن قبل أن أستوعب ما حدث، أمسك بيدي ونظر إليها بتمعن.
انعكست على وجهه تلك النظرة الغريبة التي تحمل مزيجًا من السعادة والافتتان.
همس وكأنه يخاطب نفسه:
“آه، ها هي الدماء مجددًا.”
ثم بدأ يلعق الجرح بخفة، وكأنه يستمتع بكل لحظة، كان وجهه يبدو حزينًا مع كل قطرة تذهب، وكأنه يخشى فقدانها.
تجمدت في مكاني وأنا أحدق فيه بذهول، عندها فقط أدركت الحقيقة:
“إذن… لم يكن دمي بلا طعم… بل أنا بالنسبة له مجرد وجبة مميزة، يحتفظ بها لحين الحاجة!”
بداخلي كنت أصرخ: “سأجن إن استمر هذا!”
بعدما توقف النزيف تمامًا، رفع رأسه وأطلق ضحكة محرجة، قائلًا:
“آسف، يبدو أنني بالغت في الإمساك بيدك.”
نظرت إليه في صمت ، وفكرت: “هذا ليس أصل المشكلة هنا…”
بينما كنت أحاول الرد، ظهرت أمامي خيارات كأنها من عالم آخر:
▶ روين يشعر بالذنب ، ماذا سأقول؟
“لا بأس، شكرًا لك ، لم أعد اشعر بالألم ، شكرًا روين.” (أقولها بابتسامة خجولة).
“إذا خرج المزيد من الدم، هل يمكنك الاعتناء به مجددًا؟” (أقولها بخجل).
“هذا مقزز!” (أقولها بحدة).
قررت أن أختار الخيار الأول في النهاية، التصرف الطبيعي هو أفضل وسيلة للبقاء على قيد الحياة مع شخص غريب الأطوار مثله.
قلت بابتسامة مترددة:
“لا بأس… بفضلك، لم أعد أشعر بالألم شكرًا، روين”
ارتسمت على وجهه ابتسامة واسعة، وعيناه تلألأتا برضا غريب.