i became an extra in a horror game - 5
الحلقة الخامسة.
وسط الصمت الذي خيم علينا من جديد، واصلنا السير في الممر الهادئ، حيث كانت الشموع تضيء على فترات منتظمة.
لكن حتى هذا الضوء الخافت كان يبعث في نفسي شعورًا عميقًا بالقلق.
تذكرت قاعدة اللعبة: أعواد الكبريت التي تستخدم لإضاءة الطريق تبدأ بالضعف مع مرور الوقت، وإذا لم تستخدم عودًا جديدًا قبل انطفاء السابق، ينتهي الأمر بالموت.
المشهد الذي يرافق هذه النهاية كان دائمًا يثير قشعريرة في جسدي، يظهر على الشاشة الملطخة بحمرة مخيفة العبارة:
“الظلام قد استولى تمامًا لعبة الغميضة قد انتهت الآن…”
كان هذا التمثيل البصري مرعبًا إلى حد الجنون.
‘عندما لم أكن أعلم أن روين هو العقل المدبر، كنت أعتقد أن النهاية هي مجرد الوقوع في قبضة مصاص الدماء والموت على يديه.’
ولكن عندما أدركت الحقيقة، اتخذت الأمور معنى مختلفًا تمامًا، هذا النوع من الألعاب يجعلك دائمًا تشعر بعدم الارتياح والريبة.
‘هل يخطط الآن لإثارة رعب مشابه لما فعله بسيج؟’
كان الضوء الخافت يبعث نوعًا من الاطمئنان، لكنني شعرت أن الظلام قد يهبط علينا فجأة، مما سيزيد من شدة الرعب.
بالطبع، مع زيادة الخوف، يصبح دمي أشهى وألذ بالنسبة له…
‘هل يخطط لاستخدامي كفريسة ناضجة؟’
نظرت بحذر إلى روين الذي كان يسير بجانبي، ذلك الكائن القاسي والماكر، وبدأت ألعنه في داخلي، يبدو أن نظراتي كانت واضحة جدًا، لأنه توقف فجأة واستدار نحوي.
“إيه، ليلي.. هل على وجهي شيء غريب؟”
سألني بابتسامة محرجة على وجهه الجميل الذي يصعب تصديق أنه ينتمي إلى كائن بشري.
شعرت وكأنني ارتكبت جريمة، وبدأ قلبي يخفق بشدة لحسن الحظ، ظهرت أمامي شاشة الاختيارات:
▶️ روين بدأ يتحدث معك، كيف ستجيبين؟
“أشعر بالتوتر لأنني وحدي معك…” (بتردد وخجل)
“هناك شيء وسيم ملتصق بك.” (بجدية)
“كنت فقط أنظر، لا تكن دراميًا!” (بعصبية)
“لا، لا أريد أيًا من هذه الخيارات!” صرخت في داخلي.
‘أليست من المفترض أن تكون لعبة رعب؟ لماذا هذه الاختيارات المزعجة؟’
بينما كنت أحدق بشاشة الاختيارات بتردد، مال روين برأسه قليلًا مستفسرًا: “ليلي؟”
لم أعد أعرف ما أفعل، شعرت أن فمي أصبح جافًا، وارتسمت على وجهي ابتسامة مرتعشة قبل أن أقول:
“أشعر بالتوتر لأنني وحدي معك…”
كنت أستبعد تمامًا الخيار الثاني المثير للسخرية، والثالث لم يكن خيارًا حتى مع ذلك، كان هذا الرد مخزيًا بما يكفي ليشعل وجهي حرارة، لكن المفاجأة أن وجه روين أيضًا احمر خجلًا.
“أوه، فهمت، كنت أعتقد أنني الوحيد الذي يشعر بالتوتر.”
قالها بابتسامة خجولة، مما جعلني أفكر في تناقض هذا الكائن، كيف يمكن أن يبدو بريئًا هكذا بينما يحمل داخله وحشًا عاش لمئات السنين يتربص بي؟
عندما التقت نظراتنا مرة أخرى، ابتسم بخجل مصطنع جعلني أشعر بالقشعريرة، وكرد فعل، حولت نظري بعيدًا وكأنني أيضًا محرجة.
‘هل هذا صحيح؟ هل ما يحدث الآن حقيقي؟’
رغم أنني لم أختر الأختيار الخطأ، شعرت أنه لم يكن القرار الصائب تمامًا، كنت أسرع خطاي وأحثه على التحرك قائلة:
”حسنًا، لن أنظر إليك مجددًا هيا نكمل طريقنا!”
لكنه أجاب بابتسامة هادئة:
“لا بأس إذا أردتِ الاستمرار بالنظر، لكن تأكدي من أن لا تتعثري، الضوء ليس قويًا بما يكفي.”
كانت ابتسامته الساطعة تجعلني أشعر وكأنني في مواجهة فخ متقن.
بالكاد استطعت رسم ابتسامة مزيفة على وجهي بينما كنا نستأنف المشي، مع كل خطوة في هذا الممر الهادئ، استمر صداه في ترديد وقع أقدامنا.
نظرت إليه بطرف عيني، ورغم مظهره الهادئ، عرفت أن هذا المخلوق المعتاد على الخداع كان يخفي أكثر مما يظهر.
‘لو لم أكن أعرف الحقيقة، ربما كنت سأقع في فخه بسهولة.’
بعد مسافة بدت وكأنها أطول مما يجب، وصلنا أخيرًا إلى نهاية الممر حيث ظهرت أمامنا بوابة خشبية ثقيلة، تذكرت أنها تقود إلى المطبخ، وهو مكان مليء بالأحداث المشؤومة.
بمجرد دخولنا، بدأت أعواد الثقاب تضعف، وظهر في الخلفية كائن غامض داخل ظل خافت خلف روين استدار روين بسرعة لينظر، لكنه اختفى فورًا كان ذلك تحذيرًا مبطنًا:
“لا تدع الضوء ينطفئ، وإلا ستكون النهاية.”
ثم جاءت الفخاخ المميتة، حيث تنطلق السكاكين بشكل غير متوقع إذا تم تفعيلها…
شعرت بأن الموت، الذي كان قد ابتعد للحظات، عاد ليقترب مني من جديد.
“إذا لزم الأمر، سأستخدم روين كدرع بشري…”
بينما كنت أختبئ خلفه بخفة، حاولت تهدئة ضربات قلبي المرتعشة وأخذت نفسًا عميقًا بينما شددت ساقي.
عندما وصلنا إلى الباب، توقف روين فجأة والتفت إليّ قائلاً:
“لا يبدو أن الباب مغلق، وربما يكون الرفاق في الداخل.”
بالطبع، كنت أعلم يقينًا أن الداخل خاوٍ، الشيء الوحيد الموجود هناك هو علبة من أعواد الثقاب.
ربما كانت مهمة في اللعبة، لكن في هذا الواقع، لم أعد متأكدة من قيمتها.
ابتسمت برفق وهززت رأسي موافقة.
“سيكون هذا رائعًا، فلنسرع… ولننظر إلى الداخل.”
كانت نبرتي مهتزة قليلًا، لكن روين أجاب بثقة:
“لنفعل.”
عندما فتح الباب، انطلق صرير مرعب، وأحاطت بنا موجة من الهواء البارد الرطب كأنه يلتصق بالجلد.
تشبثت بذراعه بقوة، لكن موجة من الغبار الكثيف دفعتني للسعال بلا توقف.
الداخل كان مظلمًا، كئيبًا، ومثيرًا للخوف. المطبخ، الذي بدا وكأنه خرج من كابوس، كان مطفأ الأنوار تمامًا، مما أضفى جوًا خانقًا وثقيلاً على المكان.
في الألعاب، مهما كانت مرعبة، لم تكن سوى رسوم بسيطة ثنائية الأبعاد.
وفي أسوأ الأحوال، كنت أستطيع تخفيف التوتر بوضع موسيقى مضحكة في الخلفية.
لكن الآن، وقد أصبح هذا العالم حقيقيًا، بدأ الأمر مرعبًا لدرجة أصابتني بالشلل.
تساءلت في داخلي بمرارة:
“ما الذي جعلني أعتقد أنني قادرة على لعب لعبة مثل القلعة الملطخة بالدماء؟!”
شعرت برغبة جامحة في العودة بالزمن لأمسك بنفسي السابقة وألقيها في هاوية النسيان.
بينما كنت أغرق في مخاوفي، كان روين يتقدم بخطوات ثابتة نحو الظلام.
لم يكن لدي خيار سوى اللحاق به.
وعندما خطونا معًا إلى الداخل، أضاءت الشموع المعلقة على جدران المطبخ فجأة.
شهقت بصوت عالٍ، وتشبثت بـ روين بكل ما لدي من قوة، محنية جسدي في محاولة يائسة للاختباء.
ظللت على هذه الحالة لدقائق، حتى سمعت صوت روين المطمئن يهمس باسمي بابتسامة خفيفة:
“لا يوجد شيء خطير هنا، ليلي يمكنك رفع رأسك.”
همست بتردد:
“لكن… لكن الشموع اشتعلت فجأة! كيف؟!”
أجاب بهدوء:
“هذا صحيح، لكنها جعلت المكان أقل ظلامًا، وهذا أمر جيد.”
نظرت إليه بعدم تصديق، هل يمكن أن يكون جادًا بهذا القدر؟ أم أنه يبالغ في دوره كمرافق مطمئن؟
حدقت فيه بنظرة مليئة بالشك، لكنه اكتفى بالضحك المنخفض وقال:
“أنا أمزح، أنا أيضًا خائف، لكني أحاول أن أتماسك لأجلك.”
نظرت إليه بعينين مترددتين وسألت:
“حقًا؟!”
“حقًا، لو أظهرت خوفي، ستشعرين أنتِ بعدم الأمان، لكن كما ترين، يبدو أن أحدًا لم يدخل هذا المكان منذ زمن طويل صحيح؟”
أومأت برأسي بحذر.
كانت معرفتي المستمدة من اللعبة تخبرني أنه لا يوجد أحد هنا بالفعل.
الغبار الكثيف الذي انبعث فور فتح الباب أكد ذلك؛ لا يمكن لأحد أن يكون هنا لفترة طويلة دون أن يترك أثرًا.
أثناء تفكيري، قطع روين الصمت قائلاً:
“لكن علينا التحقق، فقط للتأكد، قد نجد شيئًا مفيدًا.”
تنهدت بمرارة.
بالطبع، كان يجب أن ينتهي الأمر على هذا النحو.
في اللعبة، كان المطبخ مكانًا لا يحتوي إلا على أعواد ثقاب، ولا شيء آخر.
لكن رفض فكرته لم يكن خيارًا، إذ كنت أعلم أن روين سيقترح أن أنتظر بالخارج، وهو أمر أكثر رعبًا بالنسبة لي.
تشبثت بذراعه بإحكام أكبر، وأجبت بابتسامة مترددة:
“حسنًا، لنفعل ذلك.”
لكن روين نظر إليّ بوجه مربك قليلاً وقال بابتسامة خفيفة:
“ليلي… لست بحاجة لأن تمسكي بي بهذه القوة لن أذهب لأي مكان.”
“آه، حسنًا… فهمت.”
كنت على وشك أن أطلب منه الإسراع في إنهاء هذا التفتيش، لكن قبل أن أكمل، رأيت شيئًا جعل الدماء تتجمد في عروقي.
خلف رأس روين، كانت أسلحة صدئة تطفو في الهواء، كأن يد خفية تحركها.
شعرت بجسدي يبرد وكأن الحياة تسربت مني.
كل ما فكرت فيه هو أنه إذا أصابتنا هذه الأسلحة، فلن تكون الجروح مصدر موتنا، بل العدوى القاتلة الناتجة عن الصدأ.
لاحظ روين شحوب وجهي، فالتفت بسرعة.
وفي اللحظة ذاتها، انطلقت إحدى السكاكين نحونا محدثة صوتًا حادًا وهي تشق الهواء بجوارنا.
تشنجت أطرافي وبدأت أرتجف بعنف ، حاولت التحدث بصوت مكسور:
“رو… روين…”
لكنه أجاب بثبات مذهل:
“لا بأس يا ليلي خذي نفسًا عميقًا، سنخرج من هنا الآن.”
في حين كنت أعاني من الخوف لدرجة أنني لم أستطع التفكير بوضوح، كان روين يبدو هادئًا كالصخر.
لكن قبل أن نخطو خطوة نحو المخرج، بدأت الأسلحة تطير نحونا بلا هوادة، وكأن شبحًا يوجهها مباشرة إلينا.
صرخت بأعلى صوتي:
“آآآآآه!”
صرخ روين:
“ليلي! انبطحي على الأرض فورًا!”
وفي اللحظة التي أفلت فيها ذراعه لأحاول الانبطاح، سقطنا في دوامة من الفوضى.