i became an extra in a horror game - 4
الحلقة الرابعة.
“ما، ما هذا؟”
تصلب جسدي كأنه حجر، ولم أتمكن حتى من إصدار صوت.
هل يمكن أن يكون روين قد فعل شيئًا غريبًا؟
بينما كان قلبي ينبض بجنون وأنفاسي تتسارع، بدأت الأجواء المحيطة تزداد إشراقًا قليلًا.
ولكن عندما رفعت بصري، اختفى روين تمامًا، ليظهر أمامي شيء ما لم يكن من المفترض أن يكون هناك.
“سُلّم؟”
لقد كان السلم الذي لم أتمكن من صعوده سابقًا.
بلا وعي، حاولت التوجه نحوه، لكن جسدي لم يتحرك وكأن شيئًا يمنعني.
“لماذا يحدث هذا؟! لماذا…؟!”
شعرت أنني على وشك البكاء.
بينما كنت أرتجف وأبحث بعيني في المكان، سمعت خطوات تقترب بخفة.
كان هناك شخص ما ينزل من الطابق العلوي.
“هاه… هاه… هاه…”
وظهرت تلك الفتاة….
ماريان.
رغم الظلام الشديد الذي يغلف المكان، كانت ملامح ماريان واضحة تمامًا.
شعرها الأحمر المموج، الذي كان دائمًا مرتبًا بعناية، أصبح الآن متشابكًا وفوضويًا.
وجهها كان ملطخًا بالدموع والمخاط، وكأنها كانت تبكي لفترة طويلة.
لكن ما أربكني أكثر هو أنها مرت بجواري وكأنني غير مرئية.
“هل أنا غير مرئية؟”
لم أفهم ما يجري، كانت ماريان تبكي وتنتحب كمن فقد صوابه.
“أخرجوني… أخرجوني من هنا… أرجوكم… أمي… سامحوني… أنقذوني… أرجوكم!”
كانت تناشد النجاة وهي تصارع اليأس.
رأيت هذا المشهد من قبل، كان مألوفًا بشكل غريب.
في لحظة، توقفت ماريان، والتفتت نحوي فجأة.
ثم انفجرت في البكاء بصوت أعلى، وكأنها رأت كابوسًا حيًا.
“أنا آسفة! آسفة! سامحوني! أرجوكم… أنقذوني!”
جمعت كفيها كما لو كانت تصلي، وبدأت تتراجع بخوف شديد.
كان الرعب يسيطر عليها، وكان ينتقل إليّ أيضًا.
شعرت بدوري بالخوف، وبدأت دموعي تنساب.
“أنقذوني… أرجوكم… سامحوني… أرجوكم!”
ثم سقطت ماريان على الأرض.
ورغم الظلام، استطعت رؤية كل شيء بوضوح.
يد سوداء مشؤومة خرجت من الأرض وأمسكت بكاحلها، لتسحبها بقوة.
“آه… آه…”
فتحت ماريان فمها محاولة الصراخ، لكن صوتها كان مكتومًا.
كانت عيناها تحدقان بشيء خلفي، لكنني لم أتمكن من رؤية ما تنظر إليه.
لم أكن بحاجة لرؤيته، عرفت على الفور ما كان هناك.
[كييك… كيكيك…]
ضحكات غريبة ومخيفة بدأت تتردد في المكان، قادمة من كل اتجاه.
ثم ظهرت ظلال سوداء غريبة تمر أمام ناظري.
[كيكيك… كيكيكيك…]
“لا! لا تقتربوا مني! لا أريد! لماذا… لماذا أنا؟!”
كانت تلك الكائنات تزحف بلا أرجل، وبعضها يطفو فقط برؤوسه.
كانت المخلوقات مغطاة برائحة الدماء.
وعندما انقضت تلك الظلال السوداء على ماريان، تذكرت كل شيء.
كان هذا المشهد… هو نفس الطريقة التي ماتت بها ماريان في اللعبة.
ظهرت نافذة النظام أمامي، محاطة بلون أحمر.
[ماريان قد ماتت].
وفجأة، سمعت صوتًا منخفضًا بجانبي يقول:
“لي… لي”.
التقطت أنفاسي بحدة، وعاد جسدي يتحرر.
عندما رفعت رأسي، لم أعد أرى نافذة النظام أو السلم.
كان روين يقف أمامي، ينظر إلي بقلق واضح في عينيه.
“ليلي، لقد أرعبتني عندما توقفتِ عن الحديث فجأة، هل أنتِ بخير؟”
“أه… نعم… أنا بخير”.
“لكن وجهك شاحب جدًا… سأذهب فقط لاستكشاف المكان القريب، انتظريني هنا، لن أتأخر”.
رغم كلماته التي تبدو كأنها تحمل القلق، إلا أنني شعرت بالريبة.
وعندما استدار ليغادر، مددت يدي وأمسكت بذراعه.
“روين… أنا قادمة معك، لا أريد البقاء وحدي أرجوك!”
كان صوتي متقطعًا ومرتجفًا، فقد تذكرت أن هذه الجملة بالتحديد…
كانت نفس الكلمات التي قالها روين في اللعبة قبل أن يحدث الأمر ذاته مع ماريان.
لقد كان المشهد يعبق بجو مشحون بالخوف والغموض، حيث كانت ماريان مختبئة في مكان غريب، ترتجف من الرعب.
المعضلة كانت واضحة: التحدث معها يفتح خيارات مصيرية.
الاختيار الأول – خذي ماريان معك.
ولكن ذلك يستدعي ظهور مصاص دماء شرس، ما يدفع مارين للهرب بمفردها.
أما الخيار الثاني فكان أن تتركها.
ليهمس روين بنبرة مطمئنة: “انتظري هنا، لن أتأخر.”
ومع ذلك، ما إن تعود إلى المكتبة حتى تجد أن ماريان قد اختفت، وكأنما ابتلعتها الظلال.
‘أي خيار اتخذته، كان مصير ماريان الموت لتصبح جثة جافة، أشبه بمومياء.’
وقفت هناك، أحدق في روين بتوتر، مدركة أن التمسك به كان خياري الوحيد للبقاء على قيد الحياة، إذ لم أرد أن أصبح مجرد لحمة مفرومة، كما يقولون.
ظل روين صامتًا للحظة، ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة باردة.
“حسنًا، ليلي فلنذهب معًا، قد تواجهنا أشياء أكثر رعبًا، لكن لا بأس، طالما أنا بجوارك.”
كانت كلماته تحمل تلميحًا غامضًا، وكأنما رأى في خوفي فرصة لإشباع رغبة خفية، ربما… رغبة في دماء أطيب طعمًا.
أمسك يدي مجددًا، لكنني لم أكن مرتاحًة، نظرت إلى الشاشة أمامي، تخبرني أنني نجوت مجددًا من أن أتحول إلى لحمة مفرومة ابتلعت دموعي بصمت، وعبرنا المساحة المظلمة التي كادت أن تكون قبرًا لنا مرتين.
سرنا في رواق طويل، كنا متجهين إلى حيث هربت ماريان ولارس، لكن الصمت كان يخيم علينا، كأنه غطاء ثقيل ، كنت خائفة، وروين بطبعه قليل الكلام، مما جعل الصمت أشد وقعًا على أعصابي.
تمنيت لو يظهر أي شخص ليكسر وحشة الطريق، لكننا كنا وحدنا، كان الخوف ينهشني، حتى أنني شعرت بالندم على هروبي منذ البداية لماذا لم أستسلم للوضع؟ لماذا لم يكن هناك خيار لإعادة المحاولة أو العودة للخلف؟
لكن الآن، كانت خطتي بسيطة:
التصرف وكأنني بحاجة إلى روين حتى أجد أحدًا يمكنني الاعتماد عليه، كان ذلك أفضل من أن أواجه مصيري وحدي.
فجأة توقف روين وقال:
“ها هي درجات سلم أخرى.”
نظرت حيث أشار، وكان السلم يمتد للأعلى، لكنه بدا مظلمًا ومهددًا ككل شيء في هذا القصر، لم تكن هناك أي علامة على جسد ماريان، لكنني لم أستطع التوقف عن التفكير في الرؤى المروعة التي رأيتها سابقًا.
قطع روين حبل أفكاري بقوله:
“ما رأيكِ، ليلي؟ هل نصعد؟ ربما رفاقنا ذهبوا إلى الأعلى.”
شعرت بالذعر.
“لا! لا أريد أن أكون بمفردي!”
كان من الواضح أنه يحاول إجباري على مواجهة الرواق بمفردي، لكنني تمسكت بيده ورفضت بشدة.
ابتسم روين ابتسامة غريبة وقال:
“حسنًا، لنبقَ معًا ، دعينا نتأكد من الرواق أولًا قبل أن نصعد.”
أومأت بصعوبة، شعرت أنني أختنق من الخوف، وبينما عبرنا الرواق، لم أستطع تجاهل ذلك الشعور الثقيل الذي يخبرني بأن الظلال كانت تراقبنا، وأن القصر نفسه كان يتربص بنا.
عندما ظهرت رسالة أخرى تخبرني أنني نجوت مجددًا من المصير المروع، رغبت فقط في البكاء.