i became an extra in a horror game - 12
الحلقة الثانية عشر.
‘…إنه مرعب.’
حدقت عيون أكثر جفافًا من صحراء قاحلة نحو مينا، نظرة خالية من الحياة، كما لو أنها تنظر إلى صخرة على جانب الطريق أو قطعة قمامة مهملة.
أخرج روين علبة كبريت من جيبه بابتسامة رسمت على وجهه، ثم التفت نحو مينا.
“مينا، خذي هذه واذهبي أولاً ، سأتفقد القلعة وألحق بك لاحقًا.”
ارتجفت مينا قليلاً، ثم سألت بصوت يشوبه الارتباك:
“هل أخرج وحدي…؟”
“نعم. آسف لأنني لم أكن منتبهًا إليكِ بما يكفي، لا بد أنكِ شعرت بالخوف عندما سمعتِ عن موت ماريان قربكِ، أليس كذلك؟”
كانت نبرة روين مليئة بالمرارة وهو يتحدث، مما جعل عيني مينا تتسعان.
ارتجف جسدها بشكل يثير الشفقة، ثم مدت يدها لتنتزع علبة الكبريت منه.
أشعلت مينا عود كبريت بيد ترتجف، تمتمت بخفوت: “سأخرج أولاً…” ثم تحركت بخطى حذرة داخل الممر المظلم.
كنت أعرف ما سيقوله روين بعد ذلك.
“وداعًا، مينا.”
ثم مر بجانبها وغادر القبو بخطوات هادئة.
تابعت مينا سيرها في ظلام لا متناهٍ، والممر بدا وكأنه يمتد بلا نهاية ، كان صوت خطواتها الوحيد الذي يملأ الأجواء، ولكن فجأة، بدأت تسمع خطوات إضافية تتداخل مع صوت خطاها.
حبست أنفاسها، وأنا فعلت المثل.
“لابد أنها مجرد تخيلات…” همست مينا بخفوت، محاولةً طمأنة نفسها، لكنها بدأت تسارع خطواتها على الرغم من ذلك.
مع كل خطوة، بدا وكأن الممر يزداد طولاً، وكأن لا نهاية له، زاد الطين بلة أن شعلة عود الكبريت بدأت تخفت شيئًا فشيئًا.
“لا… لا يمكن أن ينطفئ… إن انطفأ، سأكون في ورطة!”
بدأت نبرة صوتها ترتجف، واختلطت مع شهقات خفيفة كأنها على وشك البكاء.
وفجأة، جاء صوت من خلفها:
“انتظري يا مينا!”
ثم تتابعت أصوات مألوفة:
“هيه! هل ستغادرين وحدك بهذه الطريقة؟”
كانت تلك أصوات جين ورايد، تجمدت مينا في مكانها، بينما تعالت أصوات أخرى:
“مينا، انتظرينا… دعينا نذهب معًا.”
“لقد كنا نبحث عنكِ طويلاً!”
هذه المرة كانا لارس وسيج.
الأصوات ونبرة الحديث كانت مطابقة تمامًا لأصدقائها، ترددت مينا، وخطت خطوة إلى الوراء، وأنا بدوري شعرت بترددها كما لو أنني مكبلة مثلها.
ولكن ما حدث بعد ذلك كان أكثر رعبًا.
“توقفي عن الحركة، مينا… قلت لكِ، دعينا نذهب معًا.”
صوت فتاة رقيق ولكنه يحمل برودًا مخيفًا. كان صوت ماريان.
تسارعت أنفاس مينا، وكأنها أصبحت متأكدة أن من خلفها ليسوا أصدقاءها.
“ه…هك…” انفجرت في البكاء، وبدأت دموعها تنهمر.
ومن خلفها، بدأ صوت ضحكات خافتة يتردد في الأرجاء.
“مينا، توقفي، دعينا نذهب معًا، أليس كذلك؟”
“مينا… مينا.”
بدأت الأصوات تقترب أكثر فأكثر، وفي اللحظة التي انطفأ فيها عود الكبريت تمامًا، ظهر الصوت الأخير:
“أمسكت بكِ.”
“آااااااه!”
شعرت مينا بيدٍ تمسك بكاحلها وتسحبها إلى الخلف بقوة، سقطت على الأرض، وبدأت تصرخ بشدة:
“آآآه! لا! ساعدوني!”
احتكت أظافرها بأرضية الممر بينما كانت تُسحب إلى الخلف، صوت الاحتكاك المزعج كان ممتزجًا مع صرخاتها اليائسة.
وفي تلك اللحظة، ظهر أمامي نظام اللعبة:
[ “أصبحت مينا مفككة.” ]
“ما زلتِ في حالة شرود.”
صوت روين الدافئ والبارد في آن واحد اخترق أذني.
استدرت نحوه لأجده يبتسم لي، ولكن تلك النظرة المرعبة في عينيه ظلت كما هي.
“…إن دخلت هنا، سأموت بلا شك.”
كان هذا الإحساس باليأس والرهبة يجتاحني بالكامل، وكأن دمي توقف عن الجريان.
هذه هي المرة الثانية التي أشهد فيها مثل هذا الوهم، لكن في المرتين، ظهرت هذه الكوابيس في لحظات كنت فيها أقرب إلى الموت من الحياة.
لم يكن الأمر محض صدفة.
“هل ستبقين هكذا طويلاً؟” قال روين.
ثم بابتسامة ساخرة. “أنا لا أحب أن يتم تجاهلي.”
وفي اللحظة التي أنهى فيها جملته، ظهرت أمامي خيارات جديدة على الشاشة.
▶️ “روين يناديني… ماذا أفعل الآن؟”
1- (أجلس أرضًا، منهارة، وأجهش بالبكاء).
2- (أرافق روين إلى الممر السري).
3- (أهرب بمفردي إلى خارج القبو).
‘لو كان بإمكاني الهروب وحدي، لفعلت ذلك بالفعل منذ زمن! لماذا تضعون خيارات لا يمكن تنفيذها؟’
في الواقع، لم يكن لديّ سوى خيار واحد فقط.
‘أرجوك، لا تقتلني لمجرد أنك تكره رؤية البكاء…’
أحكمت قبضتي على الشمعدان وانهارت قدماي، جلست على الأرض، عاجزة تمامًا.
في اللحظة التي رأيت فيها الممر السري، شعرت أن القوة قد تسربت من ساقي.
نظرات روين الباردة الخالية من المشاعر انخفضت لتلتقي بي.
‘أتمنى ألا يقتلك الضيق مني… ما الذي فعلته لاستحق كل هذا؟’
أشفقت على نفسي، على حالي المزرية، ولم أحتج إلى أي جهد لتذرف دموعي.
دموع ساخنة انهمرت بمجرد أن رمشت بعيني.
“أنا خائفة… لا أريد هذا…”
همست بكلمات بالكاد مسموعة، لكن روين لاحظها.
نظر إلي بعينين مرتبكتين، ثم انخفض على ركبتيه أمامي كما فعل من قبل، ليجعل نظراته في مستوى نظراتي.
“لا تبكِ يا ليلي… إذا بكيتِ، لن أعرف ماذا أفعل.”
‘لا تتظاهر باللطف وأنت متردد بين قتلي أو إبقائي حية!’
الغضب والظلم امتزجا بالخوف الذي يتملكني.
ولكن حين زفر روين بعمق، بدأت أفكاري تدور من جديد.
‘السبب الوحيد الذي يدفعه لإبقائي على قيد الحياة هو أن دمي لذيذ بالنسبة له.’
رغم كل شيء، كان الأمر واضحًا، روين لم يبقني هنا إلا لتلك الغاية.
‘إذاً… هل يمكنني كسب بقائي على قيد الحياة لو أعطيته فرصة لتذوق دمي الآن؟’
لم أكن أعرف طعم دمي، ولم أكن أرغب في معرفته ، ولكن من يدري؟ ربما يظن أنه يصبح أفضل مع الوقت، كطعام يحتاج إلى النضج.
بيد مرتجفة، مسحت دموعي بظهر يدي، ثم دفعت بأظافري في الجرح القديم بأصبعي، الذي بالكاد كان قد التأم، ففتحت الجرح من جديد.
شعرت بوخز وألم خفيف بينما بدأ الدم يتسرب ببطء من الجرح.
رفعت رأسي ببطء، ورأيت روين ينظر إلى أصبعي، عيناه، كالعادة، ركزتا على الدم.
“روين…؟”
ناديت اسمه بهدوء.
رأيته يطرف بعينيه ببطء، وملامحه اتخذت تعبيرًا غريبًا مزيجًا من الحزن والارتباك.
ثم أمسك بيدي بحذر، كما لو كان يخشى كسرها.
‘لحظة، هذا تلامس جسدي! ماذا أفعل؟’
حاولت سحب يدي، لكن كلماته سبقتني.
“عليك أن تكوني حذرة، ليلي، الدم ينزف مجددًا من الجرح الذي أصبتِه.”
“أه… نعم، يبدو ذلك…”
كيف أتصرف؟ لم أكن أعرف بالضبط كيف أرفع “تعاطفه” أو “اهتمامه”. كنت فقط قلقة أكثر من اللازم.
حاولت ببطء أن أبتعد عنه، لكنه كان أسرع مني، وأمسك بيدي بإحكام.
‘لقد تصرفت بغباء، لا يمكنني فقدان رباطة جأشي الآن.’
بينما كنت أندب على غبائي، زادت قوة قبضته، نظر إلى الدم بعمق ثم همس بنبرة منخفضة ومليئة بالسخرية:
“ولكن… لماذا تجرحين نفسك عمدًا؟ هذا مثير للفضول.”
كانت كلماته لا تنسجم مع تعبيره، لا شيء فيها يعبر عن الفضول الحقيقي.
شعرت وكأن قلبي يركض في سباق لا نهاية له، وضاق نفسي بينما بدأت أطرافي ترتجف من البرد الذي لم يكن له مصدر.
‘كيف عرف أنني جرحت نفسي عمدًا؟’
لم يتوقف روين عن الابتسام، وبلا سابق إنذار، ضغط بأظافره على الجرح الذي ينزف.
“آه!”
“هل يؤلمك؟”
بالطبع يؤلم! رغم أنه جرح سطحي، إلا أن الألم كان حادًا وكأن الجرح تمزق مجددًا.
هززت رأسي بالإيجاب، وكأنني تحت تأثير تعويذة غريبة، ابتسم روين، لكنه هذه المرة كان أكثر برودًا:
“كم أنت ضعيفة، ليلي ، أم أنك تبالغين؟”
ثم بصوت حاد اخترقني كالسكين:
“أخبِريني، إذا كنت تكرهين الألم… لماذا جرحتِ نفسك؟”