I Became a Cat Sleeps with an Obsessive Tyrant Every Night - 33
الفصل 33
في لحظة، تلاشت رؤيتي، ودار رأسي، وانحبست أنفاسي في حلقي.
عندما فتحت عيني، اللتين أغمضتا من تلقاء نفسها، كل ما رأيته هو أرجل الناس منتشرة أمامي.
رفعت رأسي ببطء وقد سيطر عليّ شعور بالفزع.
“ها…….”
انخفض كتف فارين وهو يتنهد، وسرعان ما حملني كيليان بين ذراعيه.
“ميا؟”
صوت لم أكن أريد أن أصدق أنه خرج من فمي وأنا أفتحه.
وبينما كنت أترنح ذهابًا وإيابًا وأنا أنظر إلى كيليان وفارين، رمقني فارين بنظرة شفقة.
“أعتقد أن سانو يحتاج إلى التعافي قبل أن نحاول استعادة هيئتها البشرية.”
هل تحولت للتو إلى قطة؟
“مياا؟”
سألت في يأس، فضيّق كيليان عينيه.
“أتمنى ألا تكون قد تأذت.”
“يبدو أن الآنسة بخير.”
لا بد أنني كنت أبدو أكثر صحة من سانو في عيني فارين، لأنني كنت أتكلم وأتحرك بشكل طبيعي.
لقد كنت نحيفة أكثر من اللازم.
ولكن مرة أخرى، قطة، أليس كذلك؟
“الآن……. قد يكون من الصعب استعادة قوته إذا كان سانو والآنسة معًا، لذا…….”
قال فارين لكيليان، بإخلاص.
“سأبذل قصارى جهدي لمساعدة سانو على استعادة قوته، وسأراك قريبًا.”
كان رجلًا يفي بكلمته، متذكرًا واجبه في مساعدة كيليان.
* * *
كان الفجر قد طلع عندما وصلت إلى غرفة نوم كيليان.
لم تكن السماء قاتمة خلف النافذة، وكان المطر الخفيف قد بدأ يتساقط، ولم تكن هناك أي علامة على البرق، وكان لدي شعور بأنه سيكون يومًا مظلمًا.
لكن مع ذلك، لا أصدق كيف تحولت بسرعة إلى قطة.
لم يتسنى لي حتى أن أتذوق متعة كوني بشرية أخيرًا.
لم أتمكن حتى من أخذ رشفة من الشاي من الكوب الذي في يدي!
“ممم!”
لقد شعرت بالإحباط الشديد لدرجة أنني ارتميت على السرير، لكن لم يكن من الممكن أن يغير هذا أي شيء.
بعد أن أخذت نصف حمام وارتديت ثوباً جديدًا، نظرت إلى أسفل إلى قدمي الامامية، التي علي عكس السابق، أصبحت مرة أخرى قدمي قطة.
وبعد تفكير طويل، هذه هي الاستنتاجات الثلاثة التي توصلت إليها.
أولاً، لا بد أن يتقن سانو قواه لكي أحافظ على هيئتي البشرية دون أن أتغير فجأة.
من المحتمل أن تكون قوة سانو المقدسة قوية، لكن قدرته على استخدامها كانت لا تزال غير ناضجة.
ولم أعلم متى ستغيرني قوته المقدسة غير المستقرة من إنسان إلى قطة، أو من قطة إلى إنسان.
وكانت المشكلة الكبرى أنه إذا حدث ذلك، فإن فرص اكتشافه من قبل الناس سوف تزيد.
والثالث.
“ميا.”
هذا هو مجرد تخمين.
كان فابيان نيلاس كاهنًا عظيمًا تنبأ بالمستقبل، وكان وجودي مرتبطًا بأحفاده في المستقبل.
ومع ذلك، إذا كان سانو هو الشخص الذي غيرني، فلا أعتقد أنه كانت هناك حاجة كبيرة له لممارسة قواه المتعلقة بالحيوانات.
ألن تأتي لحظة سيتم فيها استخدام قوة سانو المقدسة لأغراض أخرى، وليس فقط من أجلي؟
تنهدت بشدة في إحباط، وبينما كنت على وشك أن أخرج نفسًا طويلًا، رأيت كيليان يخرج من الحمام وهو ينفض شعره المبلل.
غمرتني رائحته النظيفة والنقية.
رفع كيليان كرسي الطاولة بخفة، وسار كيليان نحوي ووضعه أمام السرير بخفة أيضًا.
“تبدين محبطة للغاية لكونكِ قطة.”
قال كيليان بتكاسل وجلس على الكرسي.
أومأتُ برأسي.
“خائبة الأمل؟”
“نعم.”
“نعم، لكنكِ لن تكوني هنا لو بقيتِ بشرية.”
إنه محق مائة مرة، لكنني لم أتوقع أن أعود إلي كوني قطة هكذا.. لحظة هل قصد للتو أنه من الجيد له أنني عدت كقطة؟
نظرت إلى كيليان في عدم تصديق، فرفعني في الهواء.
“أين تتألمين؟”
“مياا”.
هززت رأسي، فبدأ بفحص باطن قدمي.
“لقد كنتِ تمشين حافية القدمين.”
لا أعتقد أنني كنت أمشي حافية القدمين.
ألم يكن يحملني طوال الوقت؟
“ليس لديكِ حمى أو نزلة برد أو أي شيء؟”
لم ألاحظ أي علامات على ذلك حتى الآن.
“ميا.”
دفعتُ يده بعيدًا للإشارة إلى أنني بخير، وأدرت رأسي في هذا الاتجاه وذاك لأبتعد، متسائلة كم مرة سيحدث هذا، لكن كيليان لم يهتم، وتفحصني من رأسي إلى أخمص قدمي قبل أن يتركني.
“إذا شعرتِ بالمرض في أي وقت، أو حتى أدنى علامة على ذلك، عليكِ أن تخبريني.”
“ميا”.
أومأت برأسي، وتحركت ببرود لأجلس بعيدة عنه قليلًا.
على ما يبدو، كان من الواضح أن شبه إعياء سانو ونقص الطاقة يزعج كيليان.
كان من الواضح أن طاقة سانو وطاقتي كانتا متصلتين إلى حد ما، لذا لم تكن حالتي مطمئنة.
“طالما أنتِ هنا، فأنتِ الوحيدة التي يجب أن أحميها.”
نظرت في دهشة إلى كلماته وتلاشى فجأة التوتر الذي كان يتصاعد بينما كان يتفحصني بوجه صارم.
“أنتِ تعلمين جيدًا أنه لا يزال هناك عمل يجب القيام به.”
أنا أعرف.
كشرتُ بوجهي وكنت مسرورة لأنني قطة في هذا الوقت.
لذا لم يكن قلقًا على صحتي بقدر ما كان يحثني على العمل.
في حياتي السابقة، عندما كنت أعمل في وظيفة ما، كانوا يعطونني فحصًا صحيًا مهنيًا ويهتمون بي من خلال تعويضات العمال إذا تعرضت للأذى، لذا كنت أعرف سلوك كيليان إلي حد ما.
“ليس عليكِ أن تقلقي بشأن كونكِ بشرية مرة أخرى.”
كان كيليان غافلًا عن مزاجي، ولمس خدي بسبابته.
“عندما يستعيد سانو نيلاس قوته….”
لا، هذا هو……!
فجأة عدت إلى رشدي وأمسكت بإصبعه.
توقف كيليان عن الكلام ونظر إليّ بعينين متسائلتين.
كيليان، الذي كان يراقبني بهدوء وعيناه تركزان عليّ، فتح كفه ببطء.
كان فارين قد قال إن سانو الذي أظهر القوة دون أن يعرف كيف، ربما سيتعلم التحكم فيها قريبًا بما فيه الكفاية.
قال إن السحر والقوة المقدسة مختلفان بشكل واضح، لكن تمييزها وإطلاقها من داخل النفس هو نفس الشيء.
حتى مع عدم وجود تدريب، سيتمكن سانو نيلاس بطريقة ما من إظهار قوته.
بدأت في الكتابة بغضب على كف كيليان.
“اجعل سانو يقابلني عندما يكون قادراً علي التحكم في قواه..”
في تلك اللحظة، أمسك كيليان، الذي كان ينتظر دائمًا في صمت أي شيء كنت على وشك كتابته، بيدي وأوقفني عن الاستمرار.
“لماذا؟”
سألني، وكان صوته بطيئًا كالمعتاد، لكنه كان أكثر حدة بطريقة ما.
لأن.
قد يتعرض سانو للخطر إذا قابلني وهو لا يستطيع التحكم في قواه، على الرغم من أنني لم أكن متأكدة.
رمقتُه بنظرة خاطفة ونقرت على يده مرةً أخرى.
ضاقت عينا كيليان ومدّ كفه إليّ مرة أخرى.
“لأني لا أريد أن يكون سانو في خطر في كل مرة يقابلني فيها وهو غير مستعد.”
“…….”
يبدو أن هناك هالة باردة في عينيه الحمراء الزاهية التي تشبه الياقوت ، لكن سرعان ما أغلق كيليان عينيه.
“ها”.
تنهّد بخفة، كرجل أنهك التعب أعصابه، وابتسم ابتسامة ضعيفة.
“ليس لدي أي نية لإيذاء آخر سليل لعائلة نيلاس، لذا لا داعي للقلق بشأن ذلك”.
داعب كيليان شعري برفق قبل أن يرفع إحدى زوايا فمه.
“بالمناسبة، لا بد أنكما ارتبطتما بسرعة بينما لم أكن أنظر.”
اختفى الدفء من حيث توقفت يده، وقبل أن أدرك ذلك، كان كيليان قد قام من على كرسيه وكان واقفًا شامخًا ينظر إليّ.
“لقد رأيتيه للحظة فقط، وأنتِ قلقة جدًا عليّه”.
أنهى كيليان الحديث بوجه هادئ ونقلني بجوار الوسادة.
“والآن اخلدي إلى النوم.”
ولكن كما لو أنه لم يكن يعني ما قاله للتو، قال بنبرته العادية المعتادة ولوح لي.
لم أكن أريد أن أفسد مزاجي بسبب شيء لم يطلب تفسيرًا له، وسيكون من الغريب أن أستمر في التحدث، لذا أومأت برأسي ورفعت يدي، ولم أرغب في قول أي شيء آخر.
* * *
“مياااا!”
صرخت وأنا أشير إلى الطبق الذي أرسلته السيدة جيزيلا، فرفع كيليان الطبق وألقى كل الطعام الذي بداخله في سلة المهملات.
مرت أربعة أيام منذ ذهاب سانو إلى قصر فارين.
كنت أبدأ يومي وأنهيه، كالعادة، بالتجول بين الأطباق على المائدة، بحثاً عن طعام السيدة جيزيلا، ومرافقة كيليان إلى المكتبة الإمبراطورية للبحث عن أي شيء قد يقودنا إلى الاوراكل، أو القطط، أو الأحداث المحيطة بها، ولكن دون جدوى حتى الآن.
“من الغريب أن تجدي طبخ السيدة جيزيلا بهذه السرعة.”
قال كيليان وهو يضع الطبق الفارغ في مكانه.
بعد التسلل إلى غرفة كيليان ونهبها، حرصت السيدة جيزيلا على أن تقدم وجبة كيليان في أطباق خزفية إمبراطورية وليس في أدوات المائدة الفاخرة الخاصة بها.
لم أكن متاكدة بالضبط من السبب، لكن تخميني أنها كانت مدركة لموقف كيليان تجاهها، والذي لم يتغير لصالحها، وشكّت في أنه لم يتناول الطعام الذي أرسلته له.
بالطبع، لا يمكن لكيليان أن يجد طعامها هنا، ولكن بالنسبة لي، لم يكن من الصعب جداً بالنسبة لي أن أميز طعام السيدة جيزيلا.
لقد كانت رائحته مختلفة، وطعمه مختلف، وبدا مختلفاً بمهارة لعيني، بغض النظر عن مدى تلطخه بالجرعات السحرية السوداء.
كانت رائحته لذيذة بما فيه الكفاية لتلفت الانتباه، لكنها في الوقت نفسه تملأ شعور من الرهبة يجعل المرء يرغب في الهرب.
“لدي الكثير من المشاغل اليوم، لذا سأتأخر قليلاً.”
قال كيليان بنبرة غير رسمية وهو يقطع لي شريحة لحم على طبقي.
“ميا.”
أومأت برأسي وشربت العصير الذي سكبه لي.
عندما كان يغيب عن الغرفة لفترات طويلة، كنت أقرأ الكتب التي أحضرها في غرفة النوم أو أنام بشكل عام.
كانت جفوني تغلق مع تنهيدة بينما كان جسدي ينال منه التعب والإرهاق وأنا مستلقية على الطاولة التي تدفئها شمس الظهيرة.
في الوقت الحاضر، يبدو أنني أنام كثيرًا، حيث أنني لا أخرج كثيرًا إلا في نزهة مسائية مع كيليان.
“كنت أفكر في أن نذهب في نزهة الليلة، حتى لو كان الوقت متأخرًا.”
“مياا.”
المشي ليلاً مرحب به دائماً.
راقبتُ ظهر كيليان بينما كانت العربة تذهب، وقام الخدم بترتيب غرفة الطعام وغرفة النوم، ثم غادروا تاركين الكتب حولي.
فقط بعد أن سمعت الباب يغلق، مددت جسدي المتألم وفتحت الكتب.
كان كيليان لا يزال يتفقدني من وقت لآخر.
كان يومًا آخر كغيره من الأيام، بداية مبهجة وممتعة إلى حد ما، إذا جاز التعبير.
كنت لا أزال في حالة معنوية جيدة وبصحة جيدة.
أو هكذا ظننت.
**************************