I am the Duke's second wife - 30
الفصل 30: الهروب
اليوم كل ما أفعله سيكون الأخير.
آخر وجبة إفطار كالعائلة.
آخر نزهة في الحديقة مع الأولاد.
وآخر مرة أنظر فيها إلى القصر الكبير حيث بدأت كل مصائبي.
اليوم سيكون نهاية أشياء كثيرة و بداية أشياء أخرى.
كل شيء جاهز تقريبًا وكل ما علي فعله هو تنفيذ الخطة التي أعددتها وحفظتها في ذهني آلاف المرات.
قبل أن أعرف ذلك كان الظهر بالفعل.
اليوم يمر الوقت بسرعة وكأن القدر يستعجلني لاختبار إرادتي.
هل سأكون قادرًة على أن أصبح قاتلة و أكون حرًة.
أو ستخرج ذاتي الجبانة الحقيقية وتقيد كاحلي مرة أخرى.
“هل كل شيء جاهز؟” سألت الخادمة.
نعم سيدتي، الآنسة كاميليا تنتظرك بالفعل في الحديقة.
أخذت نفسًا عميقًا وخطوت نحوها (ارفعي رأسك) ظللت أذكر نفسي.
“شكرًا لك على قبول دعوتي” قلت لكاميليا وأنا أجلس.
“لا تكوني مغرورة جدًا، لقد أتيت إلى هنا فقط لأخبرك أن تبتعدي عن إيريك، أليس كافيًا أنك أخذتي ابني وزوجي مني!” قالت بنبرة غاضبة.
ابتسمت براحة، أنا سعيدة جدًا لأنها لم تتغير.
للحظة كنت على وشك الضعف والتراجع عن خطتي.
“لماذا تضحكين!! هل من المضحك أن تاخذي كل شيء املكه” قالت وهي تضرب الطاولة بيدها.
“لم آخذ أي شيء منك، لقد ألقيته بيدك… الرجل الذي أحبك بكل حياته والطفل الذي اعتبرك والدته حتى بعد إحداث تلك الجروح التي لا تُمحى على جسده”. قلت بنبرة هادئة لأنني لم أعد خائفة.
“لقد تغير رايموند بسبب حيلك القذرة… أما عن طفلي فقد كنت ببساطة أؤدبه فهو في الرابعة من عمره ولا يستطيع التحدث بعد، فماذا سيقول الآخرون عني إذا عرفوا ذلك”.
“يتحدث أوسكار الآن دون تلعثم، أراهن أنكي لم تعلمي ذلك” عندما قلت هذه الكلمات تغير تعبير وجهها وبدا عليها الذهول والذنب ايضا.
“كنت أعلم أنه يتظاهر” قالت، رافضة الاعتراف بأنها السبب الرئيسي لمشكلة أوسكار وكل من حولها.
“لماذا لا تشربين الشاي؟ هل تخافين أن أضع شيئًا فيه كما فعلت بمشروبنا تلك الليلة” قلت وأنا أشرب من الشاي.
لم تقل كلمة واحدة للاعتراف بخطئها وأشارت إلى الخادمة لتصب لها بعض الشاي، ثم أضافت ملعقتين من السكر إلى كوبها، بعد كل شيء من خلال استجواب خادمتها علمت أن كاميليا تشرب الشاي مع السكر.
ابتسمت بسخرية وأنا أشاهدها تشرب الشاي.
شايها الآن حلو كالسم.
بعد كل شيء، قمت بخلط مسحوق السم مع السكر.
في غضون 5 إلى 6 ساعات، سيبدأ السم في العمل ويجب أن أتحرك بحلول ذلك الوقت.
وبهذا تكون الخطوة الثانية من خطتي قد تمت.
بعد ذالك غادرت كاميليا غاضبة دون أن تكمل حديثنا.
لقد فعلتها، لقد فعلتها حقًا، ظللت أكرر ذلك في ذهني أثناء العشاء.
أمسك رايموند بيدي تحت الطاولة وانحنى ليهمس حتى لا يسمع الأولاد.
“هل أنتي بخير؟ سمعت أنك وكاميليا التقيتما اليوم”
“أنا بخير، الآن أنا بخير حقًا” قلت بابتسامة.
ثم فعلت ما أفعله كل ليلة، وضعت الأولاد في السرير و ذهبت الى غرفتي في انتظار خطوتي الأولى لتأخذ تأثيرها.
بعد ظهر هذا اليوم، وضعت العقار المنوم في بئر الماء، وفي طعام المطبخ.
قريبًا، سيغرق كل من تناول العشاء، بما في ذلك رايموند والخدم وحتى الحراس، في نوم عميق.
وبعدها يمكنني التحرك.
على الرغم من أن الأمر قد يستغرق وقتًا أطول قليلاً حتى يسري مفعوله على بعض الأشخاص، إلا أنه سيفعل ذلك في النهاية.
بحلول منتصف الليل، سيغرق القصر بأكمله في نوم عميق.
“هل أنت نائمة يا تانا؟” قال رايموند من خلف باب غرفتي.
“ادخل” أجبته.
أعتقد أن رايموند لم يصدق أنني بخير بعد مقابلة كاميليا وأراد أن يطمئن عليّ قبل الذهاب إلى النوم.
كان شعره مبللاً، يبدو أنه استحم قبل بضع دقائق.
“اجلس، سأجفف شعرك” قلت لرايموند وأنا أفتح الخزانة لإخراج منشفة وبدأت في تجفيف شعره برفق.
كان بإمكاني أن أرى أن اذنيه تحولتا الى اللون الأحمر من الشعور بالحرج.
“هل تريد النوم هنا الليلة” قلت وأنا أضع المنشفة جانبًا.
بدا مندهشًا وأومأ برأسه على الفور.
“لا تتحمس كثيرًا، أعني فقط النوم ولا شيء آخر” قلت له بسخرية.
احمر وجهه “لم أكن أفكر في أي شيء” قال ذلك بخجل.
ثم ضحكت…
ضحكت بصوت عالٍ وبدأت عيناي تدمعان
“لنذهب إلى السرير” قلت واستلقيت أولاً.
لأكون صادقة، أردت أن ينام هنا لأكون متأكدة تماما من أن الدواء قد بدأ تأثيره وأنه نام قبل ان اغادر.
وهذا ما حدث، بعد بضع ساعات فقط كان نائمًا بسلام.
مددت يدي تحت السرير وأخرجت حقيبة صغيرة أعددتها قبل أيام قليلة للهروب.
قبل مغادرة الغرفة انحنيت وقبلت جبين رايموند.
الرجل الذي كان حبي الأول وأب طفلي… ولكن هكذا سيكون كل شيء. كل شيء سينتهي هنا.
لذا قبلته وداعًا دون أن أترك له حتى رسالة أو ملاحظة.
ذهبت إلى غرفة إيفان وأوسكار وكانا مستعدين.
مررنا بجانب الخدم وكانوا جميعًا نائمين.
السبب في أننا لم نكن نائمين مثلهم هو أننا لم نأكل من الأطباق الجديدة التي أعدت للعشاء، وشربنا فقط الماء من غرفتنا الذي أعددناه قبل يوم.
وصلنا إلى البوابة الخلفية وكان أخي ينتظرنا.
وأخيرًا تمكنت من التحرر لكن أوسكار شد قبضته على يدي.
ركعت على ركبتي وسألت “ما بك يا عزيزتي؟”
لقد بدا متوترًا و لاكنه تحدث.
“إذا غادرنا جميعًا، سيكون والدي بمفرده”أدركت أن عينيه بدأتا تدمعان.
عانقته بقوة قدر استطاعتي “لا بأس يا عزيزي، يمكنك أن تفعل ما تريد” قلت بينما كانت دموعي تنهمر، ثم ابتسمت له لأطمئنه “سأستمع إلى ما تريده”.
“سأبقى مع أبي” قال اوسكار
مع ان قلبي كان ينفطر ودموعي تنهمر بغزارة، كنت أعلم أنني لا أستطيع إيقافه.
اقترب إيفان وبكى معنا.
ودع الاطفال بعضهم ثم أخذت أوسكار إلى غرفته و وضعته في السرير كما أفعل دائمًا.
“إذا سمح لنا القدر فسوف نلتقي مرة أخرى يا ابني العزيز” قلت وأنا أقبل يده الصغيرة للمرة الأخيرة قبل المغادرة.
في طريقي إلى البوابة الخلفية وضعت يدي على فمي حتى لا أصدر أي صوت وواصلت البكاء.
مع ابتعاد عربتنا أكثر فأكثر عن منزل عائلة بارتون، شعرت بالحزن لأنني فقدت أحد أبنائي الليلة.
****
Instagram: cinna.mon2025