I am son of demon king in low - 2
في مساحة فارغة تشبه الكهف ، مظلمة و مظاءة في نفس الوقت , تنطلق اصوات اللهاث و الصراخ بشكل مثير للفزع .
المكان يمتلأ بجو الكرب ، لا احد قد يشعر بخير في مثل هذا المكان .
دماء بنفسجية غريبة مسكوبة في الإرجاء ، تغطي على ألوان كرستال المانا الذي يلتحم بالارضية .
ترتفع اصوات الخطوات ، خطوات بشرية سلسة .
” أرغغ ”
يمسك سيفه اللامع بشدة و يصر على أسنانه ، بتلويحة واحدة يقطع رؤوس إثنين من الغوبلين .
بمسح العرق من جبينه ، ثم يتنهد ، هذا الشخص هو جوني ، صياد من الرتبة D² .
” اللعنة أين باق الرفاق ؟ ”
نظر يمينا و يسارا ، لقد تخلف على أعضاء فريقه ، ما يعرضه لخطر الموت ، كان لا بد له أن يجدهم بسرعة لحماية نفسه و مساعدتهم في نفس الوقت .
” اللعنة هذا المكان كالمتاهة ، أي إتجاه سلكوه ؟ ”
هذه الزنزانة تتخد شكل كهف مليئ بالانفاق الطويلة التي تقود لأماكن مختلفة و مجهولة ، بطريقة غير منطقية لقد إختفى ست أعضاء من الفريق كأنهم لم يوجدو .
بينما جوني و إثنام أخران بقوا مع بعضهم البعض .
نظر نحو رجليه ، الدم يتسرب من الجرح الذي سببته أظافر الغوبلين ، لقد ضمده أكثر من مرة لكنه يستمر في النزيف أكثر مرارا و تكرارا .
” تبا ، الغوبلين اللعين !! ”
رغم أن قدمه كانت تألمه لحد كبير ، لكنه لم يجرؤ على محاولة فعل أي شيء لإيقاف ذلك ، في هذا المكان هو مهدد بخطر الموت في أي لحظة ، الغوبلين قد تظهر من اي مكان .
في تلك الأثناء ، و مع عقل مشوش ، لم يكن بإمكانه إلا أن يتنهد .
” تبا لما يحدث ، لم يوجد كثير منهم؟”
” مهلا أين جيسيكا ؟ و جيفري ؟ “
” جيفري ! أين أنت ! ”
تنهد و إتكئ على سيفه لنيل ثواني من الراحة ، لكنه مع ذلك كان حذرا من كل النواحي .
لم يتلقى أي رد من زملائه الإثنين ، لذا إفترض أنهم يجمعون كرستالات المانا في مكان ما .
” اغغغ …جوني ..أنقد …ارجوك .. ”
في تلك الأثناء ، صوت مألوف وصل إلى مسامعه .
رغم أنه يعرف خطر ما يفعله ، لكنه لم يستطع منع نفسه التوجه نحو مصدر الصوت .
من بين الانفاق الخمس التي أمامه ، سلك التي في أقصى اليمين ، لقد سمع الصوت من هناك لذا يفترض أن يكون المصدر قريبا .
بعد ثواني قليلة ، وصل .
كانت فتاة شابة ، تنزف الدم من فمها ، ممددة على الأرض بيأس و هي تردد الأسماء التالية ” جوني .
جيسيكا ..جيفري ..رفاق كح كح ”
حين لمحت الفتاة وجه جوني ، إبتهجت بعض الشيء ، رغم الدموع في عينها ، و الدم في فمها ، و جسدها الممتد على الأرض ، إبتسمت بمرارة و رددت ” جوني ..أنت هنا كح ..أنا ..”
” ليزا ؟ ما الخطب أين جيفري ”
جرى جوني بفزع نحو زميلته ، قبل أن يصل إليها ، إنطلق صوتها المرهق مجددا ” لا ..لا تأتي إن ال….”
في تلك الأثناء ، و قبل أن تنهي كلامها ، فأس كبير بدائي الصنع قد قطع رقبتها اللينة ، إرتفع الدم في الهواء .
” مهلا ..”
لم يستوعب الفتى جوني ما حدث بعد ، سمع صوت زميلته في الفريق تصرخ ..حين وصل ، كل ما رآه هو دمائها تتطاير مع الغبار ، جراء ذلك الفأس القاطع الضخم .
حينها ، و مع ذرف دمعته الاولى ، سمع جوني ذلك الصوت ، صوت لم يسمع لمثله مثيل ، مزمجر و مرعب ، يجعل الأبدان تقشعر و تنحني .
صوت خطوات غير بشرية تقترب ، انياب كبيرة بارزة ، كائن طوله مترين أو أكثر ، يرتدي ملابس بدائية كأنه رجل كهف ، و له جلد رمادي يميل للاخضر ، من هذه الصفات ، أصبحت هويته واضحة .
” هل ..إنه أورك …”
حالته لا تكفي لهزم هذا الوحش الكاسر ..لكنه سيحاول ، سيبذل اخر ذرة طاقة في جسمه ..حينها ربما يستطع قتل هذا الاورك ، و الذي هو وحش من الرتبة D¹ .
مع ظهور جسد الاورك بشكل كامل ، ظهر ما لم يكن ظاهرا في البداية ، قرون كبيرة ، و عيون حمراء لم يرى مثلها من قبل ..
” أيها البشري ..اغغغ عليك الموت ”
لم يكن مجرد أورك ، بشكل غير متوقع ، هو ناطق .
” هل ..هل تحدث الاورك للتو ؟ ..ليس أورك ، إنه اكسترا اروك ”
اكسترا اروك هو احد رتب الاورك الهرمية ، و الذي تتكون من الاورك الجنود ثم الاورك النخبة ، ثم ألفا أورك و إكسترا أورك ، و الاقوى هو الكينج أورك .
و هذا الالفا اروك القابع أمامه حاليا ، هو بلا شك من الرتبة C² على الأقل .
” تبا تبا. لا يجب أن يحدث هذا ….”
لم يستطع سوى أن يلعن هذا الحظ ، حظ جعله يوافق على هذه الغارة اللعينة المشؤومة ، حين النظر على يمينه ، يرى زميلته ليزا التي ماتت للتو تحت فأس الالفا أورك ، في الجانب الآخر ، صديقه جيفري تم تشويه وجهه بأضافر الغوبلين ..و اصدقائه الباقين مختفين بشكل غير منطقي لحد الآن .
لكن ما كان يدور في ذهنه و هو يشهد كل هذا ، هو ” هل يفترض بكل هذا أن يتواجد في زنزانة من المستوى D¹? ”
لكن هذا السؤال كان آخر ما قد يفكر فيه حاليا ، فهو كان يواجه موتا محتملا .
***
قبل عشرة سنوات ، ظهرت ما تسمى بالبروج المحصنة ، و هي بوابات بعدية تظهر بشكل عشوائي بلا أي سابق أنذار
لم يعرف البشر كيفية التعامل مع الأمر في البداية ، لذا كان كل ما قاموا به هي ابحاث معمقة علمية ، و بعد يوم من ظهور تلك البروج المحصنة ، خرجت منها وحوش غريبة لم يرى البشر لها مثيلا .
لم تكن الوحش التي ظهرت في البداية شيئا صعبا ، بسبب التكلونوجيا و التقنية البشرية لن يخسروا أمام تلك المخلوقات الهزيلة .
لكن ما وجه مشكلة حقا هي كون ظهورهم هو شيء بلا سابق إنذار ، و يثير رعب المواطنين ، و في أماكن مختلفة ، و للقضاء على وحوش برج محصن واحد ، يجب إستهلاك الكثير من الدخيرة و الاسلحة لذا تكون حياة السكان معرضة لالخطر .
إلى الحد الذي ظهر في المنقذون …_ الصيادون _ أولائك البشر الذين حصلوا على قوة خارقة لإنقاذ العالم من وحوش البروج المحصنة ، منذ ذلك الحين طرأت الكثير من التغيرات على العالم بشكل عام .
تراجع جوني للخلف و جسده يرتعش لشدة الخوف ، لم يكن متأكدا من الفوز لو كان عدوه مجرد أورك عادي ..فما بالك بألفا اروك .
” أيها , بشري ، مت اغغغ ”
ردد الالفا اروك مجددا ، قبل أن يستعيد فأسه من رقبة الفتاة و يجري نحو جوني .
” مت مت مت اغغغ ”
قبل أن يصل الألفا أورك إلى جوني ، شعلة نار كالسهم إصطدمت بوجه ألفا أورك ، كانت سريعة و غير متوقعة بالنسبة له ، لذا كان مصدرها مجهولا لحد الآن ..
و نفس الشيء بالنسبة لجوني ، كان جاهلا لمصدرها ..لكن تلك المهارة بدت مألوفة بعض الشيء .
نظر ألفا أورك يمينا و يسارا ، و هو يزمجر ” أنت ، أين ، جرذ ”
زاد غضبه ، بينما لم يستطع معرفة مصدر الطلقة ، ركز على التنفيس على غضبه بقتل جوني القابع أمامه .
” أنت ، يجب ، موت ”
كان جوني يرتعش ، ركبتيه تأبى التحرك ، بعد رمشة واحد وجد أن الفاس الضخم كان فوقه مباشرة .
” يا رفاق ، سأموت !! ”
لقد عرف أن اصدقائه هنا في مكان ما ، و هم مصدر تلك الطلقة السحرية ..هو الآن على وشك الموت ، فلما بحق الجحيم لا يتدخلون !؟
إتخد جوني وضعية الدفاع ، بلا أي حول و لا قوة كان ذلك خياره الوحيد .
بالطبع ذلك لم ينفع أمام الفأس الضخم .
تم تخفيف التأثير بواسطة مهارة درع المانا ، لكن الإرتداد كان كافيا لدرجة أنه دفع جوني لعشرات الامتار للخلف ، حتى إصطدم مع الجدار .
” اغغغ كح كح ”
سعل دما .
قد تم جرح دراعه اليمنى بشده بواسطة الفأس ، و عظام رجليه قد تدمرتا بسبب الإرتداد و الإصطدام مع جزء بارز و حاد من الحائط ، لم يكن يستطع غير نطق بضع كلمات .
” بئس الحياة الرغيدة لو كان ثمنها أنا “
مهما أعاد إستحضار الذكريات لا يستطيع تحديد سبب قبوله مهمة تصفية هذه الزنزانة ، إنها زنزانة من الدرجة D¹ على حسب ما أخبروه ، لكن عدد الغوبلين كان غير متوقع ، و الآن يوجد حتى ألفا أورك .
رغم أن ألفا أورك فشل في قتل جوني بضربة واحدة ، إلا أنه لم ييأس ، تقدم ببطء و غرور ، ثم حمل فأسه و إستمر في التقدم .
عرف جوني أنه لا يستطع القيام بأي حركة ، نهايته ستكون مثير للسخرية حتى بالنسبة له .
” تبا هل سئمتم من المشاهدة هكذا بعد ؟؟ أعرف انك تشاهدون أيها الأوغاد ، فلتفعلوا شيئا !!! ”
لقد كان يدرك أن زملائه اللعناء في مكان ما ، لسبب ما لا أحد منهم يرغب في مساعدته .
هل كان هو الطعم ؟
هذا يستحق التفكير فيه …
” تبا ..إذن أنا من تم خداعي هنا “
إبتسم بشفقة على نفسه و سخرية .
لقد أدرك أن الجميع كذب عليه بشأن رتبة هذه الزنزانة ، لقد قالوا أنها من الدرجة D¹ .
في الحقيقة هو ليس ضمن هذا الفريق .
لقد كان يشكل فريقا منفصلا مع ليزا و جيفري اللذان ماتا قبل قليل ، و يبدو أن كلاهما أيضا تم إستعماهم كطعم .
لدخول زنزانة يجب أن يتشكل الفريق من تسع أشخاص على الأقل ، أتى فريق مكون من ست أشخاص و طلبوا من جوني و جيفري و ليزا تكميل عدد الفريق مقابل مبلغ جيد ، لذا قد وافقوا نظرا إلى أن رتبة الزنزانة منخفضة .
” تبا أيها الواغاد ! ***** في الحياة القادمة ! ”
كان ألفا اروك مباشرة مع جوني ، يبتسم أيضا بسخرية ، كأنه فهم أن البشري الهزيل أمامه هو المهرج في هذه المسرحية .
لكن قبل أن يقوم بأي حركة ، تم إختراق صدر الاورك بثلاث سيوف حادة ، و أتاه سهم سريع ناحية جمجمته ، و إشتعلت النار في جسده .
” أغغف ..”
لقد عرف جوني أن هذا من فعل فريقه الذي تخلى عنه .
” اغغغ ، الم ، اغغ ”
تألم ألفا اروك لحد الموت ، فهو يعاني من طلقات ست أشخاص في نفس الوقت و حركاتهم كانت مدروسة و مميتة .
بعد أن سقطت جثة الأورك على الأرض ، ظهر ست أشخاص ، أربع رجال و فتاتين ، لقد كانوا يستعملون قطعة أثرية قيمة للإختفاء .
” يا لها من غنيمة قيمة ”
” أليس كذلك يا رفاق ؟ ”
” هاها ألفا اروك بهذه السهولة ، لم أتوقع أننا قد نفعلها يوما ”
حدقوا في جثة الأروك ألفا بلهفة ، العديد من اعضائه تساوي مالا طائلا ، لذا لن يضيعو أي شيء منه .
المثير للسخرية هو أنهم لم يهتموا لأمر جوني .
” اانتم …”
أصر على أسنانه ، و شرارات الغضب تتسرب من أعينه .
” أوه ..أنت لا تزال حيا ، جوني ، شكرا لانك اديت وظيفتك على اي حال ، إشكر اصدقائك الميتين أيضا ، حين تقابلهم في الجحيم ”
لقد كان شابا أشقر و وسيم ، هو قائد هذا الفريق و الذي طلب من جوني و ليزا و جيفري أن ينظموا لهم لإكمال عدد الفريق المطلوب .
” اللعنة عليكم …لما فعلتم هذا كح ؟ ”
تجاهله الجميع ، و أكملوا جمع جواهر وحوش الغوبلين و جسد ألفا اروك ، و أثنان منهم كانوا يجمعون كرستال المانا
” اللعنة فليجبني أحد !! ”
نظرت إليه أحد السيدتين في الفريق بإبتسامة سخرية ، ثم ردت ” بحقك ..هل تظن أننا سنقوم بطرح الخطاب العاطفي و الدرامي قبل موتك و نشرح لك لما قمنا بذلك ؟ أرحنا من هراءك و مت صامتا ! ”
” فقط تجاهليه جيسيكا ، ستقتله الوحوش “
قال زعيم الفريق مجددا .
” حسنا عزيزي براين ”
عاد الفريق لإكمال عمله ، في حين كان جوني ينزف من كل مكان في جسمه ، خصوصا دراعه اليمنى و رجليه التي كسرت عظامها و تمزق لحمها ، وقوفه مجددا شيء بعيد المنال حتى بالنسبة للطب الحديث و الجرعات السحرية .
لذا ، موته كان لا شك فيه .
بعد أن انتهى الفريق من جمع الغنائم ، حدقوا في جوني بسخرية .
” هل نقتله ؟ ”
” لا ، سنجذب الغوبلين إلى هنا كي يموت ميتة طبيعية تليق ببطل مات لأجل البشرية ”
” هاها اتفق معك يا زعيم ”
إقترب أحد أعضاء الفريق ، كان رجلا إفريقيا رياضيا ، و اخرج قنينة صغيرة تحتوي على سائل مجهول أسود اللون و كريه الهيئة ، ثم سكبها على دم جوني .
” هذا السائل هو مستخلص من الجثث المتعفنة ، النكهة المفضلة عند الغوبلين ” سخر قائد الفريق .
في تلك الأثناء ، إرتفعت ضوضاء مزعجة ، مجموعة غوبلين كانوا قريبين و إستنشقوا تلك الرائحة بسرعة .
” ها هم ذا ، دعنا نذهب ”
” حسنا ، وداعا جوني ، سنتركك مع ضيوفك ”
” وداعا هاها ”
إنصرف أعضاء الفريق مع الغنيمة المربحة
بينما بقي هو هناك ،.جالسا كالمهرج .
لديه عائلة ليصرف عليها ، لم يتخيل أن يموت هكذا …مستحيل أن يتقبل هذا ، لقد إتخد مسار الصيادين الخطير رغم أنه فقط صياد رتبة D² .
ماذا عن أخيه الصغير ؟ و أخته المقبلة على الجامعة ؟ و والدته المريضة ؟ أسيترك لهم كل المعانات و الديون ؟
وصلت الغوبلين ، كانت مباشرة أمام وجهه و هي تصرخ و تلعب قبل أكل وجبة لطيفة .
حينها ، اغمض عينيه في يأس ، لم يكن له ما يستطيع فعله .
***
يسمع صوتا مزعجا ، حرك جوني شفتيه بصعوبة و لم يستطع سوى نطق بضع كلمات ” أغغ ..أين أنا ”
يسمع مجددا تلك الضوضاء الغريبة ، كأنها شوكة طعام تخدش الأرضية مما يصدر صوتا مزعجا ..
” ما هذا الصوت ؟ ”
يشتد الصوت أكثر , و يشعر جوني أن مصدر الصوت ليس خارجيا ..بل هو نفسه مصدر الصوت .
يفتح عينيه بسرعة ، ذاكرته مشوشة بعض الشيء إذا لا يتذكر الكثير ، هل كان نائما ؟ أو ربما في غيبوبة .
” اللعنة ما هذا ؟؟؟ ”
حين النظر إلى قدمه ، يرى أن شيئا يشبه مجسات الاخطبوط ، لكن سوداء قاتمة ، تجرحه نحو نفق مظلم لا يجعلك تشعر بالآمان .
كانت قدمه اليسرى مصابة للغاية بينما يحيطها شيء القاتم كالحبل مما يزيد ألمه .
أرتعب جوني ، لم يكن يستطيع إدراك ماهية هذه المجسات ، لا يعرف حتى كيف يتخلص منها فهو لا يمتلك سيفا حاليا، و قوته السحرية في أقصى ضعفها .
رغم الرعب الذي واجهه في تلك اللحظة ، إلا أنه تنهد بإرتياح عندما تذكر ما حدث له قبل أن يفقد الوعي ، ظن أن تلك الغوبلين قد أكلته ، لكنه الآن يرى جثثها مرمية في الإرجاء مما جعله يسخر منه داخليا .