كان كارسيل يحدق في ثيو ، غالبًا ما كانت والدته تجعله يحمل ثيو .
كانت تشتكي من إصابة ذراعها بالألم من حمله لكنه كان يعرف أنها تفعل هذا حتى يحمله كارسيل . على الرغم من علمه بهذا فقد كان يحمل ثيو .
نظر ثيو إلى كارسيل بعيون مستديرة وسرعان ما طوى عينيه بشكل جميل وضحك .
“بووو ، باا .”
بدت المناغاة الغريبة للطفل و كأنه يقول “أخي جيد !”
تسائل كارسيل لماذا كان يتبعه ثيو إلى هذا الحد . لم يكن كارسيل شخصًا اجتماعيًا .
و ينطبق الأمر نفسه على شخصيته ، لم يكن من السهل بالنسبة للناس الاقتراب منه بسبب منصب الخليفة . ومنذ الطفولة ، كان الأطفال من سنه يترددون عند الاقتراب منه .
لكن يبدوا أن ثيو لم يكن يخاف منه على الإطلاق ، كلما تواصل معه بالعين كان يبتسم و يمد ذراعه كما لو كان يريد منه ان يعانقه .
إذا كان كارسيل ساكنًا بدون أن يحمله أو يعانقه فكان يطوي شفتيه و ينفجر من البكاء في النهاية .
ومع ذلك ، لم يكن ثيو الذي يعانق أي شخص بدون تردد . بشكل غير متوقع ، عندما حاولت الخادمة حمله كان يسحب وركيه و يعانق كارسيل .
نظرت والدته إلى ثيو و همست “طفلي يحب شقيقه كثيرًا .”
–عندما يبدأ ثيو في المشي ، هل يمكنكَ ان تمسك بيده و تمشي معه ؟ لأن ثيو يحبكَ أكثر مني و من والدكَ . بحلول ربيع العام المقبل سيكون قادرًا على المشي بنفسه بشكل جيد .
–آه !
–انظر ، ثيو جيد جدًا .
دون أن يعرف ماذا يعني ذلك ، ابتسم ثيو باشراق .
دون ان يدرك ذلك ، ابتسم كارسيل قليلاً وهو يشاهد ثيو يبتسم .
–نعم ، سأفعل ذلك .
كان هناك نسيم خفيف . كان هذا عبارة عن حياة يومية يمكن الاستمتاع بها بدون أي مشاكل . لم يعرف كارسيل ولا والدته ذلك .
لو لم تمت والدته قبل شتاء هذا العام .
الحديقة المليئة بالضحك فقدت حيويتها في لحظة . لطالما كان يبتسم و يبكي و يبحث عن والدته التي لم تأتي مهما بحث عنها .
في كل مرة يفعل فيها هذا ، كانت المانا لديه تتقلب و ترتفع درجة حرارته ، ولقد تغلب على هذه العقبة مرات عديدة .
كان كارسيل يبقي عقله مشغولاً كل يوم خوفًا من ان يفقد ثيو بعد أن فقد والدته .
في موسم واحد فقط ، تغيرت المناظر التي كانت بداخل القصر .
كان الشتاء شديد البرودة لدرجة أنه كان يشك من أن الربيع كان سيأتي مرة أخرى بعد انتهاء هذا الشتاء القاتم .
ومضى الشتاء و جاء الربيع .
لحسن الحظ ، كان ثيو أول فرد من عائلته يخرج من هذه الصدمة .
لم يعد يبكي و يبحث عن والدته ، وفي نفس الوقت استقرت المانا الخاصة به بشكل تدريجي ، ولم ترتفع درجة حرارته .
ومع ذلك ، عندما كان الطفل ينظر إلى كارسيل كان يبتسم . كانت ذراعيه و قديمه يتمتعان بالقوة ، لذلك سيكون قادرًا على المشي عندما يحل الربيع ، كما قالت والدته . لم يكن الأمر مثاليًا رغم أنه كان يسقط على مؤخرته العديد من المرات .
لم يأتِ كارسيل إلى الحديقة معه ، على الرغم من أن أطراف ثيو ، التي كانت صغيرة أصبحت أطول و أصبح قادرًا على الركض في الحديقة بسرعة .
كان مشغولاً . بعد وفاة والدته فجأة تولى المنصب ، واجه صعوبة في تولي المنصب كالمعتاد .
لا ، لقد كان الأمر مجرد كذبة . إن كان يريد ان يأخذ إجازة يمكنه فعل هذا . بغض النظر عن مدى إنشغاله ، لماذا ليس لديه الوقت للعب مع ثيو لفترة من الوقت ؟
إن لم يكن الوقت كافيًا حقًا ، لكان قد نام وقت أقل في الليل .
يمكنه الخروج و إمساك تلكَ اليد الصغيرة و اللعب في الحديقة .
لكنني لم أفعل . لا ، لم أستطع . حتى لو كان شيء آخر ، لم يستطع الخروج إلى الحديقة .
في اللحظة التي يخرج فيها إلى الحديقة ممسكًا بيد ثيو ، كان خائفًا من أن يخشى أن الحديقة خالية من ضحكة والدته مع ثيو .
لكن في تلكَ الحديقة الفارغة ، لم أكن أعرف أن الضحك سيعود بسرعة .
“هيونج!”
عانق ثيو و هو يركض مع الطماطم ، حدق كارسيل بهدوء في شارلوت التي كانت تقف بعيدًا .
بدا أن شعرها الأشقر الذي كان يرفرف مع مهب الريح ، قد يتلاشى في أي لحظة لانه كان يلامس ضوء شمس الخريف .
عندما أتت في حياته بشكل غير متوقع ، بدا له أنها سوف تختفي بدون سابق إنذار .
كما فعلت والدته و والده . شعر كارسيل بخوف غامض . هو لم يشعر بهذه الطريقة من قبل .
ستغادر يومًا ما على أي حال ، فلماذا اشعر بالفراغ الشديد ؟
أمسكَ كارسيل بدون قصد شعر شارلوت اللامع الذهبي تحت ضوء الشمس .
كان شعرها ملفوفًا حول إصبعه . فقط من خلال هذا الاتصال البسيط أدرك أن شارلوت كانت أمامه .
كانت أطراف أصابعه تشعر بالدغدغة . لا ، مكان آخر كان يدغدغه حقًا .
دغدغة داخل العنق و الصدر . لقد كان شعورًا غير مألوف شعر به لأول مرة في حياته .
نعم ، إنه شعور غير مألوف للغاية .
لم يستطع كارسيل حتى الذهاب إلى ثيو و حدق في شارلوت ، التي كانت تقف في خجل .
فوجئت بفعلته المفاجئة و فتحت عينها أكثر .
“….أيها الدوق ؟”
لم يكن أمام كارسيل خيار سوى الاعتراف بذلك الآن عندما رآها تقف و ظهرها مواجه لأشعة شمس الخريف .
بدأ في الاهتمام بشارلوت ، التي احضرها فقط من أجل بعض المصالح .
كان يخشي من أن تتعرض للحظر بدون أن يراها ،و أراد التحدث معها قليلاً حتى لو قدم أي عذر .
خلال ال ٢٣ عامًا من حياته ، حصل على شعور لم يشعر به من قبل .
أراد ان يتعرف عليها أكثر من ذلك بقليل .
شخصًا لشخص ، وليس من خلال الوثائق التي حقق بها تشيس .
***
كان ثيو متحمسًا منذ الصباح عندما نزل إلى غرفة الطعام لتناول الإفطار مع شارلوت ، وفي ذلك الوقت كان كارسيل جالسًا .
هل أنا أرى الأمر بشكل خاطئ ؟
مسح عينيه بكلتا يديه . ومع ذلك عندما نظر مرة أخرى كان أخوه أمامه .
“هيونج؟”
نهض كارسيل ، الذي كان ينظر في الوثائق ، وسحب كرسي الطفل إلى الخلف.
“تعال و أجلس هنا .”
ثم سحب المقعد المجاور لثيو ، لقد كان مقعد شارلوت .
المدهش أنه لم يكن ثيو فحسب بل كان لشارلوت أيضًا .
‘لماذا؟’
مرّ ما يقرب من الأسبوعان منذ أن أتت للقصر ، لكن شارلوت لم تتناول الإفطار مع كارسيل من قبل .
لقد كان يغادر القصر حتى من قبل أن تستيقظ شارلوت و ثيو .
أعتقدت ببساطة أنه كان يتخطى وجبة الإفطار لانه كان مشغولاً ، لكن إيرينا أعطت كارسيل وقتًا عصيبًا حتى يتناول وجبة الإفطار . ربما فكرت ان شارلوت كانت قلقة عليه .
لذلك فكرت شارلوت أنه سيكون من النادر تناول وجبة الإفطار مع كارسيل .
لكننا تناولنا معًا العشاء الليلة الماضية . لا أصدق أنكَ هنا حتى في الصباح ؟ لقد كان تطورًا كبيرًا .
‘هل هذا لأنني أخبرته أن يأكل جيدًا ؟’
هزت شارلوت رأسها وهي تفكر في السبب بعدما رأت ثيو جالسًا .
‘ربما بسبب ثيو .’
كان من الواضح ان كلماتها في أن ثيو يريد ان يراه حركت قلب كارسيل . لأنه كان يهتم بثيو أكثر من أي شخص آخر .
كان سبب انشغاله الآن هو قضاء بعض الوقت مع ثيو .
جلست شارلوت ، التي حصلت على الإجابة الصحيحة ، بعقل أخف. كانت تجلس أمام كارسيل .
بمجرد أن قابلت عيناه ارتفعت درجة حرارة وجهها على الفور . كان هذا بسبب تذكرها ما حدث في الحديقة يوم أمس .
نظرته الحنونة عندما نظر لها ، و لمسته لشعرها .
بعد فترة ، أعتذر لها و قال أنه كان هناك ورقة شجر في شعرها ، لكن لم يكن هناك شيء في يده .
هل هذه طريقة شخص يزيل ورقة شجرة ؟ فلماذا كان ينظر لي بهذه الطريقة ؟
بسبب هذه الأفكار توقفت شارلوت عن تناول العشاء الليلة الماضية . هذا لأنها كانت تعاني من اضطراب في المعدة كلما نظرت إلى كارسيل .
ومع ذلك ، لم تستطع حقًا السؤال ما إن كان هناك ورقة شجر في شعرها حقًا . مهما كانت الإجابة كان من الواضح أنها سوف تنشيء موقفًا محرجًا .
لذلك ، ساعدت شارلوت ثيو في وجبته و حاولت عدم النظر إلى الأمام قدر الإمكان .
“هيونج ! تيو جيد في تناول الفاصولياء الآن !”
استخدم ثيو ملعقة و قام بتناول الفاصولياء . ابتسم كارسيل بشكل خافت وهو يراجع الوثائق و غمغم بفمه .
“نعم ، من الجيد ألا تكون صعب الارضاء .”
“لقد زرعتها بنفسي !”
“نعم رأيت ذلك .”
“هيهي .”
مثل عشاء الليلة الماضية ، كان ثيو متحمسًا كما لو أنه شرب ثلاثة أكواب من الشوكولاتة الساخنة طوال الإفطار. لقد كان “تأثير الأخ الأكبر”.
نظرت شارلوت إلى كارسيل ثم قامت بتقطيع عجة ثيو قطع صغيرة . على عكس عشاء الليلة ، لقد أكل كمية كبيرة ، لكنه لم يتناول شيء بشكل خاص اليوم .
الشيء الوحيد الذي تناوله بعد نزوله لغرفة الطعام كان الشاي الأسود . كما قالت إيرينا ، هو لا يحب تناول وجبة الإفطار .
اكتسبت شارلوت الثقة من موقفه .
‘هو هنا حقًا لرؤية ثيو .’
عندما انتهى هذا ، أصبح عقلها أخف . كانت قادرة على تناول وجبتها بشكل صحيح اليوم .
هذه المرة ، لم تنصح كارسيل بتناول الطعام . في الأصل ، قد يكون من المبالغة أن ننصح الأشخاص الذين لا يتناولون وجبة الإفطار بتناول وجبة الإفطار.
نهض كارسيل من على الطاولة بعدما انتهت شارلوت و ثيو تقريبًا من تناول وجبة الإفطار . ثم قال لشارلوت التي قد تركت الشوكة بهدوء .
“أعتقد أنه يمكننا تناول العشاء معًا الليلة .”
“اوه ، نعم . سوف يحب ثيو هذا مرة أخرى اليوم .”
“بالطبع .”
“أوه ، انتظر لحظة .”
أمسكت شارلوت بدون قصد بأكمام كارسيل الذي كان على وشكِ مغادرة غرفة الطعام .
استدار كارسيل ، لكنها لم تقل شيئًا .
لأنها لم يكن من المفترض أن تقول شيئًا ما على وجه الخصوص ، لكن تحركت يدها بدون سبب .
اختلقت شارلوت بعض الكلمات بسرعة عندما قابلت نظرته عندما كان يحدق بها بدون طرفة عين .
“سوف نحصد الجذر اليوم ، كنت أفكر في صنع حساء الجذر هل الأمر بخير معك ؟”
–ترجمة إسراء
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "50"