Hush Now, Saintess! - 88
راون أبذل جهده حتى العظم، ومع ذلك يكون دائمًا في المركز الثاني. بينما الخصم يذهب إلى المدرسة لمجرد اللهو، لكنه دائمًا في المركز الأول.
بصراحة، حتى لو كنتُ مكانه، لشعرتُ بالإحباط.
يُقال إن المُجتهد لا يغلب المُستمتع، لكن تخيل مدى الغضب الذي يشعر به المُجتهد.
لكن، هذه مشكلة.
إذا كان ذلك هو سبب الخطأ، فكيف لي أن أحلّه؟
لا يمكنني أن أطلب من سيلي أن يكون في المركز الثاني ولو لمرةٍ واحدة.
وفي الوقت نفسه، لا يمكنني الإمساك بشخص يعاني بالفعل من التوتر وأقول له: “حسنًا، المرة القادمة عليك أن تكون الأول!”.
همم……ما العمل إذاً؟
بينما كنتُ أفكر في ذلك، اقترب هيلديون بعدما تمكن بمهارة من الإفلات من الناس.
بدا وكأن وزنه الضخم قد فقد شيئًا ما، كما لو أن روحه نفسها قد خفت.
نهضتُ بسرعة واقتربتُ منه.
“يا إلهي، هل أنتَ بخير؟”
“نعم، أنا بخير.”
لم يكن يبدو بخير على الإطلاق.
رؤية حالته هذه جعلت تضحيته تبدو أكثر إلهامًا بالنسبة لي.
“أنا ممتنةٌ حقًا. لن أنسى أبدًا ما فعلته اليوم.”
“……حقًا؟”
“بالطبع، سأحفره بعمقٍ في قلبي.”
“بعمق في قلبكِ…..؟”
تمتم بهذه الكلمات بهدوء، وبدأت ملامحه تستعيد حيويتها شيئًا فشيئًا.
كما هو متوقع، يبدو أن الدم المبارك يتعافى بسرعة.
“بالمناسبة، من يكون هو؟”
توجهت نظرات هيلديون نحو فابيان.
“أشعر وكأننا التقينا في المهرجان سابقًا.”
وحين تلاقت أعينهما، رسم فابيان على وجهه ابتسامةَ عمل مثالية، وانحنى له بكل احترام.
“تأخرتُ في تقديم التحية. كنتُ ممتنًا جدًا لكَ في ذلك الوقت، سموك. اسمي فابيان.”
“فابيان؟”
“إنه الشخص الذي قدّمه لي السيد هيسـتين. إنه يتولى أمر ميلورا بدلًا عني.”
“آه، فهمت.”
أطلق تنهيدةً باردة وأومأ برأسه.
“كنتُ أتساءل من يكون، إذ بدوتما مقربين جدًا.”
“هاها، مقربين؟ نحن مجرد صاحب عمل وموظف في علاقة عادية، محرجة، وغير مريحة.”
أجاب فابيان بسلاسة، مما جعلني أشعر ببعض الصدمة.
هل كان هذا حقًا رأيه عني؟
‘هل يمكن أن أكون مالكة متجر سيئة؟’
وإلا، كيف يمكنه أن يصف علاقتنا بهذه الطريقة؟
بينما كنت غارقةً في الصدمة للحظة، راودني تساؤل جعلني أميل برأسي بفضول.
‘لكن، هل حقًا لا يعرفان بعضهما؟’
كان هيسـتين وهيلديون قد التقيا في الأكاديمية. وكذلك، كان هيسـتين وفابيان زميلين فيها أيضًا.
إذاً، فهذا يعني أن هيلديون وفابيان كانا زميلين في الأكاديمية أيضًا.
“سمعتُ أنك كنتَ زميل السيد هيسـتين في الأكاديمية، ألا تعرفان بعضكما؟”
“زميل؟”
سأل هيلديون وكأنه لم يخطر بباله الأمر إطلاقًا.
أما فابيان، فظل صامتًا مكتفيًا بابتسامة غامضة، وكأن لديه ما يخفيه.
عندما ضغطتُ عليه بنظراتي، تنهد أخيرًا وبدأ يتحدث على مضض.
“أعتقد أن سموك لا يعرفني. كنتُ مجرد طالب عادي.”
ما الذي تفعله هذه الأكاديمية بالضبط ليصبح أحد خريجيها العاديين رئيسًا لنقابة معلومات؟
“وبالنسبة لأيام الدراسة……سموك كان أشبه ما يكون……بذئب وحيد……”
عند سماعه اللقب المحرج، عقد هيلديون حاجبيه قليلًا. فلاحظ فابيان ذلك وسارع إلى تصحيح كلماته.
“أوه، ليس ذئبًا……بل أسد وحيد؟”
“…….”
“أو ربما فهد؟”
“….…”
“أوه، هل كان تنينًا؟”
‘توقف، فابيان. وإلا ستلقى حتفك.’
هززتُ رأسي متأففةً من تصرف موظفي المحرج، ثم عدتُ لأنظر إلى راون.
‘يجب أن أتخلص من هذا الخطأ في أسرع وقت ممكن……’
لسبب ما، شعرتُ بالقلق تجاه الطفل الذي كان جالسًا هناك وحيدًا.
***
“هل أنت بلا حس، أم بلا خوف؟”
عند سؤالي هذا، فكر فابيان قليلًا بجدية قبل أن يجيب.
“لستُ متأكدًا، لكن الخيار الثاني يبدو أكثر شجاعة.”
أوه، إذاً فهو بلا حس فعلًا.
“لماذا؟ ماذا حدث؟”
هرعت هاميل إلى الأسفل عندما سمعت بقدومي، ثم جلست بجانبي بفضول وسألت.
“بالأمس، صادفتُ بالصدفة ولي العهد في فعالية الأكاديمية……”
ثم لخصتُ لها باختصار جملة فابيان الشهيرة عن “الذئب، الأسد، الفهد، والتنين.”
حدّت هاميل إلى فابيان بنظرة امتعاض، وكأنها تشفق على حاله.
“هاه، كيف يمكنك أن تكون بهذا القدر من انعدام الحس؟ كان عليك أن تختار شيئًا لطيفًا مثل الأرنب!”
أجل، موظفاي كلاهما لا يملكان أي حس أو خوف.
يا له من مشهد يجعل القلب يضطرب حقًا.
وبينما كنتُ أشرب الماء البارد على عجل لأهدئ نفسي، هزّ فابيان رأسه ببطء وتمتم.
“لكن، هناك شيءٌ غريب.”
“ما هو؟”
“هذه أول مرة أرى فيها سموه عن قرب منذ أيام الأكاديمية. ومع ذلك، لم أشعر بالخوف على الإطلاق.”
“……ربما لأنك كبرتَ في السن؟”
“مرّ بالكاد ثلاث سنوات. على أي حال، في السابق، كنتُ أشعر برعب غريزي لمجرد رؤيته، أما الآن……فمجرد توتر معقول؟”
بقدر ما بدت كلماته غير منطقية، إلا أنها كانت تستحق التفكير.
بالنسبة لهيلديون، كان “خوف الناس منه” بمثابة صدمة نفسية لازمته طوال حياته. و حتى في القصة الأصلية، كان الناس يرتعدون عند رؤيته.
لكن بالأمس، لم يكن هناك أحد بدا خائفًا منه.
حتى الأطفال.
……هل كانت مجرد صدفة؟ أم أن هالة هيلديون أصبحت أكثر لطفًا؟
أم أن الأمر ليس كذلك؟
……هل هناك سببٌ آخر؟
إن كان كذلك، فلا يمكن أن يكون مرتبطًا باللعنة أو الخطأ. فاللعنة والخطأ لم يظهرا سوى قبل بضعة أشهر فقط.
‘لا أملك أي خيوط واضحة لهذا.’
آه، على أي حال، هذا ليس الأمر المهم اليوم.
تخلصتُ من هذه الأفكار العشوائية وركزتُ على الموضوع الأساسي.
“فابيان.”
“نعم، سيدتي.”
“أحضر شقيقتك وتعال لزيارتنا في المنزل.”
“…….؟”
“سأعتبرها إجازةً مدفوعة الأجر.”
“سأحدد الموعد فورًا. ما رأيكِ في الغد؟”
رفع فابيان إبهامه بابتسامةٍ عمل مشرقة.
***
“هاه……أشعر بحماس شديد! منزل سيدتي……!”
“أرجوكِ، ابقي هادئةً ولو للحظة.”
“يا إلهي، القصر جميل جدًا! والحديقة رائعة أيضًا! هاه……هل يمكنني العيش هنا إن تزوجتُ سيدتي؟!”
“لن أتزوجكِ، لذا لا تحلم بذلك.”
“إذًا، ربما يمكنني أن أصبح حيوانكِ الأليف……!”
“هل تريدين العودة للمنزل؟”
“سأبقى هادئًة~.”
يا إلهي، لم أعد أستطيع التركيز.
والسبب؟ هاميل.
في اليوم الذي أخبرتُ فيه فابيان أن بإمكانه أخذ إجازة مدفوعة الأجر ليزورني مع شقيقته سيلي، رفعت هاميل يدها فجأة وصرخت مطالبةً بالانضمام أيضًا.
“آااااه! أريد الذهاب أيضًاآآآآ!”
لقد صرخت بالفعل.
وعندما فكرتُ في الأمر، كلاهما موظفان عندي، لذا قد يكون من غير العادل دعوة أحدهما دون الآخر.
لذلك، قلتُ لها فقط أن تأتي.
فإذا بها تصبح تمامًا مثل كلب بيغل وجد الماء. حتى أن سيلي، التي تُعرف بنشاطها، كانت تختبئ خلف فابيان وهي تلقي نظرات خاطفة نحو هاميل.
ربتُّ على رأس سيلي وهمست لها،
“تلك الأخت ليست شخصًا سيئًا.”
……أمم. ربما. وإلا فسيكون ذلك مؤسفًا.
على أي حال.
“انتظروا هنا قليلًا، ستأتي الخادمة لإرشادكم. فقط اتبعوها.”
بعد أن أوصيت الثلاثة بإيجاز، توجهت إلى غرفة راون.
‘هاه……أشعر بالتوتر.’
وقفت أمام الباب، لكن لسبب ما، لم يكن من السهل طرقه اليوم.
سبب دعوتي للثلاثة اليوم هو ما يمكن تسميته بـ”عملية: ليتقرب راون وسيلي من بعضهما!”
فبعد الحدث، فكرت مليًا. كيف يمكنني تخفيف قلق راون؟
والنتيجة التي توصلت إليها كانت……
‘لا شيء سوى أن يصبحا مقربين.’
لا أستطيع أن أتدخل في درجاتهم بالطبع.
فإذا ذهبت إلى راون وقلت لها فجأة: “راون، المركز الثاني أيضًا ترتيب رائع!” فمن المؤكد أنني سأتلقى نظرة احتقار ثم يتم طردي.
لذلك فكرت في إعداد مكان لكي يصبح الاثنان أكثر تقاربًا.
‘في الأصل، نجاح الأصدقاء أقل إيلامًا، أليس كذلك؟’
وبالنسبة لي، كانت هذه أفضل طريقة. بالطبع، لا أدري كيف سيتقبل راون ذلك.
‘هاه، لا أعرف. دعنا فقط نتصرف.’
طرقت الباب مع بعض التمني.
“تفضل بالدخول.”
سمعت إذنًا من الداخل، ففتحت الباب برفق ودخلت الغرفة.
كانت راون جالساً على السجادة على الأرض، ويجمع قطع التركيب.
كان اللعبة المكونة من 1000 قطعة تقريبًا قد اكتملت.
“يبدو أنك عملت على هذا بانتظام طوال الفترة الماضية.”
“……نعم، حسنًا. بما أنني بدأت، يجب أن أكملها بشكل مثالي.”
“همم. فهمت. لكن، ما رأيكَ أن نتناول بعض الوجبات الخفيفة أولًا؟”
توقفت يد راون لحظة عند كلامي. و لم أضيع الفرصة وأضفت بهدوء،
“بالمناسبة، هناك ضيف.”
“ضيف؟”
“نعم. موظفو المتجر الخاص بي، و أخت احدهم. إذا كان ذلك جيدًا، ماذا عن تناول الوجبات الخفيفة معهم؟”
حدق راون فيَّ بنظرة مترددة. فشعرت بالذنب واضطررت لابتسام ابتسامةً قسرية.
ظل يحدق فيَّ لفترة طويلة، ثم أخيرًا تنهد وأومأ برأسه.
“حسناً. افعلِ ما تشائين.”
“واو، ولكن هل سيكون ذلك جيدًا مع وجود سيلي هناك؟”
سألتُه وكأنني أسحب الحديث بسهولة. لكن هذا لم يكن له أي تأثير.
ففجأة.
تصلب جسد راون الذي كان على وشك النهوض من مكانه.
و ظهرت تجاعيد غاضبة فوق عينيه، اللتين تشبهان عيون والده تمامًا.
“من الذي يوجد هناك؟”
كان صوته خاليًا من أي مجاملة، بل مليئًا بالغضب، عندها أدركتُ الأمر.
‘نعم. لقد فشلتُ تمامًا.’
يبدو أن لا شيء سهل أبدًا.
__________________________
لو يصيرون اصدقاء مره حلوه
بس مدري ما اقتنعت ان الخطا الي فيه بسبة الدراسة احسه يبي حنيه وعاطفه من ابوه واخته😔
المهم هيلديون خفييييييييف مكشوف واضح و رويلا آخر من يدري طبعاً😭
اسحب كلامي فابيان مب صاير طرف ثالث ذاه صريح مره ينفع اخو رويلا
Dana