Hush Now, Saintess! - 87
“هذا أقل مما كنت أتصور.”
“غالبًا ما يكون كذلك. لكن بما أنه حدث ذو تقليد عريق، فمن الأفضل المشاركة فيه.”
“صحيح، فنحن في عمر تُبنى فيه الروابط بمجرد الذهاب إلى مكان معًا.”
تحدثتُ أنا وهيلديون بهمس في زاوية قاعة الفعالية.
كان هناك سبب وجيه لانتهائي إلى هذا الركن.
في اللحظة التي ظهرنا فيها في موقع الحدث برفقة راون،
”يا إلهي، أليست هذه القديسة؟”
”كنت أرغب حقًا في لقائكِ……!”
”أنا أستخدم مبرد الهواء جيدًا. لقد طلبت حوالي عشرة منها لأضعها في أماكن مختلفة في القصر.”
”أما أنا، فقد طلبت حوالي عشرين……!”
اندفع الناس من كل الاتجاهات وأعينهم تتألق وهم يوجهون إلينا الحديث.
’……أوه، ما الذي يحدث هنا؟!’
صرخت داخليًا عندما اجتاحتني الحشود في لحظة. و نظرت سريعًا نحو هيلديون لأرى كيف حاله،
”نحيي سمو ولي العهد.”
”أردت تحيتك أثناء حفل الافتتاح، لكن لقاءك هنا شرف عظيم.”
’يا إلهي، يا له من موقف……’
كان في نفس وضعي تمامًا.
و ربما لأنه غير معتاد على هذا النوع من المواقف، بدت ملامح هيلديون شاحبة تمامًا.
’لا، لحظة……ألم يكن الجميع يخافون من هيلديون؟’
ألم يكن هيلديون دائمًا قلقًا من أن يخشاه الناس؟
لقد كان يخشى أن يفسد الحدث لدرجة أنه اختفى حتى خلال حفل الافتتاح الخاص بي.
لكن الآن……
’بدلًا من الخوف منه، يبدو أنهم مصممون على التحدث إليه بأي شكل من الأشكال.’
لم يكن هيلديون يتوقع هذا على الإطلاق، فكان محاطًا بالناس وعاجزًا عن التصرف.
بقينا عالقين هكذا لفترة طويلة، إلى أن تمكنا أخيرًا من الفرار.
ومنذ ذلك الحين، احتمينا في زاوية، خوفًا من أن يحاول أحدهم التحدث إلينا مجددًا.
’آه……أريد العودة إلى المنزل.’
لقد شعرت بالإرهاق بالفعل.
يبدو أن المجتمع الراقي لا يناسبني على الإطلاق.
أرتشفن عصير التفاح الذي قدّمه لي هيلديون بينما كنت أبحث بعينيّ عن راون.
لقد جئت إلى هنا لأعرف كيف يقضي راون وقته في الأكاديمية، لكن بدلًا من ذلك، لم أتمكن حتى من رؤيته.
”من المؤكد أنه في منطقة الأطفال……”
آه، ها هو هناك.
لحسن الحظ، تمكنت من رؤية راون بسرعة. فجينات الجمال الجنونية لعائلة الدوق لا يمكن أن تخطئ.
”هل وجدتِ راون؟”
”نعم، هناك.”
عند همس هيلدون، أشرتُ بأصابعي نحو المكان الذي كان فيه راون.
وبدأنا، نحن الاثنان، بمراقبته بصمت.
ولم يمضِ وقت طويل حتى توصلنا إلى استنتاج واحد.
راون خاصّتنا……هو من يعزل العالم، وليس العكس……؟
لم يكن راون هو الذي يتم نبذه، بل كان هو من ينبذ العالم. فقد كان الأطفال يأتون ويذهبون حوله باستمرار. وفي كل مرة، كان راون يرد عليهم بكلمة واحدة فقط، بوجه خالٍ من أي تعبير.
عندها، كان الطرف الآخر يبتعد عنه ببطء، محرجًا. لكن رغم ذلك، لم يكن أولئك الذين ابتعدوا يتحدثون عنه بسوء.
بل على العكس، كانوا يجتمعون معًا وينظرون إليه بعيون مليئة بالإعجاب.
لم يكن هناك أي مشاعر سلبية قد تؤدي إلى الغيرة أو الغضب أو حتى التنمر.
”لحسن الحظ، لا يبدو أن الوضع مقلقًا كما كنا نخشى.”
”صحيح، يمكننا أن نشعر بالارتياح، ولو قليلًا.”
بالطبع، هذا الأمر بحد ذاته لا يخلو من القلق……
لكن في هذه المرحلة، راودتني تساؤلات جديدة.
’إذًا، ما السبب الحقيقي وراء ظهور الخطأ؟’
ظننتُ أن المشكلة كانت في التنمر، لكن يبدو أن الأمر ليس كذلك.
بينما كنت غارقةً في التفكير بعمق……
”آنسة رويلا!”
مع نداء هيلديون العاجل، دوّى صوت ارتطام مدوٍّ من مكانٍ ما.
انتفضتُ من المفاجأة ورفعتُ رأسي بسرعة.
ما الذي يحدث؟!
ثم رأيتُ المشهد بوضوح، راون وفتاة صغيرة مطروحان على الأرض.
”راون؟!”
ركضتُ فورًا نحو المكان.
”راون؟ ماذا حدث؟ لماذا أنت هكذا؟ هل تأذيت؟”
على عكسي، حيث وصلتُ لاهثةً وقلقة، نهض راون بكل هدوء ونفض الغبار عن ملابسه وكأن شيئًا لم يكن.
كان هادئًا لدرجة أنني شككت فيما إذا كان قد حدث شيء للتو.
”راون، هل أنت بخير؟”
”لا تركضي في أماكن مزدحمة، أختي. يجب أن تحافظي على وقاركِ كابنة لعائلة نبيلة.”
……يا لهذا الطفل، وأنا التي ركضتُ إليه بقلق.
’لكن، على الأقل لم يُصب بأذى.’
نظرتُ حولي أخيرًا لأفهم ما الذي جرى بالضبط.
وبينما كنت أتفحص المكان، اقترب هيلديون بهدوء وهمس لي.
”تلك الفتاة كانت تلعب مع الأطفال الآخرين، لكنها لم تنتبه لوجود راون وسقطت عليه.”
”آه، فهمت.”
اتضحت لي الصورة تقريبًا.
يبدو أن الطفلة، أثناء لعبها مع أصدقائها، اصطدمت براون وسقطت، مما أدى إلى سقوطه معها.
”هل أنت متأكد أنكَ لم تُصب بأي أذى؟”
”لم أُصب بشيء. لا داعي للقلق.”
مرة أخرى، تلقيت منه إجابةً باردة على سؤالي القلق.
”هاه……”
تنهدتُ بخفة، ثم وجهتُ نظري نحو الفتاة الصغيرة التي سقطت مع راون.
كانت الفتاة قد نهضت بالفعل ونفضت الغبار عن ملابسها.
”أنتِ، هل تأذيتِ؟”
سألتها بينما أدرتُ ظهري لها، فاستدارت بسرعة.
”أوه؟ أنتِ؟”
”أوه؟ الأخت الكبرى؟”
لكنها لم تكن غريبةً عني.
لقد كانت سيلي، شقيقة فابيان، الفتاة التي التقيت بها في يوم المهرجان.
”ما الأمر؟ كيف تعرفين شقيقتي؟”
عندما أظهرنا معرفتنا ببعضنا، سألها راون بنبرةٍ مستاءة.
‘يا إلهي، ما به الآن؟’
لطالما كان متحفظًا ومتجهمًا بعض الشيء، بل وحتى يبدو أكبر من عمره أحيانًا، لكنه لم يكن بهذا الجفاء من قبل.
لكن سيلي لم تبدُ متأثرةً على الإطلاق.
”التقينا بالصدفة وأكلنا بعض الحلويات معًا. فلماذا تسأل؟”
ردّت عليه بحدة لم تكن تقل عن حدة نبرته.
تلاقى نظر الاثنين في الهواء، وكأن شرارات خفية تتطاير بينهما.
’هذا يشبه تمامًا علاقتي مع هيلينا…؟’
هل من الممكن أنهما لا يتفقان؟
***
”هاها، لم أتوقع أن ألتقي بكِ هنا مجددًا، سيدة العمل.”
بما أن سيلي كانت هنا، خطر ببالي احتمال أن يكون فابيان قد جاء أيضًا.
لكن لم أتوقع حقًا أن أجده هنا بالفعل.
”ماذا عن المتجر؟”
”كلّفت أحد مساعديّ بالاهتمام به بدلًا عني.”
”……هل يمكن الوثوق بهم؟”
”بالطبع! أراهن برقبة هيستين على ذلك.”
……السيد هيستين،
يبدو أنك اخترت أصدقاءك بشكل خاطئ.
‘لكن، بما أنكَ لست صديقي، فأتمنى لكَ التوفيق!’
وبينما كنت أشجع هيستين في داخلي، فتحتُ فمي وتحدثت.
”بالمناسبة، ماذا عن سيلي وراون؟”
”ما بهما؟.”
”هل كانا دائمًا على هذا النحو؟”
لقد بذلت جهدًا كبيرًا لفصل الشخصين المتشاجرين قبل قليل.
وأيضًا، الجو كان غير مريح تمامًا، وكان الكبار يهمسون باستمرار. و كنت أشعر أن الأمور ستصبح معقدة، وفجأة، ظهر فابيان.
”هيه، سيلي. يكفي الآن.”
”أخي!”
”ششش. يجب أن تتعاملي مع صديقكِ بلطف.”
”ليس صديقي.”
”نعم، إنها ليست صديقتي!”
رغم ذلك، لم يهتم فابيان بكلامها، بل وضع يده على كتف سيلي وسحبها بعيدًا إلى مكان آخر.
بينما كان النبلاء يتحدثون بصوت منخفض، كان هيلديون هو من تصدى لهم ووقف في طريقهم.
“أشعر فجأة برغبة في التحدث. إذا كان هناك من يريد قول شيء لي، فليتحدث الآن.”
لقد أصبح بريقًا لامعًا.
تحول إلى طُعم بشري ممتاز، مما جعل أنظار الجميع تتحول نحوه.
حالما انتهت كلمات هيلديون، هرع النبلاء نحوه بعينين تتألقان.
’آه، يا له من تضحية رائعة……!’
لن أنسى هذه المساعدة اليوم أبداً……!
بينما كنت أشاهد هيلديون الذي لم يتمكن من الإفلات من الناس، بلعت دموعي في داخلي.
و في تلك الأثناء، جاء الرد من فابيان.
”لا يمكنني القول أنهما كانا هكذا منذ البداية، لكن من المحتمل أنه قد مر وقت طويل.”
”لكن لماذا علاقتهم سيئة؟”
”لا أعرف، ربما بسبب اختلاف الشخصيات؟”
أعطاني إجابة غامضة، فظهرت على وجهي تعبيرات من الازدراء.
”هل رئيس نقابة المعلومات لا يعرف ذلك؟”
”أنا لا أتدخل في أسباب شجارات الأطفال.”
”ومع ذلك، إذا كانت علاقت أخي مع أختكَ ليست جيدة، أليس من المفترض أن تتحقق من الأمر؟ أنت بالتأكيد كنت تعرف أن راون هو أخي، أليس كذلك؟”
بالتأكيد كان يجب أن يعرف أن راون هو ابن عائلة بريتا.
إذا كان رئيس نقابة المعلومات لا يعرف هذا، فبالتأكيد عليه أن يتوقف عن العمل.
بينما كنت أركز في النظر إليه بغضب، أومأ فابيان برأسه ببطء.
”نعم، بالطبع. لكن، من غير الجيد أن يتدخل الكبار في علاقة الأطفال. لديهم حياتهم الاجتماعية الخاصة.”
كان هذا الكلام صحيحًا إلى حد ما.
”إذاً، ماذا تعني اختلافات الشخصية؟ أخبرني على الأقل عن ذلك.”
”الأمر بسيط. أختي متمردةٌ وتحب اللعب، وهي دائمًا مشوشة الذهن. تذهب إلى الأكاديمية من أجل المتعة. أما الأمير بريتا……”
”آه……فهمت تقريبًا.”
كان راون على الأرجح عكس سيلي تمامًا.
لقد كانا في قطبين مختلفين من حيث الشخصية، لذا كان من المحتمل أن يحدث بينهما الكثير من التصادمات الصغيرة.
”إضافةً إلى ذلك، هناك سبب آخر.”
”ما هو؟”
”أختي تشبهني في أنها ذكية جدًا.”
”……إذاً؟”
لما فجأة بدأ يتفاخر.……؟
”لكن، راون أيضًا. يبذل جهدًا كبيرًا.”
”أنا أعلم. وهذه هي المشكلة.”
”ماذا؟”
”أختي هي الأولى في صفها. و الأمير بريتا، في المركز الثاني. منذ العام الماضي وحتى الآن.”
”……!”
أغلقت فمي مندهشة.
”راون كان في المركز الثاني؟”
”أوه، ألم تعرفي؟”
هذه المرة كانت نظرة الازدراء موجهةً نحوي.
“……لا، أنا فقط كنت أعتقد أنه يعاني من ضغط دراسي شديد وكان يواجه صعوبة في الدراسة.”
”همم. ربما يكون السبب في ذلك هو أختي.”
نظر فابيان إلى سيلي وهو يقول ذلك.
”هاها، انتظر هناك!”
”هل الشخص الذي يتم الإمساك به هو الحارس؟!”
نظر الى سيلي بعينين سعيدتين، و هي تتجول هنا وهناك بحيوية.
وضعت ذقني في يدي وتنهدت.
‘هذا بالتأكيد……’
يجب أن يكون هذا محرجًا جدًا.
_________________________
طلعوا يتهاوشون عشان الدرجات
قولي لراون يا اخوي يا صغنون هذي كلها درجات دنيا ماتهم 😔🫂
او خلي هيلديون يدرسه وهو مب قايل لوء الا بيخلي شغله عبى هيستين ويجي ركض 😭
Dana