Hush Now, Saintess! - 86
لكن، بعد ساعة بالضبط.
“أبلغهم أنني سأحضر حفل الأكاديمية.”
كان على هيلديون أن يغير قراره. و بدأ الأمر عندما أخبره الخادم بزيارة رويلا.
“سموك، الآنسة بريتا تنتظرك في غرفة الاستقبال. ماذا تريد أن أفعل؟”
طقطقة-
نهض هيلديون من مقعده فجأة وأجاب دون أدنى تردد.
“أخبرها أنني قادمٌ حالًا.”
“نعم، سموك……”
اتجه فورًا إلى غرفة الاستقبال حيث كانت رويلا تنتظره. ثم توقف لالتقاط أنفاسه قبل أن يفتح الباب.
لم يكن قد مضى وقت طويل منذ آخر لقاء بينهما، ومع ذلك شعر كأنه يراها بعد غياب.
“هاه.”
أطلق زفرةً قصيرة وفتح الباب.
و في اللحظة نفسها، وقعت عيناه على وجه رويلا، التي كانت تحدق به بعينين متسعتين من الدهشة.
لكن سرعان ما تقلصت عيناها قليلاً لترتسم ابتسامةً على شفتيها.
“هذه المرة، أنا من جاء إليكَ، سموك.”
كان صوتها المنطلق يحمل خفةً جعلت شفتيه تسترخي تلقائيًا.
“نعم، مرحباً بكِ، آنسة رويلا.”
‘اشتقتُ إليكِ.’
كتم كلماته الأخيرة وجلس مقابلها.
“أعتذر عن قدومي المفاجئ، لكن الأمر مستعجل بعض الشيء……”
“أمرٌ مستعجل؟ إذا كان الأمر كذلك، ربما……هل يتعلق الأمر بلعنة أو أهوبيف؟”
“يا إلهي، لا، الأمر ليس كذلك.”
عندما سأل هيلديون بجدية، لوّحت رويلا بيدها رافضة.
“إذا لم يكن كذلك……؟”
“أردتُ أن أسألك قليلاً عن حدث الأكاديمية.”
“حدث الأكاديمية؟”
أومأت رويلا برأسها.
“نعم. فقد قررت هذه المرة أن أذهب مع راون.”
“لكن، يبدو أنه قال في السابق أثناء حديثنا بانه لن يحضر……”
عند سؤال هيلديون، ارتسمت على وجه رويلا ابتسامةٌ ماكرة.
“أنا جيدة في الإقناع.”
“هل نجحتِ في إقناعه؟”
“بالطبع، لقد نجحت. ولكن….”
في اللحظة التالية، وعلى وجه رويلا التي كانت تتحدث بثقة، ظهر قلقٌ بسيط.
“أنا لم أشارك في مناسبات اجتماعية منذ فترة طويلة، فأشعر بالقلق بعض الشيء. وأردت أن أعرف، هل هناك قواعد محددة يجب الالتزام بها في حدث الأكاديمية؟”
“لا أذكر أن هناك أي قواعد خاصة.”
“ألا يوجد أي شيء يمنع القيام به أو يجب فعله؟”
“نعم، لا يوجد شيء محدد. يمكنكِ الذهاب وأنت مرتاحة البال.”
تنهدت رويلا بارتياح عند سماع كلمات هيلديون الحاسمة.
“هاه، هذا مطمئن نوعًا ما. على الأقل، لن يواجه راون إحراجًا بسببي.”
“هل هذا ما كنتِ قلقةً بشأنه؟”
عند رد فعله المستغرب، هزّت رويلا كتفيها.
“بالطبع كنتُ قلقة.”
فهي كانت منشغلةً في التحضير منذ عشرة أيام قبل الحدث، ولم يكن ذلك إلا لنفس السبب، لعدم التسبب في أي إحراج لراون.
خشيَت أن تصبح مجرد وصمة أخرى في حياته الأكاديمية.
‘وفوق ذلك، لو كان راون يتعرض بالفعل للتنمر……’
فعليها أن تلقنهم درسًا قاسيًا. ولذلك، كانت بحاجة للاستعداد جيدًا.
والآن بعد أن فكرت في الأمر، ربما عليها أن تسأل عن ذلك أيضًا.
“سموك، هل يوجد شيء مثل التنمر في الأكاديمية؟”
توقف هيلديون للحظة. ثم أومأ برأسه ببطء.
“لا يمكنني القول إنه غير موجود تمامًا.”
“حقًا……؟”
شعر هيلديون بشيء غريب وهو ينظر إلى رويلا التي تمتمت بوجه متجهم.
مجرد مشاركتها في فعاليات الأكاديمية كان أمرًا غريبًا، واهتمامها بهذا الشكل أيضًا……تُرى……
“هل الأمر يتعلق بـ راون؟”
تنهدت رويلا بعمق وكأنه أصابها في الصميم.
“بصراحة، نعم.”
“هل يتعرض راون للتنمر؟”
سأل بصوت خافت لكنه بارد كالجليد.
“لا، ليس الأمر كذلك. أنا فقط أقلق عليه بمفردي. بسبب عدم اهتمامه بتكوين صداقات……أخشى أن يكون السبب هو التنمر.”
ثم أكملت كلامها بابتسامة محرجة.
“أبدو مبالِغة بعض الشيء، أليس كذلك؟”
“لمَ يكون الاهتمام بأمر أخيكِ مبالغة؟”
“أشكركَ على قول ذلك. كنت قلقةً في داخلي من أنني قد أكون أفعل شيئًا لا طائل منه.”
ابتسمت رويلا ابتسامةً خفيفة، ثم ألقت نظرةً خاطفة على ساعتها ونهضت من مقعدها.
“لقد بقيتُ طويلًا جدًا. لا بد أنكَ مشغول.”
“لستُ مشغولًا.”
“……لستَ مشغولًا؟”
تساءلت رويلا وهي ترمش بدهشة من إجابته الفورية.
توقف هيلديون عن الكلام للحظة.
في الواقع، لم يكن غير مشغول. لكن أن يقول صراحةً لها بأنه مشغول……
‘لكن لو قلت إنني متفرغ تمامًا، فسأبدو متكاسلًا، أليس كذلك؟’
وبعد تردد، أجاب بتلعثم طفيف،
“أحيانًا أكون مشغولًا، وأحيانًا لا.”
“آه، الأمر كذلك معي أيضًا.”
ابتسمت رويلا ابتسامةً عريضة ثم تابعت،
“على أي حال، أشكركّ حقًا اليوم. بفضلك أشعر بالاطمئنان الآن.”
“من الجيد أنني استطعت مساعدتكِ.”
“في يوم الفعالية، لو كنتَ معي، أعتقد أنني سأشعر بتوتر أقل.”
تجمد هيلديون للحظة عند سماع تلك الكلمات.
في الحقيقة، منذ أن علم بأن رويلا ستحضر فعالية الأكاديمية، لم يفكر طوال المحادثة إلا في الدعوة التي رفضها سابقًا.
‘ترى، هل تولى هيستين الأمر بالفعل؟’
كان ينبغي ألا يكون قد أرسل الرد بعد. لكن حتى لو أرسله، لم يكن ذلك ليشكل مشكلة.
“سأذهب معكِ.”
سواء كان قد رفض أم لا، فقد قرر حضور الفعالية بأي حال.
“سموك؟”
“صادف أنني تلقيت دعوةً بصفتي ممثلًا عن الخريجين.”
عند كلماته، أشرقت ملامح رويلا بابتسامةٍ واسعة، غامرةً بالسعادة.
“واو، هذا رائع! أشعر بالكثير من الطمأنينة!”
“إذاً، ما رأيكِ أن نذهب معًا؟ سأمرّ لاصطحابكِ.”
“موافقَة، سأكون بانتظارك.”
“إذًا، أراكِ في ذلك اليوم.”
وبينما كانت رويلا تبتسم له بلطافة، رسم هيلديون بدوره ابتسامةً خفيفة على شفتيه.
وهكذا، بعد أن غادرت رويلا، عاد هيلديون بخطوات سريعة إلى مكتبه وأمسك بهيستين.
“ماذا عن تلك الدعوة، هل تعاملت معها؟”
نظر إليه هيستين بعينين باردتين، مستغربًا مظهره غير المعتاد الذي بدا متعجّلًا على غير عادته.
‘هاه……لا بد أن للأمر علاقة بالسيدة القديسة.’
كان واضحًا تمامًا.
“لا، لم أفعل ذلك بعد.”
“جيد، إذاً.”
تنفس هيلديون الصعداء قليلًا، ثم استعاد هدوءه المعتاد وهو يتحدث،
“أبلغهم أنني سأحضر فعالية الأكاديمية.”
***
وأخيرًا، جاء اليوم المنتظر، يوم المواجهة الحاسمة.
‘كل ما عليّ فعله هو التأكد فحسب.’
هل يتعرض راون للتنمر فعلًا أم لا؟ وما الذي يجري بالضبط؟
“غاستون، هل وضعتَ الأغراض في العربة؟”
“نعم، آنستي. وضعتُ كل شيء.”
قبل المغادرة، راجعت حمولة العربة مرة أخرى.
كان يمكنني الذهاب خالية اليدين، لكن بما أنني بدأت العمل مؤخرًا، فقد حرصت على إحضار بعض الأشياء.
مراوح يدوية ومبردات مكتبية صغيرة.
‘اخترتُ أشياء مناسبة للأطفال……’
لا أعلم حقًا إن كانوا سيعجبون بها أم لا.
بينما كنت أدور في مكاني بتوتر، جاءني خبر وصول عربة هيلديون.
“راون، لنذهب.”
“……لو رآكِ أحد سيظن أننا ذاهبان إلى ساحة معركة.”
“نعم، لأن هذا بالضبط ما أشعر به.”
“ماذا؟”
“آه، لا شيء. على أي حال، لنخرج الآن.”
مددتُ يدي نحوه.
نظر إليّ راون للحظة بنظرة مترددة، ثم زفر باستسلام. بعدها، وضع يده في يدي.
‘وأنا أمسك بيده هكذا……تذكرت لقائي الأول به.’
اليوم الذي ظننته فيه مجرد طفل أتى به أحد الضيوف، وحاولت مساعدته في العثور على عائلته.
كانت علاقتنا بهذا الشكل في البداية، لكن في النهاية، تعلّقتُ به لهذه الدرجة.
‘آه، كنت أكره التعلّق بالناس حقًا.’
لكن، ماذا يمكنني أن أفعل؟
هذا الطفل العنيد لطيف بشكل لا يُحتمل. كيف لي ألا أتعلّق به؟
تمسّكنا بأيدينا بإحكام وسرنا نحو العربة.
كان هيلديون واقفًا أمامها، ينتظرنا، وبمجرد أن رآنا، رسم على شفتيه ابتسامةً خفيفة.
‘يا إلهي، إنه وسيم.’
لطالما كان مظهره بارزًا، لكن في الأيام التي يهتم فيها بمظهره هكذا، أجده مذهلًا لدرجة أنني لا أستطيع منع نفسي من الإعجاب به.
“……هل يُعجبكِ سمو ولي العهد؟”
بمجرد أن ظهر على وجهي أثر الإعجاب، تساءل راون بنبرة جانبية.
“يا لك من طفل لا يوجد شيء لا تستطيع قوله.”
“كنتُ فقط أتساءل لا أكثر.”
“وأنتَ؟ ما رأيك؟”
“ماذا؟”
“هل يعجبكَ سموه؟”
نظرَ راون إلى هيلديون بنظرة خاطفة دون أن يتكلم. ثم دارت عينيه بشكل عشوائي وأومأ برأسه بشكل غير جاد.
‘أوه، هل تعني أنه يُعجبك؟’
فكرتُ بأن هيلديون قد يفرح بمعرة ذلك.
وعند وصولنل إلى العربة،
“شكراً لقدومك، سموك.”
“آمل أن نوفق اليوم.”
بينما كنا نتبادل التحية، صعد راون أولاً إلى العربة بمساعدة أحد الخدم. وعندما تراجعت خطوةً للوراء كي أطلب مساعدة الخادم أيضاً……
“امسكِ بيدي.”
مدّ هيلديون يده أولاً.
‘أوه، ما هذا؟’
لماذا يمدّ هيلديون يده لي؟
أها، هل كان يفكر أننا شريكان اليوم؟
إذاً الأمر أصبح واضحاً. فالمساعده بين الشركاء أمر شائع.
رسمت ابتسامةً على زاوية فمي ووضعت يدي على يده.
“شكراً، سموك.”
هزّ هيلديون رأسه قليلاً بدلاً من الرد.
و ربما بسبب شمس يوم الصيف، كان الجزء الخلفي من عنقه الذي أصبح مكشوفاً قليلاً محمراً.
بعد أن صعد هيلديون أيضاً، تحركت العربة ببطء نحو وجهتها.
وفي تلك اللحظة، لم أكن أعرف بعد.
‘……آه، ما الذي سيحدث؟’
ما الذي ينتظرني هناك؟
_________________________
اخيرا راحوا الاكاديميه ياويلهم لو فيه صدق احد يتنمر على ولدي
هيلديون يجننن مايحاول حتى يخش تعابير وجهه ليته بعد مايخش كلامه😘
و رويلا الله يعين مدري متى تستوعب ~
Dana