Hush Now, Saintess! - 79
‘لماذا أنا هنا الآن؟’
كانت رويلا في حالة من الذهول أمام الوضع الذي وجدته نفسها فيه.
في غرفة الاجتماعات في القصر. كان يجلس أمامها حوالي عشرة أو اثني عشر من كبار عائلة النبلاء.
و كانت أعينهم المجعدة تتوجه نحوها جميعًا في آن واحد.
“هاه. لم يخطر ببالي حتى في الأحلام أن ألتقي بالأميرة بريتا في اجتماع كهذا.”
“أليس كذلك؟”
كانت الكلمات تتابع بسلاسة.
“لقد كنت أتابع الأخبار مؤخرًا. هناك الكثير من الأخبار الجيدة، لا بد أن الدوق سعيدٌ جدًا.”
“لو كان لدي ابنة مثل ابنة الدوق، لما تمنيت شيئًا آخر.”
لم تكن كلماتهم سوى كلمات معسولة تتدفق دون توقف.
في الماضي، لم يكن أحد ليجرؤ على قول مثل هذه الكلمات حتى كمزاح.
“همم!”
وسط سيل الحديث، تنحنح الدوق بصوت عالٍ ليجذب الانتباه.
“همم. وما الأمر العظيم في ذلك؟”
كان صوته هادئًا بلا أي انفعال. لكن زوايا شفتيه كانت ترتجف بلا رحمة.
ابتسمت رويلا بخجل مناسب، بينما كانت تصرخ داخليًا.
‘ما هذا..…؟ أشعر وكأنني متدربة علقت عن طريق الخطأ في اجتماع مع رؤسائها!’
أنا فقط جئت في الوقت الذي حدده الدوق لأجلب له المبرد..…!
كل شيء بدأ قبل بضع دقائق.
***
بعد خروجي من غرفة راون، توجهت مباشرةً إلى غرفتي.
خلال العشاء السابق، لقد قررت أن أحضر المبرد بنفسي إلى الدوق اليوم عند الساعة الثانية.
بعد أن بدّلت ملابسي المجعدة، سحبت مبردًا وخرجت من الغرفة. لكن ما إن خطوت إلى الممر حتى صادفت جراهام.
“أوه، لم يفت الأوان بعد.”
قال جراهام ذلك بارتياح وهو يقترب مني.
“سأحمله بدلاً منكِ، يا آنستي.”
“شكرًا لك.”
ابتسم جراهام وهو يرفع المبرد بسهولة.
ثم تقدم بخطواتٍ واسعة إلى الأمام، فتبعتُه دون تفكير.
لكن بعد أن مشينا مسافة معينة، شعرتُ أن هناك شيئًا غير صحيح.
‘هذا ليس الطريق المؤدي إلى مكتب الدوق..…؟’
“آه…..جراهام.”
“نعم، يا آنستي؟”
“أليس هذا الاتجاه خاطئًا؟ هذا ليس الطريق مكتب والدي، صحيح؟”
“أوه، يبدو أنني نسيت أن أوضح لكِ.”
“؟”
توضيح؟ ماذا يقصد بالتوضيح؟
“لقد طلب الدوق أن يُنقل المبرد إلى مكان آخر، وليس إلى مكتبه.”
“إلى أين إذاً؟”
“إلى قاعة الاجتماعات.”
“قاعة الاجتماعات؟”
لم أكن أعلم أن هناك مكانًا كهذا في قصر الدوق.
‘حسنًا، من المنطقي أنني لم أكن على دراية به.’
عادةً، الاجتماعات تقتصر على سيد العائلة والشيوخ.
و في بعض الأحيان، قد يحضر الورثة أيضًا، لكن هذا لم يكن ينطبق على رويلا.
فهي لم تكن وريثة، بل كانت على وشك أن تُشطب من السجلات العائلية أصلًا.
“ولكن، لماذا إلى قاعة الاجتماعات فجأه..…؟”
اكتفى جراهام بالابتسام بصمت.
وفي تلك الأثناء، كنا قد وصلنا بالفعل إلى قاعة الاجتماعات.
لسبب ما، بدأت مشاعر القلق تتسلل داخلي شيئًا فشيئًا.
وحينما طرق جراهام باب قاعة الاجتماعات مرتين و أعلن وصولي فجأة،
“لقد وصلت الآنسة رويلا.”
أدركت حينها أن قلقي لم يكن مجرد وهم.
صرير—
فُتح الباب الضخم على مصراعيه، كاشفًا عن قاعة الاجتماعات. وفي الداخل، كان الدوق جالسًا، محاطًا بعشرة أو أكثر من الشيوخ كبار السن.
“ادخلي.”
…..ماذا؟ أنا؟
رغبت في الاستفسار، لكنني تصرفت كما لو أن الأمر طبيعي، متظاهرةً بالهدوء.
ابتسمت ابتسامةً مثالية، تلك التي يحبها كبار السن عندما يرون امرأةً مناسبة للزواج.
أما جراهام، فقد وضع المبرد برفق بجوار الدوق، كما لو كان هذا كل ما عليه فعله.
نظرت إليه بتوتر، محاوِلة إرسال إشارات استغاثة.
‘لا تتركني وحدي، سيد جراهام. أنا وأنت معًـ-‘
بانغ-!
لكن جراهام، بلا شفقة أو رحمة، أغلق الباب ورحل.
‘الل&نة، تبًا له.’
***
بعد انتهاء الاجتماع.
و داخل العربة في طريق العودة، أطلق الشيوخ ضحكات ساخرة.
“كان اجتماع اليوم صادمًا حقًا.”
“أليس كذلك؟ كيف يمكن لشخص أن يتغير بهذا الشكل؟”
“على أي حال، أليس هذا أمرًا جيدًا؟”
أومأ الجميع برؤوسهم موافقين.
اجتماع اليوم كان بالفعل مفاجئًا بعض الشيء. لم يكن جدول الأعمال مختلفًا عن المعتاد. ولكن مع اقتراب الاجتماع من نهايته…..
ظهرت رويلا بريتا. حاملةً معها ما يُعرف مؤخرًا باسم “المبرّد”، والذي يُسمع عنه كثيرًا هذه الأيام.
في تلك اللحظة، تيبست أجساد الجميع وشعروا بالتوتر.
فمعظم الحاضرين في الاجتماع اليوم كانوا قد شهدوا نشأة رويلا منذ صغرها.
مما يعني أنهم عايشوا عن قرب مدى وحشيتها المخيبة للآمال أثناء نشأتها.
مؤخرًا، رغم كثرة الأحاديث الإيجابية حولها، كان من الطبيعي أن يشعر الجميع بالتوتر فور رؤيتها.
ولكن…..
بشكل غير متوقع، لم تكن الأجواء سيئة. بل على العكس، كانت أكثر وُدًّا مما تخيلوا.
لقد بدا الأمر كما لو أن رويلا لم تعد الشخص نفسه كما كانت في السابق، فقد تحدثت بصوت دافئ ولطيف.
وحينما كانت تبتسم أحيانًا بدلال، شعروا بدفء يشبه ما يشعر به المرء عند رؤية حفيدته.
ولم يكن هذا كل شيء.
فقد أظهرت اهتمامها بحديثهم من خلال إيماءات رأسها بين الحين والآخر، تعبيرًا عن إنصاتها. و جلست باستقامة، متزنة وأنيقة للغاية.
ولم يمضِ وقت طويل حتى أدرك معظم الحاضرين سبب استدعاء الدوق لها إلى الاجتماع.
‘لقد أراد أن يتفاخر بها..…!’
وعندما حاول أحدهم التأكد من الأمر بإلقاء مديح عابر على رويلا..
“على أي حال، إنجازات الآنسة رويلا مؤخرًا مذهلة حقًا. هاها.”
عندها…..ارتجفت زاوية شفتي الدوق قليلًا.
عند رؤية شفتي الدوق تتحركان وكأنهما ترقصان برقصة الحقيقة، تأكد جميع الحاضرين داخل قاعة الاجتماعات.
‘لقد استدعاها فعلًا ليتفاخر بها!’
ومنذ تلك اللحظة، بدأ الجميع يتسابق في إلقاء المديح على رويلا.
“هاه، لم أتخيل أبدًا أن أرى الآنسة في اجتماع كهذا.”
“أليس كذلك؟”
“كنت أتابع الأخبار مؤخرًا، ويبدو أن هناك الكثير من الأنباء الجيدة، لا بد أن الدوق سعيد جدًا.”
“لو كانت لدي ابنة مثل الآنسة رويلا، لما تمنيت شيئًا آخر.”
وفي كل مرة كانوا يثنون عليها، لم تتوقف زوايا شفتي الدوق عن الارتعاش.
“همم، وما الأمر العظيم في ذلك؟”
رغم ادعائه التظاهر بعدم الاكتراث، كان واضحًا مدى فخره.
“هذه الأيام، يبدو أنها مشغولة بشيء يُدعى المبرد أو ما شابه. ومع ذلك، فإن إدارة منجم الياقوت الذي منحها إياه جلالة الإمبراطور وحدها كفيلةٌ بأن ترهقها تمامًا. حقًا، لا أدري مِمّن ورثت هذا الطموح الزائد!”
“هاه، ومن عساه يكون؟ الابنة لا تشبه إلا والدها، أليس كذلك؟”
“همم. صحيح، ليس كلامًا خاطئًا.”
وعندما بدا أن الدوق لا يستطيع إخفاء سعادته بعد، أشار أحد الشيوخ بذكاء إلى المبرد وفتح فمه.
“آه، هل هذا هو المبرد الشهير الذي يتحدثون عنه هذه الأيام؟”
“هاه، حفيدي الذي حضر حفل الافتتاح قال إنه شيء رائع.”
“صحيح، يبدو أنه مثير للاهتمام. أنا أيضًا أصبحت مهتمًا به.”
“سمعت أن هناك طوابير من الناس الذين يرغبون في شراءه…..”
“كيف فكرتِ في اختراع شيء بهذا الذكاء؟”
بينما كان الحديث ينتقل بشكل طبيعي، لم تستطع رويلا إلا أن تشعر بالدهشة.
‘هل هذا هو الشعور الذي يأتي من الخبرة؟’
وفي أثناء تأملها، ألقى الدوق نظرةً سريعة على رويلا.
و قد كان يقصد أن تشرح هي بنفسها.
فهمت رويلا الرسالة على الفور، وأجابته بابتسامة أنيقة.
“فكرت في الأمر لأن الكثير من الناس يعانون من الطقس الحار في الصيف، وكنت أرغب في مساعدتهم ليشعروا براحة أكبر.”
“كان الهدف هو أن نتمكن من العيش في الصيف المقبل بشكل أكثر راحة.”
في تلك اللحظة، تغيرت نظرات الشيوخ.
في الحقيقة، كانت كل المدائح التي قيلت حتى الآن مجرد مجاملة لإرضاء الدوق.
لكن بعد سماع سبب اختراع المبرد مباشرة، أبدوا إعجابًا حقيقيًا.
“صُنع لمساعدة أولئك الذين يعانون من الحر؟”
أليس هذا هو السبب الأكثر صحةً وقوة؟
لكن، كما هو الحال دائمًا، كان هناك من يشكك في كل شيء. وفي هذه القاعة، كان هذا الشخص هو البارون سالفار.
عائلة البارون سالفار كانت من العائلات التي خدمت عائلة الدوق لفترة طويلة، وكانت عائلة متدينة بشكل مبالغ فيه.
ولذلك، كان لدى البارون استياء داخلي من رويلا.
‘أن تكون الآنسة رويلا هي القديسة؟ لا أستطيع تصديق ذلك!’
كان يعتقد أن رويلا كانت تفتقر تمامًا لأن تكون ممثلة للقديسة لوكيرا.
وكان إيمانه هذا لا يزال قائمًا.
لم يكن إيمانًا سهل التغيير ببضع سطور من الأخبار أو إشاعة هنا وهناك أو كلمات معسولة.
“لكن، لا أعتقد أن الذين يحتاجون إلى المبرد سيتمكنون من شرائه.”
جاءت تلك الكلمات الجافة لتجعل الأجواء في قاعة الاجتماعات تتجمد على الفور.
‘يا إلهي.’
‘هذا الشخص يسبب المتاعب مجددًا.’
من يعرفونه جيدًا سرًّا كانوا يشتمونه في داخلهم.
كان من الممكن أن يمر الموضوع بسهولة، لكنه لم يظهر أي مرونة.
ففي بعض الأحيان، تؤدي النزاهة المفرطة إلى الهلاك.
وبالفعل، أصبح وجه الدوق قاسيًا.
‘يا إلهي، نحن في ورطة.’
وفي اللحظة التي كانت فيها الأجواء متوترة،
“هل لي أن أسأل لماذا تعتقدون ذلك؟”
طرحت رويلا السؤال بلطف شديد.
لكن البارون سالفار لم يبالِ بالأجواء الباردة واستمر في حديثه.
“أكثر من يحتاجون إلى هذا المبرد هم الفقراء. أولئك الذين يخرجون للعمل في الحرارة القاسية ويكملون عملهم بصبر.”
“نعم، هم الذين يحتاجون إليه.”
كما لو كانت تشجعه على الاستمرار، أومأت رويلا برأسها.
“سمعت أن المبرد يحتوي على حجر سحري.”
“نعم، صحيح. يحتوي على حجر سحري.”
“لكن المواطنين العاديين في الإمبراطورية لا يستطيعون تحمل ثمن حجر سحري. لذا، سيظل المبرد مجرد ترف للأثرياء.”
“في رأيي، أعتقد أن 50,000 شيلينغ في الشهر ستكون كافية للاستثمار في مثل هذا الشيء.”
“…..50,000 شيلينغ، أهي؟”
“نعم، 50,000 شيلينغ.”
كانت إجابة رويلا واثقة، مما جعل عيون البارون سالفار تزداد حدة.
“يا لها من فتاة لا تعرف شيئًا عن واقع العالم..…!”
____________________
مافهمت شي من حوارهم ذاه المهم البارون سالفار زفت
خير توقعت ذا الفصل بعد لراون🥲
بس عادي جا جراهام كم سطر وضحكنا يجنن😭
الدوق: من يكره قطوتي(رويلا) فهو يكرهني
Dana