Hush Now, Saintess! - 77
“إلى أين تنظرين؟”
تحدث الدوق إلى رويلا التي كانت تحدق في نافذة النظام بشرود.
‘إيك. يا لذكائي!’
تفاجأت بالمهمة التي ظهرت فجأة، فنسيت للحظة أنني كنتُ في منتصف وجبة.
ضغطت رويلّا عشوائيًا على أي زر للموافقة ثم أغلقت نافذة النظام. و تظاهرت بأنها تبرر موقفها.
“آه، اللحم لذيذ جدًا. كنت غارقةً في التأثر للحظة.”
“……كان لذيذًا إلى هذا الحد؟ لدرجة تجعلكِ غارقةً في التأثر؟”
“نعم، إنه شهي جدًا.”
“……إذاً، كُلي المزيد.”
بدا الدوق مذهولًا وهو ينقل قطعة اللحم التي لم يمسها من طبقه إلى طبق رويلا.
“لا بأس، يمكنكَ تناولها يا أبي.”
“لا داعي. من يُحب الطعام أكثر هو من يجب أن يأكل المزيد.”
“في هذه الحالة، سأتناولها بامتنان.”
انحنت رويلا قليلًا وهي تضحك بهدوء. و عندها، التقت عيناها بعيني راون الجالس أمامها.
نظر راون إليهما بذهول وهو يراقبهما خلسة، لكنه سرعان ما ارتبك وأشاح ببصره.
فهمت رويلا ردّ فعله.
‘آخر مرة رأى فيها رويلا والدوق، لم يكونا حتى يتناولان الطعام معًا.’
بل كانا يكتفيان بالتشاجر كلما التقيا، بدلًا من مشاركة وجبة. لذلك، لم يكن غريبًا أن يجد راون هذا الموقف محيرًا.
وفي الواقع، لم يكن مرتبكًا فحسب، بل كان في غاية الدهشة.
‘أبي يضع اللحم في طبق أختي؟’
في الحقيقة، كان راون يشعر بقلق كبيرٍ قبل العشاء.
وجبة تجمعهم ثلاثتهم معًا؟
ذلك الصمت الخانق، والتوتر الذي قد ينفجر إلى شجار عند أدنى زلة. بمجرد تخيله كان كافيًا ليشعره بالغثيان.
لكن، بمجرد أن جلسوا لتناول الطعام، لم يحدث أي شيء مما توقعه. بل على العكس، لم يكن والده وأخته يشعران بعدم الارتياح لتناول الطعام معًا، بل بدوا معتادين على ذلك.
ليس هذا فحسب، بل كانا يتحدثان بسلاسة وكأن الأمر طبيعي تمامًا.
“رويلا، هل ستبدئين مشروع مبرد الهواء قريبًا؟”
“نعم، على أبعد تقدير، سيبدأ هذا الشهر.”
“همم، هكذا إذاً……”
“آه، لقد وضعت حصتك جانبًا يا أبي. سأحضرها لك غدًا.”
“همم، إذن كنتِ قد أعددتِ حصتي مسبقًا……”
“نعم.”
“هل يمكنك إحضارها لي يوم الجمعة عند الساعة الثانية؟”
“يمكنني إحضارها في وقتٍ أقرب.”
“لا، يجب أن تحضريها في ذلك اليوم تحديدًا عند الساعة الثانية.”
“حسنًا، سأفعل ذلك.”
لم يكن حديثهما يشبه الشجار، بل كان سلسًا وطبيعيًا تمامًا. بل إن الموضوع نفسه بدا وكأنه حديثاً بين بالغين.
لطالما كانت الأحاديث التي تخرج من فم رويلا تدور حول الترف، أو التعامل مع المشكلات، أو السيد كيليان، لا غير.
‘ما الذي يحدث بالضبط؟’
لم يستطع راون التأقلم مع هذا التغيير المفاجئ.
و بينما كان يتخبط في ارتباكه، نادته رويلا. فرفع بصره تلقائيًا، ليجد أخته تبتسم له بلطف.
“هل تريد المزيد من هذا أيضًا؟”
“لا، لست بحاجة إليه.”
‘آه، تبًا.’
خرج رده جافًا دون قصد.
قبض راون يده أسفل الطاولة بإحكام.
‘هل سأفسد الأجواء الجيدة بسبب تصرفي؟’
من المؤكد أن أخته ستغضب بشدة، وستصرخ متسائلة إن كان يتعمد تجاهلها.
لكن، على عكس توقعاته……
“حسنًا، إذا أردت المزيد لاحقًا، أخبرني.”
كل ما حصل عليه كان صوتًا لطيفًا وابتسامةً خجولة.
‘ما الذي يحدث بالضبط؟’
شعر راون بارتباك شديد.
***
لكن، لم يكن هذا سوى بداية ارتباكه. فالأيام الحقيقية المليئة بالحيرة بدأت في اليوم التالي.
“راون، هل تريد اللعب مع أختك؟”
“لست طفلًا.”
“آه! حسنًا، حسنًا. أيها الفتى الكبير، هل تريد اللعب مع أختك؟”
“أرجوكِ غادري.”
بدأت أختي في زيارتي بشكل متكرر.
في البداية، ظننت أنها طريقةٌ جديدة لإزعاجي.
فعمري كان قد بلغ 12 عامًا بالفعل. ومع ذلك، ها هي تأتي وتطلب مني اللعب معها!
لم تكن تعاملني كطفل، لكن……
و لم تتوقف زياراتها عند هذا الحد.
“راون، هل نأكل معًا؟”
“راون، هلا تلعب معي؟”
“راون، ماذا تفعل؟”
“راون، ألم يحن وقت تناول وجبةٍ خفيفة؟”
عند هذه النقطة، لم يعد لدى راون أدنى شك.
هذا بالتأكيد نوع جديد من أساليب المضايقة!
“سأتناول الطعام وحدي.”
“لن ألعب.”
“أنا أدرس.”
“لست بحاجة إلى وجبة خفيفة.”
بانغ-!
بعد أن نجح راون مجددًا في صدّ رويلا ببراعة، استند إلى الباب.
و من خلفه، سمع صوت شقيقته تتمتم.
“آه، الأطفال معقدون حقًا……متى سيوافق على اللعب معي؟”
صوتها كان محبطًا.
بقيت تتجول قرب الباب لفترة، ثم ابتعدت بخطواتٍ متثاقلة.
وبعد وقت قصير……
صرير—
فُتح الباب قليلًا. و ظهرت عينان زرقاوان داكنتان عبر الفجوة، تتفحصان الخارج.
ثم……
بانغ-!
أُغلق الباب مجددًا.
أحكم راون إغلاقه بالمفتاح ثم توجه مباشرةً إلى الأريكة.
و على الطاولة الواسعة أمامه، كان هناك لغز مكون من 1000 قطعة.
كانت هذه هو هوايته خلال عطلة الأكاديمية، و هو إكمال لغز الألف قطعة قبل انتهاء العطلة.
جلس بهدوء وبدأ في وضع القطع الناقصة في أماكنها.
***
“الأطفال حقًا معقدون! هذا ليس سهلًا على الإطلاق.”
[ألم تقل ماري في المرة السابقة أن المشكلة ليست في الأطفال، بل فيكِ……]
“جيلي، اصمتِ.”
[……لا فرق بينكِ وبين الطغاة، مياو.]
“ما رأيكِ أن تقولي ذلك بعد أن تضعي ورقة نعناع القطط في فمكِ؟”
“مـياو؟”
استلقت جيلي على ظهرها متظاهرةً بالبراءة، لكنا سرعان ما التقطت ورقة نعناع القطط وهربت إلى الزاوية.
أوه، أيتها القطة المشاكسة.
“لكن هذا غريب.”
[وهل كونكِ غريبة أمرٌ جديد؟، مياو؟]
“أقصد……هذا الأمر تحديدًا.”
<ما الذي تجدينه غريبًا؟، مياو؟>
حاولت جيلي تغيير الموضوع بسرعة. فتظاهرتُ بالاستسلام وأكملت الحديث.
“المهمة هذه المرة……من المفترض أنها لإزالة الأخطاء، لكن لا أرى أي خطأ. حتى شروط إزالتها لم تظهر بوضوح.”
[هذا ممكنٌ أحيانًا، مياو.]
“حقًا؟ لا أذكر حدوث شيء كهذا من قبل.”
[حقا؟ مع هيلديـ-……]
توقفت جيلي عن الكلام فجأة.
‘هل قالت هيلديون قبل لحظة؟’
آه، صحيح. أحيانًا كان يحدث شيء مماثل مع هيلديون أيضًا.
على الرغم من أنني لم أرَ الخطأ غير المحظوظ، فقد ظهرت إشعارات إزالة الأخطاء.
لكن كيف عرفت تلك القطة المزعجة ذلك؟
“……هل تراقبينني؟”
[آسفة، لكنكِ لست من نوعي، مياو.]
“ما الذي تقولينة؟”
و هكذا، بينما لا أفكر في شيء، تغير الموضع إليّ فجأه. و لم أستطع أن أجد كلمات بسبب الدهشة.
[على أي حال، قد يحدث ذلك أحيانًا، مياو. و في تلك الحالات……]
“في تلك الحالات……؟”
[أفضل شيء هو أن تواجهيها بكل قوتكِ!]
آه.
حقًا، إنها نصيحة مفيدة.
أطلقت تنهيدةً وأعددت نفسي للخروج.
[الى أين ستذهبين؟]
“إلى هاميل. أريد أن أستعد وأخذ مبرد الهواء التي سأقدمها لوالدي غدًا.”
بينما كنت أستعد للخروج، قفزت جيلي فجأة وأوقفتني.
[آه، انتظري……!!]
“ماذا، ما الأمر؟!”
استجابت جيلي بشكل عصيب، مما جعلني أشعر بالقلق أيضًا.
‘هل حدث شيء؟’
أجاب جيلي بجدية تامة على سؤالي.
[أنا……]
“أنتِ؟”
[أنا أيضًا……]
“أنتِ أيضًا؟”
[أنا أيضًا أريد استخدام مروحة الهواء الباردة. ففراءي شديد الحرارة، مياو.]
……كيف يمكنني التعامل مع هذه القطة المزعجة؟
***
“أنتِ هنا، سيدتي القديسة!”
عندما وصلت إلى المتجر، ركضت هاميل نحو الباب بسرعة.
و على عكس الحر الشديد في الخارج، كان الجو داخل المتجر باردًا ومنعشًا.
“النتيجة حقًا رائعة.”
أعربت عن إعجابي باختصار، بينما قفزت هاميل بحماس.
“أليس كذلك؟ إنه بارد جدًا! فأنا لا أتعّرق، وهذا يجعلني سعيدةً جدًا! لا أطيق الرطوبة واللزوجة!”
“حقًا، أوافقكِ الرأي، هاميل!”
لكن فجأة، قاطعنا صوت آخر. هذا الصوت كان بالتأكيد……
“كما توقعت، نيلا تفهمني تمامًا!”
“بالطبع، أفهم ذلك!”
كما توقعت، كانت صاحبة الصوت هي نيلا.
عندما تلاقت أعيننا، ابتسمت نيلا ببراءة.
“مرحبًا، آنسة رويلا.”
“مرحبًا، لم أركِ منذ فترة. ولكن، كيف أتيتِ الى هنا؟”
“لقد انتشرت الإشاعات بالفعل، أليس كذلك؟ هذا المتجر هو متجر القديسة.”
آه، صحيح.
بفضل ذلك، شكرني هيلديون على الترويج للمتجر في منطقة فينتيون. وسمعت أن هناك الكثير من الناس الذين يمرون من أمام المتجر لمجرد الفضول بسبب الشائعات.
“بالطبع، لقد جئت بدعوةٍ من هاميل.”
قالت نيلا ذلك بكل فخر.
“كنت أرغب في حضور حفل الافتتاح الماضي، لكنني لم أتمكن من ذلك لأنني كنت مريضة. ولكنني قررت أن أتي اليوم وأرى النافورة!”
“ومن الحظ أنني تصادفتُ معها! لذا دعوتها.”
أها، فهمت.
أومأت برأسي كما لو أنني فهمت الموقف، ثم فتحت نيلا فمها بصوت منخفض.
“إذا كنت أعتبر ضيفةً غير مرغوب فيها، يمكنني العودة بهدوء. أخبريني بكل صراحة.”
“لا، لا حاجة لذلك.”
“إذاً، سأبقى قليلاً، هاها.”
أتى الجواب منها بسرعة غير متوقعة.
وكأنها لم تكن قد تحدثت بصوت منخفض و مُحرج في البداية، أصبح صوتها مليئًا بالحيوية.
‘هناك سبب لتناسب نيلا و هاميل بشكل جيد.’
بالطبع، هذا يسبب لي شعورًا بأن الأمور يمكن أن تكون أسهل و أسرع بشكل مضاعف.
________________________
يضحكون هاميل ونيلا ابي اشوف ردة فعلهم اذا عرفوا من نيلا هذي 😭😭😭
الدوق ترا مب واضح انك مستانس بالمكيف كمل كمل
المهم ابي فصول اكثر عن رويلا واخوها يارب ماتعطينا المؤلفه سالفته باختصار 😔
Dana