Hush Now, Saintess! - 70
“الأمر الآن ليس مناسباً، هل يمكن أن نلتقي لاحقاً على انفراد؟”
“ماذا؟”
“إن كنت لا تمانعين، أود دعوتكِ إلى منزلي. ما رأيكِ؟”
بصراحة، لم أشعر برغبةٍ كبيرة في ذلك.
أنا؟ إلى منزل هيلينا؟ ولللقاء مع والدة هيلينا أيضاً؟
“لن أُجبركِ بالطبع، لكن سيكون ذلك رائعاً لو قبلت الدعوة.”
ترددت قليلاً قبل أن أومئ برأسي بالموافقة.
فقد كانت تتحدث بلطف شديد، مما جعل من الصعب عليّ الرفض.
‘لهذا يُقال إنه لا يمكنكَ رد الإساءة بابتسامة..…’
أليس هذا هو المثل المناسب لهذا الموقف؟
“شكراً لكِ. إذاً، أراكِ لاحقاً.”
بدت هذه نهاية الحديث، حيث استدارت ومضت مبتعدة.
‘ما الذي يحدث فعلاً؟’
أوه، لا يهم. سأعرف ذلك عندما أذهب لاحقاً.
في الوقت الحالي، فكرت أن إيجاد هيلديون أولاً هو الأهم، فأكملت طريقي.
ولم يمض وقت طويل حتى.
“سموك!”
“…..رويلا؟”
تمكنت أخيراً من العثور على الشخص الذي كنت أبحث عنه. و كان بالفعل وحيداً، ولم يكن هيستين بجانبه.
‘يبدو أنه جاء لوحده اليوم.’
“كيف أتيتِ إلى هنا..…؟”
سأل هيلديون بذهول. و يبدو أنه لم يتوقع أنني سآتي للبحث عنه.
رفعت كتفي متظاهرةً بالضيق و تحدثت بنبرةٍ مازحة.
“شريكي تركني وحدي واختفى، لذا جئتُ للبحث عنه.”
“أنا آسف. لم أفكر في ذلك. كنت فقط..…”
“فقط؟”
“كنت فقط خائفاً من أن أفسد الأجواء. لم أرد أن أفسد الحدث الذي تكونين أنتِ بطلته.”
…..كانت مجرد مزحة. لم أكن أتوقع مثل هذا الرد.
‘حسناً، كان حتى وقت قريب يعتقد أن وجوده يجعل العالم بائساً.’
بالإضافة إلى ذلك، كان يظن أن الجميع يخافون منه.
يا إلهي.
بهذا الشكل، أشعر وكأنني شخصٌ فظيع حقاً.
حاولت الحفاظ على هدوئي قدر الإمكان وهززت رأسي.
“سموك تُفسد الأجواء؟ هذا كلامٌ غير منطقي.”
ارتسمت ابتسامةٌ هادئة على شفتيه دون أن يقول شيئاً.
كانت تعبيراته توحي بأنه لا يصدق كلامي، لكنه لا يستطيع المجادلة ويرد بابتسامةٍ صامتة.
آه، يا له من مسكين. ما الذي عليّ فعله الآن؟
‘بصراحة، إنه يبدو مثيرٌ للشفقة قليلاً.’
شعرت بقليلٍ من التعاطف تجاهه.
هذا الشخص الذي يحتفظ بكلماته لنفسه خوفاً من إزعاج الآخرين، والذي حتى الآن ينعزل عن الجميع كي لا يفسد حفل الافتتاح.
‘لا بد أن هذا ليس بالأمر الجديد عليه.’
أن يخرج وحيداً ويختبئ في مكانٍ ما على هذا النحو.
كلما عرفت عنه أكثر، شعرتُ بالأسى عليه أكثر، وفي نفس الوقت تأكدت أنه شخصٌ جيد.
تنهدت قليلاً، ثم مددت يدي نحوه.
“؟”
“يدكَ.”
“يدي؟”
رمش هيلديون بعينيه بارتباك، ثم فجأة أصبحت نظرته حادة.
بعدها، بدا وكأنه أدرك شيئاً ما، فتغيرت ملامحه إلى الجدية.
و خفض صوته وهمس.
“هل هي للتطهير؟”
“ماذا؟”
“هل تشعرين بطاقة أهوبيف تنبعثُ مني؟”
ما هذا الذي يقوله فجأة..…؟
آه، هل يمكن أن يكون بسبب ذلك الأمر؟
عندما أخبرته سابقاً عن طريقة تطهير طاقة أهوبيف، وأعطيته مثالاً،
“أحياناً، قد أُمسك يدكَ فجأة. أو قد أرش شيئاً ما. تختلف الطريقة حسب الموقف.”
هززتُ برأسي بخجل ونفيت الأر .
“لا، الأمر ليس كذلك.”
“إذاً…..؟”
“كنت فقط أحاول إمساك يدكَ كنوعٍ من المواساة.”
“…..ليست للتطهير؟”
“نعم، ليست للتطهير، بل للمواساة.”
بدأت ملامح هيلديون تبدو شاردةً تدريجياً.
حسناً، ربما يكون إمساك اليد لمجرد المواساة أمراً غريباً بعض الشيء.
‘هل سيظن أنني أفعل ذلك دون سبب أو أنني أفرط في اللمس بلا داعٍ؟’
عندما فكرت في الأمر، بدا لي أنه قد يُساء فهمي بهذه الطريقة.
“في الحقيقة، لا يوجد شيء أفضل من الدفء عندما يتعلق الأمر بالمواساة.”
أضفتُ تبريراً بتردد، خشية أن يشعر بالرفض.
“عندما نكون متعبين أو نشعر بالوحدة، فإن مجرد أن يمسك أحدهم بيدنا قد يواسينا. إنه شعور بأننا لسنا وحدنا.”
هذل ما كنت أشعر به في حياتي السابقة أيضاً.
في الأيام التي كنت أشعر فيها بالوحدة أو التعب، كنت أقترب من جدتي النائمة وأمسك بيدها المجعدة.
وفي تلك اللحظة، كانت جدتي تمسك بيدي بهدوء.
هذا كل ما في الأمر.
نظرةٌ دافئة، صوت لطيف، وكلماتٌ مليئة بالعطف.
لم يكن هناك شيء سوى إمساك اليد فقط. ومع ذلك، كان ذلك كافياً.
كنت أشعر بالطمأنينة، بأنني لست وحيدةً في هذا العالم.
‘بعد وفاة جدتي، كان أكثر ما افتقدته هو ذلك الدفء.’
لم يعد هناك أحد يمسك بيدي بعد الآن.
والآن أدركت أنني نسيت هذا الشعور لفترة طويلة.
بينما كنت غارقةً في ذكرياتي القديمة، شعرت فجأة بدفء يتسلل إلى يدي الفارغة.
“إنها دافئة.”
تمتم هيلديون بصوتٍ هادئ.
“بالفعل، هذا يمنحني شعوراً مريحاً.”
‘……أجل. إنه مريحٌ حقاً.’
“سيدتي القديسة.”
“نعم؟”
“ليس كل شخصٍ يحتاج إلى مواساةٍ كهذه.”
هاه؟ ما هذا الآن؟
‘ألم يكن الجو دافئاً ومليئاً بالعاطفة منذ لحظة؟’
لماذا يبدو وكأنه يعترض فجأة؟
هل يحاول الآن أن يقول إن مواساتي كانت تدخلاً غير مرغوب فيه؟
بينما كنت مرتبكة، تابع حديثه بملامح جادة.
“ولكنني أحتاج إلى هذه المواساة.”
‘……؟’
“لذا، من فضلكِ، واصلي مواساتي بين الحين والآخر.”
بدأت أعيد ترتيب كلامه بهدوء في رأسي.
‘حسناً، فلنراجع الأمر بمنطقٍ ثلاثي.’
أولاً: إمساك اليد يمنح المواساة.
ثانياً: ليس كل شخص يحتاج إلى المواساة.
ثالثاً: لكن، هو يحتاج إلى المواساة.
والنتيجة…..
‘لا أعلم.’
بينما كنت أدير عيني بتوتر، أضاف هيلديون.
“أعني شكراً لكِ.”
“آه، نعم.”
حسناً. مهما كان الأمر، يبدو أن مزاجه قد تحسن، وهذا ما يهم.
‘في النهاية، ستكون الأمور بخير عندما تكون مرتاحاً.’
“على أي حال، هذا مؤسفٌ حقاً.”
“ما الذي تقصدينه بالمؤسف؟”
“لقد شاركتَ معي كرفيقٍ في الحدث، ومع ذلك لم يتمكن سموه من مشاهدة حفل الافتتاح بشكل صحيح.”
كل ما فعله اليوم هو إيصالي إلى المنصة ثم انتظاري عند نزولي منها.
رغم أنه استعد منذ الصباح وبذل مجهوداً للحضور، إلا أن مشاركته الفعلية في حفل الافتتاح لم تتجاوز خمس دقائق.
‘حتى مع كونه صاحب الأرض الذي وفر الموقع.’
بالإضافة إلى كونه يمتلك نصيباً من المشروع، إلا أنه تصرف وكأنه هارب، مختبئاً طوال الوقت.
“آه، لدي فكرة!”
خطرت ببالي فكرةٌ رائعة.
هل هذا اليوم هو الفرصة الوحيدة؟ هل اليوم فقط هو حفل الافتتاح؟
بالطبع لا.
“غداً أيضاً هناك حفل افتتاحٍ، أليس كذلك؟ صحيح أنه لن يكون رسمياً مثل اليوم.”
حفل الافتتاح الذي سيُقام غداً أشبه بمهرجانٍ صغير ليوم واحد، أكثر من كونه حفل افتتاح.
سيكون مفتوحاً ليس فقط للنبلاء، بل لجميع سكان الإمبراطورية، مما يجعله مهرجاناً حراً للجميع.
إذاً…..
“غداً لنلتقي أنا وأنت، ونشارك في حفل الافتتاح مرة أخرى.”
“أنا و أنتِ…..وحدنا؟”
“نعم، نحن الاثنان فقط! يمكننا ارتداء شيء مثل قبعة بغطاء، حينها لن يتمكن أحد من التعرف علينا. بذلك، يمكن سموك أن تستمتع بحريةٍ دون القلق من نظرات الآخرين.”
بدا لي أنها فكرةٌ رائعة بالفعل.
أكبر مخاوف هيلديون هي أن الناس يخافونه، خاصة بسبب مظهره.
‘رغم أنني لا أوافق على ذلك، بالطبع.’
على أي حال، يمكننا تغطية مظهره بغطاء للرأس.
في الأحداث الرسمية مثل اليوم، من المستحيل تغطية الوجه، ولكن غداً سيكون الأمر مختلفاً، لأن الحدث حر وغير رسمي.
يمكنه تغطية وجهه و فعل ما يشاء!
وبهذه الطريقة، يمكننا أيضاً الاستمتاع بالمهرجان.
“ما رأيكَ؟ أليست فكرةً جيدة؟”
هزّ برأسه بجدية، وكانت تلك ربما أكثر تعابيرٍ جدية رأيتها طوال اليوم.
“أعتقد أنها فكرةٌ رائعةٌ للغاية.”
أجاب بصوتٍ جاد لا يقل عن تعابير وجهه.
‘كما توقعت، إنها حقاً فكرة جيدة.’
ابتسمت بفخرٍ بينما شعرت بالرضا يغمرني.
***
في المساء التالي.
كنتُ متجهةً إلى ساحة النافورة في فينتيون، المكان الذي حددناه للقاء.
‘يا إلهي، انظروا إلى هذا العدد الهائل من الناس.’
على الرغم من أن المهرجان يدوم ليومٍ واحد فقط، إلا أن فينتيون المفتوحة كانت مزدحمةً تماماً بالناس.
هذا هو حقاً ما يُسمى بالمهرجان.
كانت نبضات قلبي تخفق قليلاً بسبب هذا المهرجان الأول الذي أعيشه.
‘ربما أحب الاستمتاع أكثر مما كنت أعتقد.’
قمت بفحص غطائي مرة أخرى للتأكد من أنه لن يسقط، ثم بدأت أتلفت حولي.
‘هل وصل هيلديون؟’
آه، ها هو هناك.
لم أستغرق وقتاً طويلاً في البحث عنه، فقد وجدته على الفور.
كان أطول من الآخرين برأسٍ كامل تقريباً.
“ديون.”
عند ندائي له، ارتبك قليلاً ونظر للأسفل نحوي.
“من أين أتيتِ؟”
“من ذلك الاتجاه.”
وأشرت بشكلٍ عشوائي إلى الاتجاه الذي جئتُ منه، ليبدو عليه الارتباك أكثر.
“كنت أخطط أن أبحث عنكِ أولاً..…”
“لكنني صغيرةُ الحجم، لذلك من الصعب العثور عليّ بسهولة.”
أجبت ببساطةٍ وأنا أرفع كتفي بلا مبالاة.
“ولكن في المرة القادمة سأجدكِ بالتأكيد.”
أوه، هذا الرجل…..
‘يبدو أنه يفضل أن يكون هو من يبحث أولاً.’
رغم أنه ذوقٌ غريب بعض الشيء، إلا أنني يجب أن أحترمه.
“حسناً، إذاً في المرة القادمة ابحث عني أولاً.”
بدا أن إجابتي راقت له، حيث أصبح وجهه أكثر إشراقاً قليلاً.
‘حقاً، إن لديه جانبٌ غريب بطريقةٍ ما.’
ابتسمت بخفةٍ وأنا أتفحص المنطقة من حولي.
“إذاً، أين نذهب أولاً؟”
“يبدو أن هناك الكثير من الخيارات.”
“أجل، هذا ما أقوله.”
بالنسبة لمهرجانٍ بسيط، كان هناك الكثير من الناس والعديد من الأكشاك المؤقتة.
خُصصت اليوم مبانٍ فارغة لتُستخدم كمتاجر خلال المهرجان، وهو أمر تم السماح به خصيصاً بمناسبة الافتتاح. ففي النهاية، هي مبانٍ فارغة على أي حال، وبذلك يُستغل الأمر للترويج لها أيضاً، مما يُحقق فائدةً مزدوجة.
“هل سبق لكَ أن زرت مهرجاناً من قبل؟”
“لقد حضرت بعضها. لكن معظم الوقت، كنت أذهب بهدف الاستطلاع، وليس للاستمتاع.”
“همم. إذاً حتى ديون لا يعرف الكثير عن المهرجانات.”
‘بما أننا لا نعرف شيئاً على أي حال، لماذا لا ندخل إلى أي مكان عشوائي؟’
بمجرد أن اتخذت هذا القرار، لفت نظري متجرٌ معين.
<أفضل كعكة في الإمبراطورية>
يمكن الشعور بفخر صاحب المتجر من الاسم البسيط والمباشر. فكلما زادت الثقة، قلّت الحاجة إلى الشرح المطوّل.
“ما رأيكَ بهذا المكان؟”
“موافق.”
عاد الرد سريعاً، وهكذا تحددت وجهتنا.
“جيد، إذاً لنذهب حالاً-”
“لكن قبل ذلك.”
كنت على وشك التحرك، لكنه أمسك بي فجأة.
___________________________
همهمهمههه؟🥰 تبي تمسك يدها؟ ياعمري انتم خذوا راحتكم البيت بيتكم
هيلديون غيووووورر بس كفو كمل ابي اعرف رويلا كيف بتوقع له لأن خلاص واضح ديون واقع و بقوه😭😭😭😭
Dana