Hush Now, Saintess! - 68
بنظرات تحمل الدهشة من الحضور، صعدت رويلا إلى المنصة برفقة هيلديون الذي قام بمرافقتها.
نظرت حولها بهدوءٍ لتأخذ جولةً سريعة بنظرها قبل أن تبدأ بالكلام.
“أود أن أقدم شكري الجزيل لجميع الحاضرين هنا اليوم.”
ظهرت رويلا دون أي ارتباك، مما جعل كبير الكهنة والدوق يرمقانها بنظراتٍ مليئة بالفخر.
“كما هو متوقع من سيدتي القديسة.”
“كما هو متوقعٌ من ابنتي.”
في الواقع، ثقتها نشأت من خبرتها السابقة في الترويج لهدايا الأعياد.
فبدأت حديثها بثقة بالنفس. لاعتيادها على الاتقاء بالأنظار مباشرة.
“النافورة التي سأقوم بالتبرع بها للمعبد ليست تبرعًا مني وحدي. إنها تبرعٌ منكم جميعًا.”
عمّ المكان همسٌ قصير بسبب كلماتها التي بدت غير مفهومة للبعض.
“ماذا تعني بذلك؟”
“حقًا، ما المغزى من كلامها؟”
“هل تعني أننا علينا التبرع بالمال؟”
ابتسمت رويلا برفق كما لو كانت تتوقع هذا النوع من التفاعل.
“النافورة التي صنعتها أطلقتُ عليها اسم نافورة الأمنيات.”
“نافورة الأمنيات؟”
“وما هي؟”
أشارت رويلا بإشارة نحو الخلف، حيث كان الكهنة ينتظرون. فقاموا بإزالة القماش الذي كان يغطي النافورة.
في اللحظة التي كُشف فيها عن النافورة، ظهر شكلها بوضوح أمام الجميع.
“رائع!”
“يا إلهي!”
تردد صوت الإعجاب من كل زاوية عند رؤية جمال النافورة المثالية. و بعد ذلك، بدأت أولى قطرات الماء بالتدفق من النافورة.
كانت التناسق بين التماثيل الجميلة و تدفق الماء يشكّل مشهدًا خياليًا رائعًا.
تصفيق-!
“أيها الحضور الكرام، أرجو أن توجهوا انتباهكم الى هنا الآن.”
بالتزامن مع التصفيق، جذبت رويلا الأنظار إليها وهي تُخرج شيئًا من جيبها.
“عملة؟”
“ماذا تنوي أن تفعل بها؟”
اقتربت رويلا من النافورة ووقفت وظهرها نحوها.
ثم ألقت بالعملة التي كانت تمسكها في يدها من فوق كتفها.
بلَش-!
عندما تردد صوت ارتطام العملة بالماء برفق، جمعت رويلا يديها وأغلقت عينيها.
كان المشهد أقرب إلى لوحةٍ فنية رائعة الجمال بوقوفها أمام النافوره هكذا.
راقب النبلاء المشهد بذهول دون أن يطرف لهم جفن.
و بعد لحظات، فتحت رويلا عينيها ببطء وابتسمت بلطف.
“لقد تمنيتُ للتو في هذه النافورة أن تكون السعادة من نصيبكم جميعًا. وأيضًا..…”
ثم أخرجت قطعتين نقديتين إضافيتين و ألقت بهما مرة أخرى فوق كتفها، مكررة التمني.
“وهذه المرة، تمنيتُ أن ترافقكم الحظوظ الجيدة دائمًا. وأخيرًا..…”
أخرجت ثلاث عملات نقدية أخرى، وقامت بنفس الفعل مرة أخيرة.
“لقد تمنيتُ أن تحقق هذه النافورة لكم السعادة والحظ وأمنياتكم.”
بعد أن أنهت أفعالها، عادت رويلا إلى المنصة، وأخذت تنظر حولها ببطء.
“لذا، أتمنى أن تأتوا جميعًا بحرية، لتتمنوا السعادة بعملةٍ واحدة، و الحظ بعملتين، وتحقيق الأمنيات بثلاث عملات.”
في صوتها الدافئ والواثق، عمّ المكان الصمت للحظات.
ثم بعد بضع ثوانٍ من الصمت المهيب…..
“واو…..راائع!”
انطلقت صيحات الحماس تصاحبها عاصفةٌ من التصفيق.
“يا لها من نافورةٍ رائعة!”
“هكذا إذاً، لهذا تُسمى نافورة الأمنيات!”
“أن تفكر في مثل هذه الطريقة..…”
“إذاً، هل ستتبرع بكل تلك العملات للمعبد؟”
“آه، لذلك نحن أيضًا نشارك في التبرع..…”
بدأ الناس يدركون الفكرة متأخرًا، وتبادلوا الحديث بأصواتٍ مليئة بالحماس.
تنفست رويلا الصعداء بهدوء عند رؤية ردود الفعل الإيجابية.
رغم مظهرها الهادئ، يبدو أنها كانت تشعر بالتوتر داخليًا.
أدارت رأسها بخفة لتلتقي نظراتها مع كبير الكهنة، والدوق، و هيلديون، الذين بذلوا جميعًا جهدًا كبيرًا من أجل هذا اليوم أيضاً.
وفي تلك اللحظة تحديدًا…..
أدار ديموس عينيه يبحث عن بيتي. لالآن بالضبط هو الوقت المثالي للإيقاع برويلا.
عندما يكون الجميع منشغلين بالتحدث بحماس، و تكون رويلا مطمئنة وسعيدة لأن الأمور تسير بشكل جيد. أليس هذا هو التوقيت الأنسب لصب ماء بارد على الموقف؟
أما بيتي، فكانت هي الأخرى تدور بعينيها بحماس تبحث عن ديموس.
وأخيرًا، التقت نظراتهما.
‘الآن، ابدأي.’
‘نعم، يا سيّد كيليان.’
بعد تبادل الإشارة، وضعت بيتي ظهر يدها على جبينها، مستعدةً للسقوط.
كانت قد تدربت على التظاهر بالإغماء مسبقًا، سعيًا للوصول إلى أداء مثالي. ولشدة اجتهادها، أصيبت ذراعها بالكدمات بسبب التدرب المستمر على السقوط.
‘حسنًا، سأفعلها كما تدربت تمامًا.’
ضيّقت بيتي عينيها وأطلقت زفيرًا عميقًا قبل أن تتحدث.
“آه، رأسي..…”
لكن في تلك اللحظة’
“أيها الحضور، الجو حارٌ جدًا، أليس كذلك؟”
قطعت رويلا، التي كانت تقف على المنصة، حديثها، مما جذب انتباه الجميع إليها.
ترددت بيتي للحظة، حيث شعرت أن توقيتها قد سُلب.
‘تبا…..ركّزي. سأعيد المحاولة مجددًا.’
استجمعت قواها مرة أخرى، ورفعت صوتها قليلاً هذه المرة.
“آه، رأسي-”
لكن…..
“كنتُ أتوقع ذلك، لذا أعددتُ شيئًا من أجلكم.”
مرة أخرى، سبقت رويلا بيتي وأخذت زمام الأمور.
تصفيق-تصفيق-
صفقت رويلا بخفة، ليبدأ المنظمون بالتحرك بسرعة وتنظيم دقيق.
في خضم هذا الموقف المفاجئ، شعرت بيتي بارتباك شديد.
كان من المفترض أن تسقط الآن، لكنها لم تستطع إيجاد التوقيت المناسب.
‘ما، ما هذا؟ ما الذي يجري؟’
لم يكن لديها خيار سوى تأجيل خطتها قليلًا. ففي هذه اللحظة، شعرت أن السقوط لن يثير أي اهتمام وسط ما يحدث.
درررر
بدأ صوت دوران العجلات يتردد من كل مكان، بينما كان المنظمون يدفعون عدة أشياء غريبة مجهولة الشكل إلى الأمام.
كانت تلك الأشياء تبدو وكأنها صناديق مربعة متصلة بأسطوانات دائرية. و لم يكن أحد قد رأى شيئًا كهذا من قبل، مما أثار دهشة الجميع.
“ما هذا؟”
“يبدو وكأنه نوعٌ من الصناديق..…؟”
في اللحظة التي انجذب فيها الجميع بفضول إلى تلك الأشياء الغريبة…..
“ابدأوا التشغيل!”
صاحت رويلا بحماس.
طَق-
ضغط المنظمون الأزرار على تلك الأجهزة دفعةً واحدة بناءً على أمرها.
لكن…..هذا كان كل شيء.
“ما هذا؟”
“هل حدث أي تغيير؟”
بدأ الحاضرون يتبادلون النظرات باستغراب، يميلون برؤوسهم في حيرة.
لم يظهر أي تغيير كبير بالرغم من أن الجميع كانوا متحمسين لما سيحدث.
حتى بيتي شعرت بالارتباك، معتقدةً أنها شعرت بالتوتر بلا داعٍ.
‘حسنًا، هذه فرصتي الآن! هذه المرة سأُظهر سقوطًا مثاليًا!’
وضعت بيتي يدها على جبينها مجددًا، وأطلقت أنينًا عاليًا.
“آه، الحر، الحر الشديد..…”
لكنها لم تستطع أن تكمل عبارتها. فالحر…..كان الحر…..
“الجو ليس حارًا؟”
لم تشعر بيتي بأي حرارةٍ على الإطلاق.
كيف يمكن أن يحدث هذا؟
ولم تكن الوحيدة التي لاحظت ذلك.
بدأ الناس يدركون هذا التغيير الصامت شيئًا فشيئًا.
“هل أصبح الجو منعشًا؟”
“حقًا، لقد كان الجو حارًا منذ قليل، لكنه الآن ليس كذلك أبدًا.”
“هناك نسيمٌ بارد يهب من مكانٍ ما.”
نسيم بارد منعش بدأ يزيل الحرارة تمامًا، مما جعل الجميع يشعرون بالارتياح.
أما بيتي، فقد أنزلت يدها التي كانت تضعها على جبينها، وغطت فمها في صدمة.
‘الآن لا يمكنني السقوط!’
خطة ديموس فشلت تمامًا.
***
من مسافةٍ بعيدة، كان يمكن رؤية وجه ديموس المندهش وهو ينظر إلى ما يحدث. و بالقرب منه، برزت شابةٌ نحيلة تتبادل النظرات مع ديموس، وقد ارتسمت على وجهها نفس تعابير الصدمة التي كانت لديه.
تمكّنت رويلا من فهم الموقف بشكلٍ عام.
‘هل كانوا ينوون التظاهر بالإغماء بسبب الحر؟’
طفولي للغاية.
لكنها فكّرت بأن الخطة لم تكن سيئةً تمامًا.
فلو كان أحدهم قد أغمي عليه بسبب الحر، لكانت الاتهامات ستنهال عليها بأنها أصرت على متابعة الفعالية رغم الظروف.
‘لكن ذلك سيحدث لو نجحت الخطة فقط.’
الآن، تلك الخطة انتهت تمامًا.
حتى لو سقطت المرأة الآن، لن يفسر ذلك بسبب الحر، بل لأنه سقط بمفرده لا أكثر.
‘لقد فكرت بأن الطقس سيكون شديد الحرارة، لذا صنعتُ هذا، ويبدو أنه مفيد للغاية.’
كانت البداية خلال أحد الدروس مع الأستاذ فيكتور.
عندما سمعت حديثًا عن أن الصيف هذا العام كان أكثر حرارة من المعتاد، فكّرت فجأة،
‘هل هناك أجهزة تبريد في هذا العالم؟’
وبعد البحث، اكتشفت أنه لا توجد.
لا وجود لمكيفات الهواء، ولا حتى أجهزة تشبه المراوح.
لم يكن هناك سوى مروحةٍ في السقف كأفضل خيار للتبريد.
النبلاء كانوا يعتمدون بشكل أساسي على الأحجار السحرية لتبريد الهواء، لكنها كانت غير فعّالة من حيث التكلفة. ومن جهة أخرى، لا يمكن استخدامها في الأماكن الخارجية.
بينما كانت رويلا تفكر في كيفية حل هذه المشكلة، خطر لها الحل.
جهاز تبريد الهواء.
‘المراوح ستكون ضعيفةً جدًا، والمكيفات لا أستطيع فهم هيكل عملها.’
ولكن جهاز تبريد الهواء كان الحل الذي يمكنها شرحه بشكل تقريبي، وكان له تأثير جيد. فطلبت من هاميل أن تصنعه لها.
وبصراحة، كانت تفكر بأن الأمر قد يفشل بسبب عدم قدرتها على شرح التفاصيل بشكل دقيق. لكن…..
‘لم أتوقع أن تتمكن من صنعه خلال بضعة أيامٍ فقط!’
بل أنها قام بتطوير الفكرة التي عرضتها.
جعلت الأحجار السحرية تعمل كبطاريات لجهاز التبريد، بينما تتحول أيضًا إلى مادة للتبريد.
كانت رويلا قد فكرت في استخدام الماء بسبب محدودية الأحجار السحرية، لكن هاميل اكتشفت طريقةً لاستخدام كميةٍ صغيرة من الأحجار السحرية لتحقيق كفاءة عالية.
“لقد وجدت أن الأحجار السحرية أكثر برودة وتدوم لفترة أطول من الماء. ما رأيكِ؟ هل يعجبكِ؟”
في ذلك اليوم، صفقتُ بكل قوتي حتى احمرت يدي.
‘يا لها من عبقرية مجنونة.’
وبهذا، تمكّنت من عرض جهاز التبريد اليوم. و كما ترون، كانت فعاليته رائعة.
لم يكن هناك شعور بالفخر أكبر من هذا.
“إنه بارد جدًا.”
“أين يمكننا شراء هذا؟”
بينما كانت الأصوات تتردد من كل مكان، شعرت بسعادةٍ كبيرة.
‘بعد انتهاء حفل الافتتاح، يمكنني تطويره أكثر وبيعه.’
بدا لي أنني قمت بتسويق الفكرة بشكلٍ جيد.
‘يبدو أنه يجب علي مناقشة الأمر مع هاميل.’
لم يكن هدفي من البداية تحويله إلى منتجٍ جاهز للبيع، لذا كان يحتاج إلى بعض التحسينات.
لكنني شعرت بالرضا لأنني اكتشفت فكرة عمل جيدة.
إذًا، خدعتُ ديموس. واكتشفت فكرة عمل جديدة.
‘هاها، حقًا ضربت عصفورين بحجر واحد.’
نزلتُ من المنصة مبتسمةً بكل سعادة.
___________________
تحنن احبها 😭😭😭😭
سوت مكيف✨ مكيف صحراوي بعد
ابمهم احتاج انطرب على صراخ ديموس
Dana