Hush Now, Saintess! - 67
‘أنا على الأرض، فلماذا أشعر وكأنني مصابٌ بدوار الحركة؟’
أشعر بسوءٍ شديد في معدتي.
هستين، و بعينيه المتعبتين و الباردتين، دوَّن في دفتر ملاحظاته: بدلةٌ بيضاء.
***
أشرق صباح اليوم المنتظر للاحتفال باكتمال المشروع. و قد كان اليوم الذي تثمر فيه رحلة طويلة امتدت لأكثر من شهرين.
‘حصّالتي الضخمة……!’
كنت متحمسةً للغاية لدرجة أنني استيقظت مبكرًا من تلقاء نفسي.
ثم، ما كان في انتظاري هو……
<مع هذه الحرارة الشديدة. يُقام الاحتفال بلا أي اعتبار؟ مع حلول فصل الصيف، تشهد البلاد موجةً حر غير مسبوقة.
في مثل هذه الظروف، من الأفضل تجنب الأنشطة الخارجية، والانتباه لعدم الإصابة بالإرهاق الحراري. لذا، إقامة احتفالٍ خارجيٍ في هذا الطقس هو ببساطة تصرف بلا مراعاة.
نأمل أن يحرص الجميع على مراعاة الآخرين لبناء عالم أفضل.>
كان المقال يبدو وكأنه إعلانٌ توعوي عام من تلك الحملات الإعلانية.
وربما كان هذا المقال موجهًا ضدي بالتحديد.
من النظرة الأولى، بدا وكأنه مقال عادي يثير الانتباه لمخاطر الطقس.
لكن الأهم هو أن هذا المقال نُشر اليوم بالذات.
في يوم إقامة الاحتفال، يظهر مقال و يدعو إلى الامتناع عن إقامة الأنشطة الخارجية؟
هذا يعني بوضوح أنهم يستهدفونني.
والدليل على ذلك هو تركيزهم المبالغ فيه على كلمة المراعاة.
كان يكفي أن يقولوا أنه يجب تجنب الأنشطة الخارجية، لكنهم أدخلوا موضوع المراعاة بطريقة متعمدة……
‘هل يقصدون أنني قديسةٌ لا تراعي الشعب؟’
يبدو أن هذه الصحيفة تحاول كسر موجة الآراء الإيجابية التي تشكلت حولي مؤخرًا.
لكن لماذا؟ ما الذي فعلته لهم ليجعلهم يحملون ضغينةً ضدي؟
فتحت عيني بتركيز حاد لأرى اسم الصحيفة. و الغريب أن اسمها بدا مألوفًا بشكلٍ غامض.
‘ما هذا؟ أين رأيت هذا الاسم من قبل؟’
آه، تذكرت.
إنها الصحيفة التي كان ديموس يستخدمها في القصة الأصلية للتلاعب بالرأي العام.
‘ربما كان مدير الصحيفة على علاقة جيدةٍ بعائلة الدوق كيليان.’
في القصة الأصلية، كان ديموس يستخدم هذه الصحيفة بشكلٍ رئيسي لتعزيز سمعة سيلفيا،
وأيضًا لكشف حقيقة القديسة المزيفة، رويلا.
‘إذاً، من المحتمل جدًا أن يكون ديموس هو من تعمد نشر هذا المقال أيضًا……’
ألقيت الصحيفة جانبًا بعينين باردتين مليئتين بالفتور.
يا له من شخصٍ حقير.
قد يظن أحدهم أنني ارتكبت جريمةً كبرى بحقه. لكنني لم أفعل شيئًا، فلماذا يبدو وكأنه غير قادر على مقاومة استفزازي؟
مجرد استغلال الطقس كذريعة……ألا يعني ذلك أنه سيثير الفوضى في الفعالية باستخدام حجة الطقس أيضًا؟”
رغم أنني قلت لنفسي: “مستحيل…”، إلا أن الفكرة بدت معقولةً جدًا.
فالطرف الآخر ليس سوى ديموس، رمز الحقارة المطلقة.
بعيون نصف مغلقة، نظرت الى النافذة.
تحت السماء الصيفية الصافية التي لم يعكرها أي غيم، كانت الشمس تتألق بوهجٍ مبهر.
‘كما توقعت، من الجيد أنني استعددت مسبقًا.’
كان الطقس مثالياً لتقديم حججٍ واهية.
***
في تلك الأثناء، وفي نفس التوقيت.
ألقى ديموس نظرةً على الصحيفة، مرتسمةً على وجهه ابتسامةٌ ساخرة.
وكما توقعت رويلا، كان ديموس هو الشخص الذي نشر المقال.
بل وأكثر من ذلك، كان يخطط مسبقًا للفوضى التي سيثيرها في الفعالية.
‘كيف تجرؤ على تجاهل رسائلي؟’
عض ديموس على أسنانه بغيظ.
قبل أيامٍ قليلة، و بمجرد نشر الأخبار المتعلقة بحفل اكتمال المشروع، أرسل ديموس رسالةً إلى رويلا.
كانت الرسالة تعبر عن كرمه العظيم ورغبته في أن يكون شريكها، ودعاها لحضور الحفل معه.
لكن يومًا بعد يوم، مرت ثلاثة أيام دون أي ردٍ منها. رغم أنه رفض طلب هيلينا بأن تكون شريكته، فقط ليحضر الحفل مع رويلا.
وفي النهاية، اضطر لحضور حفل اكتمال المشروع وحيدًا دون شريكة.
عندما علم والده بذلك، انفجر غاضبًا كالبركان.
“يا عديم الفائدة! كنت تتفاخر بأنك ستنجح في استمالة قلبها مجددًا……!”
“أعتذر.”
“هاه، هل تدرك كم تحسنت سمعة تلك الفتاة الآن؟ لقد أصبح الجو العام جيداً بحيث لا يمكن لأحد أن يجرؤ على إثارة الشكوك حول كونها قديسةً مزيفة. هل تفهم كم هو أمر خطير؟”
“إذاً يا والدي، ماذا لو أفسدنا حفل اكتمال المشروع؟”
“تريد إفساد الحفل؟”
“نعم. إذا وقعت حادثةٌ أثناء الحفل، فإن الرأي العام الذي ينظر إلى رويلا بشكل إيجابيٍ قد يتراجع. وربما نستطيع تحويله إلى اتجاه سلبي.”
“هل لديك خطة؟”
“نعم، هذه المرة، دعني أتولى الأمر.”
“حسنًا. لكن هذه المرة، عليك أن تنجح حقًا.”
“بالطبع.”
كان ديموس واثقًا من قدرته على إفساد الحفل. فقد كان يستهدف الطقس الصيفي الحار.
فعلى الرغم من محاولاتهم خفض درجة الحرارة باستخدام أحجار الطاقة السحرية، إلا أن ذلك سيظل محدودًا في فعالية تقام في مثل هذا الحر الشديد.
وفي ظل هذه الظروف……
‘ماذا لو أصيب الناس بالإرهاق الحراري وسقطوا مغشيًا عليهم خلال الحفل؟’
كان واضحًا أن الحفل سيتحول إلى فوضى عارمة.
بعد ذلك، كان يخطط للإشارة إلى المقال الذي نشر اليوم والقول،
<على الرغم من التحذيرات المسبقة، أصرت القديسة على إقامة الحفل بشكلٍ مفرط. كيف يمكن لشخص يفتقر للمراعاة بهذا الشكل أن يكون مؤهلاً لدور القديسة؟>
فالرأي العام غالبًا ما يتأثر بالتفاصيل الصغيرة.
كما تحسنت سمعة رويلا بسرعة، فإن تدهورها يمكن أن يحدث بالسرعة نفسها.
لقد جهز بالفعل أشخاصًا لتمثيل دور المصابين. و بمجرد أن يعطيهم الإشارة، سيتظاهرون بالإصابة بالإرهاق الحراري ويسقطون مغشيًا عليهم واحدًا تلو الآخر.
‘انتظري فقط، رويلا. سأجعلكِ تندمين على معاملتكِ السيئة لي.’
لمعت عينا ديموس بنظرةٍ باردة ومخيفة.
“لقد وصلنا.”
في تلك الأثناء، كانت العربة قد وصلت إلى فينتيون.
بمجرد أن نزل من العربة، اندفع الهواء الحار المميز للصيف ليحيط به.
كان الطقس مثاليًا بحيث لا يكون سقوط أحدهم بسبب الحر أمرًا غريبًا.
في ظل هذا الوضع المثالي، دخل ديموس إلى ساحة النافورة بابتسامتهِ المعتادة التي يستخدمها للظهور العام.
وسرعان ما تجمهر الناس حوله.
كان النبلاء يأتون لتحية ديموس، و ريث الدوق الوحيد، ويتطلعون الى وصول شريكته لتملأ المقعد الشاغر بجانبه بنظراتٍ حذرة.
في كل مرة يحدث ذلك، كان ديموس يشعر وكأن معدته تنقلب رأسًا على عقب. و لولا رويلا، لما كان عليه أن يتحمل مثل هذا الشعور مطلقًا.
بينما كان يرد على التحيات بشكلٍ سريع ومختصر، بدأ بالتطرق إلى الموضوع الذي خطط له مسبقًا.
“بالمناسبة، الجو حار جدًا اليوم.”
سرعان ما تفاعل الناس مع حديثه عن الطقس.
“حقًا، إنه شديد الحرارة.”
“أشعر وكأن العرق بدأ يتصبب مني.”
“أتمنى ألا يصاب أحد بضربة شمس، فهذا أمر مقلق للغاية.”
أضاف ديموس تعليقًا ببراءةٍ مصطنعة، بينما كان يوجه نظرهُ نحو شخصٍ معين.
كانت فتاةً صغيرة الحجم ونحيفة البنية. بيتي فرانكلين.
كانت واحدةً من النبلاء الذين وجه لهم ديموس تعليماتٍ مسبقة بالتظاهر بالإصابة والإغماء.
شعرت بيتي بنظرته من بعيد، فالتفتت لتنظر إليه.
‘هل كل شيءٍ جاهز؟’
‘بالطبع.’
جرى بينهما حوار قصير عبر تبادل النظرات.
و في اللحظة التالية،
“سنبدأ الآن مراسم الاحتفال باكتمال المشروع. يُرجى من جميع الضيوف الكرام التوجه إلى ساحة النافورة.”
سمع صوت الإعلان الذي طال انتظاره عن بدء الحفل.
***
بدأ الحفل بكلمةٍ ترحيبيةٍ ألقاها رئيس الكهنة.
“بالنيابة عن المعبد، أعبر عن امتناني الكبير لحضور هذا العدد منكم. هذا الاحتفال اليوم هو للإعلان عن النافورة التي تبرعت بها القديسة لصالح مواطني الإمبراطورية…”
تبع ذلك خطابٌ طويلٌ مليء بالكلمات المنمقة. و كانت معظم العبارات تمدح رويلا بشكلٍ ضمني.
‘كيف تمكنت من كسب جانب المعبد إلى هذا الحد؟’
نقر ديموس بلسانه مستاءً بينما كان يستمع إلى حديث رئيس الكهنة بفتور،
يدخل من أذنٍ ويخرج من الأخرى.
وبعد مرور وقت بدا وكأنه طويلٌ بالنسبة له……
“والآن، نود دعوة القديسة التي تبرعت بهذه النافورة لتصعد إلى المنصة.”
اقتربت اللحظة التي كان ينتظرها ديموس بفارغ الصبر.
تلألأت عيناه بنظرةٍ مليئة بالبهجة وهو يتخيل المشهد الذي على وشك أن يحدث.
هيا، أظهري نفسك، يا رويلا.
“سيدتي القديسة!”
مع نداء رئيس الكهنة القوي، ظهرت البطلة بهدوءٍ على المنصة.
“آه……”
“يا إلهي……”
بمجرد أن ظهرت أسفل المنصة، انطلقت من هنا وهناك أصواتٌ تنم عن الدهشة والإعجاب.
أولاً، كانت رويلا جميلةً بشكلٍ مذهل.
في الماضي، عندما كانت تشارك في المناسبات الاجتماعية، كانت تظهر مرتديةً فساتين مبالغ فيها ومزينة بالإكسسوارات البراقة. بألوانٍ صاخبة. و الكثير من الدانتيل. و أحجار كريمة متدلية في كل مكان. و كان الناس يسخرون منها ويصفونها بالمهرجة.
لكن رويلا اليوم كانت مختلفةً تمامًا.
ارتدت فستانًا أبيض بسيطًا يُشع قداسة، مع إكسسواراتٍ خفيفة تعزز من جمال مظهرها.
من رأسها حتى أخمص قدميها، بدت مفعمةً بجاذبيةٍ نقية و غامضة.
لقد بدت تمامًا كما يتخيل الناس صورة القديسة المثالية.
أما السبب الثاني للدهشة……
“سمو ولي العهد؟”
كان الشخص الذي يرافق رويلا في دخولها، لم يكن سوى الأمير، ولي العهد نفسه.
لقد كان مشهورًا بعدم مشاركته في الأحداث الاجتماعية. و إذا كان هناك حدث كبير مثل الاحتفال بذكرى النصر، كان يظهر فقط لدقائق ثم يختفي.
لكن الآن، ها هو يشارك في هذا الحدث. و ما هو أكثر من ذلك، كان يُظهر نفسه كرفيقٍ لشخص ما، بل وكانا يرتديان ملابس متناسقة.
كان هذا حقًا صدمةً كبيرة. حتى ديموس، بدوره، شعر بالدهشة من هذين السببَين.
لكن سرعان ما تحولت تلك الدهشة إلى غضب.
‘لو كان ترتدي ملابس كهذه عندما كانت تطاردني بحجة أنها تحبني، هل كان سيكون الأمر أفضل؟’
‘حينها، ربما سأنظرُ إليه قليلاً على الأقل.’
كان غاضبًا من الطريقة التي تصرفت بها مع هذا الشاب.
علاوةً على ذلك……
‘هل كان السبب في تجاهل اقتراحي هو هذا اللعين؟’
‘أوه، صحيح، كانت معهُ من قبل أيضًا. يبدو أنها قد قررت أن تبدل حبها لهذا الشخص.’
‘إنها امرأةٌ لا يمكن العثور على ذرةٍ من الوفاء فيها أبداً.’
لكن هذا الشعور سرعان ما تبدل.
غَيَّر ديموس تفكيره. ففي الواقع، لم يكن من السيء أن يكونا معًا.
‘القديسة، شريكة الأمير الذي يجلب الشؤم……’
إذا كانت الأمور تسير كما يريد، فقد تكون هذه فرصةٌ للتخلص منهما معًا في نفس الوقت.
‘لنرَ، ما هو العنوان التالي في الصحيفة……’
<القديسة التي تفتقر إلى المراعاة والأمير الذي يجلب الشؤم.>
هل سيكون هذا جيداً؟
________________________
ديموس متى يفطس؟ انتظر وقت فطسته اكثر من اعتراف هيلديون
الفصل الي راح هيلديون حس بفراشات والفصل ذاه هيستين صدق آجعه بطنه لأن شغله زاد😭😭😭😭
وين ام هيلديون بس احتاجس
Dana