Hush Now, Saintess! - 63
“لص؟”
“هل قلتِ لص؟”
سمع الناس صرختي وسارعوا لتفقد ممتلكاتهم.
“يا إلهي، حقيبتي مفتوحة!”
“وجيبي مثقوبٌ أيضاً!”
“أوه، أنا كذلك!”
نظر الأشخاص الذين كانوا يتحسسون جيوبهم بغضبٍ شديد نحو اللص.
الرجل الذي انكمشت كتفاه هز رأسه بشدة وهو يهتف.
“لست أنا! هل لديكم دليل؟!”
‘تريد الدليل، أليس كذلك؟’
هززت كتفي وأشرت بذقني نحو حقيبته.
“أود فقط التحقق من تلك الحقيبة.”
هز الرجل رأسه بسرعة رافضاً بعصبية.
“لا، لا يمكن تفتيش حقيبتي! من سمح لكِ بالعبث بأغراض الآخرين؟!”
“أعتقد أن التخلص من الشكوك بسهولةٍ وتبرئة نفسكَ بوضوح أفضل من أن تبقى موضع اتهام، أليس كذلك؟”
“….…”
أغلق الرجل فمه بإحكامٍ ولم يُجب.
يبدو أنه كان يحاول الصمود بأي طريقةٍ ممكنة.
ولكن، هل سيتمكن من الصمود طويلًا؟ لستُ متأكدة.
“’هاميل.”
“نعم، آنستي.”
اقتربت هاميل بعينين متلألئتين. و همست لها بصوتٍ منخفض يكفي لأن تسمعهُ وحدها.
“هل يمكنكِ بطريقة تبدو طبيعية وكأنها محض صدفة أن تسرقِ تلك الحقيبة؟”
“بالطبع، يمكنني ذلك!”
ما إن انتهيتُ من الكلام حتى بدأت هاميل تتمتم بشيءٍ ما.
وبسرعة، طار غصن شجرةٍ من مكان ما. و ذلك الغصن الطائر شق طريقه بين كتف المشتبه به وحزام حقيبته.
ثم دفع الحقيبة بقوةٍ إلى الأسفل.
“م-ما هذا؟ ما الذي يحدث؟”
الرجل المذهول حاول الامساك بحزام الحقيبة متأخرًا، ولكن دون جدوى.
طَق-
كان حزام الحقيبة قد انقطع تمامًا من شدة الدفع.
“يا إلهي! يا للعجب! يا لها من صدفة!”
صرخت هاميل بصوتٍ عالٍ بنبرةٍ فارغة وكأنها تمثل، ثم أرسلت إليّ إشارةَ غمزٍ متكررة.
‘لقد قمتُ بعمل جيد، أليس كذلك؟ أنا جيدة، صحيح؟’
هل سمعت للتو صوتها يتردد في أذني، أم أنني أتخيل فقط؟
بعد ذلك، سقطت الحقيبة التي كانت على الأرض جانبًا.
ثم……
“يا للهول! أليست هذه سوارتي؟!”
“هذه محفظتي! كيف سُرقت دون أن أشعر؟!”
“خاتم خطوبتي!”
“البروش الذي ورثته من جد جدتي من جهة عمّتها الكبرى!”
الأشياء المسروقة تدفقت من الحقيبة كالسيل، مما جذب أنظارًا غاضبةً صوّبت كلها نحو اللص.
“حسنًا. لقد انتهى دوري هنا.”
قلت ذلك ثم قمت برمي الرجل أرضًا بقوة.
“أما البقية، فاعتنوا بهم بأنفسكم. وبالمناسبة، تلك المرأة المزينة بشكلٍ مبالغ فيه هي شريكته أيضًا.”
“وأيضًا تلك المرأة؟!”
“تقولينَ أن هذه المرأة شريكةٌ أيضًا؟”
الشخص الذي أشرت إليه كانت السيدة الأنيقة التي كانت قبل لحظات تصرخ غاضبة بسبب اختفاء محفظتها.
“أحدهم يجذب الانتباه، والآخر يسرق. إنها حيلةٌ معروفة، يفتعلون جدالًا مع أحد المارة لجذب الأنظار، بينما يقوم الشريك الآخر بسرقة حقائب الموجودين.”
كلما تابعتُ شرحي، ازداد وجه المرأة شحوبًا.
بدأت تنظر حولها بتوتر، ثم أشارت بإصبعها نحو المرأة التي كانت تتهمها على الجانب الآخر.
“إذا كان الأمر كذلك، فقد تكون هذه المرأة شريكةً أيضًا!”
“ما الذي تقولينه؟!”
المرأة التي تم اتهامها فجأة احمرّت عيناها من الغضب وعضت شفتها.
مجرد النظر إليها يكفي لتعلم أنها ليست شريكة.
“لا أعتقد أن هذه المرأة شريكة. منذ البداية كانت تصر على استدعاء الحرس. ولكنكِ كنتِ تغيرين الموضوع كل مرة تطرح فيها ذلك.”
“صحيح! لقد كانت تقول إن علينا استدعاء الحرس، لكنك كنت ترفعين صوتكِ بدلًا من الموافقة!”
“ما الذي تقولونه؟ أنا……أنا مجرد ضحيةٍ مثل الآخرين! لا علاقة لي باللص أو بالسرقة!”
يا إلهي، أن محاولةُ التهرب هكذا ليست في صالحها.
فإن حاولت إنقاذ نفسها وحدها……
“ماذا تقولين، سينري؟! أنتِ شريكتي، أليس كذلك؟! هل تنوين النجاة وحدكِ الآن؟!”
لن يصمت هذا الطرف الآخر على الأرجح.
‘ما من ولاءٍ بين المجرمين.’
في النهاية، لا يريد أي منهم أن يسقط وحده.
“ما الذي يقوله هذا الأحمق الآن؟!”
“تظنينَ أنني سأقع وحدي؟! إذا قُبض عليّ، فلا بد أن يُقبض عليكِ أيضًا، سينري!”
“أيها الوغد الحقير!”
اشتعل شجار قذرٌ بينهما، وفي هذه الأثناء، ظهرت فرقة الحرس تركض من بعيد.
حسنًا. يبدو أن الوضع قد انتهى.
بعد أن أنهيت عملي، استدرت للمغادرة.
“لنذهب الآن، هاميل.”
“نعم، السيدة القديسة رويلا بريتا!”
‘آه……هل كان من الضروري ذكر اسمي الكامل هنا؟’
تنهدت ضاحكةً وأنا ألتفت نحوها، فرأيتها ترسل إليّ غمزةً ماكرة.
‘حقًا……ماذا سأفعل مع هذه الفتاة؟’
***
في تلك الأثناء، كان هناك شخص يراقب ظهور الشخصين وهما يبتعدان.
“رويلا بريتا؟”
حدّق في رويلا بتركيزٍ شديد، ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامةٌ خبيثة.
“أخيرًا……”
لقد وجدتها.
***
“واو! إنها المرة الأولى التي آتي فيها إلى مكانٍ كهذا!”
‘أجل، و بالنسبة لي أيضًا.’
المكان الذي اخترته كان صالون السيدة ألكانتو.
متجرٌ شهير يبيع أحدث الفساتين وأكثرها رواجًا هذه الأيام، ويعتبر حلم كل فتاةٍ نبيلة.
كان المتجر مكونًا من طابقين، ممتلئًا بفساتين ملونةٍ بألوان زاهية ومتنوعة.
‘يا لها من مشاهدَ مدهشة.’
رغم أنني عملت في متجرٍ كبير من قبل، إلا أنني لم أزر مكانًا كهذا كزبونة من قبل.
الملابس التي كنتُ أستطيع شراؤها من المتاجر الكبيرة……
“تخفيضات نهاية الموسم بنسبة 70%!”
كانت الملابس التي أستطيع شراؤها تتكدس عادة على مثل تلك الطاولات المكتظة باللافتات.
“مرحبًا بقدومكِ، سيدتي النبيلة.”
بينما كنت أقف عند المدخل أتأمل المكان، هرعت إحدى الموظفات لاستقبالي بابتسامة.
“هل تبحثين عن تصميمٍ معين؟”
“أريد أن أتجول قليلًا في البداية.”
“بالطبع، خذي وقتك. إذا احتجتِ إلى أي مساعدة، فلا تترددي في مناداتي.”
بدأت أنا وهاميل بالتجول في المتجر وكأننا في نزهة.
كان بإمكاننا الجلوس ومطالعة الكتالوج، لكنني فضلت أن أشعر بجو التسوق أثناء التجول.
“ما رأيكِ بهذا الفستان؟ إنه يناسب بشرتكِ البيضاء النقية وعينيكِ الزرقاوين. كما أنه يتماشى مع شعركِ الوردي الحلو مثل غزل البنات.”
“مرفوض. الدانتيل مبالغٌ فيه جدًا ويشعرني بالثقل.”
“حسنًا، ماذا عن هذا؟ أعتقد أنه يتناسب تمامًا مع خط فككِ الرشيق وأنفكِ البارز الحاد، وكأنه سيقطع الهواء!”
“……هاميل. قبل أن أرفضكِ أنتِ أيضًا، توقفي عن هذا. اختاري فستانكِ فقط.”
نظرت إليّ هاميل بوجهٍ متجهم بينما كانت تبرز شفتيها باستياء، ثم أومأت برأسها بلا حماس.
‘ماذا؟ انا من ستشتري لها الملابس في النهاية……’
هززت رأسي بتنهيدةٍ وأنا أنظر حولي.
همم، ذلك الفستان الأزرق السماوي يبدو جيدًا أيضًا.
بما أن الحفل تنظمه الكنيسة، سيكون من المناسب ارتداء شيء يعكس طابع القديسة.
“معذرةً……”
بينما كنتُ أفكر بعمق، شعرت بشخصٍ يربت على ذراعي برفق.
استدرت نحو المصدر، ولم أستطع إخفاء دهشتي.
“أنتِ……ألستِ تلك……؟”
كانت من نادتني هي المرأة التي كانت تتشاجر بصوتٍ عالٍ بعد أن تم اتهامها من أفراد عصابة اللصوص أثناء تلك الفوضى.
عندما تعرفت عليها، أومأت برأسها بابتسامةٍ مشرقة.
“نعم، هذا صحيح! أنا تلك التي كانت تتشاجر مثل الكلاب مع عصابة اللصوص!”
‘آه……يا لها من طريقةٍ عنيفة لتعريف نفسها.’
“كنت أرغب حقًا في شكركِ، ومن حسن الحظ أنني التقيت بكِ هنا.”
“حقًا، يا لها من صدفة.”
“هاها. بما أن القدر جمعنا، دعيني أعبر عن شكري بشراء فستانٍ لكِ. اختاري أي فستان يعجبكِ!”
……هل هي جادة؟
شعرت بالارتباك للحظة.
‘من يشتري فستانًا لشكر شخصٍ ما؟’
خصوصًا أنني سمعت أن الفساتين هنا باهظة الثمن.
“لا، لا داعي لذلك. أشكركِ على حسنِ نيتكِ.”
“أوه، و لماذا؟”
“لأنني لم أفعل شيئًا يستحق الشكر. وبصراحة، أشعر أن الأمر محرجٌ قليلًا.”
عند رفضي الحازم، أظهرت المرأة بعض علامات الإحباط، لكنها بدت أيضًا راضيةً بطريقة ما وهي تتمتم.
“هاها، إنها متواضعة وبسيطة……ليست كالشباب هذه الأيام.”
‘ما هذا؟ يبدو حديثها كأحد زملاء العمل القدامى.’
هل هي أكبر سنًا مما تبدو عليه؟
بينما كنا نتحدث، عادت هاميل التي كانت تتجول بمفردها لمشاهدة الفساتين.
“آنستي، هذه السيدة……أليست تلك؟”
“نعم، هي. التي كانت تتشاجر مع أفراد العصابة.”
عين هاميل بدأت تلمع وهي تنظر إلى المرأة.
“يا للعجب! أن نلتقي مجددًا بهذه الطريقة، يا لها من صدفةٍ رائعة!”
حقًا……هذه الفتاة تهيم بكل ما هو جميل.
بعد فترةٍ قصيرة.
“اسمي نيلا……نيلا.”
المرأة التي قدمت نفسها على أنها نيلا، بدت متوافقةً تمامًا مع هاميل.
“أعتقد أن هذا الفستان سيبدو رائعًا عليكِ، أليس كذلك؟!”
“أوه، نعم. إنه رائعٌ حقًا. ذوقكِ جيد جدًا!”
“آه، لا. ذوق نيلا هو الأفضل حقًا.”
هاهاها……هوهوهو.
كانت هناك ألفةٌ غير طبيعية بينهما لدرجة أنه من الصعب تصديق أنهما التقيا للتو.
من سيسمعُ هذه الضحكات سيظن أنهما صديقتان قديمتان، و ليستا غرباء التقى كل منهما بالآخر اليوم.
“حقًا، كان هذا ممتعًا جدًا! بما أن القدر جمعنا، ماذا عن أن نصبح صديقات؟”
“آه! سأكون سعيدةً جدًا بذلك!”
وهكذا، أصبح الاثنان صديقتين حقيقيتين.
ما هذا التحول السريع؟
بينما كنتُ لا أزال مندهشةً من سرعتهم في التقارب، شعرت بنظراتهم المتحمسة تتجه نحوي في نفس اللحظة.
“وماذا عنكِ، آنستي؟”
“هل ستصبحين صديقتنا أيضًا؟”
‘لا. لا أرغب في ذلك.’
لكن من الصعب قول ذلك بصراحة.
تنهدت وفتحتُ فمي.
“……حسنًا. افعلن ما تشأن.”
“يا للعجب! كيف لي أن أحظى بشبابٍ مثل هؤلاءِ كأصدقاء؟ حقًا، أنا محظوظةٌ للغاية!”
“ماذا؟”
“أنا……أنا مجرد مواطنةٌ في الإمبراطورية التي يحكمها جلالةُ الإمبراطور. هاها.”
ما الذي تقوله بالضبط؟
‘أسلوبها في الحديث غريبٌ بعض الشيء.’
على ما يبدو، الصديقة التي تكونت ( عن غير إرادتي ) جديدةٌ نوعًا ما، لكنها غريبةٌ قليلاً.
لكن بالطبع……
“هاها، آنستي! انظري إلى تلك الزخارف! أليسوا رائعين جدًا؟”
بالتأكيد، مقارنةً بهاميل، هي أكثر طبيعية.
***
بعد فترةٍ ليست طويلة.
“يا للعجب. كيف يمكننا أن نلتقي في مكانٍ مثل هذا، أختي؟”
“……هل هذا مكانٌ مخصصٌ للقاء بالصدفة؟”
تمتمت رويلا بهدوء وهي تنظر إلى هيلينا أمامها.
___________________________
نيلا شقومها؟ كأنها نبيلة متنكره انها عاميه😭
هيلينا؟ ياشيخه سري تونا شايفين حبيبس يكفي
Dana