Hush Now, Saintess! - 58
“قلتُ أنني سأفعل ذلك، لكننا لم نكتب العقد بعد. أعتقد أننا سنكتبه في المرة القادمة التي نلتقي فيها.”
نظر الدوق إليّ بصمت، ثم فتح فمه متذمرًا.
“ولكن، لماذا تخبرينني بذلك الآن فقط؟”
“عفواً؟”
“في كل شيء يحدث معكِ، سواء فيما يخصني أو ما حدث للتو، يبدو أنني دائمًا آخر من يعلم!”
“لقد كنتَ غائبًا عن العاصمة طوال هذه الفترة.”
تشوّه وجه الدوق وكأنه لا يجد ما يقوله، ثم أصدر صوتًا غير راضٍ وهو يضغط شفتيه.
“هذا صحيح، ولكن……كهم.”
ما هذا الآن؟ ما الذي يعنيه هذا التصرف؟
لا يمكن……
“هل أنتَ مستاء؟”
“مستاء؟! من قال ذلك؟!”
عندما طرحتُ هذا السؤال بتردد، أجاب بغضب.
وهكذا تأكدت.
‘نعم، إنه مستاء.’
إنه مستاءٌ بنسبة مئة بالمئة.
ولكن، ماذا يجب أن أفعل في مثل هذه المواقف؟ لقد بدأت أواجه الكثير من المواقف الغريبة مؤخرًا.
بعد تفكير قصير، قررت أن أستحضر موقفًا مشابهًا لتبسيط الأمر.
‘لنفترض أنني أعمل بدوامٍ جزئي، ومدير الفرع يشعر بالاستياء لأن الموظفين يتقربون من بعضهم دون أن يشرِكوه.’
بشكلٍ مدهش، استطعت أن أندمج في الفكرة بسرعة.
رفعت كتفيّ ببرود، متظاهرةً باللامبالاة.
“إذا فكرت بالأمر، فمن الطبيعي ألا تعرف.”
“ماذا؟”
“لأنها أول مرة أقولها.”
ارتبك الدوق للحظة. ارتجف طرف فمه قليلاً، وكأنه يحاول كتم انفعاله.
“تقصدين أنكِ لم تخبري أحداً بذلك؟”
“نعم.”
“……حتى جراهام؟”
ما علاقة كبير الخدم بالأمر الآن؟
رغم أنني لم أفهمه، أومأتُ برأسي على أي حال.
“هذا صحيح.”
“صحيح. إذاً، أنا الأول الذي أخبرته بذلك؟”
“نعم. من يمكنني أن أخبره بمثل هذا الأمر المهم غيرك، يا أبي؟”
“همم……أيتها الشقية. حسنًا، هذا كلامٌ منطقي.”
‘حسنًا، انتهت الأزمة.’
تنفست الصعداء في داخلي.
“على أي حال، هذا أمرٌ جيد. يمكنكِ الآن أن نري أولئك الذين تجاهلوكِ ما أنتِ قادرةٌ عليه.”
“ماذا؟”
“لا شيء. لا شيء على الإطلاق. بالمناسبة، هل صحيح أنكِ أنهيت علاقتكِ مع ابن الدوق كيليان؟”
“نعم، هذا صحيح.”
عندما أومأتُ برأسي، أصبحت نظرات الدوق حادةً للغاية.
‘ما الأمر الآن؟ هل فعلتُ شيئًا خاطئًا؟’
لكن، نظرته لم تكن موجهةً نحوي.
“إذاً، كل تلك الشائعات صحيحةٌ بالفعل.”
***
كان الدوق يغلي من الغضب داخليًا. فأثناء غيابه عن العاصمة وانشغاله بشؤون الأراضي التابعة له، بدأت تنتشر شائعاتٌ غريبة.
“هل سمعتِ؟ يُقال إن الأميرة بريتا أُجهشت بالبكاء!”
“ماذا؟ الأميرة التي تبدو وكأنها لا تنزف ولو قطرةَ دم حتى لو طُعنت؟”
“أجل، يقال ذلك. بل أكثر من ذلك، يقال أنها بكت بحرقة أمام جمعٍ كبير من الناس. حتى أنها انهارت على الأرض وناحت بصوتٍ عالٍ.”
الشائعة، التي بدأت في العاصمة، أصبحت أكثر غرابةً كلما انتقلت من مكانٍ إلى آخر.
وبحلول الوقت الذي وصلت فيه إلى أراضي عائلة بريتا، كانت قد تحولت إلى قصةٍ مأساوية عن رويلا التي فقدت الرجل الذي أحبته لصالح ابنةِ عمها، لتصبح امرأةً حزينة تبكي في الساحة العامة.
بالطبع، إذا دققنا في الأمر، فقد كانت مشاعر رويلا مجرد إعجابٍ من طرف واحد، لذا فإن تعبير “سُلب منها” ليس دقيقًا تمامًا……
“يُقال أنهما كانا شبه مرتبطَين.”
“صحيح. بل كانت بينهما علاقٌ سرية، كما يُشاع.”
“يا إلهي! ثم جاءت ابنة عمها وتدخلت؟ لو كنتُ مكانها لبكيت بحرقةٍ أيضًا!”
“سمعها الناس تقول ‘قال بأنه لا يوجدُ أحدٌ غيري في قلبه، ومع ذلك، كانت كذبةً كبيرة. على أي حال، أتمنى لهُ السعادة’.”
حتى كلمات رويلا، التي تمتمت بها لنفسها، أصبحت محطَّ مبالغة وانتشار الشائعات.
عندما وصلت هذه الأخبار إلى الدوق، لم يستطع إلا أن يمسك مؤخرة عنقه من التوتر والانزعاج.
‘رويلا، تبكي؟’
‘وفي مكانٍ مكتظ بالناس؟!’
عاد إلى ذهنه مشهدُ رويلا وهي تذرف الدموع بعدما هددتها إحدى الخادمات. و كانت تلك المرة الأولى التي يرى فيها ابنتهُ التي لم تعرف الدموع طوال حياتها، تبكي أمامه.
لقد أصابه ذلك بمشاعر مفاجئة كبيرة.
لكن أن تبكي علنًا، وأمام هذا العدد الكبير من الناس؟ بسبب ذلك الشاب الأرستقراطي؟
‘التخلي عن ذلك النبيل كان أمرًا جيدًا في النهاية، ولكن……’
لم يكن الدوق راضيًا عن مشاعر رويلا نحو ديموس. كان ينزعج من تعلقها الشديد به وتصرفاتها المتهورة بسببه.
لكن في الحقيقة، لم يكن استياؤه موجهًا نحو ديموس بحد ذاته بقدر ما كان موجهاً نحو عائلته.
كان الدوق كيليان شقيق الإمبراطور الحالي، وقد كان وليَّ العهد الأول خلال فترة حكم الإمبراطور السابق.
وبالرغم من أنه كان ينبغي أن يكون الوريث الشرعي للعرش، إلا أن هناك العديد من المشكلات التي جعلته غير مناسبٍ لتولي العرش.
فاسق، طماع، وقاسٍ.
لهذه الأسباب، اختار الإمبراطور تنصيب الأمير الثاني كوليٍ للعهد، بدلاً من شقيقه الأكبر.
ولم يمض وقتٌ طويل حتى تخلى الأمير الأول عن لقبه الملكي وأصبح دوقًا.
‘الجميع استغرب الأمر.’
كيف يمكن لشخصٍ طماع كالأمير الأول أن يتنازل عن لقبه الملكي بهذه السهولة؟
لذا، بدأت الشائعات تتنقل بين النبلاء الكبار.
قالوا أن الأمير الأول ارتكب جريمةً كبيرة للغاية، ولتغطية الأمر، أُجبر على التخلي عن حقه في العرش وطُرد من العائلة الملكية.
وكان من المعروف للجميع أن هذه الشائعات ليست مجرد تكهناتٍ فارغة.
وبطبيعة الحال، لم يكن من الممكن للدوق أن يتقبل فكرة إعجاب رويلا بشابٍ من عائلةٍ كهذه.
‘من هذه الناحية، أشعر بالراحة الآن، لكن……’
لم يستطع منع شعور الغضب من التسرب إليه.
مجرد تخيل الفتاة التي كانت دائمًا فخورةً بنفسها تتخلى عن أكثر شيء تحبه، وتبكي من أجله، جعله يشعر بألمٍ داخلي.
لذلك، قرر العودة إلى العاصمة فورًا. خشية أن تكون رويلا قد وقعت في حالةٍ من اليأس الشديد.
‘همم. في مثل هذه الأوقات، يجب أن يكون والدها بجانبها.’
وجود شخصٍ تعتمد عليه قد يمنعها من التفكير في أمورٍ طائشة.
بعد أن أسرعَ بكل ما لديه إلى العاصمة، كان الخبر الذي ينتظره مختلفًا تمامًا.
سمعَ أن رويلا تلقت إلهاماً ودخلت في مغامرةٍ خطيرة مرة أخرى.
‘حسنًا، بما أن هذا الأمر قد حدث بالفعل، فلندعه جانبًا. فهناك أمرٌ مستفزٌ الآن.’
رؤية رويلا تتحدث عن ذلك الشاب الأرستقراطي ببرودٍ تام أشعلت غضب الدوق.
وكانت أهداف غضبه واضحة: السيد كيليان الشاب الأرستقراطي و هيلينا.
و شعرَ بخيبةِ أمل خاصةً تجاه هيلينا.
‘لقد اعتنيتُ بها كثيرًا لأنها ابنة شقيقي الراحل، ومع ذلك……’
كيف يمكنها أن تجرح رويلا بهذا الشكل؟
بالرغم من أنه لا ينوي قطع الدعم عنها، إلا أنه قرر منعها من القدوم إلى القصر لفترةٍ من الوقت.
فقط لكي لا تشعر رويلا بالألم بمجرد رؤية وجهها.
‘والآن بعد أن فكرت في الأمر، تبدو رويلا وكأنها قد فقدت بعض الوزن.’
لكن هذا لم يكن صحيحًا إطلاقًا.
فرويلا كانت تأكل وجباتها الثلاث بشكلٍ مثالي، ولم تفقد أي وزن على الإطلاق.
لكن بالنسبة للدوق، كانت رويلا شخصًا جريحًا يعاني من ألمٍ عاطفي شديد.
لذلك، بدا له وكأنها شاحبةٌ، و مرهقة، و متألمة.
بالطبع، كان كل ذلك مجرد وهمٍ منه.
شعر الدوق بعدم الراحة، فتنحنح بصوتٍ خافت.
عندما التفتت إليه رويلا، تظاهر بعدم ملاحظته لنظرتها و تحدث بصوت عادي.
“متى سيتم الانتهاء من نافورة الساحة؟”
“أحاول أن أجعل الافتتاح يتزامن مع الحملة الترويجية للمنطقة التجارية. أعتقد أنها ستنتهي بعد بضعة أسابيع.”
“حقًا؟ سمعت أن المعبد سيقيم حدثًا كبيرًا في ذلك اليوم.”
“نعم، صحيح.”
ابتسمت رويلا وأومأت برأسها برفق.
‘هي حتى تحاول التظاهر بأنها بخير……’
“هل قررتِ ما الذي سترتدينه في ذلك اليوم؟”
“لا، ليس بعد. أفكر في ارتداء شيءٍ من الموجود لدي بالفعل……”
ارتداء شيءٍ من الملابس الموجودة بالفعل؟
‘لقد تغيّرت حقاً.’
هذا ليس شيئًا يمكن لرويلا التي يعرفها أن تفعله أبدًا. في الماضي، كانت ترفض ارتداء حتى الملابس اليومية أكثر من مرة.
“لا داعي لذلك. اشتري شيئًا جديدًا. سأهديكِ إياه بنفسي.”
“ستهديني ملابس؟”
“ليس الملابس فقط. يمكنكِ اختيار كل ما تريدينهُ من الرأس إلى أخمص القدمين. لا داعي للتفكير بالسعر أو العدد. خذي كل ما يعجبكِ.”
بما أنها تخلّت عن شيءٍ تحبه، عليه أن يعوضها بشيءٍ آخر يُشعرها بالرضا. لذا، قرر أن يُقدم لرويلا فرصةً للترف بعد أن تخلّت عن ذلك الوغد الأرستقراطي.
أما رويلا……
‘يا لهذه المفاجأة السعيدة!’
تألقت عيناها بفرحٍ مفاجئ لم تفهم سببه.
***
حُبسَ صاحب متجر الرهن، هامبر في زنزانةٍ مظلمة غارقةٍ في العتمة، و كان يتنفسُ بصعوبة.
‘تباً، كم مضى من الوقت على هذا؟’
في اليوم الذي كُشف فيه الوجه الحقيقي لمتجر الرهن، حاول الهرب لكنه أُمسك على الفور من قبل حرس القصر الملكي وزُجّ به في السجن.
“هل أعددتَ تلك المواد بنفسك؟”
“أين ذهبت كل الأموال؟”
هل هناك شخصٌ يقف خلفك؟”
الاستجوابات المتكررة كانت مرهقةً بشكلٍ لا يطاق. لكن أكثر ما كان مرعبًا هو لقاءاته المنفردة مع ولي العهد من وقتٍ لآخر.
كانت ملامحه الباردة وعيناه الخضراوان الهادئتان تبثان قشعريرةٍ في جسده بالكامل.
“أنت تتحمل ذلك لفترةٍ طويلة، أليس كذلك؟”
“هذا حقًا، بلا فائدة تُذكر.”
صوته البارد كان يبدو وكأنه لا ينتمي إلى إنسان.
حتى مجرد تذكر ذلك كان يجعل هامبر يشعر بالقشعريرة، فبدأ بفرك ذراعيه بقوة.
كل ما كان يريده هو الخروج من هذا السجن البائس في أقرب وقتٍ ممكن.
‘متى سيتحرك ذلك الشخص؟’
‘لا يمكن أن يكون قد قرر التخلي عني، أليس كذلك؟’
بدأت فكرة البوح بكل شيءٍ والتوسل للحصول على تخفيف للعقوبة تراوده.
و في تلك اللحظة، حدث أمرٌ مفاجئ.
من وراء القضبان المغلقة بإحكام، كان هناك ظلٌ لشخص يلوح.
“أنت……!”
كانت ملامح وجهه تظهر بوضوحٍ شعورًا بالارتياح لدى رؤية الظل.
“هل أرسلكَ ذلك الشخص؟ أخيرًا، سيخرجني من هنا؟!”
هز الظل يده بإشارةٍ للاقتراب منه دون أن يجيب.
وعندما اقترب هامبر من القضبان،
“ما هذا……؟!”
أمسك الظل بفكه ثم دفع شيئًا إلى حلقه.
‘هل ينوون التخلص مني بهذه الطريقة؟!’
قاوم هامبر بعنف، متمسكًا بيد الظل وأسنانه.
لكن لم يكن هناك جدوى.
لم يظهر أي أثرٍ للألم على صاحب الظل، بل كان ثابتًا تمامًا كما لو كان لا يشعر بشيء.
وبعد فترةٍ قصيرة، تدلى جسد هامبر بشكلٍ مفاجئ. ثم دفعه الظل بقوة إلى الأرض ودار ليبتعد عنه.
و بصوتٍ خافت، خرج الظل وكتب شيئًا على ورقة.
<تم الانتهاء من المعالجة>
وبعد لحظات، طار طائرٌ أسود في السماء الليلية.
_________________________________
ياعمري ابو رويلا يضحك😭😭
حتى المانهوات عندهم دايم احاسيس الاهالي صح من البدايه وهو مب مرتاح لديموس ذاه وعنه طلع خيخه
وفي الأخير ذاه من اثاري فيه ناس بعد مادرينا عنهم
Dana