Hush Now, Saintess! - 54
كانت هناك خزنة، لكنها كانت مفتوحةً لسبب ما.
“الفائدة 65%. وهذه 70%؟ يا للعجب.”
هل يعقل أن يستدين أحد بمثل هذه الفوائد؟ هذا يبدو وكأنه طريقٌ مختصر نحو الإفلاس التام.
هيلديون بدوره لم يكن سعيدًا بالأمر، ويبدو أنه كان يحمل نفس الفكرة.
“الجميع يجدون صعوبة في تأمين لقمةِ العيش، لذا لجأوا للاقتراض من أماكن كهذه.”
تمتم بمرارة.
على ما يبدو، كان يشعر بمسؤوليةٍ غريبة كولي العهد الإمبراطورية.
نظرتُ إليه بطرف عيني، ثم رفعت كتفي بلا مبالاة.
“ربما يكون الأمر كذلك.”
على سبيل المثال، قد ينخدع أشخاصٌ لا يفهمون أمور الحياة مثل هاميل ويقترضون المال.
كانوا مغمورين بحل مشاكلهم الفورية دون التفكير في العواقب.
لكن.
“ليس الجميع من هذا النوع بالتأكيد.”
“…….”
“هناك أيضًا أشخاصٌ سيئو السمعة إلى درجة أنهم لا يستطيعون الاقتراض من البنوك أو حتى من معارفهم.”
على سبيل المثال، شخصٌ كهذا.
ابتسمتُ ابتسامة خفيفة وسلمته وثيقة.
“هذا الشخص هو……”
“لم أكن أعلم، لكنه يبدو أنه اقترض المال من هنا.”
كان صاحب العقد أورغن سيفر.
المبلغ الذي اقترضه كان ضخمًا، وصل إلى خمسين مليون شلن. ومع الفوائد، تجاوز المبلغ مئة مليون شلن.
كان من الواضح أن هذا المال كلّه قد استخدم في القمار.
ومع ذلك، لم يكتف بهذا، بل حاول أيضًا خداع رويلا والهروب.
‘يبدو أنه لا يتردد في القيام بكل ما هو جريء.’
أستطيع أن أؤكد أن أورغن ليس الوحيد الذي اقترض المال لهذا السبب.
“هناك أيضًا حالاتٌ لم يتم فيها سداد الديون بالكامل، ومن ثم زادوا المبلغ وأعادوا التعاقد. ومعظم الضمانات المقدمة كانت……”
كان العمل القسري.
إذا لم يتمكنوا من سداد الديون، فسيكون عليهم تسديدها بأجسادهم.
“لذا، لا داعي لأن تلوم نفسكَ كثيرًا. مهما كانت الحياة مريحة، سيظل هناك دائمًا أناسٌ يسعون لتحقيق مكاسب سريعة.”
“……غريب.”
“ماذا؟”
“عندما أستمعُ الى كلماتكِ، يبدو كل شيءٍ منطقيًا بسهولة.”
ربما لأنني معتادةٌ على العمل في الترويج……
“وأيضًا إنه يبعثُ على الاطمئنان.”
“…….”
“شكرًا لكِ.”
شعرتُ بالإحراج من هذه الكلمات المتتالية، ولم أجد ما أقوله.
عادةً ما يكون من الأفضل الرد بجرأةٍ في مثل هذه الحالات……
‘لكن يبدو أنه جادٌ جدًا لدرجة أنني لا أستطيع قول شيء.’
وبينما كنت أتظاهر بتفحص الوثائق دون معرفةِ ما يمكن أن أقوله له، لاحظتُ أمرًا غريبًا.
“ما هذا الدواء بالضبط؟”
“دواء؟”
“نعم. مكتوبٌ بشكلٍ مشترك في وثائق من أعادوا التعاقد……”
الأشخاص الذين اقترضوا المال استثمروه بالكامل في شراء نوع معين من الأدوية.
آه، صحيح، لقد تحدثوا عن الأدوية مع هاميل أيضًا.
‘قالت أنهم اقترحوا صنع دواءٍ معين معًا. هذا الدواء هو المقصود إذاً.’
“يبدو مريبًا من النظرة الأولى.”
“صحيح. يبدو أنه يجبُ علينا التحقيق بشأن هذا الدواء.”
“لكن قبل ذلك، يجب أن نجمع الوثائق……”
قال هيلديون ذلك بقلق.
لاحظتُ بأن هذه هي فرصتي، فربّت على صدري بحماس.
“لا تقلق. لدي شيءٌ رائع سيساعدنا.”
إنه ما يُعرف باسم حقيبة دورايمون.
لا، بما أن هاميل هي من صنعتها، فربما يجب أن تُسمى حقيبة هاميلومون.
في اليوم الذي قابلت فيه هاميل وتحدثنا، أبديتُ اهتمامًا بالحقيبة التي أخرجت منها عقدًا صلبًا وتمثالًا بحجم الذراع، ثم أهدتني إياها بكل سرور.
“لأنني صنعتُ واحدةً أخرى لي. آه، إذاً، ربما يكون هذا عنصرًا مشتركًا بيننا……”
تجاهلت الأمر وأخذت الحقيبة.
‘من الجيد أنني أحضرتها معي، ربما أحتاجها.’
نظر هيلديون إلى الحقيبة التي قدمتها له بتعبير ٍمتحير.
وعندما بدأتُ بسكب الوثائق داخلها، ظهرت على وجهه علاماتُ الدهشة.
“هذا مذهلٌ حقًا.”
“أليس كذلك؟ لقد حصلتُ عليها كهدية.”
بغض النظر عن كمية الوثائق التي وضعتها في الحقيبة، لم أشعر بأي زيادةٍ في الوزن. يا لها من اختراعٍ مذهل.
‘يمكنني أن أحقق نجاحًا كبيرًا إذا بدأت عملاً تجاريًا بهذه الحقيبة.’
لا، قد تكون هناك احتمالاتٌ كبيرة لإساءة استخدامها، لذا ربما لا ينبغي لي ذلك.
‘لا يمكنني التسبب في فوضى في الإمبراطورية التي يحبها هيلديون كثيرًا.’
تنهدت بأسف، وأخذت أتفقد المكان من حولي.
يبدو أننا جمعنا معظم الأدلة التي يمكننا أخذها. فقبل قليل، وجدتُ وثائق هاميل ووضعتها بعناية كأولوية.
كنتُ أفكر في الانتقال إلى الغرفة التالية عندها تحدث هيلديون.
“هناك شخصٌ قادم.”
همس هيلديون بينما كان يسحب يدي برفق.
‘من الذي سيأتي؟ لم أسمع أي صوت……’
يبدو أن الدماء الامبراطورية المباركة تتميز بحواسٍ استثنائية.
“هل هم قريبون؟”
“لستُ متأكدًا. ولكن يبدو أننا تأخرنا على الخروج.”
تأخرنا على الخروج؟ إذاً، ماذا سنفعل الآن؟
نظرت حولي في الغرفة.
الاختباء تحت الطاولة سيكون مكشوفًا جدًا، والوقوف خلف الباب لا يبدو منطقيًا أيضًا.
‘ألا يوجد مكانٌ يمكننا أن نختبئ فيه……؟’
***
في الممر الفارغ، تردد صدى أصواتِ الحديث.
كانت أصوات موظفين مسؤولين عن إدارة مخزن الرهن.
“إلى أين ذهبت وتركْتَ مكانك؟ كان عليكَ البقاء حتى موعد تغيير المناوبة.”
رد الرجل القصير بابتسامةٍ خفيفة على انتقادات الرجل الطويل.
“ذهبتُ فقط إلى الحمام، الحمام لا أكثر.”
“هل رتبت الوثائق قبل أن تغادر؟”
“…….”
عاد الصمت، فعبس الرجل الذي طرح السؤال.
“لم ترتبها؟”
“هاها، لا.”
“ألا تعلم أن القاعدة تنص على وضع الوثائق في الخزنة عند مغادرة المكان؟”
رفع الموظف القصير كتفيه بلا مبالاة.
“لا أعلم لماذا تشدد على القواعد وأنت تعمل في مكانٍ كهذا.”
في الأساس، لم يكن هذا مكانًا يحتاج لخزنة. فمن يستطيع أن يعثر على المخزن المخبأ خلف حقول الذرة؟
وضع الرجل الطويل يده على مقبض باب غرفة الوثائق وتنهد ساخرًا.
“من سيقتحم هذا المكان في هذا الوقت؟ في الأصل، لا يمكن أن يكون هناك متسللون هنا……”
ولكن بمجرد أن فتح الباب، لم يستطع إكمال حديثه.
“ما……ما هذا……!”
كانت معظم الوثائق التي تراكمت هنا وهناك قد اختفت تمامًا.
‘كيف يمكن أن يحدث هذا؟’
“ما الأمر؟”
“……متسلل. هناك متسلل!”
“ماذا؟”
“هناك متسلل! علينا أن نعثر عليه فورًا!”
صرخ الرجلان بهذه الكلمات، وغادرا الغرفة تاركين الباب مفتوحًا على مصراعيه. و لم يتوقعا أبدًا أن يكون هناك أحدٌ مختبئًا داخل الغرفة.
“……أوه.”
“لقد حالفنا الحظ.”
تنهد الاثنان بارتياح في نفس اللحظة.
لكن في تلك اللحظة، التقت أعينهما مباشرةً.
فقد كانت المسافة بينهما قريبةً جدًا.
وليس من المستغرب، لأنهما قبل قليل……
“هناك! اختبئ هناك!”
“هناك؟”
“أسرع!”
اختبآ في خزانةٍ صغيرةٍ بأحد زوايا الغرفة.
كانت الخزانة ضيقةً لدرجة أنها بالكاد تتسع لهيلديون وحده، فما بالك بوجودهما معًا.
لم يكن هناك مفرٌ من أن تلامس أجسادهما.
‘……أليس هذا قريبًا جدًا؟’
مهما حاولت، لم تستطع رويلا تجاهل الموقف.
حتى أن أنفاسهما الحارة جعلت الجو داخل الخزانة يبدو وكأنه يغلي.
حاولت رويلا جاهدة أن توجه نظرها إلى الخارج.
“ما الذي سنفعله الآن؟ الباب مفتوح، وإذا خرجنا بتهور فقد يُكشف أمرنا.”
“……”
لكنها لم تحصل على إجابة.
أخذت ترفرف بعينيها، ثم رفعت نظرها لتنظر إلى هيلديون مجددًا.
وحينها، صُدمت بما رأت.
“آه! هل أنتَ بخير؟”
كان وجه هيلديون أحمر لدرجةِ أنه كاد ينفجر.
“هل هذا بسبب نقص الأوكسجين؟!”
فكر للحظة، ثم أومأ برأسه.
“أفضلُ أن أتولى الأمر بالكامل.”
“لكن، ما إذا جاء المزيد من الناس……”
“سأتخلص منهم أيضًا. لذا، من فضلكِ……دعينا نخرج من هنا.”
كم يجب أن يكون الأمر صعبًا عليه ليقول ذلك.
نظرت رويلا إليع بنظرةٍ مليئة بالشفقة، ثم أومأت برأسها.
‘على أي حال، لقد انتهيتُ من جمع الأدلة.’
الآن، بقي فقط العثور على الأشخاص الذين يحملون الخطأ ورشهم بالماء المقدس.
و يبدو أن هذا يمكن تدبيره بسهولةٍ بأي حال.
علاوةً على ذلك، لم يتبق الكثير من الوقت.
وبينما كانت قد اتخذت قرارها وتمد يدها لفتح الباب،
“لنفعل ذلك. سأفتح الباب بأقصى قدرٍ من الهدوء……”
لكن، بينما كانت تتحرك، فقدت توازنها وسقطت بظهرها على الجدار الخلفي.
وفي تلك اللحظة،
كرييييك-!
بدأ الجدار الخلفي بالتحرك.
***
“الجدار يتحرك؟”
“الجدار؟”
“نعم. يبدو أنه ممرٌ سري……”
لكن لماذا لم يتحقق الشخصان من هذا المكان سابقًا؟
‘آه، هل هو ممرٌ سري لا يعرفه الموظفون؟’
كان ذلك معقولًا.
يبدو أن صاحب المكان يعشق المتاهات……
قد يكون هناك ممراتٌ سرية لا يعرفها الموظفون.
انتقلنا بأقصى قدرٍ من الهدوء عبر المساحة وراء الجدار. وعندما وصلنا إلى المكان……
‘ما هذا المكان؟’
كان المكان يبدو تمامًا كالسجن.
كانت المساحات الصغيرة متراصةً كما لو كانت جحورًا للنمل، وكان هناك أشخاصٌ مستلقون بداخلها.
“هاااااا! آه……آه!!”
“أوه……أنقذني، أنقذني……”
“آاااااه، سأموت، سأموت!”
كانت أصواتً غير بشرية تتردد من كل مكان.
كان الناس في حالة جنونٍ تام. وكانوا محاطين بطاقةٍ مظلمة سوداء.
يبدو أن هؤلاء هم الأشخاص الذين أصابهم الخطأ، كما ذُكر في المهمة. وكانوا في الوقت ذاته يشبهون الزومبي الذين رأيتهم في الحلم.
‘الطاقة السوداء تشبه الضباب.’
هل هذه هي المرحلة التالية من “خطأ الحظ السيئ”، ما يسمى بـ “التعاسة”؟
نظرتُ بقلق إلى هيلديون.
“ما الأمر؟”
“فقط أردتُ أن أتأكد من حالتكَ.”
“ماذا؟”
“هل تشعر بحكةٍ في ظهرك، أو هل هناك شعورٌ غريب ينبع من أعماق قلبك، مثل تنينٍ أسود……لا، أهناك شيءٌ غريبٌ آخر يؤلم جسدك؟”
“لا، أنا بخير.”
“هذا جيد.”
تنفستُ الصعداء، ثم بدأنا نلتفت حولنا مرة أخرى، حتى لفت انتباهي شيءٌ ما بالقرب من قدمينا.
_______________________________
هيلديون في ذا اليوم قلبه ماغير يرقع😭
حقين الرهن ذولا ماتدرون هم أغبياء فطرة ولا اجتهاد شخصي واضح بيروحون فيها في دقايق
Dana