Hush Now, Saintess! - 50
“هاه، كيف يمكنني أن أنسى هذا؟ إذا اكتُشفَ الأمر، سأتلقى توبيخًا شديدًا.”
تمتم الرجل وهو يحك رأسه بشدة.
كانت في يده ورقةٌ بيضاء تتطاير بخفة.
نظر حوله بسرعة، ثم ألقى نظرةً خاطفة على المبنى الذي كانت أنواره مضاءة.
“إن ذهبتُ الآن، فلن يلاحظ ذلك أحد. لنذهب بسرعة.”
اتجه الرجل الذي قال ذلك نحو الإسطبل.
تقابلت أعين هيلديون وهستين في نفس اللحظة.
ثم، في صمت، أومآ برأسيهما.
كان ذلك يعني أنهما قررا مطاردته.
أسرع الاثنان نحو المكان الذي ربطا فيه خيولهما. وفي تلك الأثناء، سُمع صوت حوافر الخيول بالقرب من المتجر.
“يبدو أنه انطلق. لكن هل الأمر على ما يرام رغم أنه ابتعد كثيرًا بالفعل؟”
“لا بأس. يكفي أن اسمع صوته.”
“اوه، هذا صحيح.”
ولي العهد، الذي وُلد مع أعظم بركات السلالة المباركة.
قدرات هيلديون الجسدية وحواسه الخمسة كانت تتجاوز قدرات أي إنسانٍ عادي بفارق كبير.
طالما يستطيع سماع الصوت، فإن مطاردة الهدف لم تكن بالأمر الصعب بالنسبة له.
“كما هو متوقع، أنت مثل الكلب.”
“……؟”
“كنتُ اضرب مثالاً فقط، لماذا تنظر إلي هكذا؟ فأنا أمتدحُ سمعكَ المذهل الذي يضاهي الكلاب.”
رد هستين وهو يرمش بعينيه ببراءة تجاه نظرة هيلديون.
“هل هناك مشكلةٌ في ذلك؟……”
“من بين كل الأشياء، لماذا هذا المثال……”
“أليس مثالاً رقيقاً وجميلاً؟”
‘رقيق؟ أي هراءٍ هو هذا؟’
كان ذلك انتقامًا واضحًا بسبب تكليفه بمهمةٍ خطيرة في منتصف الليل.
ولكن، حتى مع علم هيلديون بذلك، لم يكن أمامه خيارٌ سوى التغاضي عن الأمر.
فبالرغم من كل شيء، لم يكن هناك صديقٌ يثق به ويعتمد عليه مثل هستين. كما أن المهمة كانت بالفعل محفوفةً بالمخاطر.
“……حسنًا، لننطلق.”
“حاضر.”
ركض الاثنان على ظهور الخيل، متتبعين الصوت لمسافةٍ طويلة.
وبعد ساعاتٍ من الركض المتواصل، توقف الحصان عند……
“حقل ذرة؟”
كان حقل ذرةٍ كبيرًا بشكلٍ لافت، خاصة أنه قريبٌ من العاصمة.
وجود حقل ذرةٍ كهذا في مكان كهذا كان غريبًا حقًا.
نزل الاثنان من على خيولهما وبدآ بالتفتيش حولهما.
لم يكن هناك ما يلفت الانتباه سوى حقل الذرة.
“إذًا، يبدو أن هذا هو المكان المقصود.”
“الآن بعد أن أمعنت النظر، هذه الذرة تبدو غريبة.”
“صحيح.”
أومأ هستين برأسه متفقًا مع ما قاله هيلديون.
كما أشار، كانت سيقان الذرة وأوراقها كبيرةً بشكل غير طبيعي، بينما كانت حبوب الذرة نفسها ضعيفةً للغاية……
“يبدو أن الغرض من هذا الحقل ليس حصاد الذرة. بل أشبه بسورٍ أُقيم لإخفاء شيء ما.”
إذا كان الأمر كذلك، فمن المؤكد أن هناك مكانًا مخفيًا داخل هذا الحقل، وهو ما يبحثون عنه.
‘بهذه الطريقة، مهما حققوا فلن يتمكنوا من العثور عليه.’
المجرمون بارعون حقًا في مثل هذه الحيل الغريبة.
نقر هستين بلسانه قبل أن يسأل هيلديون.
“سندخل، أليس كذلك؟”
“بالطبع.”
كما توقع تمامًا.
“إذاً، أرجو أن تضيف بدل المخاطر. يبدو المكان خطيرًا ومريبًا بشكلٍ واضح.”
“سأعطيكَ ضعف الأجر. هل يكفي ذلك؟”
“هذه المهمة مشوّقةٌ حقًا.”
أشار هستين إلى مكان كان قد لاحظه مسبقًا.
“هناك طريق بالكاد يمكن رؤيته، لكنه موجود.”
كان هناك جزءٰ من الأرض واضح، وكأنه طريق ممهد.
دخل الاثنان حقل الذرة متبعين الطريق.
لكن لم يمضِ وقتٌ طويل حتى أدركا أن الأمر كان فخًا.
انقسم الطريق الممهد إلى عدة مسارات. وبعض هذه المسارات كانت تعيدهما إلى نقطة البداية.
“إنه……متاهةٌ بالكامل.”
تمتم هستين وهو يمسح العرق عن جبهته.
“قطع الذرة والتقدم بهذه الطريقة……ربما علينا الاحتفاظ بهذا كخيارٍ أخير.”
كان كلام هستين منطقيًا.
قطع الذرة للتقدم كان الخيار الأخير.
‘إذا شعروا بالريبة وفرّوا، ستكون كارثة.’
لم يكن بالإمكان إضاعة هذه الفرصة التي حصلوا عليها بشق الأنفس.
وإذا كان خصومهم بهذه الدرجة من الحرص، فمن المؤكد أنهم أعدوا خطةً بديلة.
وفجأة، حدث شيء ما.
من مكانٍ ما، سُمعت أصوات خطواتٍ غير تلك الخاصة بهما.
“هذا……”
“اشش.”
الأصوات كانت قادمةً من الخلف.
كان صوت تحريك الأعشاب يقترب بلا تردد.
كانت خطواتُ شخص……لا، اثنان.
‘أحدهما حيوان؟’
ركّز هيلديون حواسه بالكامل وأصغى بانتباه.
كان يحاول تحديد الاتجاه الذي تأتي منه الأصوات. لكن، وسط حقل الذرة الكثيف، كانت الأصوات تتشتت في كل مكان.
لم يكن من السهل تحديد الاتجاه.
‘تباً.’
وضع هيلديون يده على مقبض سيفه، ونظرته أصبحت أكثر برودة.
في مثل هذا الوضع، كان مستعدًا لقطع أي شيء يظهر أمامه.
وفي هذه الأثناء، اقترب صوتُ الحفيف أكثر فأكثر. حتى هستين قام بالتحضير على طريقته الخاصة، ليكون مستعدًا للهرب بسرعةٍ إذا لزم الأمر.
‘الهروب أفضل من الوقوع في مأزق.’
مهاراته في المبارزة ليست سيئة، لكن لا يمكنه التنبؤ بما قد يحدث.
وعندما انتهى كل منهما من استعداداته الدقيقة، بدأت إحدى سيقان الذرة القريبة بالاهتزاز بعنف.
‘من ذلك الاتجاه.’
بسرعة، لوّح هيلديون بسيفه. لكن عند رؤية الشخص الذي ظهر بعدها……
‘لماذا هي هنا……؟’
اضطر إلى تغيير مسار السيف على عجل.
***
طَق، طَق-
تساقطت أوراق الذرة المقطوعة بفعل السيف عند قدمي. و وسط وابل الأوراق المتساقطة، سرحتُ في التفكير بلا وعي.
‘واو. كنت على وشك الانتقال للعالم الآخر للتو.’
للحظة، شعرتُ وكأنني صافحتُ جدتي على الجانب الآخر من العالم.
يا له من موقفٌ خطِر.
“هل أنتِ بخير؟”
سألني هيلديون بقلق، حتى ان وجهه كان شاحباً كوجهي تمامًا.
‘هل أنا بخير؟’
بدلًا من الإجابة، تحسست عنقي بيدي.
“هل……هل ما يزال رأسي متصلًا بعنقي؟”
“نعم، انه متصل.”
“انه متصل نعم هذا صحيح. هذا عظيم، رائع.”
بعد التحقق المتكرر، شعرتُ بالراحة أخيرًا. فقد كنت قلقةً من أن يكون نصفه قد قُطع.
“هل تشعرين بألم في عنقكِ؟”
سألني هيلديون بارتباك، لكنني أجبته بهز رأسي نافية.
“لا، لا أشعر بأي ألم. كنتُ فقط متفاجئة.”
“ماذا عن باقي جسدكِ؟”
“باقي جسدي بخير.”
“هل أنتِ متأكدة؟”
“نعم، متأكدة.”
بعد عدة تحققّات، تنهد هيلديون بارتياح.
“……هذا مطمئن.”
كان صوته يحمل صدقًا عميقًا.
‘صحيح، لو كنت قد جُرحت، كان هيلديون سيواجه مشاكلَ كبيرة أيضًا.’
إذا قتل ولي العهد أميرة الدوقية، وخاصة إذا كانت قديسة، فسيكون ذلك مشكلةً كبيرة على مستوى الإمبراطورية بأسرها.
عندما هدأت الأمور إلى حدٍ ما، بدأ هستين، الذي كان يراقب بصمت، في إضافة تعليقٍ بصوت خافت.
“لكن لما أنتِ في مثل هذا المكان، سيدتي القديسة؟ و في مثل هذه الساعة المتأخرة.”
“صحيح، ما الأمر……”
أرسل هيلديون نظرةً مستفسرة كما لو أنه يوافقه.
ابتسمتُ بتوتر.
لما أنا هنا؟ حسنًا……
“أتيتُ الى هنا بسبب نداء لوكيرا.”
كان ذلك أيضًا نداءً من النظام وليس من لوكيرا.
كل هذا يعود إلى ساعاتٍ مضت.
***
بعد قضاء يومٍ عادي، غططتُ في النوم. ثم حلمتُ بحلمٍ غريب.
كان المكان حقل ذرةٍ واسع يمتد إلى ما لا نهاية.
كان هناك أشخاصٌ منتشرين هنا وهناك في الحقل. و كانوا جميعًا في حالة مزرية، وجلودهم جافة وشاحبة، وكأنهم في حالة موتٍ بطيء.
كان الأمر يشبه مشاهدة فيلم رعب أجنبي عن الزومبي. بعنوان حقل الذرة الواسع. و الزومبي المتجولون.
وأحدهم كان يقف لمواجهتهم.
كان هيلديون يقاتل الأشخاص الذين كانوا يشبهون الزومبي باستخدام غمد سيفه.
كان يبدو أنه يواجهُ صعوبةً كبيرة، وكانت ملامح وجهه غير مريحة.
‘غريب. لماذا يعاني بهذا الشكل؟’
رغم أنهم كانوا يشبهون الزومبي، كان هيلديون بطل حرب وأميرًا مباركًا. كان من الغريب أن يواجه مثل هؤلاء الأعداء بتلك الصعوبة.
لكن السبب أصبح واضحًا.
كانت طاقةٌ مظلمة تتهاوى حول هيلديون.
وعندما نظرتُ عن كثب، لاحظت أن هذه الطاقة السوداء كانت تخرج من أجساد الأشخاص الذين يشبهون الزومبي أيضًا.
كان ذلك بالتأكيد الخطأ.
خطأ الشؤم، أو ربما شيءٌ أكثر من ذلك.
كانت الطاقة التي تخرج من أجساد هؤلاء الأشخاص تطير نحو هيلديون وتمتصها منه.
وفي كل مرة يحدث ذلك، كان هيلديون يضغط على أسنانه وكأنه يعاني.
ثم، بعد فترةٍ قصيرة، استسلم هيلديون أخيرًا للطاقة السوداء.
وهو محاطٌ بتلك الطاقة المظلمة، صرخ صرخةً قوية.
كانت الطاقة السوداء تتحرك حوله من مركز ظهره. وأصبح بؤبؤ عينيه الخضراء الداكنة أكثر ضبابية بمرور الوقت.
لم أستطع إلا أن أرتعد وأنا أراقب كل شيءٍ كمتفرجة.
كانت تلك الصورة هي نفسها التي رأيتها في حلمٍ سابق. في مشهد موت رويلا الأصلية.
‘انفجار الل&نة……’
لحسن الحظ، لم يبدو عليه بأنه وصل إلى مرحلة الانفجار الكامل. لكن، لم يكن هناك ما يمنع من أن يحول حقل الذرة إلى بحرٍ من النار.
بينما كانت النيران تتلاطم، خرج هستين متعثرًا.
كان قد تعرض لإصاباتٍ أثناء قتال الزومبيين، وكان الدم يسيل من خصره.
بعد أن رمى نظارته الملتوية، صرخ متوسلًا إلى هيلديون.
“لا تفعل ذلك، سموك! استعد عقلك……!”
لكن هيلديون الذي فقد عقله لم يتعرف على هستين وهاجمه.
بضربةٍ من هيلديون، طار هستين في الهواء وسقط على الأرض.
“……من فضلكَ، توقف…….”
وبعد تلك الكلمات، توقف هستين عن الحركة.
كان المشهد صادمًا لدرجة أنني فقدت القدرة على الكلام.
كيف وصل الأمر إلى هنا؟ لم يكن هناك مثل هذا المشهد في الأصل.
‘لماذا يحدث هذا……؟’
وفي تلك اللحظة، سُمعت أصواتٌ غريبة من مكان ما.
[هذه مشكلة. لماذا لا تستيقظين؟]
_______________________________
هيستين مادي يعجبني يارجال يبي لك حرمة ماديه✨
رويلا شافت شريط حياتها قدامها والمشكله انها جالسه تنكت مع نفسها وهيلديون خايف اكثر منها😭
حلم رويلا مب حلو وش ذا التعاسه💀
Dana