Hush Now, Saintess! - 49
بصراحة، كان ذلك أمرًا مستحيلًا. سيستغرق الأمرُ وقتًا أطول من نحت التمثال.
لكن، إذا كانت هاميل، فهذا ممكن.
“هل يمكنكِ صنع أشياء مثل النافورة؟”
“بالطبع يمكنني! فأنا ساحرةٌ ذات مهاراتٍ لا بأس بها.”
هذا ما قالته.
بطرقٍ عدة، لا شك أنها موهبةٌ يجب ضمها إلينا.
رغم أن افتتانها الشديد بالأشياء الجميلة قد يكون عيبًا بسيطًا……
‘لا يهم. العباقرة عادةً ما يكون لديهم خللٌ بسيط.’
قررتُ أن أسترخي وأتقبل الأمر.
***
“سأتعاقد معكَ. أريد بناء النافورة هنا.”
قبل أن تفترق رويلا عنه، نجح هيلديون في الحصول على موافقتها. لكن، لسببٍ ما، لم يشعر بسعادةٍ كبيرة.
“لقد مررتُ بالكثير من الأمور في الماضي. أكره المجرمين بشدة، خاصة المحتالين.”
“أعتقد أن خداع الناس هو الأسوأ على الإطلاق. أليس كذلك، سموك؟”
ربما بسبب سماعه لهذا الكلام، اجتاحته بشدة مشاعر الذنب لأنه يخدع رويلا.
“فأنتَ الشخص الذي يقف في الصفوف الأمامية لحفظ أمن الإمبراطورية من أجل أولئك المتضررين……”
ألم تكن تبتسم ببراءة وفرح عندما قالت ذلك؟
‘أن أواجه جوهر شخصٍ نقيٍ كهذا……يجعلني أشعر وكأنني مجرم.’
‘هل يجب أن أقول الحقيقة لها؟’
“كنت تفكر في قول الحقيقة الآن، أليس كذلك؟”
تراجع هيلديون فجأة بسبب حدس هيستين الذي أصاب الحقيقة.
“كما توقعت.”
رفع هيستين نظارته وهزّ رأسه.
“على أي حال، أنت ضعيف القلب في أمورٍ غريبة كهذه.”
“الأمر ليس كذلك.”
“لقد قررتَ التحقق مما إذا كانت القديسة شخصًا يمكن الوثوق به، ولم تقابلها سوى لمرتين. هذا عدد قليلٌ جدًا من المرات لتضعف لها هكذا.”
“حتى لو…….”
“على الرغم من أن أي شخص قد يعتقد أنكَ كذلك، لكن بما أنك تنفي الأمر، فهذا مطمئن.”
لم يجد هيلديون ما يرد به على كلمات هيستين التي كانت كالطعنة في الصميم.
في الحقيقة، كان هيستين محقًا. رغم شعور الذنب الذي يراوده، كان عليه أن يبقى ثابتًا في قراره.
فإن وثق برويلا بقلبٍ متردد، قد يؤدي ذلك إلى إيذاء كليهما.
‘إذا انتشرت شائعات حول اللعنة، سيبدأ الناس بالشك فيها.’
أو ربما قد تكون هي من تنشر السر بنفسها.
لكي لا يفترض أسوأ السيناريوهات، كان عليه أن يؤمن برويلا تمامًا.
‘و بالطبع، مسألة ما إن كانت ستثق بي بعد أن أكشف لها الحقيقة تبقى مشكلةً أيضًا.’
“لا أعلم ما الذي تفكر فيه مجددًا.”
نظر هيستين إلى هيلديون الذي كان يعبس بصمت، ثم هز رأسه.
“أنت شخصٌ يتأذى من خوف الآخرين منك، فلماذا تفكر بهذا الوجه المخيف؟”
‘حسنًا، إن فكرَ وهو مبتسم، فقد يكون ذلك مرعبًا أيضًا بطريقةٍ مختلفة.’
فكر هيستين أنه لو علم هيلديون بما يدور في ذهنه، فقد يحزن بشدة، ثم تحدث ثايةً.
“على أي حال، هل طلبت القديسة منكَ التحقيق بشأن شركةِ إقراضٍ غير قانونية؟”
“نعم، اسم المتجر هو ‘رهن هامبار’.”
“‘رهن هامبار’……أعتقد بأنني سمعت هذا الاسم من قبل.”
“حقًا؟”
“نعم، أعتقد أنني رأيته في أحد تقارير التحقيق التي قدمتها قوات الأمن. يبدو أنهم تلقوا بعض البلاغات، لكن لم يتم الكشف عن أي شيء.”
“بالفعل، يبدو الأمر مريبًا.”
أضاف هيستين ذلك بعد صمتٍ قصير، وأومأ هيلديون برأسه.
“ربما قاموا بإخفاء الوثائق الحقيقية وتركوا فقط وثائقَ زائفة كتمويه.”
“إذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني بأنهم أخفوها جيدًا لدرجة أن قوات الأمن لم تتمكن من العثور عليها أثناء تفتيشهم……”
توجهت نظرات هيستين، الذي كان يتمتم وكأنه في حالة تفكيرٍ عميق، إلى معصمه.
وفي اللحظة التالية، تغيرت تعابير وجهه فجأة إلى الجدية وكأنه أدرك شيئًا.
“ما الأمر؟ هل اكتشفت شيئًا؟”
سأله هيلديون الذي أصبح جديًا بدوره.
“الأمر هو……”
“ما هو؟”
“لقد تجاوزتُ بالفعل وقت انتهاء عملي. لا أصدق، هذا محبط.”
“أنت حقًا…….”
“أنا حقًا من النوع الذي يحب المغادرة في الوقت المحدد.”
عند هذه الكلمات الجادة للغاية، استسلم هيلديون.
“حسنًا، سأعطيك بدل العمل الإضافي من الآن فصاعدًا.”
“نعم، ولكن من الأفضل أن ننهي العمل في غضون ساعة. فأنا أفضلُ المغادرة على البدل.”
بعد أن عبر هيسيتن عن رأيه برضا، أخرج مذكرةً صغيرة.
“على أي حال، سأقوم بالتحقيق بشأن محل الرهن. كيف تريد أن نتعامل مع القضية؟”
“دعنا نستمع للتقرير أولاً ثم نتحرك بناءً على ذلك.”
“حسنًا. وبالنسبة لتحديد موعدٍ لتناول الطعام مع القديسة، ما رأيك بذلك؟”
“لا يبدو الأمر سيئًا……ماذا؟”
كان هيلديون على وشك الرد بطبيعية، لكنه رمش وسأل مجددًا.
نقر هيسيتن بلسانه بخفة.
“آه، كنت أحاول تمرير الأمر بسلاسة، لكنكَ لاحظتهُ بسرعة.”
“وما الذي كان طبيعيًا في ذلك؟”
“لقد كدتَ تمرره، فلماذا تتظاهر الآن؟ بما أنك اكتشفت الأمر، سأطرح السؤال بوضوح. ماذا عن تناول وجبةٍ مع القديسة في المرة القادمة التي تلتقيان فيها؟”
تناول الطعام مع القديسة؟
تخيل هيلديون نفسه وهو يتناول الطعام مع رويلا وحدهما لفترةٍ قصيرة.
كان الشعور بالحرج يكاد يخنقه فقط من مجرد تخيله. ثم، أصبح وجهه حارًا.
“هل تشعر بالحر؟”
“كيف عرفتَ ذلك؟”
“وجهك أحمرُ جدًا. حتى الكلاب التي تمر من هنا يمكنها ملاحظته. هل ربما تأثير اللعنة هو السبب……؟”
“لا.”
“إذاً، هذا جيد. على أي حال، أعتقد أن سموك لا يحب أن يخدع القديسة، أليس كذلك؟ لذا، لماذا لا تقضيان وقتًا أطول معًا هذه المرة؟”
“أليس ذلك سيجعلني أكثر قلقًا؟”
“أعتقد أنه من الأفضل أن تقرر بعد قضاءِ وقت طويل معًا مرة أو مرتين، بدلاً من اللقاءات القصيرة المتكررة.”
أومأ هيلديون برأسه معلقًا على شرح هيسيتن.
في الحقيقة، لم تكن تلك فكرةٌ سيئة. إذا قضيا وقتاً طويلاً معًا، ربما يستطيع اتخاذ قراره بسرعة.
لكن الآن، واجه مشكلةً جديدة.
“هيسيتن.”
“نعم، سموك.”
“ما الطعام الذي قد يعجب القديسة؟”
كان الأمر الأكثر أهمية هو “اختيار قائمة الطعام” الذي أصبح عقبةً أكبرُ من اتخاذ قراره.
***
“كن حذرًا في إدارة المستندات. لا نريد أن ندخل في تحقيقاتٍ غير ضرورية، فهذا سيجلب المتاعب.”
“نعم نعم، أفهم جيدًا. على أي حال، بما أنني لن أتعامل مع الملفات الحقيقية، فما الفرق؟”
أمام مبنى يحمل لافتة ‘رهن هامبار’، كان رجلان ذا مظهرٍ مخيف يتحدثان معًا.
“صحيح، هذا ما قلتهُ لك. على أي حال، احرص على الحفاظ على المتجر.”
“فهمت، الآن كفاكَ من الثرثرة، اذهب إلى منزلك.”
“يا لكَ من وقح.”
“اذهب اذهب.”
بعد أن ودعه الرجل الآخر بشكلٍ عابر، التفت واختفى داخل المبنى.
و عندما لم يعد هناك أحدٌ حول المبنى، خرج شخصانِ من تحت الظل الداكن لشجرة،
كانا هيلديون وهيسيتن.
“لماذا يتحدثون عن وجودِ مستندات حقيقية و مزيفة خارج المبنى؟”
تحدث هيسيتن وهو ينقر بلسانه.
كيف يمكن أن يكونوا بهذا الإهمال، ويتحدثون عن أمرٍ مهم كهذا خارج المبنى؟
“على أي حال، أصبح الأمر واضحًا الآن. يبدو أن هناك شيئًا يخفونه هنا.”
“صحيح.”
جاء هذان الشخصان إلى هنا لأن التحقيق الذي كلفَ به فريق التحقيق قد فشل مرة أخرى.
لكن حتى فريق التحقيق كان يشك في الأمر.
“قالوا لنا أن نبحث بحرية. لذا قمنا بتفتيش كل شيء، لكن لم نجد شيئًا.”
بل إن تلك الثقة الزائدة كانت مثيرةً للشك.
عادةً، حتى إذا لم يكن الشخص مذنبًا، فإنه سيشعرُ بالخوف. ومع ذلك، على الرغم من الشكوك، كان من الصعب المضي قدمًا في التحقيق.
لقد تم تفتيش المكان عدة مراتٍ بالفعل، ولم يتم العثور على أي شيء.
وأي محاولةٍ للتفتيش مجددًا قد تُعتبر تحقيقًا مفرطًا. لكن في الوقت نفسه، لم يكن من الممكن تجاهل الشكوك تمامًا.
إذا كانوا يخفون شيئًا بهذه الطريقة، فهذا يعني ببساطة أنه يوجد فسادٌ كبير في مكان ما، والفضيحة ستكون ضخمةً إذا اكتشف الأمر.
كأميرٍ و ولي عهد، لم يكن بإمكان هيلديون تجاهل هذه القضية.
إذا أغلق عينيه الآن، فسيكون كمن يتظاهر بعدم رؤية الفساد المتفشي في الإمبراطورية.
ثم،
‘لقد كانت سعيدةً جدًا عندما قلتُ بأنني سأتحقق من هذه القضية.’
على الأرجح لن يكون قادرًا على مواجهة الشخص الذي أبلغ عن الحادث.
“ديون، ما الذي كنتَ تفكر فيه؟”
“لم أفكر في شيء.”
“……الكذب الجيد ليس من مهاراتكَ.”
“هيستين.”
“عند القيام بالتحقيق السري، يجب أن تناديني بهانس. أليس كذلك؟ أنا أيضًا أناديكَ الآن بـ ديون.”
أغمض هيلديون عينيه في إحباط. كان من الأفضل له أن يلتزم بالصمت.
بينما كان هيسيتن يستمتع برؤية معاناة رئيسه، نظر مجددًا نحو مبنى المتجر.
“على أي حال، لا توجد أي مستنداتٍ حقيقيةٍ هناك. يبدو أننا ضيعنا وقتنا بالكامل. اليوم، نحن من أُرهقنا فقط في هذا التحقيق.”
“حسناً، بما أننا علمنا أن المستندات الحقيقية ليست هناك……”
عند هذه النقطة، أصبح نبرة هيلديون حادة.
بدلاً من أن يسأل هيسيتن عن السبب، لاحظ الموقف وهدأ من نفسه.
بعد قليل، ظهرت ظلالُ شخصٍ بالقرب من المبنى.
والشخص الذي خرج من المبنى كان هو نفس الرجل الذي ودع أحدهم ثم دخل المبنى قبل قليل.
______________________________
هيلديون مستحي عشانه بياكل وجبه مع رويلا؟ لاا هذي بداية شعلة العشق😘
هيستين يجنن ماهمه الا نفسه😭
صداقتهم فنتاستك ابي بعد هيستين يلقا له حرمة زينه✨
Dana