Hush Now, Saintess! - 47
بصوتٍ مذهول، نقرت رويلا بلسانها.
‘كما توقعت، يبدو أنها لا تزال مصدومةً بشدة.’
بدا أن نظرتها شاردة وخديها محمران، مما يوحي بأن حالتها ليست طبيعية.
حسناً، بعد ما حدث لها، فهذا متوقع.
“هل هناك أي أعراضٍ أخرى بجانب ضربات القلب؟”
“لا، كل شيءٍ آخر على ما يرام.”
“إذاً، يبدو أنها مجرد صدمةٍ مؤقته. ستتحسن حالتكِ بعد قليل، لذا لا تقلقِ.”
ابتسمت رويلا بلطف لطمأنة الكاهنة.
وعندما قابلت الكاهنة ابتسامتها، بدت أكثر شروداً مما كانت عليه سابقاً.
“إن نظرتُ إلى وجه القديسة، أشعر بأنني سأبقى على هذا الحال إلى الأبد……”
“هاه؟”
“عفواً؟”
“ما الذي قلتِه للتو……؟”
“آه، قلتُ لكِ يا سيدتي القديسة يمكنكِ اسقاط الرسميات أثناء مخاطبتي.”
غريب. لم يكن ذلك ما قالته، على ما يبدو.
لكن بدلاً من التساؤل، أومأت رويلا برأسها.
“إذاً، سأتحدثُ معكِ بحرية.”
“نعم، هذا رائعٌ للغاية!”
ما الأمر الرائع في ذلك؟
“على أي حال، يبدو أننا نعرف بعضنا البعض.”
“……!”
اتسعت عينا الكاهنة بدهشة.
“هل تتذكرينني؟”
“بالطبع.”
وكيف لي ألا أتذكركِ؟ فمن الأساس، لقد أتيتُ إلى المعبد بحثاً عنكِ.
منذ أن رأيت وجهها خلف المبنى الغربي، عرفت بأنها هي.
لكن بسبب الظروف، أجلت التصرف معها وكأنني أعرفها.
نظرت الكاهنة إلى رويلا بعينين لا تخفيان دهشتها.
ثم بعد لحظة……
“ه-هذا لا يصدق. لا أستطيع أن أصدق أن القديسة تتذكرني!”
صاحت وهي تقفز من مكانها فجأة.
“إنه حقاً شرفٌ عظيم لعائلتي. سأوثق هذا اليوم وأورثه للأجيال القادمة. يا لها من سعادةٍ لا توصف!”
رمشت رويلا بعينيها بارتباك.
‘ما هذا الرد المبالغ فيه؟’
علاوة على ذلك، هذه المرأة……
“ألم تكونِ خائفةً مني؟”
“ماذا؟ لماذا أخاف من شخصٍ جميل مثلك يا سيدتي القديسة؟”
ردت بغضبٍ وكأن كلامي لا يُصدق.
“علاوة على ذلك، أنتِ منقذتي! لولاكِ، لكنتُ……لكنتُ الآن قاتلة.”
ماذا؟ ماذا تقول؟
نظرت إليها رويلا للحظة، غير مصدقةٍ ما سمعته.
وبعد أن التقت عينا رويلا بعينيها، أجابت الكاهنة بخجل.
“كنتُ على وشك الوصول إلى حدي. و كنتُ أفكر جدياً بقطع رأسه، لكنكِ ظهرتِ وساعدتني. آه، كاد الأمر أن ينتهي بي في السجن.”
شعرت رويلا بارتباكٍ شديد.
لم تستطع أن تعرف إن كانت تلك مجرد مبالغة، أو هراء، أو أنها كانت تعني ما تقوله فعلاً.
بصراحة، الاحتمال الأول أو الثاني كان الأقرب للواقع.
فبمعصمٍ نحيف مثل هذا، من المستحيل أن تتمكن من قطع رأس شخصٍ ما……
“أنا ساحرة من برج السحر!”
‘آه، فهمت. هذا يفسر الأمر.’
بالتأكيد كانت ستستطيعُ فعلها، كانت ستطير برأسه وكل شيء آخر معه.
في مواجهةِ المشهد المروع الذي تخيلته تلقائياً في عقلها، تنهدت رويلا بعمق.
‘أيها الإيرل، أنا من أنقذت حياتك. كاد أن يكون اليوم هو يوم ذكرى وفاتكَ السنوي.’
لكن، مع كل هذا، تساءلت عن أمرٍ آخر بدأ يثير فضولها.
“لماذا تعمل ساحرةٌ من برج السحر ككاهنةٍ متدربةٍ في المعبد؟”
عادة، يسكن السحرة في أبراج السحر. فهي أماكنٌ مستقلة عن جميع الإمبراطوريات والممالك، حيث يمكنهم متابعة أبحاثهم بحرية دون تدخل الدول.
بالطبع، أحياناً يغادر البعض السحرة البرج.
لكن حتى أولئك الذين يغادرون، عادة ما يفتحون متاجرهم الخاصة أو يواصلون أبحاثهم السحرية، وليس أن يصبحوا كهنة.
هذا السؤال لم يلقَ إجابةً فورية.
“……هذا…..”
تنهدت المرأة بعمقٍ بينما بدأت بالتحدث بتردد.
مع أكتافها المنحنية، شعرت رويلا وكأنها أخطأت بسؤالها.
“هل سألتُ عن شيءٍ خاطئ؟ إن كنتِ لا تريدين الحديث عنه، فلا-“
“إنهم لا يستحمون.”
قاطعت الكاهنة كلمات رويلا بردٍ غريب.
رفعت رأسها وعينيها تلمعان بجديّة. ثم أضافت بصوت مليءٍ بالاستياء.
“السحرة، إنهم لا يستحمون أبداً!”
صرخت بإحباط، بنما كانت قبضتيها مشدودتان بشدة.
“سحرة برج السحر كلهم مهووسون بالأبحاث لدرجة أنهم لا يهتمون بالنظافة! شعرهم دائماً مايكون قذراً، وعندما يدخلون مختبراتهم، تفوح روائح كريهةً منهم لا تُطاق. و يخدشون رؤوسهم باستمرار، وتتساقط قشورهم كالثلج، والخلايا الميتة البيضاء تطير في الهواء طوال الوقت-!”
“كفى. هذا يكفي إلى هنا.”
قاطعتها رويلا وهي تلوّح بيدها، لم تكن قادرةً على الاستماع أكثر.
مجرد الوصف جعلها تشعر بالغثيان.
“هل أنتِ بخير، سيدتي القديسة؟!”
ذُعرت الكاهنة من لون وجه رويلا الشاحب وأخذت تلوم نفسها.
“كان يجب أن أحذركِ مسبقاً، هذا خطئي. لم أفكر في الأمر جيداً.”
ثم تابعت بتنهيدٍ عميق.
“على أي حال، لم أستطع تحمل القذارة فهربت من هناك. أحب أبحاث السحر، لكنني لا أستطيع تحمل أي شيءٍ قذر.”
“لكن، ما علاقة هذا باختياركِ في أن تكونِ كاهنة؟”
“آه، الأمر هو أنني-“
“انتظري قليلاً.”
قاطعت رويلا كلام الكاهنة التي بدأت تتحدث بحماس.
عند التفكيرِ جيداً، لم تأتي الى هنا للبحث عنها من أجل سماع هذه القصة.
كان موضوع “ساحرةٍ من برج السحر تصبح كاهنة” مثيراً للاهتمام لدرجة أنها نسيت السبب الحقيقي.
“لا حاجة للحديث عن هذا الآن. يمكنكِ التوقف. بدلاً من ذلك، سبب مجيئي اليوم هو تسليم المال.”
“المال؟”
“لقد فزتُ في الرهان المرة الماضية. عليكِ أخذ نصيبكِ.”
“هل كنتِ جادةً في إعطائي هذا؟”
“بالطبع.”
أجابت رويلا بحزم لم يُظهره وجهها من قبل.
بالنسبة لها، المزاح عندما يتعلق الأمر بالمال كان أمراً غير مقبول. سواء كان مالها أو مال شخص آخر.
امتلأت عينا الكاهنة بالتأثر وبدأتا تتلألآن.
“آه، قلبكِ جميلٌ مثل وجهكِ تماماً. حقاً، الجمال هو من ينقذ العالم!”
ما الذي تقوله حقاً……
“المال……”
تجاهلت رويلا كلماتها بصعوبة وهي تفتش في جيبها.
لكنها لم تجد شيئاً.
بعد أن فتشت المكان الفارغ عدة مرات، تذكرت أنها أعطت المال لغاستون.
يا للمصيبة. إذا ذهبت للبحث عن غاستون الآن، فقد ينتهي بهِ الأمر بتضييع الطريق.
من الأفضل أن تنتظر هنا.
المكان أمام المبنى الرئيسي، لذا مهما كان الحال، سيمر من هنا أثناء دورانه حول المعبد.
“سأعطيكِ المال عندما يصل فارسي، لذا انتظري قليلاً.”
“آه! في هذه الحالة، هل يمكنني أن أعطيكِ ما أعددته أولاً؟”
“ما أعددته؟”
“نعم، لقد أعددتُ شيئاً خصيصاً لكِ، سيدتي القديسة.”
“……و كيف كنتِ متأكدةً بأننا سنلتقي لتعدي ذلك؟”
“إذا لم ألتقِ بكِ، كنت سأرسله إلى قصر الدوق!”
آه، صحيح.
بالطبع، هي لا تعرف اسم الكاهنة، لكن الكاهنة تعرف من هي رويلا.
‘آه، تذكرت! نسيتُ أن أسألها عن اسمها.’
بينما أدركت رويلا خطأها، بدأت الكاهنة تبحث في جيبها بحماس.
“آه، وجدتها!”
ابتسمت ابتسامةً مشرقة وهي تخرج شيئاً من جيبها بعد فترةٍ من البحث.
ثم، في اللحظة التالية، لم تتمكن رويلا من إخفاء صدمتها.
“ما هذا……؟”
كان الحجم الهائل الذي خرج من الجيب الصغير يكاد يكون غير معقول.
كان أبيضَ، و طويل، ويبدو ثقيلاً. هل يمكن أن يكون……؟
” تمثال؟”
“نعم، صحيح! إنه تمثال مصنوعٌ لكِ!”
تمثال مصنوعٌ لي؟
شعرت رويلا برفضٍ قوي، لكنها، وجدت التمثال بين ذراعيها دون وعيٍ منها.
متى حدث هذا؟
بنظراتٍ مذهولة، فحصت رويلا التمثال في يديها.
كما قالت الكاهنة، كان التمثال يشبهها تماماً.
……بل إنه مشابهٌ لها بشكلٍ مفرط.
في البداية، كانت رويلا تراقب التمثال بوجهٍ مليء بالدهشة، لكن مع مرور الوقت، لم تستطع إلا أن تُعجب به.
الدقة والجمال، والحيوية المفرطة.
كان التمثال يُحاكي ملامح رويلا الجميلة تماماً.
لو كان أكبر قليلاً، لكان المارة سيظنون بأنها هي ويصرخون “القديسة، لما تبدين اليوم شاحبة!”
“ما رأيكِ؟ هل يعجبكِ؟”
سألت الكاهنة رويلا التي كانت في حالةٍ من الدهشة، بصوتٍ ممزوجٍ من القلق والخجل.
كانت رويلا في حالةٍ من الدهشة التامة.
‘هل تسألني حقاً إن كان هذا جيداً؟’
كيف يمكنها أن تسأل هذا السؤال؟
بدلاً من الإجابة، قبضت رويلا على يدها بكل قوتها.
ثم،
“اصنعِ تمثالاً!”
قالت ذلك مع رفع الإبهام.
احمر وجه الكاهنة متفاجأة وكأنها تلقت اعترافًا غير متوقع.
“ما زلت لا أفكر في الزواج……”
“ما الذي تقولينه، قلتُ بأن تصنعِ تمثالاً أكبر!”
“أوه، صحيح. لكن، أن يصبهَ تمثالًا أمرٌ مستحيل.”
“لماذا؟”
“في الواقع، هذا ليس تمثالًا حقيقيًا، بل هو أقرب إلى شيءٍ تم صنعه باستخدام السحر.”
“الا يمكن إنشاء تمثالٍ ضخم باستخدام السحر؟”
“لا. في الواقع، يمكنني صنعه بسهولة، لكن الأمر يختلف من شخصٍ لآخر.”
يا للدهشة، هذه موهبةٌ أكثر من رائعة.
“إذاً، ما المشكلة؟”
كانت عيون رويلا تشتعل بحماس وهي تسأل.
لقد عثرت أخيرًا على الفنان المثالي للنافورة الذي كانت تبحث عنه طويلاً.
مهما كانت المشكلة، كانت عازمةً على حلها وجعلها تعمل لصالحها.
في ذلك الوقت، بدأت الكاهنة بالتردد قبل أن تفتح فمها.
“الأمر هو أن سحري مرتبطٌ بعقد ضمان. لذا لا يمكنني استخدامه بحرية.”
“……عقدِ ضمان؟ هل يمكن ربط السحر كضمان؟”
“نعم! السحرة الذين يغادرون برج السحر يمكنهم عقد اتفاقات تبعية بين الأفراد أو بين الأفراد والعائلات.”
____________________________
طلعت ذي مهووسه في رويلا؟ تجنن تضحك بس للحين ماعرفنا اسمها😂
سببها انها طلعت من برج السحر مقنع مره عسا ماشر وش ذا السحرة 🤡
Dana