Hush Now, Saintess! - 46
‘أنا متأكدة من أنني حلمتُ بشيءٍ ما……’
بينما كنت مستندةً على العربة المتعثرة، حاولت أن أتذكر الحلم الذي رأيته قبل بضعةِ أيام.
ولكن، كالعادة، لم يتبادر إلى ذهني أي شيء.
‘آه، لا بأس. لن أفكر في الأمر أكثر.’
قررتُ التخلي عن محاولة تذكر الحلم.
كنت أحاول التفكير فيه باستمرار لأنه بدا وكأنه حلمٌ مهم……
ولكن بالنظر إلى أنني لم أتمكن من تذكره حتى الآن، فربما يكون مجرد حلمٍ تافه.
بعد أن استرحت عقليًا، نزلتُ من العربة التي وصلت إلى وجهتها دون أن أدرك.
وجهة اليوم كانت المعبد.
كانت هذه زيارتي الثانية بعد الزيارة الأولى الحافلة تلك. وهدفي اليوم هو……
“آنستي، قلتِ بأن علينا العثور على الكاهنة المتدربة من المرة السابقة، صحيح؟”
تمامًا كما قال غاستون.
“نعم. نسيت أن أسأل عن اسمها في ذلك الوقت.”
عندما كنا نراهن في المعبد سابقًا، كان هناك أربعةُ أشخاصٍ راهنوا عليّ.
أوليفر، وغاستون، وميري، وكذلك الكاهنة المتدربة مجهولةُ الاسم.
لقد قمت بتسوية المبلغ مع الثلاثة الآخرين بالفعل، لكن لم أتمكن بعد من تسليم المال للكاهنة. لأنني في يوم الرهان نسيت أن أسألها عن اسمها.
يجب أن أعرف اسمها حتى أتمكن من تسليم المال لها.
بالطبع، كان بإمكاني وصف ملامحها وطلب المساعدة من شخصٍ آخر……
‘لكن، بصفتي شخصًا مهووسًا بالمال، لا يمكنني السماح بذلك.’
ماذا لو تم تسليم المال إلى الشخص الخطأ؟
هذا أمر لا أستطيع تحمله.
لذا، حتى لو تطلب مني الأمر بعض العناء، فمن الأفضل أن أعثر عليها بنفسي وأعطيها المال مباشرة.
“لننقسم للبحث أولاً. فالمكان هنا هو معبد، لذا لن يكون هناك خطرٌ على أي حال.”
“حسنًا، آنستي. إذاً سأذهب إلى ذلك الاتجاه.”
“أعتمد عليكَ، غاستون.”
انحنى غاستون برأسه قليلاً ثم انطلق بخطواتٍ واسعة باتجاه الجانب الآخر.
‘جيد، سأذهب أنا من هذا الاتجاه.’
توجهتُ نحو الجهة الغربية من المبنى.
على عكس المبنى الرئيسي، كان عدد الأشخاص هناك أقل بكثير.
‘هذا المكان أفضل لرؤية الوجوه بوضوح.’
قررت أن أتمشى بشكلٍ عابر حول المكان، ودرت حول المبنى.
وعندما وصلت إلى الجزء الخلفي من المبنى الغربي……
“آآه!”
سمعت صرخةً حادة من مكانٍ قريب.
‘ما هذا؟ ما الذي يحدث؟’
توقفتُ عن المشي للحظة، ثم أسرعت ركضًا باتجاه مصدر الصرخة.
ورغم أن ضميري ليس نبيلاً، إلا أنه ليس سيئًا لدرجة تجاهل صرخةِ استغاثة.
وعندما وصلتُ إلى المكان، وجدت شخصين متقابلان. كان أحدهما كاهنةٌ متدربة شابة، والآخر كان نبيلًا في منتصف العمر.
“يا لكِ من وقحة!”
لم يكن من الصعب فهم الموقف.
“أرجوكَ، لا تفعل هذا. دعني وشأني.”
كانت الفتاة تتوسل بوجهٍ يملؤه الخوف.
“ههه، إذا استمريتِ بالرفض، فلن يكون الأمر ممتعًا. عندما يهتم بكِ شخصٌ نبيل مثلي، عليكِ أن تقولي ‘شكرًا لك’ وتنحني بكل تواضع.”
كان الرجل يمسك بمعصمها بقوة بينما يتفوه بكلماتٍ مقززة. و من الواضح أنه يضايق تلك الفتاة الشابة التي لم تُظهر أي اهتمامٍ به على الإطلاق.
في تلك اللحظة، شعرتُ بالغضب يتصاعد داخلي.
ذكّرتني هذه الحادثة بالماضي عندما كنتُ أعمل كنادلة، حيث كان هناك من يتحرش بي قائلًا: “لنشرب معًا ولو لمرة واحدة؟” وهو يمد يده ليقترب مني.
وعندما كنتُ أطلب منهم بأدب أن يتوقفوا……
“هاه؟ إذا استمريتِ في هذا السلوك، فلن ينتهي الأمر بشكل جيد! أنتِ لا شيء، وتتصرفين بهذه الطريقةِ الوقحة!”
“نعم، كان الجميع يتفوه بكلامٍ مشابهٍ تمامًا لما تقوله.”
سواء في حياتي السابقة أو الآن، يبدو أن الجميع يستخدمون نفس السيناريو.
عند ظهوري المفاجئ، التفتت أنظار الاثنين إليّ في الوقت نفسه.
“م-من أنتِ؟!”
صاح الرجل، متلعثمًا ومتفاجئًا.
ابتسمتُ بهدوء بينما قبضتُ يدي.
“أنا؟ أنا أميرة دوقية. كيف ستتصرفُ الآن؟”
أجبتُ بنبرةٍ مشرقة، ثم ضربتُ ذراع الرجل بكل قوتي.
ضربة-!
“آغ!”
“آه!”
بعد الصوت المكتوم، تردد صدى صرختين.
الأولى كانت للرجل، والثانية……
“واو، هذا مؤلمٌ للغاية!”
كانت لي.
اعتقدت أن عظامه ستنكسر بسهولة، لكن يبدو أنه مصنوع من عظامٍ صلبة.
لا بد أنه لن يعاني من هشاشة العظام حتى مع تقدمه في العمر.
بينما أُعجبت سرًا بصلابة عظامه، قمتُ بنفض يدي لتخفيف الألم.
“أ-أيتها المرأة المجنونة!”
صاح الرجل بغضب، يشبه قردًا هائجًا، محدقًا بي بنظراتٍ حادة.
“أوه، كلماتكَ قاسيةٌ جدًا.”
أجبته بردٍ فارغ المشاعر، مما جعله ينظر إليّ بوجه مصدوم.
“أنتِ هي القاسية! كيف تجرؤين على ضرب شخصٍ هكذا بلا سبب؟!”
“لماذا؟ هل هذا ممنوع؟”
“بالطبع إنه ممنوع! ألم تتلقّي أي تعليم؟ هل تعتقدين أن استخدام العنف ضد الآخرين أمرٌ صحيح؟!”
“وهل الشخص الذي يدرك هذا……”
أمسكت بيد الكاهنة المتدربة التي اقتربت مني دون أن أشعر، وأظهرتُ يدها للرجل كما لو كنت أقدم دليلًا.
“يجرؤ على استخدام العنف ضد امرأةٍ بهذه الطريقة؟”
كانت هناك علاماتٌ حمراء واضحة على معصمها الرفيع، مما جعل الرجل يتراجع مترددًا.
بالطبع، كان من الصعب تجاهل تلك العلامات الواضحة.
“ك-كنتُ أمسكها فحسب! ما الذي يمكنني فعلهُ إن كنت قويًا بطبيعتي؟!”
“صحيح. هذا أمر لا يمكنكَ تغييره.”
“……؟”
“وأنا أيضًا كنتُ أحاول فقط التدخل بلطف. ولكن ماذا يمكنني أن أفعل إذا كنتُ أقوى مما توقعت؟”
عندما أعدتُ عليه كلماته بنفس الأسلوب، هز رأسه مستنكرًا وبدأ يتمتم.
“انظروا إليها وهي ترد على كلام الكبار بكل وقاحة! وتقطع الحديث بهذا الشكل؟!”
هذا النوع من الأشخاص دائمًا ما يلجؤون إلى فارق العمر عندما لا يجدون ما يقولونه.
“هل جميع النبلاء في العاصمة بهذه الغرابة؟ كيف تتم تربيتهم في منازلهم، يا ترى؟”
والآن يتحدث عن التربية العائلية!
هذا الأمر……
‘شكرًا لك!’
بمجرد أن بدأ يتحدث عن التربية العائلية، لم يعد الأمر مجرد شجارٍ بيني وبينه.
التقليل من شأن التربية العائلية يعني إهانة دوقية بريتا بأكملها.
حقًا، بصفتي ابنة الدوق، كيف لي أن أتحمل هجومًا على عائلتي؟
بنبرةٍ مليئة بالجدية، حدقتُ به بعينين حادتين.
“إذاً، يمكنك التوجه إلى والدي والشكوى.”
ثم ببساطة، نقلتُ المواجهة إلى الدوق.
عند ذكري المفاجئ لوالدي، اتسعت عينا الرجل بدهشة.
“ما الذي تقولينه؟!”
“إذا كانت التربية العائلية هي المشكلة، فعليك أن تذهب إلى والدي وتحتج عليه شخصيًا.”
“و من أي عائلةٍ تكونين؟!”
“هاه؟ لقد قدمتُ نفسي منذ قليل. ألا تتذكر ذلك؟”
“قدمتِ نفسكِ……؟”
أعاد الرجل كلماتي بصوتٍ متشكك.
ثم بدا وكأنه يفكر في شيءٍ بعمق……
“هاه…….”
أخذ نفسًا عميقًا، ووجهه شحبَ بوضوح.
أخيرًا، أدرك الأمر.
لماذا يتصرف بهذه الطريقة؟
كان الأمر غريبًا بعض الشيء.
عندما كان يهدد الكاهنة من قبل ويذكر النبلاء، بدا وكأنه يحب فرض علاقات القوة والسلطة.
حتى وإن كنتُ ابنة دوقٍ مشهورة بسمعتها السيئة، كان تصرفهُ معي مبالغٌ فيه للغاية.
من المحتمل أن يكون تأثير اللكمة القوية التي وجهتها له قد جعلته ينسى تعريفي عن نفسي مؤقتًا.
‘من الطريقة التي يتهكم بها على نبلاء العاصمة، يبدو أنه جاء من أطراف الإمبراطورية.’
لذلك، ربما لم يستطع التعرف على هويتي بسهولة رغم مظهري الواضح.
“لا، هل يمكن أن تكونِ……الأميرة بريتا؟”
كما لو كان يطلب التأكيد، سأل الرجل بصوتٍ متلعثم.
ابتسمتُ بلطف وأومأت برأسي.
“لا، ليس ‘هل يمكن’، بل أنا هي الأميرة بريتا حقًا.”
“……ههغ.”
على صوت التأكيد السريع، ابتلع الرجل صوته واهتز وكأنه على وشك الإغماء.
ثم انحنى بزاويةٍ مقدارها تسعين درجة.
“أعتذر، لم أتعرف عليكِ……”
“لا داعي للاعتذار.”
“إذاً…!”
“ولكن، أود أن تعرفني على نفسكَ أولاً.”
عند طلبي بأن يعرفني على هويته، اهتزت عينا الرجل بشدة.
رفعت كتفيْ بتعالي.
“إذا لم ترغب في الكلام، فلا بأس. سأسأل والدي أو الكاهن الأكبر بدلاً من ذلك.”
“لا، سأتحدث! أنا، أنا الإيرل نوتنغهام غريوس.”
“آها. الإيرل نوتنغهام غريوس.”
عندما نطقتُ باسمه بوضوح، ارتجف جسده قليلاً.
“لقاء اليوم كان حقًا ذا معنى. خاصةً جزء التربية العائلية، كان مؤثرًا للغاية.”
“أوه……الأميرة بريتا، أرجوكِ لا تخبرِ الدوق……”
لم أستمع إلى المزيد ولففتُ جسدي بسرعة نحو الخلف.
ثم……
“لنذهب الآن.”
مددتُ يدي للكاهنة التي كانت تتنفس بصعوبة.
“آه-نعم!”
مع إجابةٍ مرتبكة، ركضت الكاهنة نحوي. ثم نظرت إليَّ لفترةٍ قصيرة، و أخذت إصبعي بلطف.
ما الأمر؟ ما هذا التصرف الخجول في الإمساك بيدي؟
عندما نظرتُ إليها بدهشة، شعرت بأنها تجنبت نظراتي بسرعة.
أجل، لم يكن خجلًا، بل كان خوفًا.
مع هذه الحقيقة المُرة، مشيتُ معها.
“أميرة، الأميرة بريتا! أرجوكِ لا تخبرِ الدوق. أرجوكِ!!”
تجاهلت صوت الإيرل نوتنغهام الذي كان يأتي من خلفي بيأس.
***
جلس الشخصان على مقعدٍ بالقرب من المبنى الرئيسي.
كان الكهنة الذين يمرون يلقون التحية على رويلا بانحناءةٍ خفيفة لرؤوسهم.
و كانت ترد بالإيماءة برأسها بشكلٍ عابر لتحية الجميع.
الأماكن المزدحمة مزعجةٌ لهذا السبب.
ومع ذلك، بعد ما حدث في مكان نائي، شعرت أن المكان المفتوح أفضل، فانتقلت إلى هنا.
بعد أن تبادلت التحية مع الكهنة الذين مروا بها لفترة، فتحت رويلا فمها عندما أصبح المكان أقل ازدحامًا.
“كيف حالكِ الآن؟ هل تعانين من صدمةٍ نفسية أو من الألم في معصمك الذي تم الإمساك به سابقًا؟”
“……في الحقيقة، قلبي ينبض بسرعةٍ الآن.”
___________________________
الكاهنة ذي معجبة؟😭
الإيرل ذاه تعفط لساني وانا اقرا اسمه يضحك 😭 الي اعرفه نوتنغهام ذي ولاية؟ ولا فريق كوره؟ مدري بس امةلمهم اخوي احيانا يصرخ باسمه واضح انهم معارف
غريبه النظام ماقال لها ليه الضرب؟😂
Dana