Hush Now, Saintess! - 42
“بصراحة، أليس الأمر كذلك؟ أنا قلت بالفعل بأنني سأستسلم، لكن أن تأتي إلي وتتصرف بهذا الشكل……هذا يجعلني أشعر ببعض الضغط. ثم، ما الذي تعنيه بقولك بأنه عليَّ ترتيب الأمور؟ لا أفهم قصدكَ جيداً.”
على عكس رويلا التي ظلت هادئةً تماماً، كان وجه ديموس يزداد احمراراً شيئاً فشيئاً.
“هل تعرفين كم أصبحَت سمعتي مثار سخريةٍ بسبب ما فعلتِه ذلك اليوم وجعل الآخرين يسيئون فهمي؟!”
أخيراً، لم يستطع كتم غضبه ورفع صوته.
لكن رويلا بقيت هادئة كما هي. و رفعت كتفيها بلا مبالاة.
“ومن الذي جعلهم يسيئون الفهم؟ أنتما الاثنان قلتما لي بأنكما تتواعدان، وأنا هنأتكما فقط، أليس كذلك؟”
“لكن بعدها ركضتِ باكية!”
“ألا يُسمح لي بالبكاء حتى؟ لقد أحببتكَ لأكثر من عامين، ثم أكتشفتُ بأنكَ في علاقة مع ابنة عمي. أليس من حقي أن أبكي على ذلك؟ ما الخطأ في ما فعلته؟”
“……هذا….!”
توقف ديموس عن الكلام فجأة.
ففي الواقع، لم يكن في كلامها أي خطأ.
كانت كل الاتهامات التي وجهها ديموس إلى رويلا مجرد حججٍ واهية منذ البداية.
الفرق الوحيد الآن هو أن رويلا في الماضي كانت عمياءَ بسبب حبها، أما الآن……
فقد أصبحت شديدة البرود والقسوة.
“رويلا!”
“ماذا؟!”
ردّت بصوتٍ أشبه بالصراخ على نداءه الغاضب.
تفاجأ ديموس من هذه النسخة التي يراها لأول مرة من رويلا.
فهي التي لطالما كانت مطيعةً له بشكلٍ مفرط ولم ترفع صوتها عليه قط.
لكن حدة موقفها لم تتوقف عند هذا الحد.
“بصراحة، لدي الكثير لأقوله أيضًا. أريد أن أسألك، من تظن نفسكَ حتى تحاول دائمًا تعليمي وكأنكَ أحد أقاربي الكبار؟! نحن متساويان، كلانا ابناءُ دوقية. بالإضافة الى انتي قديسة حتى الأمراءُ وولي العهد يستخدمون ألقاب الاحترام عند مخاطبتي، فلماذا أنتَ الوحيد الذي يخاطبني بهذه الطريقة المتعالية؟! و رغم ذلك، ما زلتُ أحاول كبت غضبي الآن!”
“هل تحاولين حقاً كبت غضبكِ؟ لقد قلتِ كل شيءٍ للتو!”
صرخ ديموس وكأنه يشعر بالظلم، فردّت رويلا وهي ترمش بعينيها كما لو كانت تفكر بصوت عالٍ.
“آه، صحيح. يبدو أنني لم أكبته. لهذا السبب أشعر ببعض الراحة.”
أطلق ديموس ضحكةً جافة تعبيرًا عن دهشته واستيائه.
لكن هذا لم يدم طويلًا.
“هل تحاولين السخرية مني الآن، يا رويلا؟”
سألها بصوتٍ غاضب وكأنه يزأر، لكن رويلا أجابته دون أي تردد.
“إن كنتَ تقصد السخرية، فهي تلكَ الكلمات التي قلتَها لي، ‘أنتِ الأفضل، لا أحد غيركِ، أحبكِ،’ وما إلى ذلك. ألا تظن أن هذه كانت مجرد سخرية؟”
تراجع ديموس خطوةً إلى الوراء، مرتبكًا من صراحتها.
“على أي حال، ليس لدي ما أقوله أكثر. لذا أرجوكَ، غادر الآن.”
“هل تحاولين طردي؟”
“بصراحة، لم تكن ضيفًا حقيقيًا من الأساس. بالإضافة إلى ذلك، لدي موعدٌ اليوم. موعدٌ حقيقي، ليس موعدًا عشوائيًا مثل هذا.”
قالت رويلا ذلك بجفاف، مما جعل ديموس يطلق ابتسامةً ساخرة.
“موعد؟ لا تكونِ سخيفة. من سيلتقي بكِ غيري؟ الأمر واضح، أنتِ تكذبين.”
“اتظن ذلك؟ ليكن في علمك، منذ ذلك اليوم بدأتُ أتلقى الدعوات من كل مكان. يبدو أن الجميع يريد سماع القصةِ بأكملها.”
تحول وجه ديموس الممتلئ بالسخرية إلى شاحبٍ في لحظة.
“رويلا، أنتِ……”
“لا تقلق. أنا لستُ غبيةً لأتحدث عن هذا الأمر هنا وهناك. حتى شجارنا هذا، لن أتكلم عنه مع أحد.”
ارتعش ديموس قليلًا عند سماع كلماتها.
كانت رويلا دائمًا مخلصةً له بشكلٍ مفرط، وهذا ما جعله مطمئنًا في معاملتها بشكلٍ سيئ.
كان واثقًا أنها لن تفعل أي شيء يضر بسمعته أو يؤذيه.
لكن الآن……
‘لم أعد أعرف ما الذي يمكن أن تفعله.’
وصل به الأمر إلى الاعتراف في داخله.
لقد كانت رويلا جادةً تمامًا عندما قالت بأنها ستتخلى عنه.
‘تبا، كيف سأواجه والدي الآن؟’
ضغط ديموس على أسنانه بغضب وهو يفكر.
كان دائمًا واثقًا من أنها ستعود إليه، ولكن الوضع الآن بدا بعيدًا كل البعد عن ذلك.
بل وأكثر من ذلك، كانت رويلا الآن عدوانيةً تجاهه، وكأنها تحاول التخلص من كل مظاهر الألم التي عانت منها بسببه.
في هذه اللحظة، كانت رويلا هي من تملك زمام الأمور في هذا الحوار.
هي الآن امرأةٌ لا تخشى خسارة أي شيء، بينما هو شخصٌ لديه الكثير ليخسره.
“حقًا، لا أفهم لماذا تغيرتِ هكذا. لقد خيبتِ ظني بكِ، رويلا.”
“نعم، لقد خيبتُ أملك. لذا غادر وأنت تشعر بخيبةِ الأمل، قبل أن أتسبب في خيبة أملٍ أكبر عبر نشر الشائعات في كل مكان.”
“أصبحتِ حتى تهددينني علنًا؟”
“ماذا تعني؟ تهديد؟”
فتحت رويلا عينيها باتساع وكأنها مظلومة. ثم، اكملت بكل برود.
“التهديد هو شيء كهذا.”
مدت يدها وأشارت إلى باب الخروج من غرفة الاستقبال. و محت الابتسامة من وجهها تمامًا، وملامحها صارت باردةً كالثلج.
وبصوتٍ بارد مثل تعابير وجهها، تحدثت بسرعة ودقة.
“توقف عن المماطلة وغادر فورًا. إذا لم تختفِ من أمامي الآن، فسأرد على جميع الدعوات الـ123 التي تلقيتها، وأقضي 16 ساعة يوميًا في البكاء أثناء زيارتي للناس، وسأنشر كل القصص التي تخصك هنا وهناك. لذا، فورًا، اخرج من هنا.”
***
كان ديموس يلهث وهو يخرج بعد أن ألقت تهديدها.
كنتُ أريد أن أمسكه من ياقة قميصه، لكنني شعرت بالخوف من أن يبدأ بنشر الأقاويل عني في كل مكان.
وفي النهاية، الكلمات التي تركها خلفه كانت مُضحكة.
“انتظري يا رويلا. ستندمين بالتأكيد.”
هذا كل ما قاله.
‘أنتَ هو البطل، لما تختار القيام بأفعال تليقُ بالأشرار من الدرجة الثالثة؟’
بدا الأمر وكأنني أشاهد أحد الأشرار الذين يتعرضون للضرب يوميًا ثم يغادرون وهم يقولون، “سترون ما سأفعله!”
وبالطبع، لم أرَ يومًا أحد هؤلاء الأشرار ينفذ تهديده بشكلٍ صحيح.
‘تافه. يدعي الشجاعة.’
في الحقيقة، لم أكن أنوي أن أُجر إلى هذا النوع من المواقف.
فأنا في النهاية أميرة دوقية، بل و قديسةٌ أيضًا.
و الأهم من ذلك، كنت أخشى أن تتضرر سمعتي.
ولكن، بينما كنت أستمع إليه، شعرت برغبةٍ في التصفيق.
‘كيف يمكن لشخص أن يتفوه بكلامٍ فارغ بهذه الدرجة من الإبداع؟!’
‘إنه حقًا مصدر إزعاج. لو كان في حياتي السابقة، لكان اسمه مدرجًا في جميع قوائم الحظر السوداء!’
بفضل المواجهة التي خضتها مع ديموس، وكما كنت أخشى، فقدت ثلاث نقاط من سمعتي العظيمة والمهيبة.
ومع ذلك، لم أندم على الإطلاق.
ثلاث نقاط من السمعة مقابل هذا القدر من الانتعاش؟ انها صفقةٌ لا بأس بها.
‘الموعد القادم مهمٌ للغاية، ولا يمكنني الذهاب وأنا بهذه الحالة المزاجية السيئة.’
عدت إلى غرفتي، وتأنقتُ بشكلٍ يفوق بكثير مظهري عند لقائي مع ديموس.
كانت الزينة الرائعه هي من اختيار ماري و جين بحماسٍ كبير ودون أي استشارة.
“أنتِ فائقةُ الجمال يا آنستي!”
“صحيح!، أنتِ الأفضل على الإطلاق. لا شك في ذلك.”
وسط تلك الإطراءات المبالغِ فيها، ألقيتُ نظرةً خاطفة على المرآة لأتفقد مظهري.
“واو، وجهي مذهل.”
كان وجهًا لا يمل المرء من الإعجاب به، كان مبهجًا ومثيرًا.
الجمال شعورٌ رائع.
ومع التأنق، ازددتُ جمالًا. وزادت سعادتي.
و بدأت مشاعري السلبية من ديموس تتلاشى شيئًا فشيئًا.
‘علاج الوجه مذهل.’
“إذًا، سأذهب الآن. العربةُ جاهزة، أليس كذلك؟”
“نعم، يا آنستي. يمكنكِ الخروج فورًا.”
“عودِ بسلام، أتمنى لكِ التوفيق يا آنستي!”
بينما كنتُ أتلقى وداع جين و ماري، صعدتُ إلى العربة متوجهةً إلى وجهتي.
لألتقي هذه المرة بشخصٍ لديَّ معهُ موعدٌ حقيقي ومناسب، وليس زبونًا متعجرفًا مثل ديموس.
“شكرًا على دعوتك، جلالتك.”
“بل انا من أشكركِ على قبول اللقاء.”
ردّ التحية التي قدمتها بانحناءةٍ خفيفة بتحيةٍ كانت رسمية بعض الشيء لكنها مهذبة.
رفعت رأسي لأواجه وجه هيلديون……
‘لا يزال يسيطر على العالم بوسامته اليوم أيضًا.’
اضطررت إلى كبح اعجابي بصعوبة.
تعبيرٌ بارد وصلب، و عينان مائلتان قليلاً مع نظراتٍ خضراء داكنة.
كل تفصيلٍ فيه كان مذهلا بلا استثناء.
ربما لأنني كنتُ قد التقيت بشخصٍ فظ مثل ديموس قبل قدومي، بدا هيلديون أكثر إشراقًا وتألقًا من المعتاد.
رغم أن ملامحه تبدو مخيفة، إلا أنه مهذبٌ للغاية وملامح وجهه تنضح باللطف.
‘إنه أفضل بمئة مرة من ديموس الذي يتظاهر باللطف. لكن لماذا يخاف الناس من هيلديون؟’
ربما بسبب جسده الضخم وطولهِ الفارع، أو تعابيره الجامدة وملامحه الحادة.
كان هيلديون يُساء فهمه من الجميع.
خصوصًا في طفولته، كان أقرانه يهربون باكين بمجرد رؤيته.
هذا الموقف أثر فيه بشدة، مما جعله يبتعد تدريجيًا عن الناس، فازدادت الشائعات حوله سوءًا.
مع تقدم العمر، بدأت هذه النظرة تقل بعض الشيء، لكنها لم تختف تمامًا، وما زال يُعتبر رمزًا للرعب.
خاصةً أن لقبه الشهير المكتسب من الحرب قد ساهم في ذلك كثيرًا.
–ولي العهد الذي يجلبُ الشؤم–
أُطلق هذا اللقب عليه من قبل أعدائه لأنهم كلما واجهوه فقدوا أرواحهم.
رغم أن هذا يعكس براعته كقائدٍ لا مثيل له، إلا أن المعاملة التي يتلقاها الآن ليست على قدر إنجازاته.
‘إن كانت رويلا تُعتبر شريرة، فهيلديون يُشبه الملاك الشيطاني.’
ولهذا السبب حتى احتفال النصر الذي أقيمَ على شرفه انتهى دون أي اهتمامٍ يُذكر.
كان رجلًا مظلومًا من جميع النواحي.
بمجرد الحديث معه بضع مرات، يدركُ أي شخص كم هو إنسانٌ جيد.
‘حسنًا، ربما لو لم أكن قد قرأت القصة الأصلية، لكنت قد شعرتُ بالخوف منه أنا أيضًا.’
تسللت موجةٌ مليئةً بالتعاطف بداخلي فجأة.
_______________________________
عسى ديموس انطرد 😭😭 هاعاهاعاهاعااااههعههه
ليتها عطته كف بس عسا ماشر ليه تنقص سمعتها وهي محد سمعهم
المهم هيلديون يحزن😔
Dana