Hush Now, Saintess! - 41
بدلاً من إشعال النار في سمعة رويلا السيئة، انتهى بهم الأمر بإثارةِ تعاطف لا داعي له.
وليس هذا فحسب.
بل تشوهت سمعة ديموس، التي كانت الأهم، وأعلنت رويلا بأنها ستتخلى عنه.
مع كل مرة يفكر فيها في النهاية الفاشلة، التقط الدوق الكتاب ورماه صارخًا.
“لو أنك فقط جعلت تلك الفتاة لك بشكل واضحٍ منذ البداية، لما حدث هذا كله!”
“هذا ظلم! رويلا كانت بالتأكيد واقعةً في حبي!”
“وهل هذه هي النتيجة؟! هاه……”
تنهد الدوق وجلس على كرسيه منهارًا.
في ظل هذه الأجواء الثقيلة، أخذ ديموس ينظر حوله بحذر.
‘تلك الفتاة رويلا، لماذا تصرفت فجأة بهذه الطريقة؟’
في الحقيقة، كان الغضب يشتعل في داخله أيضًا.
لقد استغرق الأمر منه عامين كاملين لترويض رويلا.
ومع ذلك، جعلته أضحوكةً في لحظةٍ واحدة.
‘ان كانت تريد ان تتمرد، فهذا تصرفٌ وقحٌ للغاية.’
في الواقع، لم يكن ديموس يصدق بعد بأن رويلا تخلت عنه.
كان على يقين أن ما حدث ليس سوى تمردٍ صغير منها.
‘هل يمكن أن تختفي تلك المشاعر بسهولة و تلك المودة التي أظهرتها لي طوال الوقت؟’
كان ديموس واثقًا تمامًا من أن ذلك مستحيل.
استعاد بعضًا من هدوئه، وارتسمت على شفتيه ابتسامةٌ صغيرة.
“لا تقلق كثيرًا يا والدي. إنها مجرد محاولةٍ منها لتطلبَ بعض الانتباه مني. قريبًا ستخفض رأسها وتعود إلي.”
“هل أنتَ واثقٌ حقًا من ذلك؟”
“بالتأكيد. هذه المرة سأحرص على ترويضها بشكلٍ أفضل، لذا لا داعي للقلق.”
بدا ديموس متفائلًا ومغرورًا، مما جعل الدوق ينظر إليه بوجهٍ يملؤه القلق.
‘هل أصدق هذا الكلام حقًا أم لا؟’
ولكن، لم يكن هناك خيارٌ سوى التصديق في الوقت الراهن.
لا يمكنهم ببساطة السماح بخسارة رويلا بهذه الطريقة.
“حسنًا، سأثق بكَ مرة أخرى هذه المرة. لكن لا تخذلني مجددًا.”
“بالتأكيد، لن يحدث ذلك أبدًا.”
ومع إجابة الدوق، أضاءت عينا ديموس بنظرةٍ حادة، وأومأ برأسه بثقة.
كان واثقاً تمامًا بقدراته.
***
‘هاه، أما من عملٍ أفضل ليقوم به؟ هذه هي الرسالة الخامسة بالفعل.’
منذ ذلك اليوم، وصلتني خمس رسائل من ديموس.
ومحتواها……
<أنا أعرف بأنكِ تتظاهرين بالصدمة و تتمردين. هل تدركين كم تسببتِ لي من الإحراج؟ إذا خرجتِ الآن وساعدتِ في تهدئة الرأي العام وتوسلتِ لي، فسأنهي علاقتي مع هيلينا وأفكر بجدية أكبر بشأنكِ.>
شيءٌ من هذا القبيل.
يبدو أن ديموس لا يزال يعتقد أن تصرفي الأخير مجرد محاولة مني للتمردِ عليه.
ربما لأنه لا يستطيع تقبل فكرة أنني تخليتُ عنه، أو ربما لأنه لا يصدق ذلك.
بصراحة، لا يمكنني سوى أن أعتبر هذا مثيرًا للضحك.
هل يظن نفسه أجمل رجلٍ في هذا العصر أو أكثر شخصيةٍ جذابة على وجه الأرض؟
‘على أي حال، أفضل وجهٍ رأيتهُ هنا هو وجه هيلديون.’
دون وعي، خطر ببالي وجه هيلديون، فتوقفت لوهلة.
……يا للمصيبة. منذ أن رأيت وجهه مباشرة، لم أستطع التخلص من تلك الملامح المذهلة من رأسي.
و كأن تعريف الوسامة أصبح مرتبطًا بهيلديون واستقر في ذهني.
بإنصاف، ألا يجب حظر وجهٍ كهذا قانونيًا؟
فهو وحده يرفع معدل الوسامة لدى رجال الإمبراطورية بشكلٍ غير معقول.
‘الآن لم يعد أي رجل وسيم يبدو وسيمًا في نظري.’
بينما كنت أتركُ أفكاري تسير دون وجهةٍ واضحة، اقتربت مني ماري وهي تتحدث بتذمر.
“لا أفهم لماذا يواصل إرسال الرسائل. أنت بالكاد تحاولين تجاوز الأمر……”
يبدو أنها اعتقدت بأن صمتي سببه شعوري بالسوء، فبدت مستاءةً لذلك.
ابتسمت وهززت رأسي عمداً بنبرةٍ مرحة.
“لا بأس. فأنا لا أهتم على أي حال.”
“آنستي، ليس عليكِ التظاهر بأنكِ بخير……”
حقًا؟
أهذا ما فهمَته من كلامي؟
‘لا يمكن أن أترك الأمر هكذا.’
أدرت عيني قليلًا ثم رفعت كتفي بلامبالاة وهدوء.
“أنا فعلاً بخير. التخلّي عنه جعلني أشعر بالراحة.”
“……آنستي، لا داعي للتظاهر باللامبالاة…….”
وماذا عليّ أن أفعل بشأن ذلك؟
نظرت إلى ماري بعيونٍ مشوشة قليلاً، ثم ضحكتُ بخفة وهززت رأسي.
‘حقًا، لا يمكنني التعامل معها.’
في الحقيقة، منذ ذلك اليوم انتشرت الشائعات بسرعة كبيرة لدرجة أن جميع خدم القصر بدأوا ينظرون إلي بشفقة.
حتى عندما أتنفس، كانوا يقولون، “انظروا إليها، تتنهد بسبب ألم الفراق!” ويشعرون بالأسى تجاهي.
كانت ردود الفعل هذه أكثرُ مما كانت عليه عندما خدعني أورغن أو عندما هددتني شارلوت.
بالرغم من أنه كان مزعجًا بعض الشيء، إلا أنه لم يكن بالأمر السيئ.
فالتعاطف أفضل من أن أُعامَل كشريرة.
وفوق ذلك……
‘ربما بسبب تأثير الحادثة، ارتفعت سمعتي قليلًا.’
<[رويلا برييتا.
• السمعة الحالية: 40 (★ ∀ ★)! ]>
أربعون!
بالنظر إلى ذلك الرقم الصغير واللطيف الذي بدأتُ به، كان هذا تطورًا كبيرًا.
‘عند هذه النقطة، أشعر بالامتنان تقريبًا لأنهما ارتبطا ببعضهما.’
بينما كنت أستمتع بهذه الفكرة، سألتني ماري بحذر.
“إذاً، ماذا نفعل بهذه الرسالة؟ هل نحرقها كما كنا نفعل دائمًا؟”
“نعم، افعلي ذلك. احرقيها تمامًا، و لا تتركي لها أثرًا.”
“حاضر، آنستي!”
أجابت ماري بحماس، وأشعلت النار في الموقد الذي بدا غير مناسبٍ للموسم.
وفي ألسنة اللهب المتصاعدة، احترقت الرسالة التي لم أفتحها حتى.
‘من الواضح أنها مليئة بالهراء على أي حال.’
بهذا التفكير، لم أقرأ سوى رسالته الأولى فقط. و أما الرسائل التي تلتها، فكنت أحرقها مباشرةً دون فتحها.
بينما كنت أنظر إلى النار المشتعلة بارتياح، سمعتُ خطواتٍ خفيفة بالخارج، تلاها صوت طرقٍ على الباب.
“آنستي، هناك زائر.”
“زائر؟ من هو؟”
“إنه……الدوق الصغير كيليان، قد جاء لزيارتكِ.”
***
بعد أن ارتدت ملابسها على عجل، توجهت رويلا إلى غرفة الاستقبال، حيث كان الزائر غير المرغوب فيه ينتظرها.
وبمجرد أن رأته، عقدت حاجبيها بانزعاج.
زيارةٌ دون إخطارٍ مسبق؟
أي أخلاقٍ هذه بالضبط؟
“ما الذي جاء بكَ إلى هنا، أيها الدوق الصغير؟ وبهذا الشكل من دون موعد؟”
بابتسامةٍ دافئة، رد ديموس بصوتٍ ثابت.
“لقد كتبت لكِ في الرسائل مرارًا يأنني سأزوركِ اليوم. وذكرت أن عدم الرد يعني قبولكِ بالأمر.”
عندما سمعت رويلا هذا، تنهدت بخفة.
“آه……لم أكن أعلم بذلك. يبدو أنني تخلصت من الرسائل دون أن أقرأها. لو كنتُ أعلم، لرفضت بكل وضوح.”
“تخلصتِ منها دون قراءتها؟”
“نعم. لقد كنتُ مصابةً بجرح عميق في قلبي، ولم أستطع تحمل قراءة الرسائل. لكنني متأكدة أن شخصًا لطيفًا واسع الصدر مثلك سيتفهم ذلك، أليس كذلك؟”
قالت رويلا ذلك بصوتٍ هادئ ونبرةٍ خالية تمامًا من أي أثر للندم، مما جعل حاجبي ديموس يرتجفان بعنف.
‘لم تقرأ رسائلي؟’
كم هي وقحة!
تجاهل الرسائل كان بمثابة تجاهل كلماته، وهو أمر لم تعتد رويلا القيام به أبدًا.
باستثناء ذلك اليوم أمام البنك.
“إذاً، أين الرسائل الآن؟”
سأل ديموس محاولًا الحفاظ على ابتسامته.
لكن اجابتها……
“هناك، داخل الموقد. أحرقتها مع كل مشاعري المتبقية.”
عند سماع رد رويلا، لم يستطع الحفاظ على تعابير وجهه.
اختفت الابتسامة عن وجهه، واستبدلها بتعبيرٍ بارد وهو يحدق بها.
“ما الذي تحاولين فعله، رويلا؟”
“ماذا تقصد، أيها الدوق الصغير؟”
“هاه……”
هز رأسه وأطلق تنهيدةً طويلة.
صوته كان مشوبًا بازدراء خفيف، وبدا واضحًا عكس نبرته الدافئة السابقة. بأن مشاعره كانت في أوجها الآن.
ابتسمت رويلا بلطف، لكنها ضحكت بسخرية في داخلها.
‘نعم، كنتُ أتوقع هذا.’
هذا تمامًا ما كان يفعله دائمًا.
يتحدث بلطف، ولكن بمجرد أن تسير الأمور عكس ما يريد، لا يتردد في إظهار ازدرائه.
في الماضي، كانت رويلا ترتجف خوفًا، وكأنها ارتكبت جريمةً ما، و تحاول بكل جهد قراءة نظراته وتجنب غضبه.
بالطبع، ليس الآن لكن في الماضي.
“رويلا. أنا أعلم بأنك متأثرة لأنني أواعد هيلينا، لكن أليس من المفترض أن تتصرف القديسة بشكلٍ أفضل في مثل هذه الحالات؟ ألا ينبغي أن تكونِ أكثر حكمة بدلاً من التمادي في التصرفات الطفولية والمغرورة؟ هذا تصرفٌ أحمق……”
“……”
“أنا أيضًا لدي حدودٌ للصبر. لا تتصرفِ كطفلة، وابدئي في معالجة المشاكل التي تسببتِ بها قبل أن تندمي أكثر.”
عندما استمر كلام ديموس، دحرجت رويلا عينيها بتململ. و كانت زاويتا عينيها الحادتان تنعطف بشكلٍ لطيف.
و بابتسامتها الحلوة، تنهد ديموس.
“نعم، رويلا. أنتِ الآن تفهمين كلامي-“
“همم، هكذا يبدو الأمر اذاً. انتَ حقًا تشعرني بالضيق.”
أوقف ديموس كلامه عندما قاطعته رويلا وقالت شيئًا جعلته يشك في سمعه.
“……ماذا قلتِ؟”
“كما قال لي الدوق الصغير من قبل، أنه يشعر بالضيق عندما يتشبث به شخصٌ بشكل متعب. الآن، أستطيع أن أفهم قليلاً ما يعنيه ذلك. بالتأكيد، فأنا أشعر بالضيق الآن.”
تصلب ديموس للحظة.
و استغرقه بضع ثوانٍ لفهم أن الكلام كان موجهاً إليه.
“هل تعنين بأنني أنا من يتشبثُ بكِ؟”
____________________________
ييييع جاي بقوة وجه
احسه غبي حتى لو رويلا عطته كلام يطحن توقعاته بيقول ياااله بلا تتمرد
اهم شي رويلا حاطه هيلديون معيار الوسامه لها ✨✨✨
Dana