Hush Now, Saintess! - 40
“لحظة واحدة، رويلا.”
“أختي، انتظري قليلاً!”
من بعيد، سمعت صوت رجلٍ وامرأة يناديانني على عجل، لكنني تجاهلت الأمر وتظاهرت بعدم سماعهم، مسرعةً في خطواتي.
“يا للهول، إنها قادمة نحونا.”
“أديروا أنظاركم، بسرعة!”
عندما اقتربت، رأيتُ من طرف عيني الأشخاص الذين كانوا يراقبونني يشيحون بأنظارهم على عجل.
لكنهم، وكأنهم لا يستطيعون مقاومة رغبتهم في المراقبة، ظلوا يرمقونني بنظراتٍ خاطفة.
تابعت السير بهدوء محاولِةً ألا أظهر أي توتر، رغم شعوري بنظرات الناس التي تلاحقني.
وأخيراً، عندما ابتعدت بما يكفي عن هيلينا وديموس، توقفت.
“قلتَ بأنه لا يوجد أحدٌ غيري، لكن الدوق الصغير كاذب. على أي حال، أتمنى لكما السعادة.”
تمتمتُ بهذه الكلمات بحزن، وأتبعتها بدمعةٍ واحدة سقطت بهدوء.
ولم أنسَ أن أترك ابتسامةً مرتعشة ترتسم على شفتي، وكأنني أحاول التغلب على ألم الحب من طرف واحد الذي انتهى، بينما عيني تفيض بالحزن الذي لا يمكن كتمه.
وسرعان ما بدأتُ أسمع أصواتاً متداخلة، ما بين شهقاتٍ صغيرة وهمساتٍ تدور هنا وهناك.
‘نعم، تحدثوا جميعًا، تحدثوا بشكلٍ واسع.’
غطيت ابتسامتي الراضية بيدي وركضت بسرعة نحو العربة.
وفي اليوم التالي، بدأت إشاعة تنتشر في الأوساط الاجتماعية.
***
في مقهى بيريان بالعاصمة،
كان هذا المكان من المواقع التي يتردد عليها النبلاء لعقد تجمعاتهم.
لذلك، كانت الشائعات في أوساط النبلاء غالبًا ما تمر من هنا، كما يحدث الآن.
“هل سمعتم جميعًا تلك القصة؟ حادثة مثلث الحب أمام البنك.”
“لا، ما الأمر؟”
“يبدو أنكِ لم تسمعِ بها بعد. انها عن تلك الشريرة، الأميرة بريتا.”
وعندما تم ذكر اسم ابنة الدوق بريتا، لمعت عينا الفتاة الأخرى بحماس.
“بالطبع أعرف الأميرة بريتا. ماذا؟ هل أخيرًا ارتكبت فضيحة؟”
في الآونة الأخيرة، كانت الشائعات تخفت وتصبح مملة بعض الشيء.
و بالأساس، نصف الشائعات في أوساط النبلاء كانت تتمحور حول رويلا.
“لم تكن فضيحةً تمامًا……لكنكِ تعرفين بأن الأميرة بريتا كانت تحب الدوق الصغير كيليان كثيرًا، أليس كذلك؟”
“بالطبع، الجميع يعرف ذلك.”
“صحيح! لكن يبدو أن الدوق الصغير حصل على شريكةً جديدة. وقد حدث أن التقوا جميعًا أثناء موعدهِ الغرامي!”
“ماذا!”
كان الحديث في غاية الإثارة.
“لا بد أن الأمور أصبحت فوضوية، أليس كذلك؟ ماذا حدث؟ هل تشاجروا بالأيدي؟ أم صفعتها؟ هل سالت الدماء؟”
وضعت الآنسة كوب الشاي الذي كانت تشربه وسألت بحماس.
أما الأخرى، فهزت كتفيها بهدوء واحتست رشفةً من شايها.
“لا، بل باركت لهما.”
“……ماذا؟”
“باركت لهما. و قالت بأنهما يبدوان ثنائيًا رائعًا، وهنأتهما. ثم أعلنت أنها، حفاظًا على شرف عائلتها، ستتخلى عن الدوق الصغير كيليان.”
“يا للعجب. هذا غير متوقعٍ أبدًا. لقد كانت تحبه بجنون، فلماذا فعلت ذلك؟”
عندما تمتمت أحداهم وكأنها لم تفهم ما حدث، تدخلت فتاةٌ اخرى في الحديث.
“الفتاة التي يواعدها الدوق الصغير كيليان هي هيلينا ديوتر.”
“هيلينا؟ هل تعنيين ابنةَ عم الأميرة بريتا؟”
“نعم، صحيح. لذا، عندما علمت أن ابنة عمها تواعده، قررت التراجع والتخلي عنه.”
“يا للعجب! هل تمتلك تلك الأميرة هذا النوع من النبل؟”
“الجميع يعرف الشائعات التي تقول بأن الدوق بريتا يعامل الآنسة ديوتر بعنايةً كبيرة. ربما كان ذلك هو سبب تراجع الأميرة بريتا.”
أومأ الجميع برؤوسهم، متفقين على أن هذا الاحتمال وارد.
كان من المعروف للجميع أن الدوق بريتا يعتبر ابنة أخيه هيلينا أقرب إلى قلبه من ابنته رويلا التي كانت مثيرةً للمشاكل دائمًا.
لكنهم نسوا بأنه هو من أصدر أمرًا بالقبض على من خدع ابنته، وبمجرد القبض عليه، أرسله شخصيًا إلى سجن فيلهيلم.
“بعد أن فقدت اهتمام والدها، خسرت الرجل الذي كانت تحبه أيضًا، فقررت الاستسلام؟”
“ربما شعرت بأنها لا تستطيع منافسة ابنة عمها.”
عند هذه النقطة، شعر الجميع بمزيجٍ من مشاعر السخرية والشفقة.
إلى أي مدى كانت الصدمة كبيرة على تلك الشريرة القاسية، لدرجة أن تعلن استسلامها مرةً واحدة؟
“ليس هذا فقط، بل يُقال بأنها أدارت ظهرها لهما وبدأت تبكي بدموعٍ غزيرة.”
“……ماذا؟ هل قلتِ بأنها كانت تبكي؟”
كان هذا خبرًا صادمًا بحق.
فرويلا كانت مشهورةً بأنها لا تذرف الدموع بسهولة.
منذ ظهورها في الأوساط الاجتماعية، لم يشهد أحدٌ دموعها أبدًا.
حتى أن البعض كان يعتقد أن تكوينها الجسدي لا يسمح بوجود الدموع!
لكنها تلك اللحظة……
“في الواقع، هذا سر، ولكنني كنتُ هناك.”
تحدثت فجأة السيدة التي كانت صامتةً طوال الوقت بصوتٍ خافت.
جذب مصطلح “سر” انتباه الجميع فورًا.
استمتعت السيدة بالاهتمام الذي حصلت عليه، وبدأت في سرد هذا “السر” الذي ربما قالته في حوالي اثني عشر تجمعًا آخر مسبقًا.
“لقد كانت تبكي وتتمتم لنفسها قائلة، ‘قال بأنه لا يوجد أحدٌ غيري، لكنه كان كاذباً.'”
“يا إلهي! هل قالت ذلك؟ لكنها لم تكن في علاقةٍ معه!”
“مستحيل. ربما كان الدوق الصغير كيليان لطيفًا معها وقال لها كلامًا منمقًا فقط.”
“ربما……ولكن بصراحة، لو كنتُ مكانها، لربما ظننت بأنه يبادلني المشاعر.”
‘همم، هذا صحيح……ربما.’
لم تعبر بصوت عالٍ، لكنها وافقت داخليًا.
هل قال لها ذلك حقًا؟
وهي ليست حتى في علاقةٍ معه؟
“هذا……يبدو مبالغًا فيه.”
“بصراحة، أشعر بالشفقةِ تجاهها.”
***
شفقة؟
تشعرون بالشفقة؟ شفقة على من؟
عند سماع الأصوات القادمة من الخلف، أمسكت هيلينا كوب الشاي بيدٍ مرتعشة من شدة غضبها.
‘الشفقة يجب أن تكون عليّ! أنا!’
كانت هي التي قضت كل هذا الوقت تبذل جهدها في جذب رجلٍ ليس حتى من نوعها المفضل، فقط لتنتزع شيئًا يخص رويلا!
ظنت أنها أخيرًا أمسكت بأهم شيء بالنسبة لرويلا……
‘سأتخلى عنه!’
ذلك الشعور بالارتباك عندما رأت ابتسامة رويلا الهادئة وهي تعلن استسلامها بلا أي تردد.
وبسبب إعلان رويلا بتخليها عن كيليان دون أي ذرة ندم وتهنئتها لهما، أصبحت هيلينا فجأة في نظر الجميع مجرد “ابنة عمٍ انتهازية”.
لقد أصبحت فجأة المرأة التي سرقت الرجل الذي كانت رويلا تحبهُ بجنون.
و الصورة التي بذلت جهدًا كبيرًا لبنائها بدأت تتشوه الآن.
‘لو أنها فقط صفعته على الأقل!’
لو حدث ذلك، لكانت الشائعات قد اتجهت في اتجاهٍ مختلف، قائلة بأن الشريرة فعلت ما يليق بها.
وبهذه الطريقة، كانت ستتمكن من إلقاء اللوم على رويلا والانفصال عن ديموس كيليان بسهولة، وكأن الأمر خارجٌ عن إرادتها.
كانت خطتها أن تُظهر وكأنها أُجبرت على الانفصال، لتُكمل على ذلك بإلقاء المزيد من اللوم على رويلا.
لكن كل شيء انهار……
“تجاهليهم، هيلينا.”
“صحيح، لا تهتمي بما يقولونه.”
رفعت هيلينا رأسها عند سماع الأصوات المتتالية.
كانت المتحدثتان هما فيرونيكا وسكارليت.
‘يا له من نفاق واضح!’
منذ حادثة المعبد، بدأتا تتجنبانها تدريجيًا. لكن الآن، بعدما انتشرت شائعة أنها تواعد ديموس كيليان، غيرتا موقفهما فجأة.
بدأتا من جديد في مراقبة مزاجها ومحاولة التقرب منها.
ولم تكونا الوحيدتين.
فقد كانت الدعوات تتدفق عليها من كل مكان.
كان الهدف واضحًا، استخدام هيلينا كوسيلة للوصول إلى الدوق الصغير كيليان.
‘حسنًا، هذا يعجبني.’
الاهتمام، الإعجاب، الغيرة، والفضول……
كلها أشياءٌ تعشقها هيلينا.
ابتسمت بخفة وبطريقةٍ لطيفة بينما تحدثت بنبرةٍ حزينة.
“لا بأس……الوقوع في حب الرجل الذي تعشقه ابنة عمي. أنا المذنبة هنا، أليس كذلك؟”
“آه هيلينا، لا تقولي هذا.”
“الدوق الصغير كيليان هو من اختارك. الوقوع في الحب ليس جريمة.”
استمتعت هيلينا بكلمات الإطراء المنمقة واحتست شايها برضا.
‘انتظروا……سترون. في المرة القادمة، سأجعلها تتذوق طعم الهزيمة الحقيقي.’
كررت في داخلها ذلك الوعد الأحمق مرة أخرى.
***
في هذه الأثناء، في منزل دوقية كيليان،
وصلت حادثة البنك إلى مسامع الدوق نفسه.
نظر الدوق إلى ابنه بنظرةٍ حادة.
“ما الذي فعلته؟”
أظهر ديموس تعبيرًا مظلومًا على وجهه، وكأنه لا يفهم السبب وراء لومه.
لم يكن في مظهره ذلك الودود و اللطف الذي يظهره أمام الآخرين، بل كان يبدو مجرد ابنٍ شابٍ غبي.
“ما الخطأ الذي ارتكبتهُ؟”
“ما الخطأ؟! هل تسألني حقًا لأنك لا تعرف؟!”
صرخ الدوق بغضب، وضرب الطاولة بيده.
لكن ديموس، بدلاً من أن ينكمش، عبس بوجهه.
“أنت من طلب مني أن أواعد هيلينا في البداية، أليس كذلك؟ قلت بأننا نحتاج إلى تحفيز رويلا بهذا.”
“هل تقول هذا الآن؟”
تنهد الدوق بإحباط وهز رأسه.
بالطبع، كان هذا جزءًا من خطته.
كانت الخطة تهدف إلى وقف الشائعات التي تقول بأن رويلا أصبحت تظهر وكأنها القديسة الحقيقية في الفترة الأخيرة.
روييلا كانت أحد الأوراق التي يمكن للدوق استخدامها لتحقيق أهدافه.
وكان من الضروري أن تظل “قديسة غير معترفٍ بها” لتحقيق ذلك.
كانت الخطة بسيطة.
من خلال هيلينا، كان من المفترض تحفيز شعور رويلا بالنقص، ثم الكشف عن غضبها في العلن، مما يجعلها تنفجر أمام الجميع.
وبما أن الشائعات حول رويلا كانت منتشرةً بالفعل، كان من المؤكد أن سمعتها ستتدهور بسرعة بمجرد أن تظهر تلك الحالة الهائجة.
“لكن، ألن يكون من الصعب عليك إنهاء علاقتك بهيلينا؟ بما أنك قد أعلنت عن علاقتكما أمام الجميع؟”
كان ديموس قلقًا بشأن العواقب، ولكن هذا لم يكن يشكل مشكلة.
“لا داعي للقلق. بعد أن تُظهر تلك الفتاة بعض الشغب، يمكنك أن تتعذر بأنك ستنفصل خوفًا على سلامة الآنسة ديوتر من الانتقام. بهذا، ستصبح الرجل النبيل الذي ضحى بحبه من أجل سلامة الفتاة التي يحبها……”
وبذلك، ستزداد سمعة رويلا سوءًا.
نعم، كانت الخطة متقنة من البداية للنهاية.
_______________________________
ذولا شفيهم؟ هيلينا واضح غيرة وعقدة نقص بس ديموس وابوه؟ عسا ماشر🤡
رويلا ماتدري عن اي شي بس خربت خطتهم 😭😭😭
ضحكتني رايحه توقف في النص وتطلع دميعتها ثم تركض حركات التستس ذي 😭😭😭😭😭
Dana