Hush Now, Saintess! - 38
عندما ترددتُ وتلعثمت في نهاية الكلام، تظاهرت جين و ماري بأنهما يفكران للحظة، ثم سرعان ما انطلقتا بالكلام مجددًا.
“ربما أراد جلالته الرهان عليكِ؟ أو أنه يحاول مساعدتكِ بطريقةٍ ما!”
“أو ربما سمع عن حادثة المخلوق المقدس. المخلوق المقدس الذي يشتهر بقدرته على التمييز بين الناس أصبح يحب آنستنا كثيرًا، ويعيش الآن في قصر الدوق.”
“على أية حال، لا أعتقد أن اهتمام جلالته بمشروع تبرعات آنستنا أمرٌ غريب على الإطلاق.”
“بالطبع!”
“أعتقد ذلك أيضًا!”
“هل تعتقدون ذلك فعلاً؟”
“نعم، بكل تأكيد!”
وبينما كنت أستمع إلى آرائهم المتدفقة، بدأت أظن أن الأمر يبدو معقولًا بشكلٍ ما.
رغم أن الشكوك لم تُحَل تمامًا. نظرتُ إلى الرسالة التي أمامي بقلق.
‘هل أقبل بهذا أم لا؟’
بصراحة، كان العرض مغريًا للغاية.
إذا قبلت به، فسيتم حل مشكلة الأرض التي لطالما أرهقتني.
ومع ذلك، كان ما يزعجني هو وجود هيلديون……
“حسنًا، لقد قررت.”
بعد أن وازنت بين مزايا الخيارين، اتخذت قراري أخيرًا.
“ما الذي قررته، آنستي؟”
سألتني جين بنبرةٍ متحمسة وهي تراقبني بعينين لامعتين.
ابتسمتُ وأنا أخرج ورقًا وظرفًا جديدين.
“سأقبل العرض.”
بغض النظر عن كونه البطل، فالمال هو الأهم الآن.
“لقد اتخذتِ القرار الصائب!”
“نعم! لقد تم حل أكبر مشاكلكِ، آنستي!”
قفزن الاثنتان فرحًا واحتفاءً بقراري.
بدوا أكثر سعادةً مني رغم أنني صاحبة القرار.
‘ههه، يا لهم من لطيفتين.’
يبدو أنهم كانوا قلقتين بشأن ترددي طوال الفترة الماضية.
ابتسمتُ برضى وكتبت ردًا أطلب فيه ترتيب موعد.
لكنني لم أسمع همساتهم خلفي……
“ههه، كل هؤلاء الذين قالوا بأن آنستنا تتظاهر فقط أمامهم سيخيب ظنهم قريبًا.”
“نعم، خاصةً مع اهتمام ولي العهد والكاهن الأكبر……ستتاح لنا الفرصة للسخرية من كل من تجاهل آنستنا!”
عندما انتهيتُ من كتابة الرسالة، أغلقتها بعناية في الظرف وسلمتها إلى جين.
“أرسليها بالبريد السريع.”
“نعم، آنستي.”
أومأت جين برأسها بوقار وتلقت الرسالة.
‘حسنًا، لم يتبقَّ الآن سوى إيجاد النحات والمعماري.’
كان هذا الأمر مهمًا بقدر أهمية اختيار الأرض، ولهذا كنت أؤجل اتخاذ القرار بشأنه حتى الآن.
‘أتمنى أن أجد الشخص المناسب بمجرد أن أراه.’
لكن يبدو أن العثور عليه ليس بالأمر السهل.
تمتمتُ في داخلي بإحباط وأنا أستلم بقية الرسائل.
كانت هذه الرسائل قد تأخرت عن الرسالة التي وصلت من ولي العهد.
“لنرى……هذه غير مهمة، وهذه بلا فائدة……وهذه……”
أوه، ما هذا؟
بين الرسائل المتكدسة، لفت نظري ظرفٌ بديعٌ وفاخر.
وعندما تحققت من اسم المرسل، بدأ قلبي ينبض بقوة.
وبحركةً سريعة، تابعت البحث بين الرسائل ووجدتُ المزيد من الرسائل التي كنتُ في انتظارها.
“رائع……”
تمتمتُ وأنا أغطي فمي بيدي، ثم نهضتِ من مكاني فجأة.
“ما الأمر، آنستي؟”
“لديّ مكان يجب أن أذهب إليه غدًا.”
“أين؟”
ابتسمتُ لماري ابتسامة عريضة وأجبت.
“إلى البنك.”
‘لأرسل أموال عزيزاتي الآنسات الثلاث.’
***
<بنك كارسين>
كان البنك، ذو اللافتة الكبيرة، يقع عند تقاطعٍ قريب من ساحة العاصمة.
‘كنت أعرف أن هناك مبنى كبيرًا هنا، لكن لم أكن أعلم بأنه بنك.’
ظننت للحظة بأنه دار أوبرا أو شيء من هذا القبيل.
بينما كنتُ مندهشة، توقفت العربة أمام البنك، وسرعان ما خرج الموظفون، الذين تلقوا إشعارًا مسبقًا، وانحنوا لي بانحناءةٍ كبيرة.
“مرحبًا بكِ، الأميرة بريتا.”
أهذا الترحيب كله من أجلي؟
بصراحة، لم أكن معتادةً على هذه المعاملة أبدًا.
لكنني حاولت التظاهر بالأناقة وأومأتُ برأسي بخفة.
“هناك عربةٌ محملة بالنقود في الخلف. سيتم نقلها إلى الخزنة، لذا أرجو منكم الاهتمام بالأمر.”
“حسناً، الأميرة بريتا. تفضلي من هذا الجانب.”
قادني الموظف في البنك إلى الداخل، بينما تبعه بضعة موظفين آخرين خلفي.
أثار هذا الاستقبال غير العادي اهتمام الناس من حولنا، وكان بينهم عددٌ كبير من النبلاء.
في البداية، تساءلوا عن السبب وراء هذه الحفاوة، ثم فوجئوا بهويتي، فاتسعت أعينهم.
“هل جاءت القديسة إلى البنك؟”
“ماذا؟ الأميرة بريتا هنا في البنك؟”
“لا يمكن……ولكن، هذا صحيح!”
في خضم الهمسات من حولي، تساءل أوليفر بنبرةٍ حائرة.
“غريب، لماذا الجميع يتهامسون هكذا؟”
كنت قد قررت الخروج بمفردي هذه المرة، لذا لم أصطحب ماري وجين، بل جلبت أوليفر وغاستون لحماية النقود المرسلة في العربة.
وكان غاستون الآن يساعد في نقل الأموال، لذا كان أوليفر الوحيد الذي يتبعني.
أجبتُ على تساؤلهِ وأنا أرفع كتفي.
‘حسنًا، قد يكون قدوم القديسة إلى البنك أمرًا مفاجئًا لهم.”
“لكن لماذا؟”
“لماذا؟ لأنه طوال الفترة الماضية كنت مهتمةً فقط بإنفاق المال. لذا، قدومي إلى مكان مثل البنك، حيث يجتمع أصحاب الحس الاقتصادي، يبدو غريبًا بالنسبة لهم مثل سمكةٍ خرجت إلى اليابسة.”
بمجرد أن قلت هذا، توقف بعضهم عن الهمس، ربما لأنهم سمعوا كلامي.
لم أقصد استفزاز أحد، لكنها الحقيقة.
لكن على عكسي، بدا أن أوليفر قد صُدم نوعًا ما، لأن همسهم يعني أنني كنت أُعتبر مجرد مغفلة لا تملك إدراكًا ماليًا.
‘هه، أيها الفتى الطيب.’
يبدو أن علاقة العمل بيننا، وبعض المراهنات المشتركة، جعلته يكوّن بعض العواطف تجاهي……
“هذا غير معقول أبدًا! أنا رأيت بنفسي مدى حب آنستي وحرصها واهتمامها الكبير بالمال! من شدة حبها، لن استغرب إن احتضنته وراحت تداعبه بخدها! هم لا يعلمون عن أي شيءٍ أبداً!.”
آه. إذاً، كان هذا ما يقصده……
توقفتُ عن السير واستدرت نحوه.
“……أوليفر.”
“نعم، آنستي!”
رد أوليفر بحماس على ندائي الفاتر، فابتسمتُ له ابتسامةً باهتة.
“اخرج.”
وأشرتُ بيدي نحو باب البنك.
أرجوكَ، خذ ذكرياتي المحرجة وغادر من أمامي فورًا.
ولكن، بعد لحظات، أدركت أن طردي له لن يغير من الحقيقة.
عليّ الاعتراف، نعم، أريد علاقةَ حب مع المال.
“تم إيداع 270 مليون شلن في الخزنة. وتم سحب 40 مليون شلن، كما طلبتِ، على شكل خمس شيكات بقيمة 8 ملايين شلن لكل منها. هل تودين التحقق؟”
بقلبي المفعم بالسعادة، راجعت الإيصالات والشيكات.
الإيداعات:
• 30 مليون شلن تم إيداعها من الآنسات الثلاث.
• 270 مليون شلن نقدًا اليوم.
السحوبات:
• خمس شيكات بقيمة إجمالية 40 مليون شلن.
المتبقي:
• 260 مليون شلن.
‘لكن لماذا أعطاني الدوق المال كأوراقٍ نقدية وليس كشيكات؟’
عندما وصلتُ إلى البنك، أدركت أن الإمبراطورية لديها نظام شيكات.
وإن كان الدوق على علم بذلك، فلماذا أصرّ على إعطائي المال نقدًا؟
كان بإمكانه أيضًا إيداعه مباشرةً في الخزنة.
‘هل أراد فقط أن يُظهر كرمه؟’
فجأة، تذكرت رئيس العمل في مطعم اللحم في حياتي السابقة.
كان يصر على وضع الراتب في ظرفٍ مملوء بأوراق نقدية من فئة عشرة آلاف، قائلًا،
‘هكذا أشعر بلذة إعطاء الرواتب!’
بالفعل، كان من الممتع استلام مبلغٍ ملموس، إذ كان يبدو كثيفًا ويبعث شعورًا جيدًا.
‘……ربما كان عليّ طلب المال نقدًا بدلًا من الشيكات.’
انتابتني لحظةٌ من الندم، لكنني هززت رأسي سريعًا.
فهناك الكثير ممن يجب أن أوزع عليهم المال، وليس من الحكمة جعل الأمر أكثر تعقيدًا.
“لقد تأكدتُ من المبلغ. شكرًا لكم.”
ابتسمت ووقفت لمغادرة مقعدي.
لم تفارق الابتسامة وجهي وأنا أخرج من البنك.
260 مليونًا………
260 مليونًا في حسابي!
في حياتي السابقة، كنت أعمل بجهدٍ شاق، ومع ذلك، بعد سداد الديون ودفع الإيجار، كان رصيدي دائمًا فارغًا.
كنت أقسم القليل المتبقي من المال بالكاد لأعيش شهرًا كاملًا، وأعيش حياتي بصعوبة.
لكن الآن……لدي 260 مليونًا!
كان قلبي ينبض بقوة، وشعرت بحماسةٍ غريبة تتدفق في داخلي.
أريد أن أكسب المزيد، أريد المزيد من المال!
لقد تحررتُ من العيش لكسب لقمة العيش بصعوبه، والآن أريد جني المال لمجرد الاستمتاع بتراكمه.
‘يبدو أنني حقًا يجب أن أبدأ علاقةَ حب مع المال.’
حسنًا، هدفي الآن هو أن أصبح مليونيرة.
كان هذا حلمًا بعيد المنال في حياتي السابقة، لكنه يبدو ممكنًا الآن.
في البداية، سأستثمر هذا المال في العثور على نحاتً ومهندسً معماري لإنجاز نافورتي، والتي ستصبح حصالةَ المال الخاصة بي.
‘بعد ذلك……’
بينما كنت أخطو بخفة، غارقةً في خططي السعيدة، ظهر شخصٌ فجأة.
“رويلا؟”
عندما سمعت صوتًا يناديني من خلفي، تجمدت على الفور.
ابتسامتي الواسعة التي كنتُ اضعها اختفت فجأة، وكنت لا أستطيع إلا أن أعبس بوجهي.
هذا الصوت كان بالتأكيد……
___________________________
من ذاه بعد
كم مره قالت رويلا انها تبي علاقة حب مع المال في ذا الفصل؟😭😭😭
شوفي وانا اختس هيلديون ولي عهد يعني عنده فلوسٍ واجده كذا اثنين في واحد فلوس ووسامه ✨
Dana