Hush Now, Saintess! - 37
“…..!”
“…..!”
كنا نحن الثلاثة ننظر بذهول إلى القطة الطائرة.
لقد تفاجأنا لدرجة أننا لم نحاول إيقافها.
وفي تلك الأثناء، هبطت القطة بخفة على مكتب الدوق.
مددتُ يدي بذهول بعد فوات الأوان.
‘إذا بقيت على هذا الحال، فسيسقط كل شيء من على المكتب-.’
……ماذا؟
لكن ما توقعته لم يحدث.
بدلاً من إحداث الفوضى على المكتب، انقلبت القطة على ظهرها، كاشفة عن بطنها، وبدأت في الدلال واللعب.
“هاها، يا لها من مخلوقٍ لطيف.”
عندما مدّ الدوق ذراعه نحوها، أخذ القط يفرك رأسه بيده وبدأ يرفرف بعينيه ببراءة.
‘أهو متملقٌ ذكي يعرف من هو صاحب السلطة؟’
انبهرنا جميعاً تلقائياً.
كما هو متوقع من كائنٍ ذكي، يبدو أن لديه حساً خارقاً في معرفته مصلحته.
وبينما كنت أتابع ذلك بإعجاب داخلي، ابتسمت.
“هاها، يبدو أن القطة أُعجبت بوالدي. من النادر أن يقع كائن مقدس في حب البشر من النظرة الأولى، هذا حقاً مدهش.”
“هاها، بالفعل، يا سيدي الدوق.”
“مياو، مياو، مياو!.”
في هذا العالم القاسي، من الطبيعي أن ينتشر المتملقون في كل مكان.
***
“آه، إنها لطيفةٌ جداً. أشعر بأن قلبي سيتوقف من شدة جمالها.”
أمس، كانت جين في إجازة، وما إن رأت القطة حتى وضعت يدها على قلبها وتنهّدت بإعجاب.
حسناً، كانت القطة فعلاً لطيفة.
حتى الدوق، الذي لا يلين، بدا متأثراً بها.
“ما اسمها؟ هل اخترتم اسماً للقطة؟”
عند سؤالها المفاجئ، توقفت للحظة للتفكير.
“اسم……؟”
لم أحدد اسماً بعد، ولم أخطط لذلك أيضاً.
فالاسم أمرٌ مهم للغاية لأي كائنٍ حي.
إذا أعطيتها اسماً و تعلقتُ بها بشدة، سيكون ذلك مشكلة.
من الصعب جداً أن يبتعد عنكَ كائن تعلقتَ به.
‘القطة في النهاية يجب أن يرحل عني.’
أخفيت مشاعري، ورفعت كتفي متظاهرة باللامبالاة.
“إنها في رعايتي المؤقتة، لذلك لا داعي لتسميتها-……ماذا عن….”
لكن وسط حديثي المتظاهر بالبرود، واجهتني نظرةُ جين المحتقرة بشدة، فاضطررت لاختراع اسمٍ بسرعة.
“ماذا لو نسميها جيلي؟”
يا لها من نظرة ازدراء، لم أرَ مثلها منذ زمنٍ طويل!
شعرتٌ للحظة وكأنني أصبحت مجرد قمامة.
حتى لو رقصتُ رقصاً هزلياً في الشارع، لربما كنت سألقى قدراً أقل من الاحتقار.
“جيلي؟ إنه اسمٌ رائع جداً. أنا……”
تحدثت جين بتلعثم، و كأنها لم ترمقني بنظرات الازدراء قبل قليل، وابتسمت بخجل.
“هل لي أن ألمسها، يا آنستي؟”
“افعلِ ما تشائين، لكن احرصِ على ألا تعضك. يبدو أنها تختار من يلمسونها.”
“آه، نعم! لا بأس حتى لو سال القليل من الدم.”
أجابتني بحماس وابتسمت برضا.
‘جين المسكينة……لقد أصبحت مهووسة فعلاً بالقطط.’
حسناً، أن تكون مهووساً بشيء ما هو أمرٌ جيد.
أثناء ذلك، اقتربت جين بحذر من القط ومدت يدها نحوه.
وبعد ترددٍ بسيط، سمحت لها القطة بلمسها برفق، بل وبدأت تصدر صوت خرخرته بسعادة.
كانت تصرفاتها هنا معاكسةً تماماً لسلوكها العدواني في المعبد، حيث كانت تكره الكهنة.
حتى الآن، لم يبدو على القطة أي علاماتِ الكره للبشر.
‘ربما كانت تكره المعبد فقط بشدة.’
بدأتُ أشعر بالقلق.
عندما تتعافى، سأضطر لإعادتها إلى المعبد، لكنني لستُ متأكدة إن كان هذا القرار صحيحاً ام لا.
خاصةً بعد أن منحتها اسماً، سواءً كان ذلك عن قصدٍ أم لا.
‘حسناً، سأفكر في ذلك لاحقاً.’
الأمور المستقبلية تُترك للمستقبل، والمهم الآن هو حل المشكلة الحالية.
تنهدت وأمسكتُ بالأوراق.
كان على الصفحة الأولى من الوثيقة خريطة للإمبراطورية، وكُتب عليها بخط عريض “موقع النافورة المقترح.”
هذه كانت المشكلة الأكثر إلحاحاً بالنسبة لي في الوقت الحالي، موقع النافورة.
بينما كنتُ أحدق في الخريطة بقلق، اقتربت جين مني.
“أوه، الم تقرري بعد؟”
“نعم، فالأماكن مثل ساحة العاصمة مليئةٌ بالمشاريع بالفعل.”
بما أن “نافورة التبرعات” تهدف إلى جمع العملات، فإن اختيار الموقع كان أمراً بالغ الأهمية.
لهذا السبب، بدأتُ بالبحث من ساحة العاصمة، ثم انتقلت إلى المناطق التجارية والسياحية ذات الازدحام……
‘كيف يمكن أن تكون جميع الاماكن محجوزة؟’
اتضح أن لكل منطقةٍ بالفعل معلمها الخاص، ولا يمكنني هدمها لبناء نافورتي.
والتراجع عن مشروع النافورة الآن يبدو مستحيلاً، فقد أصبح المشروع كبيراً جداً.
بهذا الوضع، أخشى أن ينتهي بنا الأمر بخسائر فادحة بسبب تكاليف البناء.
“هاه…..”
تنهدتُ بعمق، فحاولت جين مواساتي.
“لا تقلقِ كثيراً، سيدتي. بالتأكيد هناك أرضٌ مناسبة.”
“أتمنى ذلك.”
“بالتأكيد ستجدينها. أنتِ لا تسعين للربح، بل تبنين هذه النافورة من أجل التبرع! لوكيرا ستمنحك بالتأكيد قطعةَ أرضٍ مناسبة تأثراً بإخلاصك.”
نظرت بعيداً لأتجنب نظرات جين المتفائلة وهي تتحدث بأمل.
‘يا ترى……هل سأنال عقاباً لأنني أتظاهر بالعطاء بينما أتبعُ مصلحتي؟’
ولكن بعد أيامٍ قليلة، وعلى عكس مخاوفي، تم حل المشكلة التي أرهقتني تماماً، وكل ذلك بفضل رسالةٍ واحدة.
“آنستي، آنستي!”
اندفعت جين نحوي بسرعة بعد أن ذهبت لجلب الرسائل، وكانت وجنتاها المتوردتان تدلان على أنها ركضت إلى غرفتي فوراً.
“ما الذي يجعلكِ متحمسةً هكذا؟”
“انه أمرٌ عاجل، أمرٌ عاجل!”
ردّت جين بتوتر على سؤالي الهادئ.
“أمرٌ عاجل؟ هل نشب حريقٌ في مكان ما؟”
“لا، ليس كذلك! آه، انظرِ بنفسك!”
بدت وكأنها متوترة، ثم دفعت إليّ بمظروف.
“ما الذي يحدث حقاً……؟”
استلمتُ المظروف وأنا أنظر إليه باستغراب.
كان المظروف فاخراً بشكلٍ واضح، وقد نُقشت عليه نقوش متقنة ودقيقة.
و كان هناك رمز الأسد الذهبي الذي يشير إلى العائلة الإمبراطورية.
لحظة…….
“العائلة الإمبراطورية؟”
حتى ماري التي كانت تداعب القطة بهدوء اقتربت بعد سماعها الاسم.
“العائلة الامبراطورية؟”
“نعم، إنها رسالة من العائلة الإمبراطورية……!”
لماذا قد يرسل الإمبراطور رسالةً إليّ؟
“بالتأكيد ستكون أخباراً طيبة!”
صرخت جين بثقة، وعيناها تلمعان من الحماس.
“نعم، بالتأكيد ستكون أخباراً طيبة. افتحيها يا آنستي بسرعة.”
ثم تابعت ماري بنبرةٍ متحمسة، وحثّتني أيضاً.
“لمَ لا تفتحينها الآن؟”
“حسناً، ربما عليّ فعل ذلك.”
“بالطبع! لقد تغيرتِ كثيراً في الفترة الأخيرة، سيدتي! إلم تكونِ قد ارتكبتِ خطأ، فلا داعي للقلق.”
“صحيح، صحيح.”
أومأت الاثنتان برؤوسهما بثقة.
صحيح، لم أفعل شيئاً سيئاً مؤخراً يستدعي الخوف.
‘ربما لو كانت روئيلا القديمة لخافت، لكنني الآن أعيش حياةً هادئة جداً.’
……أو هذا ما كنتُ اعتقده.
ابتلعت ريقي وبدأت بفتح المظروف ببطء.
وما إن أخرجت الرسالة حتى ظهر اسم المرسل.
<هيلديون كايروس>
أوه، ما هذا؟
عاد الهدوء إلى قلبي بعد تلك الصدمة الأولى.
‘هيلديون؟ إذاً هي مجرد رسالة شكر على مساعدتي في المعبد.’
لم أكن أتوقع أن يرسلها بنفسه، لكنني شعرتُ براحةٍ أكبر وأنا أقرأ الرسالة.
ولكن، عندما وصلت إلى منتصف الرسالة……
“ما هذا……؟”
لم أستطع سوى أن أفتح عينيّ دهشة.
كما توقعت، تضمنت الرسالة كلمات شكرٍ على مساعدتي لهُ في المعبد قبل بضعة أيام، لكن ذلك كان مجرد تحية.
الموضوع الأساسي كان مختلفاً.
<…لقد علمتُ بمشروعكِ لنافورة التبرعات. وقد أثار اهتمامي هذا الأسلوب الفريد في التبرع، الذي لم أفكر فيه من قبل. لذا، إذا لم تجدِ بعد موقعاً مناسباً للنافورة، أود أن أقترح وضعها في المنطقة التجارية التي أخطط لإعادة تطويرها.>
كما أعرب عن رغبتهِ في لقائي شخصياً لمناقشة هذا الاقتراح بالتفصيل.
و طلب مني أن أرسل له موعدًا مناسبًا.
هاه، لم أتوقع أن أتلقى مثل هذا الاقتراح.
هل هو يحاول أن يعبر عن امتنانه لمساعدتي؟
لكن في الحقيقة، الشخص الذي استفاد من مساعدته هو أنا.
كنت أفكر في هذا الموقف غير القابل للفهم بينما كنتُ اعبس.
“لماذا تبدين هكذا يا آنستي؟ هل هناك شيء سيء مكتوب في الرسالة؟”
سألتني جين بقلق.
“لا، ليس كذلك. بل على العكس، إنها رسالةٌ جيدة.”
نعم، هي رسالة جيدة لدرجة أنها تبدو مشبوهة.
سردت لهما محتوى الرسالة باختصار.
و نظرًا لأنني لا أستطيع فهم سبب هذا الاقتراح بمفردي، أردت أن أسمع رأيهما.
“إذن، ما رأيكما؟ لماذا يقدم لي مثل هذا الاقتراح فجأة؟”
أغمضت ماري وجين أعينهما وكأنهما تفكران بجدية……لا، بل فتحتا عينيهما فجأة و صرختا بحماس.
“ببساطة، هو مهتمٌ بما تفعلينه هذه الأيام، آنستي!”
“نعم، لقد انتشرت بالفعل أخبار عن أن القديسة تلقت الوحي واستعادت الآثار المقدسة.”
“لكن، هذا وحده لا يكفي……”
______________________________
البسة نفس راعيتها يدورون مصلحتهم😂🤏🏻
برافو كذا بيطلع البطل كثير مع البطله
هههععههعاا
المهم متى تتكلم البسه
Dana