Hush Now, Saintess! - 36
‘أوه، لا يوجدُ شيءٌ هنا؟’
لم تجد رويلا شيئًا سوى طبقةٍ باهتة من الغبار على ظهر هيلديون.
لحسن الحظ، يبدو أن القطة لم تخدشه أيضًا.
لكن، لماذا يشعر بالألم إذاً؟
“لستُ متأكدة مما يؤلمك. لذا، سأحاول إزالة الغبار على الأقل.”
“شكرًا لمساعدتكِ.”
“لا داعي لذلك.”
وبينما كانت رويلا تمد يدها نحو ظهره، لاحظت شيئًا يزحف ببطء بين طبقات الغبار الباهتة.
‘هل هذا……؟’
الخطأ.
كانت هذه المرة الثانية التي اراهُ فيها اليوم، لذا كنتُ متأكدة مماهيته.
وكما توقعت، ظهرت رسالة التنبيه.
دينغ-!
< مهمةٌ جديدة (⊙ꇴ⊙)!
– إزالةُ الخطأ!
غبارُ الخطأ عالقٌ على ظهر هيلديون لنقم بإزالته ─=≡Σ(([ ⊐ •́⌂•̀]⊐!
– المكافأة: سمعة +3 / تخفيف ألم الهدف / نقاط إضافية في المهارات +10
– عند الفشل: سمعة -3 / تزداد احتمالية فشل مهمات ازالة الأخطاء الاخرى>
بينما كنتُ أقرأ المهمة، بدأتُ أتجهم وأفكر.
‘هل يمكن أن يظهر الخطأ لشخصٍ مرتين؟’
كنتُ قد أزلتُ الخطأ عن هيلديون سابقًا. لكن، ها هو يعود للظهور مجددًا.
آه، ربما……
‘بسبب اللعنة؟’
كانت فكرةً منطقية.
لطالما قيل بأن الأخطاء تتغذى على المشاعر والأفكار السلبية.
ربما، وبطريقةٍ مشابهة، تتغذى تلك الأخطاء على ل&نة “أهوبيف”، مما يجعلها تنمو.
‘هل يمكن إذاً أن تكون المكافأة “تخفيف ألم الهدف” مرتبطةً بتلك الل&نه؟’
كانت هذه أيضًا فرضية معقولة.
إذا كانت هناك علاقةٌ بين الل&نة والأخطاء، فقد يؤثر التخلص من هذا الخطأ على الل&نة بشكلٍ ما.
في الرواية، كان دائمًا يعاني بسبب اللعنة……
في تلك اللحظة، تذكرتُ شيئًا كنت قد نسيته.
‘الآن بعد ان فكرتُ في الأمر، لقد كان هذا الرجل هنا فاقدًا للوعي.’
بسبب حادثة الاضطراب السابقة نسيتُ ذلك مؤقتًا.
و عندها فقط تذكرت السؤال الذي كان يجب أن أطرحه منذ البداية.
“بالمناسبة، هل أنتَ بخير؟ سموك؟”
“ماذا؟”
“لقد……كنتَ فاقدًا للوعي هنا.”
“نعم.”
أجاب بإيجاز وكأنه قد نسي الأمر أيضًا.
“هل تريد أن أستدعي كاهنًا أو شخصًا آخر الآن؟”
“لا، لا حاجةَ لذلك.”
نعم، بالطبع.
إذا جاء المزيد من الناس، قد يكتشفون أمر اللعنة.
كنتُ أسأل فقط من باب المجاملة.
“حسنًا، إذاً.”
“……وهل هذا كل شيء؟”
“هاه؟ ماذا تقصد؟”
عندما نظرت إليه بعينين متسعتين وسألته، تحركت شفتاه بهدوء.
“عن سبب فقداني للوعي هنا…..”
ثم تابع،
“لا، لا شيء مهم.”
وأدار نظرهُ بعيدًا.
ابتلعت ريقي ومددت يدي مجددًا بعدما كنت قد توقفت.
لم أرغب في أن أتورط مع هيلديون، لكن لم يعد بالإمكان تجنب ذلك.
كما أن المهمة هذه أيضًا لا مفر منها.
في مثل هذه المواقف، لا خيار لي سوى التصرف وفق قناعاتي، إذا لم أستطع تجنب الأمر، فعليّ التعامل معه بأفضل شكل!
“إذًا، سأقوم بتنظيف الغبار.”
قلتُ ذلك بحزم ومددتُ يدي.
***
في ذلك المساء.
في وقت الغروب، حيث لم يكن اليوم في أوائل الصيف طويلاً ولا قصيرًا، عاد هيلديون إلى غرفته في القصر الامبراطوري متنهدًا مرارًا.
“لو استمريت في التنهد بهذا الشكل، ستنهار الأرض.”
“هستين.”
كان من أوقف تنهداته المتكررة هو مساعده هستين الذي دخل الغرفة بعد فتح الباب.
“ألم تطرق الباب؟”
“لقد فعلت، لكن يبدو أنك لم تسمعني.”
“اوه، ربما.”
تمتم هيلديون بهدوء وهو يمرر يده على وجهه.
تنهد مجددًا، بتنهيدةٍ خفيفة هذه المرة، مما دفع هستين إلى رفع حاجبه.
‘ما الذي حدث له ليكون بهذا الحال؟’
عندما ذهب للبحث عنه بسبب قلقه من تأخر عودته، وجده أخيرًا وحيدًا عند بوابة المعبد، بردائهِ المليء بالغبار.
اقترب منه على عجل، لكن حالته بدت أفضل مما توقع.
في الواقع، لم يكن هيلديون بخيرٍ فحسب، بل بدا في حالة جيدة للغاية، ما جعل هستين يشعر أن قلقه عليه كان بلا داعٍ.
ومع ذلك، كان وجهه يحمل نظرةً شاردة غريبة.
رغم أن تعابير وجهه بدت باردة كعادته، إلا أن هستين لاحظ تغيرًا طفيفًا للغاية.
“هل أنتَ بخير، يا صاحب السمو؟”
“……ظريف.”
“هاه؟ أنا؟”
“لن اقول لكَ مثل هذا التعبير الفظيع……”
تبادل الاثنان نظراتٍ مليئة بالازدراء لبعض الوقت، ثم ركبوا العربة وعادوا بهدوءٍ إلى القصر.
‘في الواقع، أردت أن أسأله أثناء ركوبنا العربة.’
ولكن، مهما كان ما يفكر فيه، فقد كان هيلديون ينظر إلى الخارج بشرود طوال الوقت، مما زاد من فضول هستين.
هيلديون، بتلك النظرة الجامدة والشاردة، يتفوه بكلمات مثل “ظريف” و”أرغبُ بأن يتم لمسي”……
يا للجنون.
لقد نجى بصعوبة وتمكن من تدارك الأمر، فقد كاد الموقف أن يودي بهِ الى الأسوأ.
دون أن يتخيل أبدًا أن هذه الأفكار كانت تخطر ببال هيلديون.
أخيرًا، طرح هستين السؤال الذي كان يؤجله.
“إذًا، ما الذي حدث في المعبد بالضبط؟”
“فقدتُ الوعي.”
“ماذا؟”
“ثم قابلتُ القديسة.”
“ماذاا؟”
عبس هستين من تسلسل الأحداث الغريب.
“إذًا، هل اكتشفت أمر الل&نة؟ وماذا عن كبير الكهنة؟ ألم يكن لديه أي حلول بخصوص الل&نة؟”
“القديسة لم تكتشف الل&نة، أما كبير الكهنة فقال بأنه لا يستطيعُ المساعدة.”
“هاه……”
تنهد هستين تنهدًا معقدًا، مزيجًا من ارتياحه لعدم اكتشاف القديسة اللعنة، وخيبة أمله من عدم تمكن كبير الكهنة من تقديم الحل.
“ولكن، هناك أمرٌ ما……”
“ماهو؟، يا صاحب السمو.”
“عندما تلمسني يد الكاهنة، يختفي الألم مؤقتًا.”
“هاه؟……هل هذا حقيقي؟”
أومأ هيلديون برأسه بهدوء.
لم يستطع نسيان اللحظة في باستيون عندما اختفى الألم بمجرد أن لمسته يد القديسة، ولكنه كان يظن أنها قد تكون مجرد صدفة، لذلك احتفظ بالأمر سرًا حتى عن هستين.
لكن اليوم، حصل هيلديون على اليقين.
ففي اللحظة التي لمست فيها القديسة ظهره، قائلة بجدية “إذًا، سأقوم بإزالة الغبار”، اختفى الألم المفاجئ كما يذوب الثلج، تمامًا كما حدث في باستيون.
أوضح هيلديون ما حدث اليوم، وكذلك ما مر به في باستيون، لهستين.
“إذًا، كانت هذه هي المرة الثانية بالفعل؟”
“نعم.”
“إذًا، ربما تكون القديسة هي المفتاح لفك الل&نة. لكن……”
توقف لبرهة، رافعًا حاجبيه بنظرةٍ حادة ذات طابع عقلاني، كانت تختلف عن نظرات هيلديون.
“إنه رهان غير مؤكدٍ بعد. هناك تأثير لتخفيف الألم، لكن قد لا تستطيع القديسة إزالة الل&نة نفسها. الرهان على هذا الآن ينطوي على مخاطرَ كبيرة. إذا فشلنا، قد تثار الشائعات دون أي نتيجةٍ تُذكر.”
“أتفق معك، ولهذا أفكر في خوض التجربة أولًا.”
“خوضها؟”
خوض ماذا، وكيف، وبأي طريقة؟
تنهد هستين سرًا ومسح جبهتهء
‘بصراحة، صاحب السمو بحاجة إلى بعض التدريب في طريقة التعبير عن مثل هذه الاحداث.’
أسلوبه الذي يحذف الأجزاء المهمة قد يدفع السامعين إلى تخيلاتٍ غريبة أحيانًا.
في تلك الأثناء، أخذ هيلديون وثيقةً من مكتبه وقدمها له.
“ما هذه……؟”
“ما رأيك؟”
فحص هستين الوثيقة وأومأ برأسه.
“إذا كان هذا، فيمكننا بالفعل تسهيل اللقاء مع القديسة بطريقةٍ طبيعية.”
***
في اليوم التالي.
ذهبتُ فورًا إلى الدوق بمجرد أن أشرقت الشمس.
كنتُ أرغب في الحصول على إذنٍ رسمي لرعاية القطة بشكل مؤقت.
“تريدين أن تربي كائنًا مقدساً……؟”
سألني الدوق بدهشة عندما طلبتُ منه السماح لي برعاية القطة في القصر.
هززت رأسي وصححت كلامي.
“ليس تربية، بل رعاية مؤقتة. كما ترى، القطة تحبني كثيرًا.”
مياو-!
أجابت القطة وكأنها تؤكد كلامي، وهي تلوح بذيلها بلطف.
“لم ترغب في الابتعاد عني، ولذلك طلب مني كبير الكهنة أن أعتني بها حتى تتعافى.”
“لكن، كما أعلم، لم يكن هناك أي حالة لتربية كائناتٍ مقدسة خارج المعبد حتى الآن.”
“لقد نجحت آنستنا في ذلك. كما هو متوقعٌ من ابنة دوق عائلة بريتا.”
همس الدوق، وأخذ جراهام، الذي كان واقفًا بجانبه، يضيف تعليقًا.
ابتسم الدوق قليلًا بعد أن كانت ملامحه متجمدة للحظة.
“همم، صحيح.”
‘جراهام انتَ رائع!’
نظرتِ إليه بنظرةٍ مليئة بالإعجاب.
فابتسم لي، وهو يغمز بعينه.
تدفق شعور غير قابل للوصف من الأخوة والصداقة في قلبي.
“بما أن الأمر قد تم الموافقة عليه في المعبد، اعتني بالقطة بأفضل طريقة. إن كنتِ بحاجة إلى أي شيء، فلا تتردد في إخباري.”
“نعم، شكرًا لكَ، والدي.”
في لحظة، بينما كنت أنحني مبتسمة من النتيجة الجيدة التي تحققت،
“مياو!”
فجأة، القطة التي كانت هادئة في حضني قفزت في الهواء مع صوت “مياو!” عالً .
_____________________________
هيلديون انجن😭
من الي يقعد يتمتم المسيني ومدري وش وهو متفشل😭
هستين الله معك🫱🏻🫲🏼
البسة شكلها بتسوي فعاليات🤏🏻
Dana